المبالغة في الحديث عن الحجاب هو هوس المكبوتين
29-07-2015, 02:44 PM
الحجاب هو هوس المكبوتين
ان كثرة الحديث عن الحجاب في هذا المنتدى و بشكل مبالغ فيه..
يعكس حقيقة أننا لا ننظر الى المرأة على أنها انسان...
بل ننظر اليها فقط كجسد ينبغي ستره...
لقد جعل المتأسلمون من "الحجاب" قضيتهم الأساسية لأنهم مكبوتين جنسياً...
هذه هي القضايا الجادة التي ينبغي الكتابة عنها :
مضطهدات العالم.. تعذيب واستعباد وتنكيل بالأجساد
في الوقت الذي حازت فيه المرأة في بعض الأقطار من الحقوق والحريات؛
ما مكنها من التحليق إلى الفضاء، و تقلد مناصب مرموقة تساهم من خلالها في صنع القرارات على أعلى المستويات، لا تزال كثيرات من النساء في أقطار أخرى؛ تتعرضن إلى أقسى أنواع الاضطهاد وينظر إليهن بدونية تصل إلى التشييء، تقتات من السياسات المخزية، والأعراف البالية والمعتقدات الفاسدة، والمفاهيم الخاطئة للرسالات السماوية، وكذا نزعة العنف وحب التسلط، أو بدعوى الوصاية على المرأة وحمايتها.
آلاف المشاهد لممارسات الوحشية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، رصدتها عيون العصر المكشوف صوتا وصورة، ووثّقتها بالإحصائيات؛ لتحيل أصحابها على مساءلة حتمية في محكمة التاريخ، وتضعهم أمام إدانة الشرفاء والعقلاء، نستعرض بعضا منها فيما يلي :
أسيرات في سجون الإحتلال الصهيوني
فصول من العذاب والمعاناة؛ تعيشها عشرات النساء الفلسطينيات القابعات في سجون
الإحتلال الصهيوني، حيث يواجهن ظروفا معيشية بالغة الصعوبة، كالإكتظاظ داخل الغرف، وانعدام أدنى شروط النظافة، ما يجعل المكان يعج بأنواع الحشرات والجرذان، إضافة إلى ما تفرضه إدارة السجون من عقوبات؛ كالحرمان من استقبال الزائرين، ونقلهن على الغرف الإنفرادية وتجريدهن من الملابس بدعوى التفتيش والكثير من المعاملات المسيئة التي تطال حتى القاصرات منهن.
وجوه الإيرانيات أمام خطر مادة الأسيد
وهي نازلة من النوازل الحديثة انتشرت مؤخرا في إيران، لكل من يرغب في عقاب امرأة أو الانتقام منها، وبدأت هذه الظاهرة منذ عام 2014؛ عندما استهدف متطرفون مئات النساء والفتيات في أصبهان بمادة الأسيد، لتمتد إلى مدن أخرى.
و أعلنت الشرطة الايرانية أن حادثة الحرق بالأسيد، لاتزال تصنع الحدث في إيران؛ حيث تم مؤخرا إحصاء أكثر من أربع حالات في ظرف أسبوع، كان آخرها ما تعرضت له امرأة من محافظة لورستان من تشوهات؛ إثر قيام شقيق زوجها بحرقها بمادة الأسيد هي وابنتها البالغة من العمر ثمان سنوات.
كاميرونيات بصدور مشوهة
في إحدى القبائل الكاميرونية، لا تزال الفتيات تسلّمن أجسادهن مرغمات لظلم الأعراف، حيث يتم تشويه صدر الفتاة بمجرد بلوغها؛ حتى يزهد فيها الجنس الآخر ولا يتم الإعتداء عليها.
موؤودات القرن الواحد والعشرين في الهند
وهي الظاهرة التي دقت بشأنها السلطات الهندية وكذا منظمة حقوق الإنسان الدولية ناقوس الخطر، وأصدرت إجراءات صارمة لمنعها، مع ذلك لا تزال تمارس بشكل غير قانوني في بعض المناطق القروية التي يكثر فيها الجهل والأمية، وتقل فيها سبل التوعية والتنمية. ويتم إجهاض الجنين بمجرد معرفة أنه أنثى؛ سواء بموافقة من الأم أو بإجبارها من طرف زوجها.
تزويج القاصرات جريمة تباركها سلطة الأعراف
في اليمن والسودان والهند والكثير من المناطق عبر العالم، لا تزال ظاهرة التزويج القسري للفتيات القاصرت تخلف آثارا وخيمة أخطرها الموت.
وجاء في تقرير أصدرته اليونسيف سنة 2014 أن واحدة من كل ثلاث فتيات، تجبر على الزواج وهي في سن الطفولة، ويحدث هذا غالبا في البلدان الفقيرة والنامية سيما البلدان التي لا تزال تحتكم إلى نظام قبلي تسيطر عليه الأعراف.
ورغم كل حملات التوعية ومجهودات المنظمات الحقوقية، وفرض قوانين تجرّم تزويج القاصرات؛ إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة، وتوقع الخبراء استمرارها إلى غاية 2050 على أمل بذل مجهودات أكبر للتقليل منها.
وتؤكد الكثير من الدراسات والإحصاءات أن معظم الفتيات اللواتي يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة هنّ الأكثر عرضة للعنف الأسرى، وأكثر عرضة للموت بسبب المضاعفات الناتجة عن الحمل والولادة مقارنة بالنساء في العشرينيات من العمر، وأكثر إنجابا لأجنة ميتة، وأطفالهن أكثر عرضة للموت خلال الشهر الأول، كما أنهن يتركن المدرسة غالبا ولا يكملن تحصيلهن العلمي.
ختان الإناث وجه آخر للاستبداد
جريمة أخرى من مخلفات الأزمنة الغابرة، لا تزال تمارس على الكثيرات إلى يومنا هذا، متسببة في ضياع مستقبلهن، حيث تتعرض الفتيات الخاضعات للختان على يد أشخاص غير مختصين، وبطرق تقليدية إلى خطر حدوث النزيف والالتهابات والعقم، كما قد تؤدي إلى الوفاة.
ويذكر أن هذه الظاهرة لا تزال منتشرة في بعض دول إفريقيا على رأسها مصر والسودان وأثيوبيا، وكذا بعض دول شرق آسيا مثل أندونيسيا، رغم تجريمها القانوني والديني حيث أصدر الشيخ علي جمعة في عام 2007، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بيان عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له في جوهر الشريعة الإسلامية أو أي من أحكامه الجزئية.
خادمات تحت خط العبودية
جاء في تقرير عرض في شبكة النبأ المعلوماتية؛ أن العمالة الوافدة على دول الخليج تعاني من الاستغلال وسوء المعاملة، خاصة عاملات البيوت حسب شهادة المراقبين الدوليين، وجاء في التقرير أن هؤلاء الخادمات يتعرضن إلى الإستعباد والإنتهاكات الجنسية، إضافة إلى عدم دفع الرواتب أو التاخر في دفعها، وتشير بعض التقارير إلى وجود أكثر من مليوني خادمة في دول الخليج العربية، لا تخضع لقانون العمل وهو ما يعرضهم للكثير من المشاكل والمخاطر التي قد تصل إلى القتل، وتشير التقارير إلى أن الكثير من الخادمات الآسيويات يهربن من بيوت مخدوميهن سنويا بسبب سوء المعاملة وتتم إعادة معظمهن إلى بلدانهن.
ويذكر أن هذه المشاكل لا تخص الخادمات الوافدات على دول الخليج فحسب، إنما تمتد إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وفي الكثير من دول العالم.
سوريات وعراقيات في سوق النخاسة
بعد النيجيريات اللواتي تم اختطافهن من طرف جماعة بوكو حرام، وبيعهن على طريقة السبايا والإماء في عصور خلت، أتى الدور على العراقيات والسوريات ليتم عرضهن وهنّ عاريات في مزاد علني، وهذا ما أكدته ممثلة الأمم المتحدة زينب بنغورا لوكالة CNN حيث قالت أن ما يحدث عند دخول "داعش" الإرهابي لقرية أيزيدية، أنهم يستهدفون الفتيات اليافعات دون كبيرات السن ويتم فحصهن لإثبات العذرية، ثم يقررون من يتم إرسالهن إلى الرّقة عاصمة الدولة الإسلامية داعش، وهناك يتم عرضهن في سوق بالمزاد ليتم شراؤهن من طرف الرجال
و الشكر الخالص لأماني أريس على الروبورتاج
إذا افترضنا أن هناك ارتباط شرطي بين الدين وبين الأخلاق فان السلوك الإنساني القويم لا يمكن ربطه بالضرورة بالحجاب لان هناك الكثيرات من غير المحجبات، متدينات أو غير متدينات، لهن من الفضائل وحسن السلوك ما يفوق كثيرات من المحجبات.
وسوف يكون الأمر أكثر قسوة علي المدافعين عن الحجاب لان كثيرات من المختلفين في الدين خارج وداخل الوطن لا يقل عطائهم، بل ربما يزيد، عمن شاركن فيه من المحجبات.
وليس العكس صحيحا بالضرورة.
فكثير من المحجبات يلتزمن بسلوك راق وفضائل أخلاقية ليس لأنهن مرتديات الحجاب بل لان الضمير الإنساني العام والذي تشاركهن فيه أيضا الغير محجبات يلزمهن جميعا بفضائل الخلق.
ما سبق سيدفعنا إلي الاستنتاج العام بان الزى أيا كان نوعه لا يحقن، داخل النفس البشرية تلقائيا وبمجرد لبسه، مكارم الخلق أو حسنيات السلوك ،
وخاصة للمسلمين الذين يرفض التخلف مغادرة عالمهم، لإرشادهم إليها للتخلص من هزائمهم المتكررة وتخلفهم المزمن والمعاندة ضد دروس من الممكن الاستفادة منها.
فرغم أن التكرار يعلم البشر وغير البشر كيفية التغلب علي المصاعب بالتجريب صوابا مرة وبالخطأ مرة،
إلا أن كوارث المسلمين من الرجال الحريصين علي أداء الفروض والإضافات النسكية بإفراط، والنساء بالحجاب، تتكرر بلا انقطاع.
أما إذا اعتبرنا أن الحجاب هو منافسة في التمظهر ومحاولة الظهور بشكل متدين فان هذا الشكل لا ينطلي إلا علي الناس البسطاء فكرا وثقافة ناهيك عن الدارسين لعلوم السلوك والاجتماع والنفس ممن لا يمكن خداعهم.
العمل العام وجوده الأداء الذي له مردود حقيقي في تعظيم ثروة البشر في كل مناحيها من فكر وعائد مالي وثقافة وتقدم وامن لا يمكن لأي عاقل أن يعتقد أن كل تلك المكاسب مرهونه بزي ما أو سلوك ديني مفرط في الأداء كصلاة وصوم وحج ... الخ.
وإلا فكيف يمكن تفسير كل هذا التقدم للبشر شرقا وغربا بدون أن يمارسوا طقسا إسلاميا واحدا بل وكثيرين منهم لا يعرفون شيئا عن الله وأنبياؤه وتلك الكتب السماوية الثلاث والتي يدين بها كثير من سكان أهل الشرق الأوسط .
لكن إذا رسمت خريطة الإنتاج من عوائد العمل والإبداع والقدرة علي بناء أشكال وأنماط اجتماعية ومؤسسات مدنية بتشريعات راقية وحضارية، ليست من الدين في شئ، فان المسلمين بصلواتهم وحجابهم وصومهم وحجهم سيكونون في ذيل القائمة.
أما عن خريطة التعليم الجامعي وتولد الأفكار والإبداع الفني فان المسلمين قطعا خارج المسابقة.
فتفوق المسلمين الوحيد في الإنجاب المتتالي بلا ضوابط لكنهم لا يملكون ذات القدرات الاخري مما جعلهم في ذيل أي تعداد أو خارج قائمته.
لهذا فان بعض من قادة الإسلام السياسي الغير مهتمين بالكيف إنما بالكم العددي صرح ومعه آخرون أن تعداد المسلمين في فرنسا في العام 2050 سيجعل الإسلام دين الأكثرية مفترضا أن هؤلاء الفرنسيون سذجا إلي حد إلغاء وجودهم بكل ثرائه الحضاري لمجرد الاستضافة التي تفرضها بعض الشروط الاقتصادية كسعر العمل المتدني عند العرب والمسلمين،
أو لجوئهم لفضاءات سياسية ودينية وأخلاقية واقتصادية لا مثيل لها في بلاد المسلمين حيث أتوا منها وهاربين من جحيمها.
فكل تلك الدعاية السياسية ضد الغرب وأوروبا بأنها بلاد انحلال وتفسخ وعري وتبرج وليست آمنه وبها مفاسد إنسانية تدحضها صفحات الحوادث بنفس الصحف المحلية
عندما نقرأ أن الشباب المسلم الذي فشل خطاب الدعاية المحلي في ضبط بوصله عقله للتوجه إلي قبلة الكراهية فان ذات الصحف تنشر أخبار هروبه متخفيا للجوء إلي تلك البلاد بعد أن يبذل الرخيص والغالي أو حصيلة مدخراته للوصول إلي الشواطئ الأوروبية أملا في حياه كريمة،
و مستخدما أساليب ووسائل غير إنسانية، تعوَّد عليها في بلاده، كالانحشار في حاويات أو الهروب في قعر السفن المتهالكة بدون أي ضمانات أمنية لا في الرحلة أو في مرفأ الوصول ناهيك عن الأمن المفقود في بلاد الطرد.
فهل كانت لصفحات الفكر الديني وكل هذه الدعاية الدينية وبرامج الدعوة والنصح والإرشاد من رجال دين ومريديهم من هواه الدعوة المجانية أو المدفوعة الأجر، من اثر
اللهم إلا تأجيج المشاعر ضد الأضعف من أهل الأوطان كالنساء بأنهم لولا الحجاب لفسدت الأرض.
فزايدت الفقيرات عقلا والأفقر ثقافة بتقليد أو باستيراد أزياء تنتمي إلي مراحل بدائية في تاريخ التطور المجتمعي حيث اعتبرت المرأة كلها مصدرا للفتنه،
فلا يري منها الرجل صاحب الفتوى سوي هذا الأمر دون باقي قدراتها الأكثر رقيا في سلم التطور الإنساني.
فرجال الدين ومشايخ الإسلام ومن خلال تركيزهم علي أمور الحس الجسدي يعطون نموذجا غرائزي لا يري سوي المتعة الحسية دون البعد الإنساني في المرأة كما لو أن الهوس الجنسي فقط هو ما يشغل العقل العربي والإسلامي.
فكما قال سيجموند فرويد، الذي يرتجف منه علماء الدين الإسلامي
" ما يمكن للعقل التفكر فيه هو فقط ما يمكنه فقط الحديث عنه".
وتظل مطالبه واشباعاته منها مكبوتة لعدم تحققها
فلا تظهر إلا كسلوكيات عدوانية لا تفسير لها. لهذا فحديث أهل العلم ومن ينبغي علينا سؤالهم في أمور الدين لا يصدر منهم إلا خطاب جنسي يتماهي في الأخلاق الكريمة لكنه يمارس عدوانا لا يعرف هو كيف يفسره فيقع تحت طائلة القانون.
ويبدو الرجال من أصحاب تلك الدعاوى عن النقاب بعد أن أوهموا المرأة، الأضعف في المجتمع، بالحجاب أن إدارة المجتمع تبدأ من التحكم بها وبزيها.
لكن حقيقة ما يجري حولنا في المشرق العربي أن التوقف عند تلك الحجة أوقفت أيضا أي قدرة ذهنية للتفكر في أمور أكثر فائدة لناس والمجتمع.
فتلك المجتمعات الخليجية الوهابية لا نشاط لها سوي مراقبة المرأة تلصصا عليها والتفتيش علي مدي التزامهم بالطقوس الإسلامية. ساعين وراء أي لحم مكشوف لإثبات تدينهم وتقواهم.
متناسين أن الدين هو علاقة خاصة بين الفرد وربه لها خصوصية لا يجوز الاعتداء عليها ولها حرمة لا يجوز التفتيش فيها.
وهو ذات السبب الذي جعل من أوروبا والغرب وكل بلاد العالم خارج جزيرة العرب تنعم بالحرية الدينية والفردية مناط الابتكار والإبداع والقوة.
بهذا يصبح رجال الدين عندنا كأعداء لنا ومصدرا لضعفنا مستقبلا بحرصهم علي قيادة المجتمع عكس ما يفرضه التاريخ من إمكانية التقدم.
لكن يبدوا أن العقل الإسلامي البسيط لدي الفئة الجديدة من الدعاة الذين مللنا من كلامهم قامت بعمل رابطة شرطية- لاواعيه - بين ثروة النفط وبين التدين علي النمط البدوي القبلي بكل ما يحمله من عادات وأنماط في الزى والسلوك.
تلك الرابطة أوحتها لهم الحركة الوهابية بخداع فكري وتضليل نظري لا مثيل.
فلان النفط وثروته الريعية السهلة لم تظهر إلا في بلاد ذلك الزى، فإننا لو تدينا ومارسنا تلك السلوكيات في الأزياء وأصبحنا اعداءا للبشر وللحريات ولباقي الأديان فربما يتفجر النفط في أراضينا أيضا.
ولان العقل المتلقي الأكثر بساطه وسطحية غير قادر علي التساؤل الصعب فانه لم يسال لماذا العالم حولنا ثري بلا ضعف وقوي أحيانا بلا ثروة؟
محمد البدري
بتصرف
ان كثرة الحديث عن الحجاب في هذا المنتدى و بشكل مبالغ فيه..
يعكس حقيقة أننا لا ننظر الى المرأة على أنها انسان...
بل ننظر اليها فقط كجسد ينبغي ستره...
لقد جعل المتأسلمون من "الحجاب" قضيتهم الأساسية لأنهم مكبوتين جنسياً...
هذه هي القضايا الجادة التي ينبغي الكتابة عنها :
مضطهدات العالم.. تعذيب واستعباد وتنكيل بالأجساد
في الوقت الذي حازت فيه المرأة في بعض الأقطار من الحقوق والحريات؛
ما مكنها من التحليق إلى الفضاء، و تقلد مناصب مرموقة تساهم من خلالها في صنع القرارات على أعلى المستويات، لا تزال كثيرات من النساء في أقطار أخرى؛ تتعرضن إلى أقسى أنواع الاضطهاد وينظر إليهن بدونية تصل إلى التشييء، تقتات من السياسات المخزية، والأعراف البالية والمعتقدات الفاسدة، والمفاهيم الخاطئة للرسالات السماوية، وكذا نزعة العنف وحب التسلط، أو بدعوى الوصاية على المرأة وحمايتها.
آلاف المشاهد لممارسات الوحشية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، رصدتها عيون العصر المكشوف صوتا وصورة، ووثّقتها بالإحصائيات؛ لتحيل أصحابها على مساءلة حتمية في محكمة التاريخ، وتضعهم أمام إدانة الشرفاء والعقلاء، نستعرض بعضا منها فيما يلي :
أسيرات في سجون الإحتلال الصهيوني
فصول من العذاب والمعاناة؛ تعيشها عشرات النساء الفلسطينيات القابعات في سجون
الإحتلال الصهيوني، حيث يواجهن ظروفا معيشية بالغة الصعوبة، كالإكتظاظ داخل الغرف، وانعدام أدنى شروط النظافة، ما يجعل المكان يعج بأنواع الحشرات والجرذان، إضافة إلى ما تفرضه إدارة السجون من عقوبات؛ كالحرمان من استقبال الزائرين، ونقلهن على الغرف الإنفرادية وتجريدهن من الملابس بدعوى التفتيش والكثير من المعاملات المسيئة التي تطال حتى القاصرات منهن.
وجوه الإيرانيات أمام خطر مادة الأسيد
وهي نازلة من النوازل الحديثة انتشرت مؤخرا في إيران، لكل من يرغب في عقاب امرأة أو الانتقام منها، وبدأت هذه الظاهرة منذ عام 2014؛ عندما استهدف متطرفون مئات النساء والفتيات في أصبهان بمادة الأسيد، لتمتد إلى مدن أخرى.
و أعلنت الشرطة الايرانية أن حادثة الحرق بالأسيد، لاتزال تصنع الحدث في إيران؛ حيث تم مؤخرا إحصاء أكثر من أربع حالات في ظرف أسبوع، كان آخرها ما تعرضت له امرأة من محافظة لورستان من تشوهات؛ إثر قيام شقيق زوجها بحرقها بمادة الأسيد هي وابنتها البالغة من العمر ثمان سنوات.
كاميرونيات بصدور مشوهة
في إحدى القبائل الكاميرونية، لا تزال الفتيات تسلّمن أجسادهن مرغمات لظلم الأعراف، حيث يتم تشويه صدر الفتاة بمجرد بلوغها؛ حتى يزهد فيها الجنس الآخر ولا يتم الإعتداء عليها.
موؤودات القرن الواحد والعشرين في الهند
وهي الظاهرة التي دقت بشأنها السلطات الهندية وكذا منظمة حقوق الإنسان الدولية ناقوس الخطر، وأصدرت إجراءات صارمة لمنعها، مع ذلك لا تزال تمارس بشكل غير قانوني في بعض المناطق القروية التي يكثر فيها الجهل والأمية، وتقل فيها سبل التوعية والتنمية. ويتم إجهاض الجنين بمجرد معرفة أنه أنثى؛ سواء بموافقة من الأم أو بإجبارها من طرف زوجها.
تزويج القاصرات جريمة تباركها سلطة الأعراف
في اليمن والسودان والهند والكثير من المناطق عبر العالم، لا تزال ظاهرة التزويج القسري للفتيات القاصرت تخلف آثارا وخيمة أخطرها الموت.
وجاء في تقرير أصدرته اليونسيف سنة 2014 أن واحدة من كل ثلاث فتيات، تجبر على الزواج وهي في سن الطفولة، ويحدث هذا غالبا في البلدان الفقيرة والنامية سيما البلدان التي لا تزال تحتكم إلى نظام قبلي تسيطر عليه الأعراف.
ورغم كل حملات التوعية ومجهودات المنظمات الحقوقية، وفرض قوانين تجرّم تزويج القاصرات؛ إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة، وتوقع الخبراء استمرارها إلى غاية 2050 على أمل بذل مجهودات أكبر للتقليل منها.
وتؤكد الكثير من الدراسات والإحصاءات أن معظم الفتيات اللواتي يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة هنّ الأكثر عرضة للعنف الأسرى، وأكثر عرضة للموت بسبب المضاعفات الناتجة عن الحمل والولادة مقارنة بالنساء في العشرينيات من العمر، وأكثر إنجابا لأجنة ميتة، وأطفالهن أكثر عرضة للموت خلال الشهر الأول، كما أنهن يتركن المدرسة غالبا ولا يكملن تحصيلهن العلمي.
ختان الإناث وجه آخر للاستبداد
جريمة أخرى من مخلفات الأزمنة الغابرة، لا تزال تمارس على الكثيرات إلى يومنا هذا، متسببة في ضياع مستقبلهن، حيث تتعرض الفتيات الخاضعات للختان على يد أشخاص غير مختصين، وبطرق تقليدية إلى خطر حدوث النزيف والالتهابات والعقم، كما قد تؤدي إلى الوفاة.
ويذكر أن هذه الظاهرة لا تزال منتشرة في بعض دول إفريقيا على رأسها مصر والسودان وأثيوبيا، وكذا بعض دول شرق آسيا مثل أندونيسيا، رغم تجريمها القانوني والديني حيث أصدر الشيخ علي جمعة في عام 2007، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بيان عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له في جوهر الشريعة الإسلامية أو أي من أحكامه الجزئية.
خادمات تحت خط العبودية
جاء في تقرير عرض في شبكة النبأ المعلوماتية؛ أن العمالة الوافدة على دول الخليج تعاني من الاستغلال وسوء المعاملة، خاصة عاملات البيوت حسب شهادة المراقبين الدوليين، وجاء في التقرير أن هؤلاء الخادمات يتعرضن إلى الإستعباد والإنتهاكات الجنسية، إضافة إلى عدم دفع الرواتب أو التاخر في دفعها، وتشير بعض التقارير إلى وجود أكثر من مليوني خادمة في دول الخليج العربية، لا تخضع لقانون العمل وهو ما يعرضهم للكثير من المشاكل والمخاطر التي قد تصل إلى القتل، وتشير التقارير إلى أن الكثير من الخادمات الآسيويات يهربن من بيوت مخدوميهن سنويا بسبب سوء المعاملة وتتم إعادة معظمهن إلى بلدانهن.
ويذكر أن هذه المشاكل لا تخص الخادمات الوافدات على دول الخليج فحسب، إنما تمتد إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وفي الكثير من دول العالم.
سوريات وعراقيات في سوق النخاسة
بعد النيجيريات اللواتي تم اختطافهن من طرف جماعة بوكو حرام، وبيعهن على طريقة السبايا والإماء في عصور خلت، أتى الدور على العراقيات والسوريات ليتم عرضهن وهنّ عاريات في مزاد علني، وهذا ما أكدته ممثلة الأمم المتحدة زينب بنغورا لوكالة CNN حيث قالت أن ما يحدث عند دخول "داعش" الإرهابي لقرية أيزيدية، أنهم يستهدفون الفتيات اليافعات دون كبيرات السن ويتم فحصهن لإثبات العذرية، ثم يقررون من يتم إرسالهن إلى الرّقة عاصمة الدولة الإسلامية داعش، وهناك يتم عرضهن في سوق بالمزاد ليتم شراؤهن من طرف الرجال
و الشكر الخالص لأماني أريس على الروبورتاج
إذا افترضنا أن هناك ارتباط شرطي بين الدين وبين الأخلاق فان السلوك الإنساني القويم لا يمكن ربطه بالضرورة بالحجاب لان هناك الكثيرات من غير المحجبات، متدينات أو غير متدينات، لهن من الفضائل وحسن السلوك ما يفوق كثيرات من المحجبات.
وسوف يكون الأمر أكثر قسوة علي المدافعين عن الحجاب لان كثيرات من المختلفين في الدين خارج وداخل الوطن لا يقل عطائهم، بل ربما يزيد، عمن شاركن فيه من المحجبات.
وليس العكس صحيحا بالضرورة.
فكثير من المحجبات يلتزمن بسلوك راق وفضائل أخلاقية ليس لأنهن مرتديات الحجاب بل لان الضمير الإنساني العام والذي تشاركهن فيه أيضا الغير محجبات يلزمهن جميعا بفضائل الخلق.
ما سبق سيدفعنا إلي الاستنتاج العام بان الزى أيا كان نوعه لا يحقن، داخل النفس البشرية تلقائيا وبمجرد لبسه، مكارم الخلق أو حسنيات السلوك ،
وخاصة للمسلمين الذين يرفض التخلف مغادرة عالمهم، لإرشادهم إليها للتخلص من هزائمهم المتكررة وتخلفهم المزمن والمعاندة ضد دروس من الممكن الاستفادة منها.
فرغم أن التكرار يعلم البشر وغير البشر كيفية التغلب علي المصاعب بالتجريب صوابا مرة وبالخطأ مرة،
إلا أن كوارث المسلمين من الرجال الحريصين علي أداء الفروض والإضافات النسكية بإفراط، والنساء بالحجاب، تتكرر بلا انقطاع.
أما إذا اعتبرنا أن الحجاب هو منافسة في التمظهر ومحاولة الظهور بشكل متدين فان هذا الشكل لا ينطلي إلا علي الناس البسطاء فكرا وثقافة ناهيك عن الدارسين لعلوم السلوك والاجتماع والنفس ممن لا يمكن خداعهم.
العمل العام وجوده الأداء الذي له مردود حقيقي في تعظيم ثروة البشر في كل مناحيها من فكر وعائد مالي وثقافة وتقدم وامن لا يمكن لأي عاقل أن يعتقد أن كل تلك المكاسب مرهونه بزي ما أو سلوك ديني مفرط في الأداء كصلاة وصوم وحج ... الخ.
وإلا فكيف يمكن تفسير كل هذا التقدم للبشر شرقا وغربا بدون أن يمارسوا طقسا إسلاميا واحدا بل وكثيرين منهم لا يعرفون شيئا عن الله وأنبياؤه وتلك الكتب السماوية الثلاث والتي يدين بها كثير من سكان أهل الشرق الأوسط .
لكن إذا رسمت خريطة الإنتاج من عوائد العمل والإبداع والقدرة علي بناء أشكال وأنماط اجتماعية ومؤسسات مدنية بتشريعات راقية وحضارية، ليست من الدين في شئ، فان المسلمين بصلواتهم وحجابهم وصومهم وحجهم سيكونون في ذيل القائمة.
أما عن خريطة التعليم الجامعي وتولد الأفكار والإبداع الفني فان المسلمين قطعا خارج المسابقة.
فتفوق المسلمين الوحيد في الإنجاب المتتالي بلا ضوابط لكنهم لا يملكون ذات القدرات الاخري مما جعلهم في ذيل أي تعداد أو خارج قائمته.
لهذا فان بعض من قادة الإسلام السياسي الغير مهتمين بالكيف إنما بالكم العددي صرح ومعه آخرون أن تعداد المسلمين في فرنسا في العام 2050 سيجعل الإسلام دين الأكثرية مفترضا أن هؤلاء الفرنسيون سذجا إلي حد إلغاء وجودهم بكل ثرائه الحضاري لمجرد الاستضافة التي تفرضها بعض الشروط الاقتصادية كسعر العمل المتدني عند العرب والمسلمين،
أو لجوئهم لفضاءات سياسية ودينية وأخلاقية واقتصادية لا مثيل لها في بلاد المسلمين حيث أتوا منها وهاربين من جحيمها.
فكل تلك الدعاية السياسية ضد الغرب وأوروبا بأنها بلاد انحلال وتفسخ وعري وتبرج وليست آمنه وبها مفاسد إنسانية تدحضها صفحات الحوادث بنفس الصحف المحلية
عندما نقرأ أن الشباب المسلم الذي فشل خطاب الدعاية المحلي في ضبط بوصله عقله للتوجه إلي قبلة الكراهية فان ذات الصحف تنشر أخبار هروبه متخفيا للجوء إلي تلك البلاد بعد أن يبذل الرخيص والغالي أو حصيلة مدخراته للوصول إلي الشواطئ الأوروبية أملا في حياه كريمة،
و مستخدما أساليب ووسائل غير إنسانية، تعوَّد عليها في بلاده، كالانحشار في حاويات أو الهروب في قعر السفن المتهالكة بدون أي ضمانات أمنية لا في الرحلة أو في مرفأ الوصول ناهيك عن الأمن المفقود في بلاد الطرد.
فهل كانت لصفحات الفكر الديني وكل هذه الدعاية الدينية وبرامج الدعوة والنصح والإرشاد من رجال دين ومريديهم من هواه الدعوة المجانية أو المدفوعة الأجر، من اثر
اللهم إلا تأجيج المشاعر ضد الأضعف من أهل الأوطان كالنساء بأنهم لولا الحجاب لفسدت الأرض.
فزايدت الفقيرات عقلا والأفقر ثقافة بتقليد أو باستيراد أزياء تنتمي إلي مراحل بدائية في تاريخ التطور المجتمعي حيث اعتبرت المرأة كلها مصدرا للفتنه،
فلا يري منها الرجل صاحب الفتوى سوي هذا الأمر دون باقي قدراتها الأكثر رقيا في سلم التطور الإنساني.
فرجال الدين ومشايخ الإسلام ومن خلال تركيزهم علي أمور الحس الجسدي يعطون نموذجا غرائزي لا يري سوي المتعة الحسية دون البعد الإنساني في المرأة كما لو أن الهوس الجنسي فقط هو ما يشغل العقل العربي والإسلامي.
فكما قال سيجموند فرويد، الذي يرتجف منه علماء الدين الإسلامي
" ما يمكن للعقل التفكر فيه هو فقط ما يمكنه فقط الحديث عنه".
وتظل مطالبه واشباعاته منها مكبوتة لعدم تحققها
فلا تظهر إلا كسلوكيات عدوانية لا تفسير لها. لهذا فحديث أهل العلم ومن ينبغي علينا سؤالهم في أمور الدين لا يصدر منهم إلا خطاب جنسي يتماهي في الأخلاق الكريمة لكنه يمارس عدوانا لا يعرف هو كيف يفسره فيقع تحت طائلة القانون.
ويبدو الرجال من أصحاب تلك الدعاوى عن النقاب بعد أن أوهموا المرأة، الأضعف في المجتمع، بالحجاب أن إدارة المجتمع تبدأ من التحكم بها وبزيها.
لكن حقيقة ما يجري حولنا في المشرق العربي أن التوقف عند تلك الحجة أوقفت أيضا أي قدرة ذهنية للتفكر في أمور أكثر فائدة لناس والمجتمع.
فتلك المجتمعات الخليجية الوهابية لا نشاط لها سوي مراقبة المرأة تلصصا عليها والتفتيش علي مدي التزامهم بالطقوس الإسلامية. ساعين وراء أي لحم مكشوف لإثبات تدينهم وتقواهم.
متناسين أن الدين هو علاقة خاصة بين الفرد وربه لها خصوصية لا يجوز الاعتداء عليها ولها حرمة لا يجوز التفتيش فيها.
وهو ذات السبب الذي جعل من أوروبا والغرب وكل بلاد العالم خارج جزيرة العرب تنعم بالحرية الدينية والفردية مناط الابتكار والإبداع والقوة.
بهذا يصبح رجال الدين عندنا كأعداء لنا ومصدرا لضعفنا مستقبلا بحرصهم علي قيادة المجتمع عكس ما يفرضه التاريخ من إمكانية التقدم.
لكن يبدوا أن العقل الإسلامي البسيط لدي الفئة الجديدة من الدعاة الذين مللنا من كلامهم قامت بعمل رابطة شرطية- لاواعيه - بين ثروة النفط وبين التدين علي النمط البدوي القبلي بكل ما يحمله من عادات وأنماط في الزى والسلوك.
تلك الرابطة أوحتها لهم الحركة الوهابية بخداع فكري وتضليل نظري لا مثيل.
فلان النفط وثروته الريعية السهلة لم تظهر إلا في بلاد ذلك الزى، فإننا لو تدينا ومارسنا تلك السلوكيات في الأزياء وأصبحنا اعداءا للبشر وللحريات ولباقي الأديان فربما يتفجر النفط في أراضينا أيضا.
ولان العقل المتلقي الأكثر بساطه وسطحية غير قادر علي التساؤل الصعب فانه لم يسال لماذا العالم حولنا ثري بلا ضعف وقوي أحيانا بلا ثروة؟
محمد البدري
بتصرف
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 29-07-2015 الساعة 03:01 PM