السلام عليكم
فائدة عظيمة ذكرها الشيخ في مقدمة شرح الأصول و هي تلقى العلم من أصوله ومبادئه لا أن تلقيه من فروعه فإن هذا يضيعه ولا يحصل على شيء و أصل هذا الدين في عقيدته فمتى تدرج طالب العلم في فهمها متى أمكنه استيعاب فروعه من فقه و سلوك و العمل بهما
و أتى بمثال في روعته حكمة يجب أن تؤخد اية من سورة البقرة ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
فهؤلاء سألوا عن الأهلة لماذا يبدأ الهلال صغيرا ثم يكبر ثم يكبر حتى يتكامل ثم يصغر حتى يعودهلالا ؟ فعتب الله عليهم ، ووجههم أنيسألوا عما ينفعهم ، وأن يأتوا بيوت العلم من أبواﺑﻬا
أما السؤال عن الهلال وأحواله وصغره وكبره ، فهذا لا فائدة لهم فيه ، بل الفائدة هيأن يسألوا عما يحتاجون إليه ، وهو معرفة فوائد الأهلة ولهذا قال (قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...) فبين لهم فوائدها وهي أن الله جعلها مواقيت للناس يعرفون ﺑﻬا العباداتوالمعاملات والآجال أو كما قال الشيخ.
فأرشدهم إلى فوائد الأهلة ولم يجبهم عن سؤالهم عن حقيقة الأهلة ، لأنه ليس لهمفي ذلك فائدة وليوجههم إلى ما ينبغي أن يسألوا عنه ، وهو أبواب العلم لا ظهور العلموالمسائل الفضولية التي لا يحتاجون إليها ، وإن احتاجوا إليها فهي حاجة قليلة
فعلى من أراد أن يفهم دينه فلينظر في أصوله فإذا فهمها فقد قطع شوطا كبير في فهمه
و للأسف تجد الكثيرين قد خاضوا في فروعه فما استقام في عقولهم فهم فرع و لا أصل