رد: المقامة الرمضانية للأستاذ محمد بوسلامة الجزائري
02-07-2012, 11:10 AM
أريد أن أتفذلك قليلا رغم أني لا أحسن حتى مبادئ النحو، لكن الشغف يهور ويدمر
تفذلك عبدالقادر الشروقي قال :
أمر عبد الحي عجيب، حير كل لبيب، كما نقل عن بوسلامة نجيب، قد جلى لنا نهاره، وخلى عنا عاره، إذا أسدل الليل ستاره.
حدثتني زوجته العروب، عما أخفاه عنا الغروب :
فما أن يسبق أذان الإذاعة، نداء مسجد الجماعة، فقد حل نحر المجاعة، و رحّب عبد الحي بالسيجارة، بعد أن منعت من الزيارة
ثم هرع إلى المائدة، فإنها قبل الفائدة، فقلت له : يا رجل صلاة الغروب، قال إن ربك غفار الذنوب، ثم ألم يقول سيد الأنام : قدم على الصلاة الطعام !!!
قلت عجيب امرك يا فقيه الزمان، هلا حللت بتمر بدل الدخان، ثم قصدت المسجد كسائر الجيران؟
قال كفي عني يا ثرثارة، فإني قد فقدت بالجوع كل إنارة، فأصبحت لا أبصر إلا السيجارة
تناول حساء، وأكل مما شاء، فما فاء حتى باء بجشاء !
فشرب حتى ارتوى، وقام فما قوى، ثم في الفراش هوى، فقد حلت ساعة الهوى ! ووقت الفكاهة قد حان، والعكوف على التلفاز قد آن
فمن قناة إلى قنوات، من نظرة إلى نظرات، فالقلب قد سم ومات، وأما المغرب فقد فات،
قلت: يا رجل، إنك في أمر عَظُم و جلّ، ألست في وجل ؟ لم يبق للعشاء، إلا قدر وضوء بماء، وأنت لم تصل المغرب بعد، فأَفِقْ ولرشدك وَعُدْ !
كعادته سب، فكذلك شب،
توضأ بِكسل، وكان ما حصل، ثم راح للتراويح، وفاح منه كل قبيح، إذ فرط في زوج من الفريضة، فيا لمصيبته العريضة !
نقر العشاءين نقرا، وعصرهما عصرا، ليدرك القيام، خلف الإمام!
مسكين عبد الحي، وما بلغه من العيّ، إذ تجده بالنوافل شحيح، فلا تشغله النوازل عن التراويح، وأما الصلوات العُمد، فقد تركها بعمد
المهم أنه بجسده قد حضر، فما تدبر قراءة وما عبر، فإنه كان في شغل عن الجنة والنار، بما سيفعله إذا رجع للدار، أويسهر مع الرفاق، بالدومينو في الزقاق، أو يتابع المسلسل، الذي شغف به القلب المعللّ !
سلم الإمام، ففاق وقام، إذ قرر واختار، بعد أن فكر واحتار، والمقهى كان آخر خيار، فإنه به صحب خيار! فما أرجأ بل هرول، وعلى المقهى عوّل ....
كلّ عبد الحي من السهر، إذ قل في الحي أهل السمر، فلابد من الرجوع، للتحصين ضد الجوع، فالسحور سنة! وطريق للجنة !
فبكلام أفزع أهله، وبالسب استهله : اما زلتم نياما، أيها اللئاما ! فالصبح أسفر أو كاد، والنوم لعب بكم وكاد !
أكل فما تضجر، ونام بعد أن تسحر، وفاته الفجر فما تحسر،
أيقظه القيظ بعد الزوال، فصل الفذلكة بالمقامة الزلال
أعني أكمل القصة من المقامة، للأستاذ أبو سلامة، ودع الملام، فقد غرني الهيام