تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: هديتي اليكم يا اهل العربية ..
25-04-2008, 03:13 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المخفي مشاهدة المشاركة
صبحت ثقافة كور







و أعطي للعور
ثلاثة و دور
و كثر له المصور

هذا يسموه التطور
لمن لا يعرف من هو العلامة الاديب محمود احمد شاكرعن موقع (الشبكة الاسلامية)



كما يكون الخير فى حياة العظماء يكون الخير فى موتهم أيضا ؛ ذلك لأن حياتهم عطاء كبير . ولأن موتهم تنبيه إلى من بعدهم ليحملوا الرسالة ويواصلوا المسيرة.‏
وكما أن العظماء فى التاريخ قليل ، فإن من يحذو حذوهم قليل أيضاً ، وتلك حكمة الله فى البشر ، فالله سبحانه وتعالى يصلح أمة بصلاح فرد .. وهكذا كان الأنبياء الذين بلغوا رسالات الله إلى البشر ، لأن البشر عجزوا عن القضاء على آفات البشر بأدوية البشر .فكان لا بد أن تتدخل السماء لحسم هذا الداء وحتى لا يتأبى بشر على من خلق البشر .‏

إن من هؤلاء العظماء القليلين الأستاذ الشيخ محمود شاكر إمام المحققين للتراث الإسلامى فى العصر الحديث .‏
لقد نبه هذا الرجل بحياته أمته إلي النظر فى تاريخ أعلامه والأخذ من هذا التاريخ سيرة وعلما ، ونبه أمته بموته إلى أن عليها مسؤولية المواصلة على الطريق، والسير على الدرب والأمل فى الله سبحانه قائم أن من مأثوراتنا الإسلامية ان الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يحدد لهذه الأمة أمور دينها ، ويبعث النهضة التى غفلت عن جذورها فى علم الآباء والأجداد ليظل منهج السماء واضحا من كل لبس وهاديا لكل الحاد.

من هو محمود شاكر
الشيخ العلم الأستاذ محمود محمد شاكر رائد من رواد تحقيق التراث العربى الإسلامى .. أمضى حياته فى رحلة علمية طويلة وعطاء فياض لخدمة الإسلام والدفاع عن أصوله ومبادئه والوقوف أمام تيارات الحداثة والتغريب والرد على أذناب التنوير المزعوم .. رحل عنا ـ بعد عطاء فياض ـ مودعا سجن الدنيا وانتقل الى جوار ربه، تاركاً نموذجاً طيباً، وقدوة حسنة، وفكراً إسلامياً مستنيراً .‏

ولد الشيخ محمود محمد شاكر فى الإسكندرية، وكان أبوه جندياً من جنود الدعوة والإرشاد فانتقل الى القاهرة وظل يعمل لفتره كبيرة وكيلا للجامع الأزهر .‏

التحق الشيخ محمود شاكر بالجامعة المصرية وبدأ جهاده الفكرى مبكراً وهو لا يزال فى السنوات الأولى بكليةا لآداب حتى أعلن اعتراضه ورفضه لأفكار أستاذه طه حسين، التى تحاول النيل من التراث العربى الإسلامى ، فوجه للدكتور طه حسين انتقادات عديدة، وخاصة حين أعلن أن الشعر العربى موضوع ومنحول كله .‏


وبدأ شيخنا يكتب سلسلة من المقالات النارية فى مجلة الرسالة تحت عنوان : نمط صعب وذلك فى مواجهة صريحة معلنة مع الذين يريدون هدم الكيان الحضارى العربى والإسلامى والتشكيك فى أصول اللغة العربية ‏.


محمود شاكر بقلم محمود شاكر
وبرغم هذا العطاء المبكر يقول الشيخ محمود شاكر عن الفترة الأولى من حياته: قضيت عشر سنوات من حياتى فى حيرة زائغة، وضلالة مضيئة ، وشكوك ممزقة، حتى خفت على نفسى الهلاك ، وأن أخسر دنياى وآخرتى ، محققا إثما يقذف بى فى عذاب الله بما جنيت ، فكان كل همى يومئذ أن ألتمس بصيصا أحتذى به إلى مخرج ينجينى من قبر هذه الظلمات المطبقة علي من كل جانب . فمنذ السابعة عشر من عمرى الى أن بلغت السابعة والعشرين كنت منغمسا فى غمار حياة أدبية بدأت أحس إحساسا مبهما متصاعدا بأنها حياة فاسدة من كل جانب .

ويواصل شيخنا الحديث عن نفسه قائلا : لم أجد لنفسى خلاصاً إلا أن أرفض متخوفا حذرا شيئا فشيئا أكثر المناهج الأدبية والسياسية والاجتماعية والدينية التى كانت يومئذ تطغى كالسيل الجارف يهدم السدود ، وبقوض كل قائم فى نفسى ، وفى طريقى ، ويومئذ طويت كل نفسى على عزيمة ماضية أن أبدأ وحيداً متفردا رحلة طويلة جدا ، وبعيدة جدا ، وشاقة ومثيرة جدا ..

بدأت بإعادة قراءة الشعر العربى كله ، أو ما وقع تحت يدى منه على الأصح ، واكتسبت بعض القدرات بلغة الشعر ويفن الشعر ، ثم تدرجت وقرأت ما يقع تحت يدى من كتب أسلافنا من تفسير لكتاب الله ، إلى علوم القرآن الكريم مع اختلافها الى دواوين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وشروحها ، إلى ما تفرع عليه من كتب علماء الحديث وكتب الجرح والتعديل إلى كتب أصول الفقه وأصول الدين ،وشئت بعد ذلك من أبواب العلم .‏

وسافر شيخنا الى السعودية فتره من الزمن وأنشأ هناك مدرسة جدة الابتدائية على المبادئ والقيم الإسلامية التى لا تتبدل ولا تتغير .
ومع بداية الستينيات بدأ معركة فكرية أخرى مع الكاتب العلمانى لويس عوض الذى أعلن أن الصفحات الرائعة من التراث العربى يرجع الفضل فيها لليونانيين ، واللاتينيين ثم راح يشكك فى الشعر العربى ، وجذوره الثقافية كأنه يريد أن يسير على نفس الدرب الذى سار عليه طه حسين والتغريبيون.‏

معركته مع طـه حسـين
إن الذين حركتهم وفاة هذا الرجل لبيان رسالته إلى العامة قليل من الكتاب ولكن عملهم كان جليل الشأن لأنهم من النخبة ، والنخبة دائما عددهم قليل، لكن أثرهم كبير وخطير، فهم مثل الحبة التى ينبت بها سبع سنابل فى كل سنبلة مائه حبة..‏

ولقد كان هذاالرجل حبة مباركة ملأ صوته الدنيا وهو لا يزال شابا لم يبلغ العشرين وكان إذ ذاك فى سن الاستعداد العلمى حيث كان طالبا فى السنة الثانية من كلية الآداب .. فتى فى أول شبابه الجسمى ، ولكن عقله كان قد اكتمل بالمعرفة والنضوج إلى الحد الذى نازل فيه أستاذه الدكتور طه حسين ومهما تكن النيه التى توافرت لدى هذا الأستاذ وهو مصدر كتابه الشعر الجاهلى فإن موضوع الكتاب كان خطيرا للغاية .‏

لقد كان يدعى أن الشعر الجاهلى لا أساس له وهو غير حقيقى لأنه منتحل فى عصر الإسلام .وهو بهذا ينفى عن الأمة العربية كتاب حياتها ، فالشعر ديوان العرب . وبالتالى فهو ينفى النموذج الذى تحداه القرآن الكريم وبهذا يسقط عن القرآن إعجازه ، بالإضافة الى التداعيات الأخري لهذا الكلام .‏ والكتاب يموج بمفتريات متعددة على قصص الأنبياء ، وتاريخ الأمم السابقة على الإسلام .‏

ولقد لقى هذا الكتاب تأييداً واسعا باسم الحرية التى يجب أن تتوافر للأدباء والكتاب والفنانين، ولكنه وجد معارضة أوسع؛ لأن الحرية يجب أن تكون للبناء وليس للهدم، وأن تكون حركتها داخل إطار يوجهها إلى الخير وليس إلى الشر.‏

ولقد وقف الأزهر الشريف عند هذا الكتاب وقفة تريد الإصلاح وترفض الإفساد. وهيئة مثل الأزهر الشريف حين تقف هذه الوقفة إنما تستعين بأعلامها وعلمائها الكبار الذين لهم فى العلم قدم ثابته ورسوخ عتيد .‏

لكن أن يقف شاب فى السنة الثانية من كلية الآداب ضد أستاذه فى قضية كهذه فإن هذا يشد الانتباه جدا، لقد فند مزاعم أستاذه الذى حاد عن الطريق تفنيدا قويا واضحا، ورد عليه ما قال، وكان الدكتور طه حسين وقتها ملء السمع والبصر. عاد من باريس بعد أن حاز أرقى الشهادات وجاء ليردد ما سمعه وتلقاه فى الخارج عن تراثنا العربى والإسلامى ودخل إليه بحيلة ماكرة، جازت على الكثيرين وضاعت حقائق كثيرة فى رخامة صوته وحسن إلقاء ما يقول فى أسماع الناس. وأهل الحقيقة الذين لا تنطلى عليهم هذه الحيل قليلون، ولكن كان منهم هذا الشاب الفتى فى كلية الأداب، ولأنه كان من أهل الحقيقة فقد وجد أن وجوده فى الجامعة لن يؤدى إلى الغرض الذى يهدف إليه..

فإذا كان هذا هو حال أستاذه الذى جاء إلى الجامعة ليتلقى عنه فالبقاء فيها عبث وأى عبث، وهجر الجامعة ليتعلم من كتب التراث التى تملأ جدران بيوت قومه وهى كثيرة وكانت حصيلته وفيرة .‏

ومع لويس عوض أيضاً
إذا كانت هذه هى معركتة الأولى نازل فيها رجلا قوى الشكيمة واسع الحيلة، فإنه مع جهود الآخرين اضطره إلى التراجع عما قال، وغير فى كتابه الشعر الجاهلى ما كان موضع المؤاخذة لكنه أبقى فيه سموماً أخرى أزرت بالكتاب من أن يقتنيه الناس وجعلت المطابع تعزف عن طبعه ونشره.‏

لكن آثار التغريب لا تزال قائمة بين من يسمون أنفسهم بالمثقفين وما هم بالمثقفين فترى بين الحين والحين كلاما يكتب عن حرية الكاتب ونرى الحديث عن كتاب الشعر مدسوسا في هذا الكلام وسياسة التغريب لا تكف عن المحاولات الجاهلى حتى إننا رأينا منذ عامين تقريبا مجلة تصدرها الدولة وتنفق عليها من أموالها ، ولكن يرأس تحريرها أحد هؤلاء الذى يسمون أنفسم بالمثقفين الداعين إلى حرية الكلمة الخارجة على النظام ..رأينا هذه المجلة تنشر النص الأول لكتاب الشعر الجاهلى الذى رجع عنه مؤلفها وأدخل فيه تعديلات .‏

سياسة التغريب هذه هى التى دعت المحقق العظيم محمود شاكر إلى الدخول فى معركة أخرى ضد الدكتور لويس عوض حينما زعم أن فكر أبى العلا المعرى وفلسفته ليست أصيلة عنده ، وإنما هى مأخوذة عن فكر أجنبى . ومعنى هذا أن العبقرية العربية ليست عبقرية خلاقة وإنما هى عبقرية تابعة وناقلة ، وكثيرة هى الادعاءات ضد العربية والإسلام التى جاءت فى كتابات الدكتور لويس عوض .‏
وكنا نحب له أن يكون صادقا مع الواقع ومع التاريخ لكنها مدرسة تغريب أمتنا وإبعادها عن ثروتها الحقيقية ، وهذا عداء للإسلام أولا وقبل كل شيء يحتاج إلى الذين يدفعونه .‏

ولقد كان محمود شاكر جديرا بهذا الدفع فتصدى لمقولات لويس عوض وأجهضها تماما، وهو ما اعترف به الدكتور لويس عوض نفسه عندما جمع مقالاته التى كتبها عن المعرى فى كتاب، وقال إنه لولا شدة الأستاذ محمود شاكر فى مناقشته لأفاد من علمه وتحقيقة كثيراً.‏

ومن هنا فإن الدكتور لويس عوض يعيب وسيلة محمود شاكر ولا يعيب علمه ولا تحقيقه. ‏وهذا اعتراف حمدناه فى حينه للدكتور لويس عوض ونحمده له بعد سنوات من وفاته لكننا نحمد أكثر وأكثر صنيع الأستاذ المحقق العظيم محمود شاكر فى مقالاته التى كتبها في مناقشة الدكتور لويس عوض وجمعها فى كتابه أباطيل وأسمار الذي كشف فيه قضيه التغريب والأخذ عن المستشرقين وهو كتاب تعليمى للمثقفين بالمعنى العام الذين يريدون أن يعرفوا موقف الفكر العربى الإسلامى من قضية التغريب وخطورة الأخذ من المستشرقين .‏

جرأة فى الحـق
وفى السابعة والخمسين من عمره اعتقل شيخنا ظلماً وعدواناً ، واحتمل ظلمة وغياهب المعتقلات ورفض أن يعتذر عن تمسكه بدينه وعن ذنب هو منه براء .‏


وبعد خروجه من السجن انتخب مراسلاً لمجمع اللغة العربية فى دمشق ، وكرمته الدولة بجائزتها التقديرية ، ثم انتخب عضوا بمجمع اللغة العربية .
وفى العام نفسه استحق بجدارة جائزة الملك فيصل العالمية .

وفى منتصف الثمانينيات واصل جولاته الفكرية الناجحة، وانتقد بشدة أفكار نجيب محفوظ وزكى نجيب محمود ووصفهما بأنهما ـ مثل طه حسين وتوفيق الحكيم ـ مقلدان للغرب وليسا مبتكرين، بل يقدمان نفس الرؤى التى كان أولئكم ينادون بها؛ ولهذا فهم يسيرون فى طريق الخطأ .
وقال عنهم: "إنهم ام يقدموا شيئاً مفيداً لمجتمعهم ولا لقضايا مجتمعهم ، ولو كانوا يسيرون فى طريق صحيح لكان لهم شأن آخر .. صحيح أنهم مجتهدون ولهم جهود دائمة دائبة ، ولكنها ضئيلة ، وباهتة فعندما أنظر الى الوجود الحقيقى لطه حسين أو توفيق الحكيم أو إحسان عبد القدوس ، ونجيب محفوظ أراه وجودا ليس مفيدا لقضايا مجتمعهم أو مشاكله".


ولعل جرأة شيخنا فى الحق وفى الصدع به كانت سببا فى تجاهل الأجهزة الإعلامية له ولمنهجة الفكرى إلى أن رحل عن دنيا الزيف إلى رحمة الله التى وسعت كل شيء؟.

تحقيق التـراث
وقضية محمود شاكر لم تكن فقط التصدى للدكتور طه حسين ولا للدكتور لويس عوض ولا من على شاكلتهما، إنما كانت العودة بتحقيق التراث إلى أصوله ومنابعه الأولى التى قام عليها العلماء المسلمون ، منذ الصدر الأول للإسلام ، هذا التحقيق الذى ظل ممتدا حتى عصرنا الحاضر قام عليه شيوخ أعلام من أبرزهم الشيخ محمود شاكر ، ولقد كانت فطنته أنه اتبع الأولين وأحيا طرائقهم .‏

وإن قضية جمع القرآن فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه هى أولى الدرجات فى علم تحقيق التراث الإسلامى . ومع أنها أولى الدرجات فإنها كانت وافية تماما للتأكد من صحة النص وصحة نسبه إلى الذي نزل عليه القرآن .‏

وجمع الحديث وتحقيقه جاء من كونه المصدر الثانى للتشريع وأنه شارح للقرأن ومفصل لمجمله إلى غير ذلك مما يعرفه الناس عن مكانة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن

إن المدرسة الإسلامية جاءت فى تحقيق الحديث بعلم غير مسبوق فى تحقيق تراث الأمم. ولم يلحق به لاحق حتى الآن ولا المستشرقون الذين يزعمون أنهم أصحاب فضل فى تحقيق التراث الإسلامى .‏

إن علماء الحديث بذلوا جهودا جبارة فى مراجعة ما جمعوا من حديث للتأكد من صحة نسبها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسموا الأحاديث الصحيحة إلى درجات كثيرة فى صحتها ، فمنها المتواتر ، ومنها الآحاد ، ومنها الصحيح لنفسه ، ومنها الصحيح لغيره ، ومنها الحسن ، وغير ذلك مما يمكن الرجوع إليه فى هذا العلم العظيم الذى يجب أن يسود حياتنا الثقافية وأن نجد لقواعده أثرا فى تحقيقاتنا للتراث الإسلامى ، وهو الأمر الذى احتذاه محمود شاكر فى تحقيقه للتراث وفى مناقشات للمتغربين والمارقين من المعرفة الاستشراقية .
ومن هنا تأتى أهمية الرجل ولفت الأنظار إليه فى حياته وما كان من أثر وفاته فى تنبيه العقول إلى تراث الأمة وتحقيق علمائها له بأنفسهم بعد أن يتعلموا هذا الفن الجليل ويستكملوا أسبابه من علم بلغة القرآن وفى القرآن والحديث والتاريخ الإسلامى وما تركه لنا الأجداد من مخطوطات بعضها بين أيدينا وبعضها سرقه الاستعمار الاستشراقى من خزانات كتبنا . وإن محمود شاكر له آثار جليلة فى تحقيق التراث من تفسير وحديث وشعر ونثر .‏
ونظرا لمجهودات الشيخ شاكر الكبيرة انتخب عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية فى دمشق ، وعضوا عاملا بمجمع اللغة العربية وعـضــوا بـمـجمع الخالــديـن .
كماحصل عى جائزة الدولة المصريةالتقديرية فى الآداب .‏
حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عام عن كتابه المتنبى الذى يقع فى مجلدين من القطع الكبير ، وقد أنجز هذا الكتاب، ثم أعاد تحقيقه وتنقيحه وتزويده بوثائق جديدة .. وبذلك يعد المصرى الرابع الذى يحصل على هـــذه الـجــائــــزة

إن آثار محمود شاكر تجعل من شخصيته علما قائما بذاته .. فيا حبذا لو حفظنا هذا العلم وعملنا به وجعلنا من ذلك الرجل أسوة حتى لا يتخاذل حق أمام ضوضاء باطل .‏
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

التعديل الأخير تم بواسطة algeroi ; 26-04-2008 الساعة 06:11 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: هديتي اليكم يا اهل العربية ..
25-04-2008, 11:36 PM
لأوّل مرّة أسمع بهذا الشّيخ و أقرأ له

أعجبتني تلك الأبيات

بورك لنا في هذا النّقل أخي

و الشّعر لا يقدم أبدا

بل يبقى متجدّدا

تحيّتي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: هديتي اليكم يا اهل العربية ..
26-04-2008, 03:50 PM

"شاعريّة محمود شاكر بين التكوين المعرفي وأصالة التجربة"

محمد شلال الحناحنة 11/10/1426
13/11/2005



أقامت ندوة (الوفاء) الخميسية لعميدها فضيلة الشيخ أحمد باجنيد بالرياض محاضرة بعنوان (شاعرية محمود شاكر بين التكوين المعرفي وأصالة التجربة) للدكتور صابر عبد الدايم، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك مساء يوم الخميس الموافق 18/8/1426هـ، وقد أدار اللقاء الأستاذ الدكتور عائض الردادي وكيل وزارة الإعلام (سابقاً) وعضو مجلس الشورى السعودي، وحضرها جمهور كبير من الأدباء والمثقفين وروّاد هذه الندوة الأسبوعية.
التكوين المعرفي وشموليّة الثقافة
بدأ الدكتور صابر عبد الدايم محاضرته بحمد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ثم شكر الشيخ: أحمد باجنيد على دعوته لهذه الندوة، ثم قال:
إن محمود شاكر الأديب المبدع قد جمع بين ثقافة الأديب الشاملة، وثمرة هذه الثقافة؛ إذ رُزق ملكة الإبداع الجيد المصقول، ولكنه مقلّ في فن المنظوم.
فثقافته الأولى بدأت مع بداية عام 1922م؛ فقرأ على الشيخ سيد بن علي المرصفي "الكامل" للمبرد، و"حماسة أبي تمام" وبعض أشعار الهذليين...
وعن تكامل دائرة التكوين الثقافي والأدبي لدى محمود شاكر، يقول عن نفسه: فأقدمت إقدام الشاب الجريء على قراءة كل ما يقع تحت يدي من كتب أسلافنا: من تفسير لكتاب الله تعالى، إلى علوم القرآن على اختلافها، إلى حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكتب مصطلح الحديث، وكتب الرجال والجرح والتعديل، إلى كتب الفقه وأصوله، وعلم الكلام، والملل والنحل، ثم كتب الأدب والبلاغة، والنحو، وكتب اللغة والتاريخ، وما شئت بعد ذلك من أبواب العلم...
كما أن هذا التكوين المعرفي لا ينفصل عن البيئة التي نشأ فيها، فهو من بيت علم، وحسب عريق، فوالده الشيخ محمد شاكر من علماء الأزهر، وأخوه الشيخ أحمد شاكر من أئمة الحديث والسنة ومن كبار المحقّقين.
لذا فقد كان محمود شاكر، وهو في سن التاسعة عشرة مشروعاً للنعوت الستة التي وُصف بها، وهي (الكاتب – الشاعر – اللغوي – المحقّق – الفقيه – العلاّمة).
فشخصية محمود شاكر تتآلف في نسيج متكامل الأبعاد:
أ‌) البعد الإبداعي، في فن الشعر خاصة.
أ‌) البعد الأسلوبي، في فن المقالة ذات الأسلوب الجزل المصفّى.
ج‌) البعد الاصطفائي التحليلي، ويتمثل في الاهتمام بالشعر والشعراء، وتحليل النص الأدبي وفق منظور عربي خالص...

من ملامح التجربة وأصالتها في شعر محمود شاكر
إن نتاج محمود شاكر من الشعر قليل، ولكنه يكشف عن تجربة أصيلة وينم عن ملكة وموهبة، ولم يُعن بها الشاعر حيث زاحمتها اهتمامات ومجالات متشعبة، أوقفت نموها وتطورها، ولكنها احتفظت بوهجها وأصالتها.
وتتسم التجربة لدى محمود شاكر بعدة ملامح، من أبرزها:
1) توظيف التراث في تشكيل التجربة الشعرية "القوس والعذراء" أنموذج لذلك.
2) النزعة القصصية والرؤية الإبداعية الجديدة.
3) امتزاج الفن بالفكر.. والحدس الحضاري.
4) تواؤم المضمون مع الشكل – أحياناً – في صورة فنية إيقاعية متناسقة.
5) قوة التصوير وتجسيد المعاني.
6) الحوار والقدرة على التحليل النفسي الذي يسبر أغوار النفس الإنسانية في تجارب صادقة متوهجة.
7) النـزعة التأمّلية الوجدانية.
وجُمع ديوان محمود شاكر بعد وفاته، وقد كانت بعض الصحف والمجلات قد نشرت العديد منها، مثل المقتطف والرسالة، والزهراء... ثم أفاض الدكتور صابر في شرح ملامح التجربة عن العلامة محمود شاكر، والتدليل على كل نقطة من نقاطها.
وقد استشهد بالعديد من قصائده الشعرية، مثل "القوس والعذراء" حيث تتجسد فيها الصورة الفنية المتناسقة، وتجاوب الإيقاع مع السرد في تقديم التجربة.
يقول محمود شاكر متسائلاً وسارداً أسرار حكاية "القوس والعذراء" :
أين كانت في ضمير الغيب من غيل نماها؟‍
كيف شقّت عينه الحُجب إليها.. فاجتباها؟‍
كيف ينفل إليها.. في حشا عيص وقاها؟‍
حيث يقرر الدكتور صابر أن فكرة محمود شاكر في تجربة "القوس والعذراء" تنبع من فكرة حضارية، وهي "إتقان العمل".
ثم دلل على النـزعة التأملية الوجدانية عند محمود شاكر بقصيدة "لا تعودي".
التي تئن تحت ركام الحزن والصدمة، وكذلك القلق والحيرة
(لا تعودِي.. أحرق الشك وجودِي.. لا تعودِي
اذهبي ما شئتِ.. أنى شئتِ. في دنيا الخلود
واتركي النار التي أوقدتها.. تقضمُ عودِي
هي برد وسلام يتلظى. في برودِي
فاسعدي في شقوة الروح.. ولكن لا تعودِي)
وهذا الحزن الشديد والميل إلى العزلة والانطواء من سمات الاتجاه الرومانسي في أدبنا العربي الحديث، وقصيدة "اذكري قلبي" التي نشرها بمجلة الرسالة بالقاهرة العدد (344) عام 1940م تمثل امتداداً لهذا التيار الوجداني المتموّج في قلب الشاعر.
يقول في هذه القصيدة:
(أنا غصن حائر الأحلام كالنائي الشريدِ
غربة الروح تهاوت بي إلى أرض الجحودِ
مذ فتني همة الأحرار في ذل العبيد
الصدى والجدب والغربة سجني وقيودي)
وفي ضوء هذا المنهج يجب أن يكون التعامل مع شاعرية محمود شاكر ونصوصه التي لم تحتلّ المكانة الأولى في مسيرته الحافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي.أ.هـ.

تساؤلات ....
نالت هذه المحاضرة إعجاب الجميع، ودارت تساؤلات عديدة حولها، وتعليقات مفيدة منها:
الدكتور حسين علي محمد (أستاذ الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الذي قال: إن محمود شاكر قامة عظيمة في النقد، وليس من الضروري أن يكون شاعراً لتكتمل عظمته.
بينما تساءل الأستاذ أمين سليمان عن شاعرية محمود شاكر، ومدى واقعيّته.
كما تحدّث الأستاذ عبد الكريم السماك عن كتاب الأديب محمود شاكر "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، وكيف أنها وقفت في وجه الثقافة التغريبيّة.
كما تحدث الدكتور وليد قصاب، فترحم على العلامة الجليل، وقال: إنه طاقة عظيمة، وفي شعره تحدٍ وإثبات للذات.
كما تحدث الأستاذ أحمد الحازمي، الذي تمنى أن يسمع عن دور محمود شاكر في قضايا الأمة.
كما تساءل الدكتور حمدي حسنين عن موقف محمود شاكر من الاتجاهات النقدية والشعرية السائدة في عصره.
وأبدى الدكتور عبد الله العريني تقديره لشعر محمود شاكر، وأظهر إعجابه الشديد به.
وعلّق الدكتور عبد القدوس أبو صالح قائلاً: إن الشاعريّة لم تأخذ اهتماماً كبيراً منه لكثرة اهتماماته، مؤكداً أن شخصية محمود شاكر قامت على التحدي؛ لذا نلمح هذه الظاهرة في شعره.
ثم أجاب الدكتور صابر عبد الدايم عن جميع الأسئلة.
وفي ختام اللقاء شدا كثير من شعراء الندوة مجموعة من القصائد التي عبق بها المكان، فألقى جميل الكنعاني قصيدته "وداع"، كما ألقى الدكتور وليد قصاب قصيدته "سيرة عنترة"، كما ألقى الدكتور عمر خلوف قصيدته "الصهوة"، كما ألقى الدكتور حسين علي محمد قصيدته "أبي"، وألقى الدكتور حيدر الغدير قصيدة طويلة في رثاء الشيخ محمود شاكر، وألقى الدكتور صابر عبد الدايم قصيدته "الهوية".
وقد اهتز الجمهور طرباً، وإعجاباً بهذه القصائد المعبرة عن ذاتيّتها أحياناً، وعن هموم الأمة وآمالها أحياناً أخرى.


وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: هديتي اليكم يا اهل العربية ..
02-05-2008, 03:37 PM
محمود شاكر شيخ العربية اسباب عزلته و غضبه وتحطيمه لصنم لويس عوض و طه حسين ..

عرفت العلامة الكبير الأستاذ محمود شاكر- رحمه الله ـ منذ أكثر من ثلاثين سنة، في مستهل دراستي في كلية آداب القاهرة لنيل درجة "الماجستير" وامتدت هذه الصلة إلى مرحلة "الدكتوراه" حين أقمت في القاهرة متفرغاً سنة كاملة، كنت أتردد خلالها على منزله العامر في معظم أيام الأسبوع، أمكث فيه من العصر إلى جنح من الليل، أفيد من مكتبته العامرة وعلمه الغزير، وربما قصدته في الضحى والمساء.. حتى كأني أصبحت فرداً في أسرته، دون أن أجد منه تثاقلاً أو إعراضا بل كان- رحمه الله- لا يتردد في مناولتي أي كتاب أطلبه، إذا لم يكن في غرفة مكتبه، فهو يأتي به من إحدى الغرف الداخلية التي امتلأت برفوف الكتب.

واستمرت صلتي بشيخي الجليل إلى ما بعد مرحلة الدكتوراه، إذ قلما زرت القاهرة دون أن أقصد شيخ العربية براً به، ووفاء له، واستزادة من علمه وفضله، وهو الذي أفتخر بتخرجي عليه في منهج التحقيق الذي تفرد به، وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة رسالتي للدكتوراه عن تحقيق"شرح ديوان ذي الرمة" لأبي نصر الباهلي صاحب الأصمعي.

كان الشيخ أقرب إلى الطول، شديد السمرة، في شعره الذي خالطه الشيب جعودة يسيرة، تغطي عينيه اللتين أضنتهما الكتب المطبوعة والمخطوطة نظارة مضاعفة العدسة.
وكانت أسارير وجهه توحي بالجد والرصانة، ومع ذلك فقد أوتي روحا مرحة، تطرب للنادرة. حتى تحس أنه يضحك لها من قلبه وجوارحه كلها، وكأنه طفل غرير، لا يحمل هماً، ولا يعرف غماً، وهو كثيراً ما يداعب تلاميذه، ويمازح خواص جلسائه، حتى إذا جد الجد فهو الليث عادياً، كما يقول ابن المقفع، وويل كل الويل لمن يتعرض إلى عاصفة من غضبه العاصف المدمر، أو لسانه العضب الذي لا يعرف المهادنة، ولا يبالي بصغير أو كبير، حتى قيل إن زلة لسانه في ثورة غضبه على عبد الناصر هي التي أودت به إلى السجن دون أن تقبل فيه شفاعة الشافعين.


وكان من بواعث غضبه الذي لا يكاد يهدأ حتى يثور، ومن عوامل حساسيته الشديدة التي كانت تؤرقه وتتلف أعصابه، ما نره لدى عدد كبير من كبار العلماء الذي يتبحرون في العلم، وينقطعون إليه، حتى لا يكاد الواحد منهم يغادر بيته ليختلط بالناس، ويعرف أحوال المجتمع عن كثب، وهذا ما يوقعهم في حالة من عدم التلاؤم مع غيرهم، ومن عدم الرضا عن الظروف المحيطة بهم وبأمتهم، وبخاصة أنهم قد يصابون بالإحباط واليأس، إذ يطمحون أن يغيروا من حولهم، وأن يرفعوهم إلى مستوى مطامحهم وأمانيهم في نهوض الأمة من كبوتها، وفي عودتها خير أمة أخرجت للناس، وهم يريدون لمن حولهم أن يكونوا على ماهم عليه من الجد والمثابرة والإخلاص والاستقامة، والوعي بطريق الخلاص وأسس النهضة.. ولكن هيهات هيهات!..

كان البرنامج اليومي للشيخ فيما رأيته خلال سنة ونيف، يبدأ بالكتابة في فترة الصباح إلى الغداء، ثم تأتي فترة القراءة حيث يستلقي الشيخ على أريكة طويلة بعد أن يختار أحد الكتب من منضدة طويلة تتوسط قاعة الجلوس، وقد اختلطت فيها أنواع الكتب ما بين تراثي قديم ومعاصر جديد، وما بين كتب لغوية وفكرية، وما بين دراسات أدبية أو دواوين شعرية.
فإذا أدى الشيخ صلاة المغرب جاء وقت الراحة، يستقبل فيه الخلص من أصحابه، أو يسامر ولديه الصغيرين آنذاك،: فهراً وزلفى، أو يجلس أمام شاشة "التلفزيون" غير متحرج من ذلك.


أما مساء يوم الجمعة فإن بيت الشيخ ينقلب من بعد صلاة المغرب إلى ندوة أدبية وفكرية وسياسية، يلتقي فيها أصحابه من الأدباء والشعراء والمفكرين وطلاب الدارسات العليا، وتدور الأحاديث في هذه الندوة في شتى الموضوعات، التي يثيرها خبر من الأخبار، أو حدث من الأحداث المهمة المحلية أو العالمية، أو سؤال يطرحه أحد الحضور.

وما يكاد الشيخ يخرج من بيته إلا لضرورة ماسة: من زيارة لطبيب، أو مرور على خياط، أو مناسبة ملحة لا يستطيع دفعها، وما أندر مثل هذه المناسبات في حياته.

وقد تعرفت في منزل الشيخ على عدد من كبار الشخصيات، منهم الدكتور "عبدالحليم محمود" شيخ الأزهر، والشيخ "عبد الخالق عضيمة" إمام النحو، والأديب الكبير الأستاذ "يحيى حقي"، والشاعر الكبير الأستاذ "محمود حسن إسماعيل"، والدكتور "حسين نصار" الأستاذ بكلية آداب القاهرة والدكتور "ناصر الدين الأسد" الذي كان آنئذ في جامعة الدول العربية، والدكتور "محمود الطناحي" الذي كان من أصحاب الشيخ الخلص وأقربهم إلى قلبه.
وكان ممن صحبتهم إلى منزل الشيخ وعرفتهم إليه معالي الدكتور "عبد الله التركي" عندما كان عميداً لكلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وقد امتدت علاقته به حتى دعاه إلى إلقاء عدد من المحاضرات العامة، عندما أصبح من الملازمين للشيخ ومن المهتمين برعايته إلى آخر عمره.
على أن ما أشرت إليه من البرنامج اليومي للشيخ لا بد أنه كان في الشطر الأخير من كهولته.. وإلا فكيف أتيح له أن يحيط بالتراث إحاطة لا يدانيه فيها أحد من المعاصرين؟


ومن المعروف أن الشيخ محمود شاكر أخذ يثقف نفسه وفق برنامج شامل، اختطه لنفسه بعد صدامه مع الدكتور طه حسين، وتركه الجامعة. وهو في السنة الثانية من سني الدراسة، ومضى يأخذ نفسه بالجد والمثابرة على تحصيل العلم، والتضلع بالتراث، قراءة للكتب، وحفظاً لدواوين الشعر، وهو ما يزال في ريعان الشباب، يرى إلى أترابه يهزلون ويجدون، ويلهون ويرتعون، وهو ماض إلى غايته كما يمضي أولو العزم من الرجال، واستطاع بذلك أن يجمع بين الثقافة العربية والإسلامية، وبين الثقافة الغربية، إذ كان يجيد الإنجليزية إجادة تامة.
وقد أعانه على تلك الثقافة الواسعة الشاملة أمور عدة، منها نشأته في بيت علم متوارث، إذ كان والده - رحمه الله- شيخ علماء الإسكندرية، ثم صار وكيلاً للجامع الأزهر، ومنها ذلك التحدي الذي كان من جراء صدامه مع الدكتور طه حسين وتركه للجامعة، ومنها تعهد أخيه الشيخ أحمد ـ رحمه الله- له، ومنها وهو أعظمها، تلك الذاكرة العجيبة التي شهدت عجائبها بنفسي، والتي أسوق طرفا مما أذكره منها خلال ملازمتي له في منزله سنة بل أكثر من سنة.


فمن ذلك أني كنت أنظر في لسان العرب في مكتبته، فرأيت في بعض الصفحات إشارات تشبه إشارة الضرب في الحساب (x) وليس بجانبها أي تعليق كان، وقد دفعني الفضول إلى أن أسأله عن هذه الإشارات المبهمة، فقال لي: غفر الله لأخي الشيخ أحمد فقد كان يطلب إلى أن أحفظ ما بين كل إشارة وتاليتها في زمن يحدده لي. وكان الشيخ أحمد يكبر أخاه بنحو من سبعة عشر عاماً.

ومن شواهد حفظه للشعر القديم ما رأيته من محاورة تمت أمامي بين الصديق الدكتور "محمد علي الهاشمي" وبين الأستاذ الدكتور "حسين نصار"، وكان الدكتور الهاشمي يحقق جمهرة أشعار العرب، فسأل الدكتور حسين نصار عن بعض الأبيات في الشعر الجاهلي لم يهتد إلى قائلها، وما كان من الدكتور نصار إلا أن قال له دون تردد: اسأل شيخك محمود شاكر فهو يحفظ الشعر الجاهلي.

وكنت في أثناء تحقيقي لشرح ديوان ذي الرمة وقفت حائراً أمام نحو أربعين شاهداً من شواهد الشرح، لم أستطع الاهتداء إليها في مظانها على ما بذلك من جهد، ولما سألت الشيخ محمود شاكر عنها، إذا به يرشدني فوراً إلى نحو نصفها، ذاكراً اسم القائل واسم المصدر الذي يحتوي الشاهد، أما النصف الآخر فقد أراد أن يسهل علي متابعة البحث عنها، فقال لي عن كل شاهد منها: ليس هذا البيت معروف القائل، ولا هو من شعر فلان وفلان وفلان.

وقد وقفت عاجزاً عن تخريج عبارة وردت في أثناء شرح ديوان ذي الرمة، وهي قولهم:

"إن ابن آدم ومتاعه على قَلْت إلا ما وقى الله، أي: على هلاك".

ولما سألت عنها الشيخ محمود لم يتلبث في الإجابة بأكثر مما يتلبث المشتغل على الحاسوب "الكمبيوتر" في الضغط على أزرار الجهاز، ثم قال لي: "أظن أني قرأت هذه العبارة في الطبعة القديمة لكتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، ومادامت الطبعة التي حققها الأستاذ عبدالسلام هارون تحتوي على فهرس لغوي فانظر فيها لعلك تجد هذه العبارة".
وقمت من فوري لأنظر في البيان والتبيين، حيث وجدت العبارة بنصها، وأخذ مني العجب مأخذه حين قرأت في مقدمة التحقيق التي كتبها الأستاذ عبدالسلام هارون أن الطبعة القديمة التي قرأها الشيخ محمود شاكر، ورأى فيها تلك العبارة، مضى على صدورها نحو من ستين عاما!


على أن أطرف ما حدث بيني وبين الشيخ محمود شاكر أني سألته عن معنى بيت عويص من شواهد شرح ديوان الرمة، ولما أخذ ينظر في البيت رآني قد عزوته إلى كتاب "معاني الشعر" للاشنانداني، فأنكر على ذلك، ومضى على عادته يسلقني بلسانه الحاد قائلاً:
-لا أدري كيف تدرس في الجامعة وأنت تخطئ في عزو بيت من الشعر إلى مصدر لم يرد فيه.


وأجبت قائلاً:
-إنني تلميذك يا أستاذ محمود، وقد درست في الجامعة نحواً من ثماني سنوات، ومن المحال أن أقع في مثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه طالب مبتدئ.
وهنا ثارت ثائرة الشيخ وقال بالحرف الواحد:


-أنتظر، وسأريك مدى جهلك ومكابرتك.

وأسرع الشيخ إلى إحدى الغرف الداخلية- وغرف البيت كلها مملوءة بأرفف الكتب كما قدمنا- وجاء بكتاب "معاني الشعر" للأشنانداني، وفتح الكتاب على الصفحة التي عزوت إليها الشاهد العويص، فإذا بالشاهد مثبت في الكتاب كما عزوته بالضبط، وهنا احمر وجه الشيخ خجلاً، وظهرت عليه أمارات الضيق والتبرم، وكان يتلفت يمنة ويسرة، ويعيد النظر في الكتاب، وكأنه لا يصدق ما يرى بأم عينه، ولا يصدق أن ذاكرته العجيبة قد خانته هذه المرة.
وقلت للشيخ مهدئاً روعه، بعد أن أخذت الكتاب من يديه، ونظرت في غلافه وعرفت اسم المحقق.:
- هون عليك يا أستاذ محمود، فأنت قرأت كتاب معاني الشعر في طبعته التي حققها الأستاذ "عز الدين التنوخي"، وأنا رجعت في عزو هذا البيت إلى الطبعة التي حققها الدكتور "صلاح الدين المنجد" الذي عثر على مخطوطة للكتاب لم تصل إلى الأستاذ التنوخي، وفي هذه المخطوطات زيادات منها هذا البيت دون شك.
وسارع الشيخ محمود شاكر مرة أخرى ليأتي من إحدى الغرف بطبعة الأستاذ عز الدين التنوخي، وتأكد أن الشاهد لم يرد فيها، وعندئذ تنفس الصعداء قائلا:


الله يرضى عليك.. لقد خفت أشد الخوف وقلت: محمود شاكر قد خرف.

وكم وقفت أمام ما كان يفعله الشيخ في شرح الغريب، فيما حقق من كتب التراث، إذ لم يكن يكتفي بما في المعجمات من إيجاز مبهم أو ملبس، حتى يأتي بالشرح الوافي من عنده، ومن ذلك تفسير كلمة "القَلْت" إذ ذهبت معظم المعجمات إلى أن من معانيها "النقرة في الجبل" ولكن الشيخ محمود شرح القلت بقوله على ما أذكر: "القلت" نقرة في الصخر، يجتمع فيها ماء المطر فتضربه الريح، فيكون أعذب ماء يشرب".

ويبدو أني أدركت الشيخ محمود شاكر بعد أن دخل في مرحلة غلب عليه فيها الصمت والاكتئاب، وداخله شيء غير قليل من اليأس، وقد ترك الكتابة في الصحف والمجلات، واكتفى بالتعبير عن آرائه مع الخاصة من زائريه أو في ندوة الجمعة المسائية في بيته، وكنت أستمع إليه عندما يرى العرب يختلفون ويقتتلون، ويهزلون ويعبثون، فيردد في حرقة بالغة.

"إيه يا بني إسماعيل.. أنتم في تيه دونه تيه بني إسرائيل".

وقد بلغ رغبته في السكوت والعزلة عن الحياة العامة، أني في اليوم الذي قصدته مع معالي الدكتور عبد الله التركي، ليتعرف إليه، رأينا كلاً من الأستاذ مالك بن نبي- رحمه الله ـ والدكتور ناصر الدين الأسد وقد سبقانا إلى زيارته، وقد تساءل الدكتور ناصر الدين الأسد عما يجب على الإنسان المثقف أن يقوم به أمام الاضطراب الفكري والسياسي والصراع العقائدي الذي يكاد يشمل العالم العربي كله؟ وسارع الشيخ محمود شاكر يقول:

"يكفي أن يعبر الإنسان عن آرائه وموقفه أمام الذين يجيئونه في منزله".

وعندما قلت له "يا أستاذنا إن ما تقوله، هو عين ما يريده الشيوعيون والملاحدة والعلمانيون، من أن يجلس المصلحون في بيوتهم، ويتركوا لهم الشارع ووسائل الإعلام، يعيثون فيها فساداً دون أن يتصدى لهم أحد".
وهنا انفجر الشيخ غاضباً على عادته قائلاً: "أنت تريد إذن أن تقيم أحزابا وجمعيات" ثم مضى في هجومه المعتاد عليها جميعاً.


وعندما أقيمت ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في جامعة عين شمس بالتعاون بينها وبين رابطة الجامعات الإسلامية، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية، قصدت منزل الشيخ محمود شاكر في يوم الجمعة، حيث يلتقي في بيته عدد كبير من الأدباء والمفكرين، مع نفر غير قليل من مريديه ومحبيه، وظننت أني أحمل لشيخنا ما يفرحه عن قيام رابطة الأدب الإسلامي، بمكاتبها المنتشرة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، ومجلاتها التي تصدر بأكثر من لغة، ومضيت أحدث الحضور عن الأدب الإسلامي وأهمية الدعوة إليه، ليقف أمام المذاهب الأدبية المستغربة من الواقعية الاشتراكية إلى الأدب الوجودي إلى البنيوية وغيرها من المذاهب الشكلانية، إلى الحداثة، التي كانت دعوة إلى التحديث في ظاهرها وإلى التدمير في حقيقتها ومقاصدها.
وكان الحاضرون يستزيدونني الحديث، ويطرحون الأسئلة عن الأدب الإسلامي ورابطته، وكنت أجيب فرحاً بهذا التجاوب مع الأدب الإسلامي من نخبة مثقفة واعية.. وكان الشيخ صامتاً على عادته، ولم يكن يبدو عليه الضيق مما كنت أقول.. حتى إذا فرغت من الكلام قال:


لقد تركتك تتكلم "من الصبح" فاسمع الآن ما أقول لك، ولشيخك أبي الحسن الندوي..

ومضى الشيخ يصب جام غضه على هذه الدعوة وعلى من دعا ويدعو إليها، ويؤكد أنه لا شيء إلا الأدب العربي فقط.. وأطال الشيخ في هجومه العنيف، وكان كلما أمعن في الكلام ازداد غضبه وانفعاله، حتى خشيت والله أن تصيبه نوبة قلبية، وكان بجانبي الصديق العالم المحقق الدكتور محمود الطناحي، فناشدته الله هامساً أن يجد طريقة لإسكات الشيخ، خشية أن يصيبه سوء، ولكن من الذي يستطيع أن يقف أمام الشيخ في ثورته العارمة وغضبه المشبوب، إلا من سولت له نفسه أن يجرفه تياره الذي ربما يجتاحه في طريقه.
ومع ذلك كله، وعندما أردت الانصراف نهض الشيخ إلى الباب ليودعني، والتزمني معانقاً بحرارة ومودة، وكأنه يودع ولده فهراً!..
ولم أعجب لموقف شيخي من الأدب الإسلامي، ومن تعصبه للأدب العربي بخيره وشره، فقد سأله مرة أحد السائلين عن أبي نواس: أهو شاعر إسلامي؟..


فقال للسائل: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك".

ذلك أن شيخنا وغيره ممن يقاربونه في نشأته وعمره، كانوا يخافون أن تكون دعوة الأدب الإسلامي دعوة شعوبية تنمو على حساب الأدب العربي، وتعمل على تجزئة الأدب إلى أدب عربي وإسلامي.. ولم يكونوا يقبلون من دعاة الأدب الإسلامي قولهم: إن الأدب العربي أدب منسوب إلى اللغة العربية، كما ينسب الأدب الإنجليزي إلى اللغة الإنجليزية، والأدب الياباني إلى اللغة اليابانية، وهذه النسبة اللغوية للأدب لا تعني ما في مضمونه من مذاهب أدبية متصارعة، وأن هذه المذاهب انتقلت من الآداب الغربية والشرقية إلى أدبنا العربي فجزأته، وجعلته أدباً مقلداً ومزوراً، وقسمت أدباءه إلى أتباع للواقعية الاشتراكية، أو للوجودية، أو للشكلانية، أو مذهب الفن للفن وأخيراً للحداثة التي وصفها الدكتور محمد مصطفى هدارة- رحمه الله- في محاضرة ألقاها في مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض قائلاً: "إنها في الحقيقة أشد خطورة من الليبرالية والعلمانية والماركسية، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة، ذلك أنها تتضمن كل المذاهب والاتجاهات، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني أو النقد الأدبي، ولكنها تعم الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على السواء".

وما كان للأدب الإسلامي أن يضاد الأدب العربي، وهو الذي نشأ ونما وترعرع في محضن الأدب العربي، وما كان للأدب الإسلامي أن يزيد في تجزئة الأدب العربي، فهو مجزأ في الساحة الأدبية من قبل أن تقوم الدعوة إلى الأدب الإسلامي، ولكنه سوف يعمل على إلغاء تلك التجزئة، حين يكون ـ إن شاء الله ـ وريثاً لتلك المذاهب الدخيلة، التي بدأت موجتها تنحسر، وبدأ عوارها يظهر منذ سقوط الشيوعية، ومنذ انحسار تيار التغريب أمام الصحوة الإسلامية.

ولقد بلغ من كرم الشيخ ومروءته وإنسانيته، ورغبته في إحياء مآثر السلف الصالح، أنه فتح بيته لطلاب العلم على مختلف أجناسهم وأديانهم، وكان يعينهم على ما يعترضهم في إعداد رسائلهم الجامعية. ومعظمهم من طلاب العلم وتحقيق التراث، ولا يضن عليهم بجهد أو وقت، بل لا يتردد في تقديم الكتب إليهم بنفسه، والإتيان بها من غرف المنزل الداخلية.
ولقد أحب الشيخ محمود شاكر كل من عرفه عن قرب حق المعرفة، وكل من أدرك أن وراء بعض السلبيات لديه ظروفا قاهرة، ومنها ماهو شخصي خاص من ضيق ذات اليد، ومن غمط الحكام والمتسلطين على مقاليد الأمور لمكانته، وحرمانه من حقه في الحياة الكريمة، والمناصب اللائقة سواء في التدريس الجامعي حيث يتخرج على يديه أساتذتها، ويحرم عليه أن يدرس فيها، أو في مجمع اللغة العربية، الذي لا يدانيه أحد من أعضائه في جدارته بالعضوية فيه، أو في جوائز الدولية، التي كانت تغدق على الفنانين والفنانات وعلى من يستحق ومن لا يستحق من غيرهم، ويحرم منها الشيخ محمود شاكر، وإذا كانت عضوية المجمع وجوائز الدولة قد جاءته، فإنها جاءت بعد فوات الأوان، ولعلها لم تغسل المرارة التي أحسها طوال حياته فكانت من أسباب اكتئابه وعزلته في بيته.


أضف إلى ذلك حرقة قلبه ومدى يأسه، حين يرى إلى العالم العربي والإسلامي تكتنفه فتن كقطع الليل، وتتداعى عليه أمم الأرض تداعي الأكلة إلى قصعة الطعام، ويتسلط عليه المستعمرون ينهبون خيراته، ويذله اليهود إذلالاً دونه إذلال الصليبيين بالأمس، ليجعلوهم مطية لتحقيق مطامعهم وغلبة دولتهم.

وتزداد كآبة الشيخ مع الأيام، ويزداد يأسه حين لا يرى بارقة أمل، ولا بارقة فجر، وحين يرى إلى العرب الذين يفترض فيهم أن يقودوا العالم الإسلامي وقد فقدوا هويتهم، بعد أن تنكروا للغة القرآن، وبعد أن جعلوا الأدب أدباً فاسداً بمقدار فساد الحياة الأدبية، وبعد أن غربوا حياتهم، بدءا من مناهج التعليم، وانتهاءً بفصل الدين عن الدولة، والنظر إلى الدين الذي هو سر بقائهم وشريان حياتهم على أنه سبب التأخر والجمود!
ومع ذلك كله فقد غالب الشيخ كآبته ويأسه، وظروفه الشخصية، وليكون بحق فارس التراث، وشيخ العربية، وأديبها الكبير. وعلى الرغم من قلة ما ترك الشيخ لأمته من المؤلفات، فإنه كان في مواقفه ومقالاته وكتبه يمثل صورة الفارس الأخير، الذي حمل راية القرآن من الرافعي، كاتب الإسلام الأكبر، واستطاع أن يقف أمام طه حسين الذي فجر تيار التغريب في هذه الأمة، حين مضى يدعو إلى انسلاخ مصر، قلب العالم العربي، عن هذا العالم، بل عن الشرق كله، ويدعو في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" إلى أن يأخذ المصريون حضارة الغرب بخيرها وشرها، وحلوها ومرها، وما يحب منها وما يستكره..


وكذلك استطاع أن يتصدى في "أباطيل وأسمار" إلى "لويس عوض"، الذي يمثل الجيل الذي خلف طه حسين، وزاد عليه في التنكر للتراث، وفي دفع الأمة إلى مهاوي العلمانية واليسار والاشتراكية.
وقد أنكر بعض الناس أن يتصدى الشيخ محمود شاكر، وهو العملاق الكبير، لقزم لا يطاوله، ولكني أقول: لقد أراد الشيخ أن يجعل لويس عوض مثالاً لتحطيم الأصنام، التي أخذت أجيال من هذه الأمة المسكينة يعدونهم دعاة التنوير، ودعاة التقدم بعد أن تسنم الكثيرون منهم مقاليد الأمور وسيطروا على وسائل الإعلام المختلفة، وعلى دور النشر الرسمية.


وإذا كانت الأمة قد بدأت صحوتها الإسلامية لتعود إلى الإسلام من جديد، فلقد كان محمود شاكر ممن مهدوا لقيام هذه الصحوة، على أساس مكين من التمسك بالقرآن ولغته الفصحى، والاعتماد على تراث الأمة، والوقوف أمام تيار التغريب، سعياً وراء منهج يعيد الأمة، كما أرادها الله، خير أمة أخرجت للناس.
اللهم ارحم شيخنا كفاء ما قدم في سبيل نصرة دينك وكتابك، وتجاوز عن سيئاته كفاء صدقه، وجهاده في الذود عن لغة القرآن وتراث العربية وعن أصالة هذه الأمة وهويتها الإسلامية.


د/ عبد القدوس صالح
المصدر لها اون لاين
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: هديتي اليكم يا اهل العربية ..
02-08-2008, 08:19 AM
الجانب الإنساني في حياة "شاكر" يرويه ابنه "فهر"
بقلم : محمود صالح


لا أحد – بالطبع – يستطيع أن يتحدث عن العلامة محمود محمد شاكر في جوانبه الإنسانية وحياته الخاصة وما لا يعرفه عنه أحد مثل ابنه "فهر" أستاذ الأدب العربي.
والعلاقة بين العلامة الراحل وبين ابنه فهر لم تكن فقط علاقة أب له مكانته بابنه وإنما امتدت لتصبح علاقة شيخ بتلميذه شارك خلالها فهر أباه في بعض تحقيقاته ونفذ إلى كثير من أسرار نفسه وسأله واستفسر منه، لكنه لم يشاكسه حيث ظل في نفسه وفي نفس كل من عرفوه مقام "الإمام الذي لا ينازع في علمه وأدبه وفضائله"! وفي هذا الحوار يتحدث د. فهر عن الجانب الخفي في حياة شاكر وعن أسرار في حياته تنشر لأول مرة.

** اختار لك والدك العلامة الكبير اسما يبدو غريبا على -أسماع الناس هذه الأيام.. هل تحدثنا عن اسم "فهر"؟
- فهر تعني في اللغة "الحجر الصلب في حجم قبضة الكف" وهو اسم جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اختار والدي الاسم لهذا السبب وكان الأقرب إلى قلبه أن يناديه من يعرفونه بلقب "أبي فهر" فانتماء والدي للعرب كان واضحا حادا وهو كان شديد الاعتزاز به حيث كان يذكر دائما أن "فهر" هو جد العرب لمن كان يستفسر عن اسمي أمامه.

أكثر ما عرف عن محمود شاكر إنسانيا: الحدة. فهل كان -حادا لدرجة أن يترك انطباعا عاما عند كل من قابلوه بهذا؟
كانت الحدة شيئا أساسيا في طباعه رحمه الله لكنها كانت تظهر في مواقف معينة حينما يقرأ أو يسمع ما يمس أيا مما يؤمن به وما وهب حياته له كأن يقرأ تطاولات على الإسلام أو العربية أو يقرأ خوضا في حياة وسير الصحابة ورجال التاريخ الإسلامي، خاصة أن كثيرا مما كتب - ولا يزال - يفتقر للعلم أو للجهد في المعرفة. وقد كان "يغيظه" جدا الاستهلال الصحفي في عرض موضوعات يرى أنها قوام حياة هذه الأمة، ومع هذه الحدة فقد كان على الجانب الآخر وفي حياته الخاصة شديد الرقة والعطف، جياش المشاعر هادر الأحاسيس لدرجة أننا كثيرا ما رأيناه يبكي.

هل كانت له عادات يومية ثابتة أم أنه كان مزاجيا -يتصرف كما يتفق له؟
كانت له عادات يومية ثابتة صارمة للغاية، فهو يصحو مبكرا جدا وأول ما يفعله بعد الصلاة وبعد إفطار خفيف أن يقرأ كل الجرائد بلا استثناء وكان يقسم يومه بين القراءة والعمل سواء كان يكتب أو يعمل في تحقيق كتاب، وكان شرها للغاية في القراءة فلا يمسك كتابا -مهما كان حجمه- إلا وينتهي منه في نفس اليوم، وكان إذا بدأ العمل لا يسمع أحدا مطلقا.

كان الأستاذ شاكر أقرب لأن يكون "معتزلا".. هل كانت له صداقات أدبية أوسع من المعروف عن علاقته بالأديب يحيى -حقي والشاعر محمود حسن إسماعيل؟
كانت له صداقات كثيرة بالطبع في الحياة الأدبية والفكرية لكنها امتدت خارج مصر حيث كان يحضر ندوته التي كان يقيمها كل يوم جمعة كثير من الأدباء وطلاب العلم من العالم العربي والإسلامي، ولم يكن يفضل أن يجعلها ندوة بالمعنى المتعارف عليه إنما كان الحديث يسير بشكل طبيعي وعن أي موضوع يعن للحاضرين وإن كانوا جميعا يفضلون الاستماع لآرائه في أي قضية تعرض لهم. ورغم أن والدي رحمه الله كان شديد العنف في هجومه الذي لم يتوقف حتى وفاته على الاستشراق والمستشرقين فإنه كانت تربطه علاقات ببعضهم مثل كارلونللينو الذي كان يحضر كثيرا لبيت جدي في الغورية حيث مجالس العلم والسياسة ومجتمع مشاهير الحركة الوطنية والفكرية. وفي هذا المنزل نشأت صداقة بين والدي وبينه.
أما بالنسبة لنجيب محفوظ فكانت تربطه بوالدي علاقة جيدة لكنها ليست في مستوى علاقته بيحيى حقي الذي ربطته بوالدي صداقة عمر لدرجة أنه كان لا بد من اتصال يومي بينهما، ورغم أن يحيى حقي رحمه الله كان دائم الثناء على والدي في كتبه وفي جلساته الخاصة فإن والدي كان يشاكسه كثيرا وكان يقول له إن كتابته ليست عربية بل هي هجين؛ لأن أصله تركي!.

وبقية صداقاته؟
-كما قلت كانت كثيرة جدا، من سوريا مثلا كان الناقد والأديب شاكر الفحام من أكثر المترددين على ندوة الجمعة، ومن السياسيين كانت علاقة والدي بعلال الفاسي علاقة وثيقة لدرجة أنه بمجرد اعتقال والدي وقّع عدد من السياسيين المغاربة وثيقة بالدم للمطالبة بالإفراج عنه وكان هو على رأس الموقعين.
أما محمود حسن إسماعيل فكانت علاقته به هي أوثق علاقة ربطته بشاعر في عصره، وكان يقول: "تركت الشعر لمحمود حسن إسماعيل"، وكانت بداية علاقتهما في مكتب أحمد حسن الزيات صاحب "الرسالة" وكان إسماعيل يقرأ لوالدي مقالاته فيها كما كان والدي يقرأ أيضا أشعار إسماعيل ويعجب بها. وتصادف في هذا اليوم أن كان والدي يعطي قصيدة للزيات لنشرها في الرسالة وقرأها الزيات بصوته بإعجاب شديد، لكنه استفسر عن ترك القصيدة بلا عنوان، وساعتها أمسك محمود حسن إسماعيل القصيدة وأخرج قلما وكتب عليها بخط يده: "رماد" وبالفعل نشرت القصيدة في الرسالة بهذا العنوان، وبعد هذا توطدت لقاءاتهما وعلاقتهما حتى أصبحت صداقة من نوع فريد.

وعلاقته بك أنت وبابنته الوحيدة "زلفى
-ولدت أنا وبعد شهرين بالضبط من ولادتي دخل أبي المعتقل وحينما خرج كان عمري أربع سنوات، ومنذ الطفولة كان أبي متدفق المشاعر جدا تجاهنا، وكان إذا غضب يفعل ما يعبر به عن غضبه وبحدة لا حدود لها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمضايقات نتعرض لها. وأذكر أنه خنق بواب العمارة وخلصه الناس من بين يديه؛ لأنه منعنا من اللعب في مدخل العمارة بدون أسباب. وكان حريصا جدا على أن نتم حفظ القرآن الكريم كاملا في الطفولة وقد كان هذا بعون الله.

كان العلامة محمود شاكر أكثر علماء وأدباء عصره دراية بالأدب واللغة وعلوم العربية كلها.. من كان يفضل هو شخصيا من الأدباء؟
في النثر كان يجل الجاحظ ويرى أنه قمة الأدب العربي ولم يكن يحب كتب ابن المقفع ويراه فارسيا حتى وإن تربى وعاش بين العرب. وفي الشعر كان يحب الشعر الجاهلي الذي أحاط به إحاطة كاملة غير مسبوقة، لكن المتنبي كان بالطبع حبه الأول والأخير، كان يحفظ ديوانه كله، وكان يعرف كل ما اختلف فيه القدماء حول شعر المتنبي ويدافع عنه دفاعا حارا ينقل لنفس محدثه فورا الإعجاب بهذا الشاعر العربي الأعظم، وكان دائم الترنم بأشعاره وروايتها في كل المناسبات بإلقاء لم أسمع له نظيرا.
ومن الأدباء المحدثين الذين ارتبط بهم بعلاقة خاصة جدا من المودة والإكبار الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، بل إن أبي رحمه الله كان يعتبره أستاذه الأول وكان يعتبره أكبر وأخلص من دافع عن الأدب العربي عن علم وموهبة وحرارة، وقد دخل في معركة ضخمة مع سيد قطب رحمه الله حينما هاجم الرافعي لصالح العقاد، وقد رد أبي ودافع عن الرافعي بحرارة وحسم.

اختلف الشيخ شاكر مع الإخوان المسلمين.. هل تقابل مع حسن البنا، وماذا كان رأيه فيه؟
- كان يتضايق ويغضب من منطق أن السياسة قد تجوز لبعض أهلها التحدث في الدين ثم يتحولون إلى رموز دينية، وهو لم يكن يرى حسن البنا كذلك بالطبع، لكنه كان يراه رجل سياسة أكثر منه عالم دين، لكن كان تربطه علاقة وثيقة جدا مع الصداقة المستمرة بالشيخ أحمد حسن الباقوري عليه رحمة الله.

لم يأخذ الشيخ شاكر حظه من الشهرة وذيوع الصيت.. هل كان ذلك بسبب عزلته أم بسبب مصادمة أفكاره لقيم عصره كلها؟
- لم تكن قضية الشهرة تعنيه كثيرا، ودائما ما كان يردد: "كتبت ما يرضيني ولست رجل شهرة" وكان يقول: إن وظيفته الأولى والأخيرة أن يقرأ. وبمناسبة عزلته هو لم يكن معتزلا للمجتمع بالمعنى السلبي، فقد كان متابعا دقيقا للحياة الأدبية والفكرية في مصر والعالم العربي لكنه كان لا يحب أن يتحدث مع الصحافة ولا التليفزيون وكان رأيه فيهما سيئا.

كان رحمه الله شديد التعصب للعربية حادا في الدفاع عنها.. هل كان يقرأ شعر العامية الذي نما وانتشر بعد الخمسينيات حتى طغى في بعض المراحل على شعر الفصحى من حيث الانتشار؟
- كان يسميه زجلا وكان يقرؤه بالطبع وكان معجبا بفؤاد حداد ويقول إن لغته حلوة وتنم عن ثقافة عميقة وقراءات واسعة في الشعر العربي، كما كان يحب أشعار صلاح جاهين، وربما انتبه له بفضل حديث يحيى حقي رحمه الله الدائم عنه كلما جلس مع أبي.

والغناء .. ماذا كان رأيه فيه؟
كان يطرب للغناء طربا شديدا، لكن الغناء كله تلخص عنده في صوت أم كلثوم التي كان معجبا جدا بحلاوة وقوة صوتها وعمق ارتباطها بالشعر العربي ودقة مخارجها للحروف، وقد كان ينوي كتابة مقال مطول عنها، لكنه توفي قبل إتمامه.

كيف كان رأيه حينما اشتدت أزمة الدكتور نصر أبو زيد، وما رأيه في كتبه؟
- د. نصر كان معنا في قسم اللغة العربية وكان دائم الاتصال بوالدي، وأذكر أنه في إحدى المحاضرات كان د. نصر يشرح لنا في "دلائل الإعجاز" وقمت لأستوضح منه أحد نصوص الكتاب التي بدت لي غامضة، لكن د. نصر قال: إن النص واضح جدا. وحينما عرضت الموضوع على والدي قرأ النص وقال إنه غير واضح، وابتدأ تحقيق "دلائل الإعجاز" من هذا اليوم.
وحين بدأت أزمة نصر أبو زيد في الجامعة حدثت أشياء غريبة ولم يعترض والدي على رأي أبو زيد في الإمام الشافعي؛ لكنه اعترض على الأخطاء الفادحة في الكتاب من الناحية العلمية، وحينما نبه د. نصر لأخطاء في التواريخ والوقائع لا تليق بطالب مبتدئ رد عليه بأنه وقع في "لخبطة" ولن يعيد طباعة الكتاب، لكن -وهذا هو الغريب- لم يمر أسبوع إلا وكان قد طبعه طبعة جديدة بنفس الأخطاء، وحينما حدث جدل حول الكتاب اتصل والدي بالدكتور أحمد مرسي الذي كان رئيسا لقسم اللغة العربية بآداب القاهرة وطلب منه ألا يصل الموضوع للصحافة حفاظا على ما تبقى من سمعة الجامعة وقسم اللغة العربية، لكن د. نصر ود. أحمد مرسي وصلا بالموضوع للضجة التي أثيرت ويعرفها الجميع.

غير الأدب العربي.. كيف كانت علاقة محمود شاكر بالآداب الأخرى؟
-كان يجيد الإنجليزية بشكل مطلق وأعتقد أنه كان قادرا على أن يحاضر في الأدب الإنجليزي أكثر من كل المتخصصين، وقد ترجم بالفعل قصائد لأوسكار وايلد.

هل صحيح أنه لم يكن يصلي في جامع الحسين أبدا؟
-هذا صحيح، فلم يصل مرة واحدة في مسجد الحسين رضي الله عنه؛ لأن قبر الحسين أمام القبلة وهذا مما يبطل الصلاة، لكنه كان يصلي في الأزهر ويحب أن يتجول وحيدا في القاهرة الإسلامية.

هل تشعر أن محمود شاكر ظلم في حياتنا الثقافية أم أخذ ما يستحق؟
-بلا شك ظلم، وأقصد بهذا أنه شخصيا لم تكن تعنيه الشهرة والأضواء لكن كتبه وأفكاره لا تصل للناس بشكل يمثل ربع أهميتها وخطورتها.
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
إرشاد العقلاء... أين الله ؟
الساعة الآن 09:56 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى