التصويت للأحزاب غير الإسلامية والمدعية للإسلام حرام شرعاً
تتخبّط الجزائر منذ 17 سنة، في دوامة أو ألعوبة اسمها "الإنتخابات"، حيث صار أبناء "المعارضة" -في ظل كذبة التعددية الحزبية- يختلفون على "المغنم"، أو يتلاعنون لدى "مفترق طرق" الانتخابات. أما أبناء "الموالاة" (بني وي وي) فصاروا -في ظل كذبة الديمقراطية- يغيرون ثيابهم مواكبة لـ"العصر". ذلك أنّ القيم، سواء ما تهاوى منها، أو ما يشرف على التّهاوي، أُقْصيتْ نهائياً عن التّحكّم بالمواقف السّياسيّة، وبات النّاس يشعرون أنّ الحَكَمَ في ترشيح "الأشخاص"، هو مصلحة النظام اولاً، ومصالح المرشَّحين ثانياً، لا مصالح الشعب الّذي يمثّلونه، أو يمثّلون عليه، أو يمثّلون به. ودعْك من الهُراء حول "المصلحة الوطنية"! التي داستها السفارة الأمريكية مؤخراً والذي تُوّج بطلب الجزائر -باسم المصلحة الوطنية- من أمريكا مساعدتها على القضاء على تنظيم "القاعدة"؟؟؟ ... ولعلّ البارز والمشترك في كلّ المرشَّحين غياب البرامج الانتخابيّة الّتي تتجاوز الشّعارات الفضفاضة، الّتي تعني كلّ شيء، ولا تعني شيئاً بعينه...
إنّ أيّ عمليّة انتخاب مطروحة لن تكون منقذة من الورطة السّياسيّة الّتي نشأت مع الإنقلاب على إنتخابات 1991م، فهو قد خلق مشكلة قائمة بذاتها: لقد أومأت فرنسا الكافرة المستعمرة لضباطها في الجزائر، ليكون قدر الجزائر على ما هو عليه اليوم وغداً، وصمّمت معهم خارطتها السّياسيّة للجزائر الحزبية، بحيث تجمّعت فيها أقلّيات الأشخاص المرضى بالأيدز السياسي، والأفكار المميتة، والمواقف الخيانية...لحرف الشعب الجزائري عن طريق نهضته على أساس الإسلام.
فماذا فعل المسؤولون الذين أوقعوا البلد في هذا المأزق للخروج منه؟
إنّهم يتعاملون باستخفاف واضح مع هذا الوضع، ويلتهون بخلافاتهم الشّخصيّة، ويدخلون في كل سنة "إنتخابات" جديدة، بل مسرحية جديدة، وإنّ هؤلاء السياسيّين من أصحاب النظام أو المعارضة ليسوا بعيدين عن مسرح الجريمة، بل هم أبطال هذه المسرحية، ومتورّطون في جريمة "كشف القناع عن القناع"...إنّ هذه الطّبقة السّياسيّة التي يُعتبر وجودها جزءاً لا يتجزّأ من أزمة الجزائر، وعاملٌ رئيس في تأزُّم الأوضاع ووصولها إلى الوضع البائس الذي وصلت إليه...سوف تستمر في أدوارها المسرحية لترقص للشعب على جراحه وآلامه.
إن هذه الأحزاب ليست قائمة على أساس الإسلام (بما فيها المسماة إسلامية) وليست أفكارها وطرقها إسلامية، كذلك أهدافها لم تكن إسلامية، ولذلك كانت أحزاباً غير إسلامية ولو كان جل مؤسسيها وأعضائها من المسلمين، لأن العبرة بالأساس الذي يُبنى عليه الحزب وبالأفكار التي يتبناها الحزب وبالطريق التي ينفذ بها أفكاره ويحقق أهدافه، وكذلك العبرة بالأهداف التي يسعى لتحقيقها. وكل ذلك لا يخفى على المسلمين في الجزائر من أن هذه الأحزاب غير قائمة على الإسلام، وليست لها أية صلة بالإسلام، ولا تهدف لنيل أهداف إسلامية حقيقية.
وكان تأسيس هذه الأحزاب من قبل الدولة لا من قبل الشعب، حيث شجعت الدولة أشخاصاً معينين لتأسيس هذه الأحزاب، ومنعت آخرين لا ترغب بهم في تأسيس أحزاب، وإن كان تأسيس تلك الأحزاب التي مُنِعتْ قد تم على نفس الأسس التي أُسست عليها الأحزاب المسموح بها. وكذلك قامت الدولة بقصقصة أجنحة أحزاب أخرى، فحالت بينها وبين أن تدخل الانتخابات، ومنعت تأسيس أحزاب تعمل على أساس الإسلام ومن أجل إقامة حكم الإسلام.
فمن هنا يجب نبذ هذه الأحزاب، فلا يجوز لأي مسلم في الجزائر أن يعطي صوته لأي حزب غير إسلامي، لأنه بذلك يرتكب إثماً عظيماً. كما لا يجوز أيضاً لأي مسلم في الجزائر أن يشترك في أي حزب من الأحزاب الوطنية أو الديمقراطية أو حتى التي تدعي الإسلام. وعندما يصوت المسلم لأي حزب من هذه الأحزاب، فهذا يعني أنه يريد أن يُحكَم بغير ما أنزل الله أي بالكفر والله تعالى يقول: ﴿أفَحُكْمَ الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون﴾.
أيـها المسلمـون في الجزائر:
فرض الله على كل واحد منكم أن يعمل للإسلام لإعلاء كلمة الله في الأرض، ففرضَ عليه أن يعمل من أجل إقامة حكم الله في الأرض، وذلك عن طريق إقامة دولة
الخلافــة الراشدة الآن، التي بها تُستأنف الحياة الإسلامية، وبها يُحمل الإسلام رسالة هدى ونور للعالم أجمع بالدعوة والجهاد.
وحتى يقام هذا الفرض لا بد من وجود حزب سياسي يقوم على المبدأ الإسلامي ويعمل لتحقيق هذا
الخلافــة بالطريقة السياسية
دون أن يشارك في الإنتخابات، ودون حمل السلاح...أي التقيد بما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم من طريقة تغيير في المجتمع الجاهلي.
والسلام عليكم ورحمة الله