Re: هؤلاء هم الأشاعرة .. الحلقات الأولى
01-06-2009, 03:44 PM
فصل
أمثلة على مخالفة الأشاعرة لعقيدة أهل السنّة أهل الحديث والأثر
أمثلة على مخالفة الأشاعرة لعقيدة أهل السنّة أهل الحديث والأثر
قال الشيخ عبد الرحمن:
((فمذهب الأشاعرة يتضمن أمورًامخالفة :
كنفي كثير من الصفات حيث لا يثبتون إلا سبعًا من الصفات))
التعليق:
إنّ ممّا خالف فيه الأشاعرةُ أهلَ السنّة والجماعة نفيُهم –أي الأشاعرة- جميع صفات ذات الله تعالى كالساق والوجه والأصابع واليدين والعينين والوجه .. وكذلك ينفون أغلب صفات الأفعال لله تعالى –المتعلّقة بمشيئته- كالضحك والغضب والفرح والمكر بالماكرين والاستهزاء بالمنافقين والنّزول إلى السماء الدّنيا والاستواء على العرش والمجيء لفصل الخطاب يوم القيامة وغيرها من الصفات الفعلية .. ولا يُثبتون لله تعالى إلا سبعاً من الصفات ويقولون: هي الصفات التي أوجبها العقلُ !!
وهي الصفات التي لا يتصوّرُ العقل إلهاً من دونها!! وهي: السمع والبصر والكلام والحياة والقدرة والإرادة والعلم. وزاد بعضهم صفة البقاء فجعلها الثامنة !! انظر (كفاية الطالب الرباني ص 57 هامش)
فإثباتُ هذه الصفات عند الأشاعرة ليس من باب تصديق الأخبار الدالّة على ذلك ولكن من باب تصديق عقولهم القاصرة التي لم تستطع تقبُّل أكثر من ذلك !!
فالعقل –عندهم- يستطيعُ أن يتصوّر إلهاً من غير يد ! أو من غير عينين !! أو من غير وجه !! ولكن لا يتصوّر إلهاً من غير سمع ولا بصر ولا كلام ولا حياة ولا إررادة .. الخ الصفات التي تفضّلت بها عقولهم فأثبتتها لله تعالى !! فلذلك تجدهم يُسمّون ما أثبتوا لله تعالى من الصفات بالصفات العقلية وأمّا الصفات التي عطّلوا الله تعالى منها ونفوها عنه ورفضوا وصفه تعالى بها فيسمونها الصفات الخبرية !! أي: الثابتة في الكتاب والسنّة !!
قال الشيخ عبد الرحمن:
((ويقولون : إنالإيمان هو مجرد التصديقويخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، وهذا مذهب المرجئة))
التعليق:
حقاً هذا هو مذهب المرجئة الخبثاء !!
وهو مخالف لما دلّت عليه النّصوص الشرعية من أنّ الإيمان قول وعمل واعتقاد لا يُجزئُ أحدها عن الآخر .. وأنّ الإيمان يزيد وينقص وأنّ أهله متفاضلون فيه فليس إيماني كإيمان الصحابة فضلا عن جبريل !!
يقول صاحب الجوهرة –في دين الأشاعرة-:
وفسر الإيمان بالتصديق*** والنطق فيه الخلف بالتحقيق
وقال الشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري في شرحه على رسالة القيرواني المسمّى: ((الثمر الدّاني ص 10 دار الفكر1424هـ)):
(من ذلك) أي الواجب (الإيمان بالقلب) أي التصديق بالقلب (والنطق باللسان) أي النّطق بالشهادتين. وظاهره أنّ الإيمان مركّب منهما، وظاهر كلامه –أي الإمام ابن أبي زيد القيرواني- الآتي أنّ الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح، أنّه مركّبٌ من الثلاثة، ونُسب للمعتزلة، وهذا كلّه باعتبار جريان الأحكام وإلا فالتّصديق وحده ينجي صاحبه من الخلود في النّار .. )) اهـ
فانظر يا هداك الله إلى نسبته القول بأنّ الإيمان قول وعمل واعتقاد للمعتزلة الضلال !! ثمّ زعمه أنّ كون الإيمان مركّبٌ من الثلاثة ليس حقيقيا وإنّما باعتبار جريان الأحكام .. يعني أنّ كون القول والعمل من الإيمان مجازا وليس حقيقة !!
ثمّ انظر إليه كيف جعل مجرّد التّصديق ينجي صاحبه من الخلود في النّار !!
وبناءاً على قوله المنكوس هذا فإنّ أبا جهل وأبا لهب ناجون من الخلود في جهنّم !! فقد أخبر الله تعالى عن مشركي قريش أنّهم لا يُكذّبون النّبيّ صلى الله عليه وسلّم !! وليس يبعُد عليك أخي القارئ الكريم تصديق أبو طالب عمّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولكنّه لم ينطق بكلمة التوحيد فكان من أصحاب الجحيم !!
فعن أيّ سنّة يتحدّثون وإلى أيّ جماعة ينتسبون ؟!
وبمثل قول الأبي قال صاحب (كفاية الطالب الرباني)
قال الإمام حرب –صاحب الإمام أحمد- رحمهما الله: (( .. هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحابالنبي إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة و سبيل الحق))
قال:((وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم كمن جالسنا وأخذنا عنهم العلم و كان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة.
والإيمان يزيد وينقص ويستثنى من الإيمان غير أن لا يكون الاستثناء شكا إنما هي سنة ماضية عند العلماء.
فإذا سئل الرجل (أمؤمن أنت)؟
فانه يقول انا مؤمن إن شاء الله أو مؤمن أرجوا.
ويقول آمنت بالله و ملائكته وكتبه ورسله.
ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجىء.
ومن زعم أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع فهو مرجئ.
ومن زعم أن الإيمان يزيد و لا ينقص فقد قال بقول المرجئة.
ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ.
ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة فهو مرجئ.
ومن زعم أن المعرفة في القلب وأن لم يتكلم بها فهو مرجئ ))
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله ((قلت:حربٌ هذا صاحب أحمد وإسحاق وله عنهما مسائل جليلة وأخذ عن سعيد بن منصور وعبد الله بن الزبير الحميدي وهذه الطبقة وقد حكى هذه المذاهب عنهم واتفاقهم عليها ومن تأمل المنقول عن هؤلاء وأضعاف أضعافهم من أئمة السنة والحديث وجده مطابقا لما نقله حرب ولو تتبعناه لكان بمقدار هذا الكتاب مرارا ..)) (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 304 و 308 دار الفكر ط1، 1422)
وقال الإمام القدوة محمد بن الحسين الآجرّي رحمه الله في كتابه العظيم ((الشريعة ص96 دار الحديث تحقيق: فريد الجندي)):
((اعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم - أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح.
ثم اعلموا : أنه لا تجزىء المعرفة بالقلبوالتصديق، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً، ولا تجزىء معرفة بالقلب ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث: كان مؤمناً.
دل على ذلك الكتاب والسنة، وقول علماء المسلمين ..)) ثمّ شرع يذكر الأدلّة على ذلك.
وقال الإمام البخاري رحمه الله:
((لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز سنه أعوام ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان .. ))
ثم شرع في ذكر أسماء عدد من الأئمّة الذين أخذ عنهم الإمام البخاري العلم والحديث والسنّة ثمّ قال:
(( .. واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء:
· أن الدين قول وعمل، وذلك لقول الله ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتواالزكاة وذلك دين القيمة))...))
وبسبب هذا القول البدعي من الأشاعرة فإنّك لا تجدهم –أي الأشاعرة-يتكلّمون على توحيد الألوهية والعبادة بل يقتصرون على توحيد الربوبية لأنّ الأعمال عندهم ليست من الإيمان وهم يفسّرون لا إله إلا الله بلا ربّ إلا الله !!
أو لا قادر على الاختراع إلا الله !!
أو لا فاعل موجود إلا الله !!
أمّا أهل السنّة فيفسّرونها بلا معبود حقٌّ إلا الله.
فلذلك تجد المجتمعات التي ينتشر فيها مذهب الأشاعرة ينتشرُ فيه الفسق والفجور والبدع والشرك بكلّ ألوانه !!
فيكفي أن تقول لا إله إلا الله فتصير كامل الإيمان وإن صدر منك ما صدر !
فهنئاً لأهل المعاصي والفجور !! وصدق الإمام القحطاني رحمه الله حين قال مخاطباً الأشاعرة:
إن حلّ مذهبكم بأرض أجذبت*****أو أصبحت قفراً بلا عمران
وكم تعجبني كلمة للشيخ السلفي الفاضل أبو عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري حفظه الله قرأتها له قديما يقول فيها: (( بناءاً على تعريفهم للإيمان الخاطئ فقد أخرجوا توحيد الألوهية من تقسيمهم للتوحيد، فالتوحيد عند الأشاعرة هو أنّ الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في صفاته لا نظير له، وهذا التعريف لم يتضمّن توحيد الألوهية، فلذلك أيّ مجتمع ينتشر فيه المعتقد الأشعري تجد فيه توحيد الألوهية مختلاً وسوق الشرك والبدع رائجة، لأنّ السواد الذي يقطن البلاد التي يغلب عليها المعتقد الأشعري لم يعلم أنّ الله واحد في عبادته لا شريك له فتجده يإن من وطأة البدع والشركيات وبناء القباب وإقامة المواليد، ...)) (من مقال له بعنوان: بعض ما خالف فيه الأشاعرة أهل الأثر وأثر ذلك في المجتمع).