رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
07-06-2013, 01:52 PM
141- العالِمُ في ديننا هو الذي يُوجهُ الحاكمَ وليس العكس . والحاكمُ هو الذي يحتاجُ للعالِمِ وليس العكس .
142- الأحكام الشرعية المتعلقة بجهاد الجزائريين المسلمين لفرنسا المستعمِرة فيما بين 1830 م و1962 م لا يمكن ولا يجوز أبدا أن تكون هيَ هيَ نفس الأحكام المتعلقة بالخروج على حكام الجزائر اليوم . وإذا لم يتعصب إخواننا في الجبهة الإسلامية- رحمها الله - وسألوا العلماءَ فسيتأكدون حتما من الفرق بين هذا الجهاد وذاك , وبين الخروج على مستعمِر كافر
( أشخاصا وقانونا ) والخروج على حكام من أهل البلد ( مسلمون في أنفسهم لكنهم لا يحكمون بما أنزل الله ) .
ومع أن إخواننا في الجيش الإسلامي للإنقاذ أعلمُ بصفة عامة بالإسلام ( لا بالسياسة ) من المجاهدين في عهد الاستعمار الفرنسي, إلا أنني أظن أنهم أخطأوا في حق الشعب الجزائري أكثر مما أخطأ المجاهدون سواء من حيث :
أولا:- قتل المدنيين بدون حجة قطعية وتهمة ثابتة .
ثانيا:- الاستعمال المبالغ فيه لممتلكات الغير من أفراد الشعب .
ثالثا:- الغرامات الباهضة الثمن من أجل مخالفات بسيطة جدا .الخ ...
ولعل من أسباب ذلك أمران : السذاجة السياسية من جهة , والاغترار والإعجاب بالنفس من جهة أخرى .
143-كل تطرف من النظام الحاكم عندنا في الجزائر في إصدار الأحكام الجاهزة ضد الإسلاميين سيوصِلُ حتما إلى نتائج معكوسة غير التي يقصدها النظام . ولا يجدُ الآذانَ الصاغيةَ للناس إلا الأحكامُ العادلةُ الصحيحةُ .
ومحاربة الأنظمة عموما للإسلاميين- ولأي صاحب مبدأ مهما كان - باللين أنجحُ من المحاربة بالقوة لو كان الحكامُ يعلمون .
144-من مظاهر التعصب المذموم في بلادنا ( الذي يُوَلِّدُ غالبا تعصبا مضادا ) :
ا- تعصب بعض الجماعات الإسلامية ضد من ليس منها : قد يُنفِّر الناس مع الوقتِ منها أو حتى من الإسلام .
ب- تعصب السلطات الحاكمة ضد الإسلاميين واتهامهم باتهامات باطلة مثل : الخيانة , الانتماء للإخوان المسلمين , الانتماء لإسرائيل أو لأمريكا أو لروسيا أيام زمان , إنشاء تنظيمات سرية, الولاء للخارج , الأصولية , حب المسؤولية , تهديد الأمن الوطني , المساس بوحدة التراب الوطني , .. : يزيد بإذن الله من قوة هؤلاء الإسلاميين ومن تعلق الناس بهم .
جـ-تعصب قوم من اللائكيين والعلمانيين ضد البلاد والعباد والدين والأدب والأخلاق و... : يؤدي حتما مع الوقت إلى استيقان جل الشعب الجزائري ( وأي شعب آخر ) أن الإسلام دين ودولة وأن اللائكيين أعداء من حيث علموا أم لم يعلموا .
د-تعصب بعض المنتظمين في جماعات إسلامية ضد من لم ينتظموا :يؤدي إلى أن غير المنتظمين يزداد عددُهم شئنا أو أبينا .
هـ- تعصب بعض الشباب المتدين ضد علماء مسلمين معتدلين : أدى مع الوقت إلى زيادة التفاف المسلمين بهم في كل مكان.
ولنتذكر بالمناسبة هذه القاعدة الأساسية في الحياة عموما وفي الدعوة والسياسة خصوصا والتي تنص على أن :"كل تعصب مذموم يُولِّدُ تعصبا مُضادًّا ", فلنكن على حذر من أمرنا .
145-العلمانيون في الجزائر ( وربما كذلك في المغرب العربي ) طراز خاص يختلف عن العلمانيين في سائر العالم العربي . إنهم هناك يؤمنون بالفصل بين الدين والدولة ولكنهم يحترمون سائر الثوابت من دين ( ولو كصلة بين العبد وربه ) ولغة ووحدة تراب وأمن وطني . أما عندنا- والعياذ بالله تعالى- فالعلماني ضد الدين جملة وتفصيلا وضد أية رائحة يمكن أن تُشَمَّ ولو من بعيد من مسلِم , وضد كل شرائع الدين بما فيها الصلاة والمصلين , وضد لغة البلاد العربية الفصحى وضد وحدة التراب الوطني ( والفاهِم يفهمُ وحدَه , ولا داعي للتفصيل لأن الأمر معلوم من السياسة بالضرورة ) .
146- لقد قلتُ من حوالي جانفي 1999 م بأن هناك احتمالا كبيرا في أن يستسلمَ " الفيس" عن قريب بأن يتنازل للسلطة عن عشر تنازلات في مقابل أن تتنازل السلطة له تنازلا واحدا لأنها حاليا " أقوى منه" وفي نفس الوقت "أذكى منه",فاعتبِرْتُ من طرف بعضهم متشائما وغير مطلع على ما يدور في كواليس السياسة !. وفي أقل من عام وقع المحذورُ .
147- بالله عليكم يا حكام طبِّقوا علينا شريعة سيدنا محمد نحن أبناء الجزائر, ولكم علينا بعد ذلك السمع والطاعة إلا في معصية الله . طبقوا علينا الحكم الإسلامي وحقِّقوا لنا أمنية الأماني في حياتنا الدنيا , ولكم علينا أن لا ننازعكم من الحكم شيئا ( وأنا أتحدث معكم باسمي وباسم الله الذي أؤمن به , لا باسم حزب معين لأنني لا أنتمي إلى أي حزب وأنتم متأكدون من هذا ) وأنا- مهما كنتُ بسيطا - أولُ من يبايعُكم ويشُدُّ على أيديكم ويؤيدُكم ويصفِّقُ لكم ويدافعُ عنكم ويتصدى لمن ينتقدُكم و ...
إنني ولو كنتُ أعلم أن بعض الإسلاميين (قليلون إن شاء الله ) يحبون الزعامة والإمارة والمسؤولية حبا جما , فإنني أظن أن أغلبية الإسلاميين في الجزائر وفي غيرها من بلدان العالم الإسلامي يحبون أن يُحكَموا بالإسلام ولا يُهِمُّهم بعد ذلك من يحكمُ , سواء كانوا هم الحكام أو كان الحكامُ غيرَهم .
وأنا أتحدث عن نفسي : إنني أمقتُ المسؤولية مقتا وأسأل الله أن يُحييَني بعيدا عن المسؤولية وأن يُميتني بعيدا عنها .- اللهم آمين -.
طبقوا الإسلام علينا يا حكام الجزائر وسترون بأن أغلب الحركة الإسلامية ستؤيدكم وكذلك أغلبية الشعب الساحقة ( الحقيقية لا المزَوَّرة ) , واللهُ قبل ذلك وبعد ذلك يؤيدُكم , وسترتاحون وستسعدون بإذن الله عندئذ وعندئذ فقط الراحة والسعادة الحقيقيتين مع أنفسكم , ولو فقدتم من متاع الدنيا الكثير . وحتى قادة الغرب والشرق المعادون للدين ولشريعته , وإن غضِبوا عليكم في البداية فسيحترمونكم في النهاية لأنكم :
ا- ستصبحون بالإسلام ( وبالإسلام فقط ) أقوياءَ والقويُّ - حتى ولو كان كافرا - يهاب القويَّ – حتى وإن كان مسلما -.
ب- ولأنكم أهل لأن تُحترموا مادمتم مُصطلحين مع شعبكم . وهل تظنون أن قادة أمريكا والغرب يحترمونكم اليوم وأنتم في خصومة مع شعبكم ؟!. أنتم واهمون إن ظننتم ذلك , وهم يكذبون عليكم إن زعموا لكم ذلك . اللهم اهد حكامنا فإنهم لا يعلمون .
148- لا يجوز مطلقا أن يقول مسلمٌ :" أنا معذور لأنني أُمِرتُ أن أقتُل فقتلتُ " . هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال , سواء كان القاتلُ حاكما أو محكوما :
ومنه كما أن الإسلامَ لا يقبل من الشرطي أو الدركي أو الجندي أن يقتُلَ مؤمنا بغير حقٍّ حتى ولو كان مأمورا بذلك ( صحيح أنه إذا أُمِر بذلك فإن المسؤولية تكون مشتركة بين الآمرِ والمُنَفِّذِ للقتل , أما إذا قتلَ من تلقاء نفسه فإن المسؤولية الكاملة عليه هو وحده ) , فكذلك الإسلام لا يقبلُ من مسلمٍ ( مهما كان داعية إلى الإسلام ) أن يقتلَ رجلا أو امرأة - كما وقع خلال الثماني سنوات الماضية - لا لشيء إلا لأن " أميره " أمره بذلك كما يقول اليوم البعضُ من أتباع " الفيس" سواء كانوا قلة أو كثرة . إن هذا عذرٌ غير مقبول البتة .
والقاعدة التي تحكُمُ كلَّ ذلك هي قول النبي محمد : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) , سواء كان الآمرُ بالقتل " عباسي مدني" أو الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله .
فانتبهوا إخوتنا , وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا , وكونوا على حذر, واعلموا أن انتماءكم للتيار الإسلامي لن يُغني عنكم من الله شيئا , لأن الله يُحاسب على سلامة القلب وصحة العمل , بغض النظر عن انتماء الشخص الشكلي خلال مسيرته الدعوية أو في حياته اليومية .
149- من المحزن ومن المؤسف أن حكومتنا ترفض- هكذا تُعلنُ - باستمرار وبشدة أن يعمل الإسلاميون من أجل إعلام الأجنبي بأحوالهم أو أحوال الشعب المزرية وكذا بحقوق الجميع المهضومة , ولو كان الإسلاميون يفعلون ذلك غالبا بنية حسنة :
- لأن النظام ظلمهم وما سمح لهم ولو بأن يقولوا له في بلادهم : " لا للظلم " .
- أو لأن النظام ظلمهم وما أراد أن يرفع عنهم الظلم , فاضطر الإسلاميون لأن يشتكوا للأجنبي لعله يضغط على الجزائر ( من أجل استقرار الأحوال في بلادنا الذي يضمن له مصالحه الخاصة , لا من أجل جمال عيون الجزائريين أو جمال وجوه الإسلاميين ) . والحاكم الجزائري يسمع غالبا ويخضع لضغط الأجنبي الكافر القوي أكثر مما يفعل مع الأجنبي المسلم الضعيف .
ولكن الحكام عندنا مع ذلك يعتبرون ذلك تدويلا للقضية الجزائرية وإدخالا للأجنبي في شؤوننا الداخلية . والمؤسف أكثر هو أن النظام في نفس الوقت الذي ينكر على غيره تدويل قضايا الجزائر الداخلية ولو مرة واحدة خلال زمن طويل , هو يُدَوِّلُها باستمرار وبشكل مفضوح وغير مقبول لا شرعا ولا عرفا ولا ...
ومن مظاهر ذلك :
*مشاركة النظام المستمرة والمتكررة مع دول عربية إسلامية ودول أخرى كافرة (منها عدوتنا القديمة والجديدة فرنسا ) في وضع خطط أمنية لمحاربة ناس ,منهم جزائريون " أولاد بلاد " حتى ولو كانوا يهودا أو نصارى ,محاربتهم داخل الجزائر أو خارجها .
* تنقل وزراء جزائريين ومسؤولين كبار أكثر من مرة لألمانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها من أجل استجداء العون من قادة هذه الدول للقضاء على أولاد الجزائر الذين وإن خرجوا على النظام فهم جزائريون مسلمون , بل إن منهم أبناء شهداء ومجاهدون ( جاهدوا فرنسا بالأمس أثناء ثورة الجزائر ) .
بالله عليكم يا ناس أهكذا تعامِل الدولةُ مواطنيها مهما خرجوا عليها !؟.
بالله عليكم يا ناس أليس ما فعلته السلطة هو قمة التدويل الذي منعته عن غيرها وسمحت به لنفسها ؟! بالله عليكم يا ناس , تصوروا لو أن مواطنا فرنسيا واحدا مثلا ( خارج على النظام الفرنسي ) أقلقَ النظامَ الجزائري فاعتقلته السلطاتُ الجزائرية وسجنته , ماذا كانت فرنسا ستفعلُ ؟! الجواب معروف بداهة وهو أنها ستُهزُّ الدنيا احتجاجا على الجزائر. أما عندنا نحن فإن التلفزيون الجزائري ينقل خبر اعتقال عشرة أو مائة من الإسلاميين مثلا في فرنسا , ينقله بكل برود بل بكل فرح وسرور .
أين هو " النيف" يا ناس الذي كنا نشمُّ البعضَ من نسماته في عهد بومدين رحمه الله مهما كانت سيئات هذا الرئيس وسيئات الفترة التي حكم فيها الجزائر ؟! " .
150- إن الحكام بظلمهم الفظيع للإسلاميين يُنشئون بأنفسهم الإرهاب إنشاء , سواء اعترفوا بذلك أم لا .
يتبع : ...
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 07-06-2013 الساعة 02:03 PM