رد: "شاطئ الذكرى" من تأليفي.....
29-08-2012, 06:12 PM
الحـــلقة الأخيــــــــــرة
أستجمعت قواي واتجهت اليه فلمحت دفتره مفتوحا على المكتب فوقعت عيني على خاطرة بدت لي كأنّها كتبت منذ مدّة قصيره فألقيت نظري لقراءتها...
حياتي أنا ستتحوّل عمّا قريب...
لا أعلم ما يخبّأ لي القدر الغريب...
لاحظت أنّه لم يكملها ، هل لأنّ الحزن ضيف لديه أم هناك ما يمنعه؟؟؟
أعدت الدفتر لمكانه واقتربت نحوه وناديته بصوت خافت، فلم يسمعني فناديته بصوت أعلى إلى ان إنتبه..
أيمن: أنت هنا ؟...آسف آسف
قلت: لا عليك أمممم هل أنت بخير؟
فابتسم ابتسامة ملؤها التفائل والأمل ....
أيمن: أعرف ماذا يتتظرني،سأودّع نعمة لطالما أخذتني إلى ما يهواه قلبي ويطلبه خيالي والآن قطار الفراق على وشك الوصول ( سكت هنيهة وتنفّس ثم واصل) ولكن صدّقيني لن تتوقّف الحياة هنا ، لأجل البقاء سأكافح ولأجل الكتابة سأتابع ولأجل شيئ أجهله سأفوز ولن أكون أسير الأحزان ولا شفقة الدموع،بل سيستمرّ الأفضل ويظلّ الفرح...
بعد هذه الكلمات وقفت صامتة كأنّ الحروف تكتّمت واللّسان انصدم، هل أخفّف عليه ولكنّ الظاهر هو من يستطيع ذلك...
مرّأسبوع ونبضات القلب لا تهدأ ، البال مشغول والمصير لا يزال مجهول وحان الموعد في تلك الغرفة المليئة بالأجهزة بعيدا عن الطبيعة ملقى على سرير حوله أناس سيأخذون جزء منه وسيودّع آخر ثواني حياته الماضية...
مرّت السّاعات الى ان جاء أحدهم يتمتم كلمات لم أفهم منها سوى أنّ العملية انتهت وأيمن في الغرفة يرتاح إن أردنا زيارته....
طلبت منهم الذهاب وأن يتركوني وحيدة لبعض الوقت لعلّي أستجمع قواي وأرمّم بقايا شجاعتي لمواجهته.....
مرّ الوقت وحان اللقاء ، دخلت الغرفة وأنا أتخيّل موقف أيمن حيث سيكون مستلقيا على سرير الألم يتأمّل جدران الحقيقة المرّة وسيصيح بدموع مخفيّة أنّه لن يتحمّل ما هو عليه، سيأسف على وضعه الجديد وسيكتب رواية عن نفسه عنوانها " ما أقسى القدر"..
فتحت عيني وكلّي خوف على ردّة فعله ولكن هاهو مجدّدا يبرهن لي أنّه بطل وانسان يستحقّ وسام الأمل فما أجمل ابتسامته الصادقة و ترحيبه الحيوي النشيط وكلامه عن كلّ شيئ جميل.....
أيمن: ها قد بدأت حياتي من نوع آخر ،أتعرفين؟ لن أنظر للأسفل فقد يتحطّم ما أريد بناءه بل سأكون شامخا كشموخ الجبال وكفراشة راقصا على صفحات السطور فإنّني لا أطيق الإنتظار حتى أعود للمنزل وأمسك دفتري وقلمي...
لم أتحمّل ذلك فانفجرت باكية...
قلت له: كفاك تمثيلا وأفصح عمّا في داخلك ،أعرف أنّك تحترق وتتمزّق فلا تحاول إنكار ذلك، لما لا تبكي لما لا تتشائم هل نسيت أنّك فقدتهما ؟ مالي أراك تتصنّع اللاّمبالاة؟ هجراك كما هجراني والدي ألن يألمك هذا؟ (وهممت بالمغادرة لولا أن استوقفني صوته)...
أيمن: حمقاء..هل هذا سيرجع لي رجلي هل الغرق في الحزن سيعيدهما؟ تبّا ما ظننتك ضعيفة لهذه الدرجة، اذا كان هذا شعرك في الحياة فل يذهب الى الجحيم أما أنا فأمتلك عيني أبصر بهما عالمي ويدين يمسكاني صديقي القلم فيبدع ما استطاع فماذا أريد أكثر من هذا؟ هيّا أجيبيني ...
تلعثمت كلماتي وشعرت بالخجل يسري في جميع أعضاء جسمي،مسحت دموعي الخائنة ورسمت ابتسامة لطالما تعلّمتها منه ورجعت الى الخلف مطأطأة رأسي أحاول تصليح ما بدر منّي...
قلت: آآآآآآآآآسفة ..... لحظة غضب مفاجأة جعلتني أتفوّه بأشياء لا معنى لها فأرجو أن تقبل اعتذاري..
أيمن: لا عليك و أنا آسف لأنّني رفعت صوتي عليك..
قلت: حسنا واحدة بواحدة ههههه نحن متساويان...
وضحكنا...
بعد يومين استطاع أيمن الخروج من المستشفى وبسببه عاد المنزل حيوية وشاعرية ملؤها السعادة والأمان....
مرّ أربع سنوات....
أين أنا؟ أين؟ ماذا؟؟ غير معقول هذا المكان دفنت فيه ذكرياتي المؤلمة أجل انه "شاطئ الذكرى" ..مهلا من تلك الفتاة؟ يا إلاهي الأمواج تجذبها لااااااالاللا انّها أمل أممممممممممممل حبيبتي لاااااااا
أمل: استيقظي أمّي هل حلمت حلما مزعجا؟ فقد كنت تنادينني باسمي؟...
سرين تعانق أمل: آه الحمد لله فأنت بخير.
أمل: أمّي هل أنهيت من قصّتك؟ لقد توقفت حينما عاد أيمن الى المنزل بعد العملية ومرت أربع سنوات،ماذا حصل بعد؟ أخبريني أرجوكي لقد نمت ولم تكمليها ..
سرين: حسن يا ابنتي ناوليني القلم لأكملها...
أمل: تفضّلي....متشوّقة..
سرين: مرت أربع سنوات مليئة بالأشياء الجميلة حيث استطاع أيمن تأليف كتب عن الخواطر والقصص وجنى منها الكثير من المال والشهرة واستطاع شراء رجلين اصطناعيين والمشي من جديد..
أمل تقاطعها: وماذا عن سرين؟
سرين: لقد وجدت حبّها الحقيقي وتحقّق حلم أيمن...
أمل: الفتاة مئة يااااااا سلااااااااااام....
سرين: أجل وعاشا سعيدين وأنجبا بنتا أسميتها "أمل" لأنّ حياتهما كانت مبنية على الأمل.وعاشت الطفلة في حضن والديها بحب وحنان..أمممممم الى ان كبرت واصبح عمرها اربع سنوات ......
أمل: مثلي ، كم هذا راائع نهاية جميلة..
فتح الباب وأسرعت أمل نحوه....
أمل: أبي لقد أنهت أمي من قصة"شاطئ الذكرى" وقد عاشت سرين وأيمن حياة هنيئة رفقة ابنتهما(وعانقت والديها) أحسّ أنّ القصة حقيقة وأتخيل دائما أمي سرين وأبي أيمن هههههه
سرين: حبيبتي نحن نحبّك
همس أيمن في أذن سرين: لقد تحقق الحلم وعاش الأمل وتغيرت حياتك
سرين: اكتشفت أن ذلك الشاطئ أهداني هدية قيّمة ليكفر عن خطأه وهي أنت..
ابتسم الجميع وتعانقوا وقلوبهم تشعّ أملا ودفئا وحباّ أبديّا....
بعد صبر مـُزج العناء بالكفاح...
حوّل الأمل اليأس طريقا للنجاح...
وغدى الحبّ للمصاعب هو السلاح...
وعاشت القلوب والنّفوس بارتياح...
النـــــهايــــــــــــــــــــــة