52- حياتنا في هذه القصة ! :
في يوم من الأيام كان هناك رجلا مسافرا في رحله مع زوجته وأولاده، وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق ..فسأله : من أنت؟.. فقال : أنا المال ..فسأل الرجل زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا؟..
فقالوا جميعا : نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!..
فركب معهم المال.. وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر..
فسأله الأب : من أنت ؟ ..فقال : أنا السلطة والمنصب.. فسألزوجته وأولاده هل ندعه يركب معنا ؟.. فأجابوا جميعا بصوت واحد : نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب ، نستطيع أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!.. , فركب معهم السلطة والمنصب.. وسارت السيارة تكمل رحلتها..
وهكذا قابل أشخاصا كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا، حتى قابلوا شخصا..
فسأله الأب : من أنت ؟.. فقال : أنا الدين .. فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد : ليس هذا وقته.. نحن نريد الدنيا ومتاعها ، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا ، وسنتعب في الالتزام بتعاليمه وحلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام ...، وسيشق ذلك علينا.. ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها ! . . , فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها ..
وفجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش ، وكلمة قف، ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة .. فقال الرجل للأب : اٍنتهت الرحلة بالنسبة لك، وعليك أن تنزل وتذهب معي!..
فوجم الأب في ذهول ولم ينطق .. فقال له الرجل : أنا أفتش عن الدين.. هل معك الدين ؟..
فقال الأب : لا .. لقد تركته على بعد مسافة قليلة.. فدعني أرجع وآتى به !..
فقال له الرجل : إٍنك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة اٍنتهت والرجوع مستحيل !..
فقال الأب : ولكنني معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والأولاد و.. و.. و..
فقال له الرجل : إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وستترك كل هذا، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق!.. , فسأله الأب : من أنت ؟.. , قال الرجل : أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه !.. , ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه، وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها ، وفيها الأولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أحد!..
------------
الرجل في القصة يعنى به ملك الموت ، والسيارة هي الدنيا..
قال تعالى : (قل إن كان آبآؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين )..
وقال الله تعالى : (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).
انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد.. وفي صبيحة اليوم الأول، وبينما هما يتناولان وجبة الإفطار، قالت الزوجة - مشيرة من خلف زجاج النافذة : المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما -:
انظر يا عزيزي!.. إن غسيل جارتنا ليس نظيفا !.. لا بد أنها تشتري مسحوقا رخيصا !..
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق ، في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل ..
وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا ، على حبال جارتها ، وقالت لزوجها :
انظر!.. لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل !..
فأجاب الزوج : عزيزتي!.. لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ، ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها .!..
قد تكون أخطاؤك ، هي التي تريك أعمال الناس خطأ.. فأصلح عيوبك، قبل أن تنتقد عيوب الآخرين !.. ولا تنس أن من راقب الناس مات هما !...
يتبع : ...