الرسالة الثالثة عشر
سلوكيات خاطئة في رمضان:
السهر: إن وقت المسلم ثمين جدًّا, ولا مجال فيه أن يقضيه في السهر الفارغ الطويل.ففي السهر تضيع الفرائض, أو تتأخر عن وقتها, ويقلُّ فيها الخشوع، ويفوت وقت البكور, وما فيه من خير، وتضيع لذة الصيام, والشعور بالحكمة من مشروعيته. قال ابن مفلح: (واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة، فكم يضيع الآدمي من ساعات, يفوته فيها الثواب الجزيل، وهذه الأيام مثل المزرعة، وكأنه قد قيل للإنسان: كلما بذرت حبةً أخرجنا لك ألفاً، هل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر، أو يتوانى؟).
: وقال الشيخ علي محفوظ: (ومن سيِّئ العادات إضاعة الناس الأوقات الفاضلة، واشتغالهم بالبطالة, كما يكون منهم في ليالي شهر رمضان، فإنهم يلهون فيها بالسهر، وكله غيبة أو نميمة، وقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا دخل عليهم ذلك الشهر تناكر بعضهم من بعض, حتى إذا فرغوا اجتمعوا، وأقبل بعضهم على بعض).
قال ابن عثيمين: (فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر..)
كثرة النوم:
الوقت في رمضان رأس مال المسلم, ومضمار سباقه, وكنزه الثمين الذي ينبغي ألا يضيعَ منه, كما لا ينبغي أن يفوته فيما لا ينفعه, ككثرة النوم في نهار رمضان, ففي النوم في النهار تضيع للفرائض المكتوبة, وتأخيرها عن وقتها, وفوات كثير من الطاعات, فتضيع معها لذة الصيام, واستشعار حكمة مشروعيته, فيجب على المسلم أن يقضي نهار رمضان في قراءة القرآن, والتسبيح, وكثرة الذكر, والاستغفار, ومطالعة ما يفيده من الكتب النافعة, والعلوم المفيدة.
إضاعة الجماعة:
من السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها بعض الصائمين في شهر رمضان؛ إضاعة الجماعة لعذر الكسل, أو النوم، أو الاشتغال بما لا يجدي نفعاً.
وليعلم مضيع الجماعات؛ أنه بذلك تضيع عليه الصلاة في أفضل بقاع الأرض وهي المساجد، وأن عظم الأجر مع كثرة الخطا إلى المساجد، وأن الملائكة تدعو له وهو ما زال في انتظار الصلاة، ويصلون على الصف الأول في الجماعة، وأن الشياطين لا تستحوذ عليه، وأن من خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله إن عاش رزق وكفي, وإن مات دخل الجنة. فأين كل هذا من مضيع صلاة الجماعة؟
كثرة الأكل:
أصبح رمضان في أذهان كثير من الناس مقترناً بكثرة الأكل، وإنما افترضه الله على المسلمين ليضيقوا على الشهوة مساربها، ويضيعوا على النفس الأمارة مآربها. قال أبو حامد الغزالي: (لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه, فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال. وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله, وكسر الشهوة, إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره؟!! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام).
إضاعة الأوقات بسماع البرامج والألعاب: في شهر رمضان وهو شهر العبادة, والذكر نجد من الصائمين من يلعب ألعاباً أقل أحكامها الكراهة، بغرض التَّسلية, وتضييع الوقت، فتفنى الساعات في غير منفعة. رُوي عن الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون, فقال: إنَّ الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلَّف أقوامٌ فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء، لاشتغل المحسن بإحسانه، والسيّئ بإساءته.
.
.
.
سيفووووووو*