رد: من كل بستان زهرة :
22-09-2013, 09:02 PM
69- قصة الكوخ :
هبت عاصفة شديدة ، على سفينة في عرض البحر، فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به، حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة . ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه ، حتى سقط على ركبتيه ، وطلب من الله المعونة والمساعدة ، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم . مرت عدة أيام، كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر، وما يصطاده من أرانب ، ويشرب من جدول مياه قريب، وينام في كوخ صغير، بناه من أعواد الشجر, ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار .
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ، ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة .. ولكنه عندما عاد ، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ : لماذا يارب ؟!.. حتى الكوخ احترق !.. لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا !.. وأنا غريب في هذا المكان!.. والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه!.. لماذا - يا رب - كل هذه المصائب تأتى على؟!...
ونام الرجل من الحزن ، وهو جوعان .. ولكن في الصباح، كانت هناك مفاجأة في انتظاره!.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة، وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه . أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة، أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ، فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً ، فعرفنا إن شخصاً ما ، يطلب الإنقاذ !.., فسبحان من علِم بحاله، ورأى مكانه!..
سبحانه مدبر الأمور كلها، من حيث لا ندري ولا نعلم !.., إذا ساءت ظروفك ، فلا تخف .. فقط ثِق بأن الله تعالى له حكمة ، في كل شيء يحدث لك ، وأحسن الظن به .. وعندما يحترق كوخك، اعلم أن الله يسعى لإنقاذك .
70- طـالـوت الفقـيه :
في أيام الحكم بن هشام ، أمير الأندلس ، ائتمر العلماء ليخلعوه، ثم جَيـَّشـُوا لقتاله. فأخذ الحكم في جمع الجنود ، وهزم الثوار في وقعة هائلة شنيعة، وقبض على عدد من العلماء فضـُربت أعناقهم، ولاذ عدد آخر بالفرار. وكان ممن فرّ طالوت بن عبد الجبار المعافري . اختفى سنة عند يهوديّ، ثم خرج وقصد الوزير أبا البسـّام ليختفي عنده. فما كان من الوزير إلا أن توجـّه إلى الحكم بن هشام ليخبره بشأنه. قال : ما رأي الأمير في كبش سمين ؟ فقال الحكم : ما الخبر؟ قال : طالوت عندي . فأمر الحكم بالقبض عليه وإحضاره من دار الوزير . فلما أُحضر قال له الحكم : يا طالوت ، لو أن أباك أو ابنك مـَلـَك هذه الدار ، أكنتَ فيها في الإكرام والبرّعلى ما كنتُ أفعلُ معك ؟ ألم أفعل كذا ؟ ألم أَمـْشِ في جـِنازة امرأتك ، ورجعت معك بعدها إلى دارك ؟ أفما رضيتَ إلا بسفك دمي؟ فقال الفقيه في نفسه : لا أجد أنفعَ من الصدق . ثم قال : لقد أبغضتـُكَ لله فلم يـُجـْدِ ما صنعتَ معي لغير الله. فوجـَم الخليفة ساعة ثم قال : انصرف في حفظ الله ، ولستُ بتاركٍ بـِرَّك. ولكن، أين ظـَفـِربك الوزير أبو البسـّام ؟ قال طالوت : أنا أَظـْفـَرْتـُه بنفسي . قصدتـُه لأختفي عنده . قال الحكم : فأين كنتَ قبل ذلك ؟ قال : في دار يهوديّ أخفاني لله مدة سنة. فأطرق الخليفة مليـّا، ثم رفع رأسه إلى أبي البسـّام وقال : حفظه يهوديّ وستر عليه لمكانه من العلم والدين ، وغدرتَ به أنت حين قصدك للاختفاء عندك . لا أرانا الله لك وجهـًا . ثم طرد الوزير، وزاد في إحسانه لليهودي .
71- تأديب أحمد بن طولون لولده :
قال عبد اللّه بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون : بعث إليّ أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفـُه، فوافيتـُه وأنا منه خائف مذعور. ودخل الحاجب بين يديّ وأنا في أثره ، حتى أدخلني إلى بيت مظلم ، فقال لي : سلـِّم على الأمير! فسلـَّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظلام : لأي شيء يصلح هذا البيت ؟ قلت : للفكر. قال : ولم ؟ قلت : لأنه ليس فيه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه . قال : أحسنت ! امض إلى ابني العباس ، فقل له : يقول لك الأمير اغدُ عليّ. وامنعه من أن يأكل شيئًا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي . فقلت : السمع والطاعة. وانصرفت ، وفعلتُ ما أمر نيبه، ومنعته من أن يأكل شيئًا. وكان العباس قليل الصبر على الجوع ، فرام أن يأكل شيئًا يسيرًا قبل ذهابه إلى أبيه، فمنعته. فركب إليه، وجلس بين يديه. وأطال أحمد بن طولون عمدًا ، حتى علم أن العباس قد اشتدَّ جوعه . وأُحضرت مائدة ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة ، فانهمك العباس في أكلها لشدَّة جوعه، حتى شبع من ذلك الطعام، وأبوه متوقف عن الانبساط في الأكل . فلما علم بأنه قد امتلأ من ذلك الطعام ، أمرهم بنقل المائدة، وأُحضركل لون طيـّب من الدجاج والبط والجدي والخروف، فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل ، وأقبل يضع بين يدي ابنه منه ، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه : إنني أردت تأديبك في يوم كهذا بما امتحنتك به. لا تـُلق بهمـَّتك على صغار الأمور بأن تسهـِّل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارها ، ولا تشتغل بما يقلّ قدرُه فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدرُه .
هبت عاصفة شديدة ، على سفينة في عرض البحر، فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به، حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة . ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه ، حتى سقط على ركبتيه ، وطلب من الله المعونة والمساعدة ، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم . مرت عدة أيام، كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر، وما يصطاده من أرانب ، ويشرب من جدول مياه قريب، وينام في كوخ صغير، بناه من أعواد الشجر, ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار .
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ، ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة .. ولكنه عندما عاد ، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ : لماذا يارب ؟!.. حتى الكوخ احترق !.. لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا !.. وأنا غريب في هذا المكان!.. والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه!.. لماذا - يا رب - كل هذه المصائب تأتى على؟!...
ونام الرجل من الحزن ، وهو جوعان .. ولكن في الصباح، كانت هناك مفاجأة في انتظاره!.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة، وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه . أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة، أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ، فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً ، فعرفنا إن شخصاً ما ، يطلب الإنقاذ !.., فسبحان من علِم بحاله، ورأى مكانه!..
سبحانه مدبر الأمور كلها، من حيث لا ندري ولا نعلم !.., إذا ساءت ظروفك ، فلا تخف .. فقط ثِق بأن الله تعالى له حكمة ، في كل شيء يحدث لك ، وأحسن الظن به .. وعندما يحترق كوخك، اعلم أن الله يسعى لإنقاذك .
70- طـالـوت الفقـيه :
في أيام الحكم بن هشام ، أمير الأندلس ، ائتمر العلماء ليخلعوه، ثم جَيـَّشـُوا لقتاله. فأخذ الحكم في جمع الجنود ، وهزم الثوار في وقعة هائلة شنيعة، وقبض على عدد من العلماء فضـُربت أعناقهم، ولاذ عدد آخر بالفرار. وكان ممن فرّ طالوت بن عبد الجبار المعافري . اختفى سنة عند يهوديّ، ثم خرج وقصد الوزير أبا البسـّام ليختفي عنده. فما كان من الوزير إلا أن توجـّه إلى الحكم بن هشام ليخبره بشأنه. قال : ما رأي الأمير في كبش سمين ؟ فقال الحكم : ما الخبر؟ قال : طالوت عندي . فأمر الحكم بالقبض عليه وإحضاره من دار الوزير . فلما أُحضر قال له الحكم : يا طالوت ، لو أن أباك أو ابنك مـَلـَك هذه الدار ، أكنتَ فيها في الإكرام والبرّعلى ما كنتُ أفعلُ معك ؟ ألم أفعل كذا ؟ ألم أَمـْشِ في جـِنازة امرأتك ، ورجعت معك بعدها إلى دارك ؟ أفما رضيتَ إلا بسفك دمي؟ فقال الفقيه في نفسه : لا أجد أنفعَ من الصدق . ثم قال : لقد أبغضتـُكَ لله فلم يـُجـْدِ ما صنعتَ معي لغير الله. فوجـَم الخليفة ساعة ثم قال : انصرف في حفظ الله ، ولستُ بتاركٍ بـِرَّك. ولكن، أين ظـَفـِربك الوزير أبو البسـّام ؟ قال طالوت : أنا أَظـْفـَرْتـُه بنفسي . قصدتـُه لأختفي عنده . قال الحكم : فأين كنتَ قبل ذلك ؟ قال : في دار يهوديّ أخفاني لله مدة سنة. فأطرق الخليفة مليـّا، ثم رفع رأسه إلى أبي البسـّام وقال : حفظه يهوديّ وستر عليه لمكانه من العلم والدين ، وغدرتَ به أنت حين قصدك للاختفاء عندك . لا أرانا الله لك وجهـًا . ثم طرد الوزير، وزاد في إحسانه لليهودي .
71- تأديب أحمد بن طولون لولده :
قال عبد اللّه بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون : بعث إليّ أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفـُه، فوافيتـُه وأنا منه خائف مذعور. ودخل الحاجب بين يديّ وأنا في أثره ، حتى أدخلني إلى بيت مظلم ، فقال لي : سلـِّم على الأمير! فسلـَّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظلام : لأي شيء يصلح هذا البيت ؟ قلت : للفكر. قال : ولم ؟ قلت : لأنه ليس فيه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه . قال : أحسنت ! امض إلى ابني العباس ، فقل له : يقول لك الأمير اغدُ عليّ. وامنعه من أن يأكل شيئًا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي . فقلت : السمع والطاعة. وانصرفت ، وفعلتُ ما أمر نيبه، ومنعته من أن يأكل شيئًا. وكان العباس قليل الصبر على الجوع ، فرام أن يأكل شيئًا يسيرًا قبل ذهابه إلى أبيه، فمنعته. فركب إليه، وجلس بين يديه. وأطال أحمد بن طولون عمدًا ، حتى علم أن العباس قد اشتدَّ جوعه . وأُحضرت مائدة ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة ، فانهمك العباس في أكلها لشدَّة جوعه، حتى شبع من ذلك الطعام، وأبوه متوقف عن الانبساط في الأكل . فلما علم بأنه قد امتلأ من ذلك الطعام ، أمرهم بنقل المائدة، وأُحضركل لون طيـّب من الدجاج والبط والجدي والخروف، فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل ، وأقبل يضع بين يدي ابنه منه ، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه : إنني أردت تأديبك في يوم كهذا بما امتحنتك به. لا تـُلق بهمـَّتك على صغار الأمور بأن تسهـِّل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارها ، ولا تشتغل بما يقلّ قدرُه فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدرُه .
يتبع : ...
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 22-09-2013 الساعة 11:12 PM