الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
لقد تأسف الجميع لقرار أختنا الفاضلة:" وردة" بمغادرة منتدياتنا، وتجلى ذلك واضحا على متصفح أخينا الفاضل:" محمد"، وقد كان مضمونه: " المطالبة بعودتها لمنتدياتنا"، وقد تجاوب معه بالإيجاب كثير من الأعضاء الأفاضل: مما يعكس المنزلة الرفيعة لأختنا الفاضلة:"وردة" عند الجميع – وهي أهل لذلك، نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحدا-.
وهذا متصفح متمم لمتصفح أخينا الفاضل:" محمد"، وفيه بيان لما قد نستفيده من موقف أختنا الفاضلة:" وردة" الذي يعتبر:" موعظة عملية": قد تغني عن كثير من:" المواعظ القولية" كما سيأتي توضيحه.
وقبل بيان ذلك: لا بأس بشيء من التعليق على ما سطرته لنا أختنا الفاضلة:" وردة" في أول مشاركة لها بعد عودتها – وربما كانت الأخيرة-، وذلك ما لا نتمناه، وإلى المقصود:
أختنا الفاضلة:" وردة".
آمل أن تصلك هذه الكلمات فتقرئينها مباشرة، أو تصلك بواسطة إحدى أخواتنا هنا – إن أصررت على المغادرة-، فأقول تعليقا على ما دبجه يراعك مخاطبة أخاك:" أمازيغي مسلم "، فأقول:
قولك:{ أخي أمازيغي مسلم "احترت للحظة عندما رأيت معرفك}.
التعليق: ولماذا الحيرة أختنا الفاضلة!!؟، فنحن هنا:" إخوة في الإيمان"، و:" المؤمنون بعضهم أولياء بعض"، فنحن – وإن تفاوتت أعمارنا ومستوياتنا- إلا أننا مثل العائلة الواحدة.
قولك:{ من فضلك أخبر أبا الإلحاد أن يوحد، لازلت أتابعه من بعيد}.
التعليق: بارك الله فيك لحرصك على هداية من ضلت به سبل الإلحاد!!؟، وأتفهم متابعتك ليومياته عن بعد، ولكن عندي التماس مماثل، وهو:
أن ترسلي لنا تعليقاتك القيمة على يوميات أبي الإلحاد – ولو عن بعد -.
قولك:{ وأشكر لك كل صنيع قمت به، وأقولها صراحة: أجبت على كثير من تساؤلات طالما راودتني، ووجدت في نفسي منها شك.
أفدتني بقدر لا تتخيله فكل الشكر لك}.
التعليق: أختنا الفاضلة:" وردة".
ولك الشكر على حسن ظنك بأخيك، وجميل ثنائك عليه.
إن ما فعلته هو: أقل الواجب الذي تمليه علينا:" أخوة الإيمان"، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
ونحمده تعالى: أن وفقنا للإجابة على كثير من تساؤلاتك التي لطالما راودتك، ووجدت في نفسك منها شك، والحمد لله أخرى على إفادتك أيضا.
أختنا الفاضلة:" وردة".
بقدر ما أسفنا لقرار مغادرتك للمنتديات، فإننا نتفهم سبب اتخاذك لذلك القرار الصعب، فقد تبين لنا بأنك:" فضلت الانسحاب بشرف كاظمة للغيظ" ممن أساء إليك – خاصة- ممن وثقت فيهم!!؟، فالأذية منهم أشد وقعا على النفس!!؟: كما قال الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ÷ على النفس من وقع الحسام المهند
أختنا الفاضلة:" وردة".
لقد كنت:" عظيمة النفس، سامية النفس، رفيعة الخلق" حين كظمت صدمتك، وفضلت الانسحاب في صمت: بدل مجاراة من أساء إليك بمقابلة السيئة بمثلها!!؟، وقد كان لك - لو شئت-: حق أن تردي بمثلها.
وقد كانت تلك منك:" موعظة عملية": قد يستفيد منها كثيرون، فينتفعون بها أكثر من انتفاعهم بعشرات:" المواعظ القولية".
أختنا الفاضلة:" وردة".
إنني لأغبطك على:" عظم عقلك، وسعة صدرك، وسمو خلقك"، فقد عاملت من أساء إليك بأخلاقك: لا بأخلاقهم!!؟.
وما أراك إلا: أنك قد عملت بحكم مأثورة عن عظماء النفوس السابقين، وإليك غيض من فيض من أقوالهم: شعرا – وإن من الشعر لحكمة-:
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
إذا سبّني نذلٌ تزايدْتُ رفعةً÷ وما العيبُ إلاّ أن أكونَ مساببهْ
ولو لم تكن نفسي عليّ عزيزةً ÷ لَمَكَّنْتُها من كلِّ نذلٍ تحاربُهْ
وقال آخر:
إني لأعرضُ عن أشياءَ أسمعُها ÷ حتى يقولَ رجالٌ إنّ بي حمقا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا حياءَ له ÷ فَسْلٍ وظَنَّ أناسٍ أنّه صدقا
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قبحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيد سفاهةً و أزيد حلماً*** كعودِ زادهُ الإحراقُ طيبا
سكتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني * عييتُ عن الجواب وما عييتُ
فإن كلمتُه فرَّجتُ عنهُ * و إن خليتُه كمداً يموتُ
اصبر على مضض الحسود* فإن ذلك قاتله
فالنار تأكل نفسها * إن لم تجد ما تأكله
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وأختنا:" وردة" لما يحبه ويرضاه، وأن يختم لنا جميعا بالحسنى، وأن يجعل الجنة متقلبنا ومثوانا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.