مشاركتي في مسابقة أول نوفمبر (2). أحداث 8ماي .... در ُوس وعبر .
30-10-2015, 08:16 PM
أحداث 8ماي .... دروس وعبر .
كل أمم الدنيا تخوض لنفسها تجارب في الحياة والنضال تصيب أحيانا وتخطيء أخرى ، فتجربة الأمة الجزائرية في مقارعة الغاصبين لأرضها ومقدراتها قديمة قدم إنسانها في هذا الفضاء الوطني ، وقد تكللت بتجاربه في الزمن القريب ، زمن حقبة الإستدمار الفرنسي بأساليبه المتعددة الرؤوس والأذرع ، فما أن وطأت قوات (دوبورمون) شواطيء سيدي فرج حتى هب الشعب لمقارعة الغزاة ، وإن فشلت في الدفاع لكنها لم تستسلم ، فلم يقدر الفرنسيون بسط نفوذهم على بلادنا عسكريا إلا في أواخر القرن التاسع عشر ، وفي كل مكان وصلوه إلا ووجدوا فيه جدار صد ومقاومة عتيدة ، عند الأمير غربا ، وعند أحمد باي شرقا ، وعند فاطمة أنسومر شمالا إلى يوعمامة وأولاد سيدي الشيخ جنوبا .....، فما من شبر من أرضنا إلا وسُقي بدماء الشهداء .
°°°من ا لسلاح إلى السياسة .
جربنا الكفاح المسلح عبر ثورتي أحمد باي والأمير عبد القادر وما لحقها وتبعها من مقاومات شعبية ، وهي وإن أخّرت سقوط بلادنا في يد العدو ردحا من الزمن إلا أنها تعثرت و فشلت في تحقيق مطمحها ، و غيًّر ألأجداد أسلوب الكفاح والمقاومة في الربع الأول من القرن العشرين ، ليغدو كفاحا مُسيّسا بتنوعاته المطلبية وأجنداته الأديولوجية ، فكان منهم من دعا للمساواة بزعامة الأمير خالد ، ومن دعا للإستقلال بزعامة مصالي الحاج ، ومنهم من فكر في الإندماج بقيادة فرحات عباس ، والإصلاحيون برئاسة ابن باديس ، غير أن تلك المقاومات السياسية لم تجد نفعا أمام جبروت الإستعمار وأساليبه الخبيثة في المراوغة و الدسيسة و التزوير كما حدث فعلا زمن الحاكم العام (ادموند تايجلان ) .
ففي زمن الحرب الكونية الثانية أجتاحت ألمانيا النازية بجيوشها أراضي فرنسا وأسقطوا العاصمة باريس عام 1940 ، فكانت الجزائر مقرا لتحرير فرنسا من غازيها ، وقد وعد ديجول شبابنا إن شاركوا في تحرير فرنسا بمنح الحرية لوطنهم ، فانخرط أبناؤنا في جيش فرنسا و كانت لهم بطولات أرًّخ لها بالكلمة والصورة المخرج [ رشيد بوشوارب] في فيلمه الأندجين ( (Indigenes) )
°°°عندما لا تنفع السياسة ، أوأحداث الألم والأمل .
عندما انتهت الحرب الكونية الثانية في 8ماي 1945 بانتصار الحلفاء وفرنسا ، ظن شعبنا بأن ذلك الانتصار هو انتصارنا واستقلالنا كذلك إن وفت فرنسا بوعدها ، فخرج الجزائريون في( قالمة ،وخراطة ، وعموشة ، وسطيف ... )وكثير من مدن الجزائر ....للإحتفاء بذلك الفوز ، غير أن تلك المظاهرات السلمية قُمعت بالرصاص ، فسقط أول شهيد في سطيف (سعال بوزيد ) لحقته الآف مؤلفة من الحالمين باستقلال هذا الوطن امتلأت بهم شعاب الآخرة ( شعبة الآخرة ) قُدر عددهم ب45.000 شهيد ، وقد كتب الإبراهيمي البشير مقالا قويا يخلد تلك المجازر حتى لا تُمسح من الذاكرة الجماعية لأمتنا قائلا :
“يا يوم لك في نفوسنا السمة التي لا تمحى والذكرى التي لا تنسى، فكن من أية سنة شئت فأنت يوم 8 ماي وكفى، وكل ما لك علينا من دين أن نحيي ذكراك، وكل ما علينا من واجب أن ندوّن تاريخك في الطروس، لأن لا يمسحه النسيان من النفوس”.
°°° نكسة الثامن ماي 45 هي ركوع لا سجود .
نكسة الثامن ماي ، تضاهي في جرمها حوادث ( الهلوكست ) ، كم هي قاسية على الجزائريين ، وكم هي مُدمية للذاكرة الوطنية ، لكنها ركوع بلا سجود ، و نكبة بلا قعود ، وخسارة لمعركة في حرب قوي سجالها ، فإن كانت نكبة أو عثرة أو كبوة فإنها أعطت لشعبنا زخما من التجربة الثورية يجب أن نستفيد منها ، وذاك ما كان فعلا ـ فأحداث الثامن ماي الأليمة درس لا يجب نسيانه ، و عبر سجلها شعبنا بحروف من نار ونور ، فهي القاعدة الأساس التي ارتكزت عليها ثورة التحرير الكبرى 1954 ـ فمن النكبة يُولد الحلم ، ومن الهزيمة يأتي الإنتصار ، ومن الأزمة تُولد الهمة ، و من بركات ركوعنا في 8ماي أننا استخلصنا دروسا أفادتنا في الكفاح منها :
1) أدرك شعبنا بأن الإستعمار الذي دخل أرضنا بالقوة لا يخرج منها إلا بمثلها .
2) ادركنا من خلال تجربة المقاومة الطويلة بتنوعها أن الكفاح السياسي سلبي النتيجة ،إن لم يواكب بكفاح مسلح يعضده ويقويه .
3) تأكذنا بأن الوعود الفرنسية ايقونة زائفة .
4) تأكدنا بأن الإستدمار لا تنفع معه سياسة اللين والمطالبة بقدر ما تنفع معه سياسة العنف والشدة . فالحديد لا يُطرق إلا بحديد مثله أو أشد.
5) تأكدنا بأن الحرية لا تمنح ، وإنما تنتزع ، والسبيل الأنجع في انتزاعها هو رفع السلاح والرشاش .
أحداث الثامن ماي 1945 هي اللبنة الحديدية والخرسانة الأسمنتية التي ارتكزت عليه فلسفة الجنوح للعمل المسلح ، واتضح ذلك جليا في حدثين بارزين هما : تأسيس المنطمة السرية OSالتي انشقت عن حزب الشعب و بدأت في التحضير السري ليوم مشهود هو غرة نوفمبر 1954 ـ وتأسيس لجنة 22 التي خططت لتفجير الثورة ، وإصدار بيان أول نوفمير عشية اندلاعها يحمل بين طياته أمل الأمة وبرنامج ثورتها ، الثورة التي قاومت بذراعين ذراع السياسة المتمثل في جبهة التحرير ، وذراع السلاح بقيادة جيش التحرير ، وتحققت نبوءة العربي بن مهيدي الذي قال [ أرم الثورة للشارع فيحتضنها الشعب ]. فأحداث الثامن ماي هي بمثابة الشعلة التي فجرت بركان الغضب الشعبي المسلح ، هذا البركان الذي لم ينطفيء إلا وقد أحرق العدو ، وأجبره على توقيع بنود ( اتفاقية ايفيان ) صاغرا، والتي نصت على حقنا في تقرير مصيرنا الذي تُوج بالإستقلال الوطني بعد اثنتي وثلاثين سنة من الإستعمار والدمار .
كل أمم الدنيا تخوض لنفسها تجارب في الحياة والنضال تصيب أحيانا وتخطيء أخرى ، فتجربة الأمة الجزائرية في مقارعة الغاصبين لأرضها ومقدراتها قديمة قدم إنسانها في هذا الفضاء الوطني ، وقد تكللت بتجاربه في الزمن القريب ، زمن حقبة الإستدمار الفرنسي بأساليبه المتعددة الرؤوس والأذرع ، فما أن وطأت قوات (دوبورمون) شواطيء سيدي فرج حتى هب الشعب لمقارعة الغزاة ، وإن فشلت في الدفاع لكنها لم تستسلم ، فلم يقدر الفرنسيون بسط نفوذهم على بلادنا عسكريا إلا في أواخر القرن التاسع عشر ، وفي كل مكان وصلوه إلا ووجدوا فيه جدار صد ومقاومة عتيدة ، عند الأمير غربا ، وعند أحمد باي شرقا ، وعند فاطمة أنسومر شمالا إلى يوعمامة وأولاد سيدي الشيخ جنوبا .....، فما من شبر من أرضنا إلا وسُقي بدماء الشهداء .
°°°من ا لسلاح إلى السياسة .
جربنا الكفاح المسلح عبر ثورتي أحمد باي والأمير عبد القادر وما لحقها وتبعها من مقاومات شعبية ، وهي وإن أخّرت سقوط بلادنا في يد العدو ردحا من الزمن إلا أنها تعثرت و فشلت في تحقيق مطمحها ، و غيًّر ألأجداد أسلوب الكفاح والمقاومة في الربع الأول من القرن العشرين ، ليغدو كفاحا مُسيّسا بتنوعاته المطلبية وأجنداته الأديولوجية ، فكان منهم من دعا للمساواة بزعامة الأمير خالد ، ومن دعا للإستقلال بزعامة مصالي الحاج ، ومنهم من فكر في الإندماج بقيادة فرحات عباس ، والإصلاحيون برئاسة ابن باديس ، غير أن تلك المقاومات السياسية لم تجد نفعا أمام جبروت الإستعمار وأساليبه الخبيثة في المراوغة و الدسيسة و التزوير كما حدث فعلا زمن الحاكم العام (ادموند تايجلان ) .
ففي زمن الحرب الكونية الثانية أجتاحت ألمانيا النازية بجيوشها أراضي فرنسا وأسقطوا العاصمة باريس عام 1940 ، فكانت الجزائر مقرا لتحرير فرنسا من غازيها ، وقد وعد ديجول شبابنا إن شاركوا في تحرير فرنسا بمنح الحرية لوطنهم ، فانخرط أبناؤنا في جيش فرنسا و كانت لهم بطولات أرًّخ لها بالكلمة والصورة المخرج [ رشيد بوشوارب] في فيلمه الأندجين ( (Indigenes) )
°°°عندما لا تنفع السياسة ، أوأحداث الألم والأمل .
عندما انتهت الحرب الكونية الثانية في 8ماي 1945 بانتصار الحلفاء وفرنسا ، ظن شعبنا بأن ذلك الانتصار هو انتصارنا واستقلالنا كذلك إن وفت فرنسا بوعدها ، فخرج الجزائريون في( قالمة ،وخراطة ، وعموشة ، وسطيف ... )وكثير من مدن الجزائر ....للإحتفاء بذلك الفوز ، غير أن تلك المظاهرات السلمية قُمعت بالرصاص ، فسقط أول شهيد في سطيف (سعال بوزيد ) لحقته الآف مؤلفة من الحالمين باستقلال هذا الوطن امتلأت بهم شعاب الآخرة ( شعبة الآخرة ) قُدر عددهم ب45.000 شهيد ، وقد كتب الإبراهيمي البشير مقالا قويا يخلد تلك المجازر حتى لا تُمسح من الذاكرة الجماعية لأمتنا قائلا :
“يا يوم لك في نفوسنا السمة التي لا تمحى والذكرى التي لا تنسى، فكن من أية سنة شئت فأنت يوم 8 ماي وكفى، وكل ما لك علينا من دين أن نحيي ذكراك، وكل ما علينا من واجب أن ندوّن تاريخك في الطروس، لأن لا يمسحه النسيان من النفوس”.
°°° نكسة الثامن ماي 45 هي ركوع لا سجود .
نكسة الثامن ماي ، تضاهي في جرمها حوادث ( الهلوكست ) ، كم هي قاسية على الجزائريين ، وكم هي مُدمية للذاكرة الوطنية ، لكنها ركوع بلا سجود ، و نكبة بلا قعود ، وخسارة لمعركة في حرب قوي سجالها ، فإن كانت نكبة أو عثرة أو كبوة فإنها أعطت لشعبنا زخما من التجربة الثورية يجب أن نستفيد منها ، وذاك ما كان فعلا ـ فأحداث الثامن ماي الأليمة درس لا يجب نسيانه ، و عبر سجلها شعبنا بحروف من نار ونور ، فهي القاعدة الأساس التي ارتكزت عليها ثورة التحرير الكبرى 1954 ـ فمن النكبة يُولد الحلم ، ومن الهزيمة يأتي الإنتصار ، ومن الأزمة تُولد الهمة ، و من بركات ركوعنا في 8ماي أننا استخلصنا دروسا أفادتنا في الكفاح منها :
1) أدرك شعبنا بأن الإستعمار الذي دخل أرضنا بالقوة لا يخرج منها إلا بمثلها .
2) ادركنا من خلال تجربة المقاومة الطويلة بتنوعها أن الكفاح السياسي سلبي النتيجة ،إن لم يواكب بكفاح مسلح يعضده ويقويه .
3) تأكذنا بأن الوعود الفرنسية ايقونة زائفة .
4) تأكدنا بأن الإستدمار لا تنفع معه سياسة اللين والمطالبة بقدر ما تنفع معه سياسة العنف والشدة . فالحديد لا يُطرق إلا بحديد مثله أو أشد.
5) تأكدنا بأن الحرية لا تمنح ، وإنما تنتزع ، والسبيل الأنجع في انتزاعها هو رفع السلاح والرشاش .
أحداث الثامن ماي 1945 هي اللبنة الحديدية والخرسانة الأسمنتية التي ارتكزت عليه فلسفة الجنوح للعمل المسلح ، واتضح ذلك جليا في حدثين بارزين هما : تأسيس المنطمة السرية OSالتي انشقت عن حزب الشعب و بدأت في التحضير السري ليوم مشهود هو غرة نوفمبر 1954 ـ وتأسيس لجنة 22 التي خططت لتفجير الثورة ، وإصدار بيان أول نوفمير عشية اندلاعها يحمل بين طياته أمل الأمة وبرنامج ثورتها ، الثورة التي قاومت بذراعين ذراع السياسة المتمثل في جبهة التحرير ، وذراع السلاح بقيادة جيش التحرير ، وتحققت نبوءة العربي بن مهيدي الذي قال [ أرم الثورة للشارع فيحتضنها الشعب ]. فأحداث الثامن ماي هي بمثابة الشعلة التي فجرت بركان الغضب الشعبي المسلح ، هذا البركان الذي لم ينطفيء إلا وقد أحرق العدو ، وأجبره على توقيع بنود ( اتفاقية ايفيان ) صاغرا، والتي نصت على حقنا في تقرير مصيرنا الذي تُوج بالإستقلال الوطني بعد اثنتي وثلاثين سنة من الإستعمار والدمار .
من مواضيعي
0 دواعش كرة القدم ؟!
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 04-11-2015 الساعة 07:48 AM