بريطانيا تسحب البساط من التيار "الفرونكوفوني" في الجزائر
22-05-2016, 08:57 PM

إيمان كيموش

صحافية في القسم الإقتصادي بجريدة االشروق


بعد 40 يوما من زيارة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر، التي لم تتوج بتوقيع مصنع السيارات بيجو، فتحت الحكومة النار على الاستثمارات الفرنسية، وقررت في خطوة غير مسبوقة سحب البساط من التيار "الفرونكوفوني" المسيطر على حصة الأسد من المشاريع، والمبادرات ذات الطابع الثقافي منذ الاستقلال، عبر توقيع 3 اتفاقيات هامة مع البريطانيين.
وتمخض عن أشغال المنتدى الثاني الجزائري البريطاني للاستثمار، استحداث مدرسة لتعليم الجزائريين اللغة الإنجليزية، التي ستفتح في 2018، إضافة إلى إنشاء غرفة للتجارة والصناعة، حيث ستكون هذه الأخيرة مشتركة، لرفع عدد الشركات البريطانية الناشطة في الجزائر إلى 1000 متعامل في ظرف 3 سنوات، وهو ضعف عدد الشركات الفرنسية المقدرة بـ500 متعامل، واتفاقية ثالثة للرسم المضاعف، ستدخل حيز التنفيذ في الجزائر بداية من جانفي 2017 وجوان من نفس السنة في بريطانيا.

وحسب وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، سيتم منح أهمية للشراكة مع البريطانيين خلال المرحلة المقبلة، مستبعدا فرضية معاقبة الفرنسيين، مشددا على أن الجزائر تبحث عن مصلحتها من خلال الاستثمار مع الجميع، في حين كشف عن اتفاقية لإنشاء مزرعة لتربية الأبقار الحلوبة بالجنوب الجزائري.

وبحضور ممثل الوزير الأول البريطاني دافيد كامرون، اللورد ريبسي ووزير خزينته وقرابة 200 رجل أعمال من بريطانيا، رافع بوشوارب لصالح مناخ الأعمال الجزائري الذي قال إنه يتحسن وفقا لما يتضمنه قانون الاستثمار الجديد، الذي يضمن امتيازات كبرى للمستثمرين الأجانب وتسهيلات في مجال العقار.

وقال بوشوارب على هامش المنتدى إن الرئيس بوتفليقة يريد تنويع الاقتصاد خارج المحروقات والأبواب مفتوحة للبريطانيين، تتقدمها الصناعة والسياحة.

من جهته، الوزير البريطاني المنتدب للمالية، غريق هاندس، أكد تطور التنسيق الأمني مع الجزائر خاصة بعد تفجيرات عين أميناس سنة 2013، والتعاون الاقتصادي سيتم توسيعه خلال المرحلة المقبلة، والتعاون الثقافي، داعيا الجزائريين إلى تعلم الإنجليزية، مشددا على أن أبواب القنصليات البريطانية مفتوحة أمام الملايين منهم يوميا، مشيرا إلى أن الجزائر ستكون الأقرب إلى بريطانيا إفريقيا،

وقال ممثل الوزير الأول البريطاني اللورد ريبسي إن الجزائر لن تكون مجرد سوق للمنتجات البريطانية، بل ستبقى حسبه قطبا للاستثمار والتعاون المشترك،

وذهب رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أبعد، مطالبا البريطانيين بالاستثمار في قطاع الميكانيك في الجزائر وإنشاء مصانع للسيارات، مؤكدا أن الحكومة الجزائرية تولي أهمية كبرى لهذا المجال، وأن البريطانيين يزخرون بعلامتي "جاغوار" و"رانج روفر".