عندما يرفض الرّجل الأعزب الزواج من المطلقة والأرملة!
01-02-2016, 06:15 AM

كريمة خلاّص

يعزف الكثير من الشباب الأعزب عن الزواج من المرأة الثيب، ليس لعيب فيها ولا لرفض منه، بل في غالب الأحيان يكون السبب هو الجبن في مواجهة مجتمع بليد الفكر يحرّم الحلال ويحلّل الحرام!
وتتكرر في مجتمعنا كثير من النماذج لشباب لم تنجح زيجاتهم الأولى فأعادوا الكرة مع فتيات لم يسبق لهن الزواج، لكن من النادر جدا أن نرى نماذج في الاتجاه المعاكس.. نماذج لنساء مطلقات يرتبطن بشباب أعزب، فماهو السبب في ذلك هل هي العقليات والذهنيات أم أن الأمر مرتبط باعتبارات أخرى؟.
"جواهر الشروق" جمع آراء بعض الشباب الجزائري وتوقف عند شهادات مثيرة ننقلها لكم من خلال هذا الاستطلاع..
النظرة القاصرة للمجتمع تحول دون زواج الثيب من الأعزب
أول هذه النماذج هو شاب جزائري في الـ 26 من العمر، فضّل أن نرمز لاسمه بـ "س،ق"، بصدد البحث عن شريكة حياته لإتمام نصف دينه، وهو على قدر من الالتزام الديني، طرحنا عليه السؤال فكان جوابه كالآتي" في الحقيقة ارتباطي بامرأة متزوجة من قبل أمر مستبعد جدا، لكنه غير مستحيل، فالوالدة سترفض ولن أستطيع معارضتها أو مخالفتها في هذا الأمر".
ويضيف المتحدث "لم أفكر أبدا في مثل هذا الأمر من قبل، لكن حقيقة لو أنني خيرت بين امرأة متدنية وذات خلق وأخرى على النقيض من ذلك لاخترت طبعا المتدينة والمتخلقة حتى وإن سبق لها الزواج".
السؤال نفسه طرحناه على شاب آخر في نهاية الثلاثين من العمر ولم تختلف الإجابة كثيرا، حيث قال "لا أعتقد أن عائلتي ستوافق على الأمر، كما أنني لم أتعرف على إنسانة في هذا الوضع ولو يحصل ربما سأفكر، لكنني متأكد أن عائلتي كلّها ستعارض الأمر، إلا في حالة واحدة لو كنت أنا مطلق حينها ربما سيختلف الأمر".
أما "فاتح.ز" فيقول: "من المستحيل أن أقبل بالزواج من مطلقة أو أرملة، فأنا أفضل المرأة التي لم يسبق دخول حياتها غيري، ولا أستطيع مواجهة أهلي بالأمر فهم سيرفضون لا محالة، كما أنني لا أريد أن أكون محل مقارنة مع طليقها في كل مرة يصدر عني تصرف معين.. صراحة أحب أن أكون أول رجل يخفق له قلب زوجتي".
ويبدو أن نظرة المجتمع والآخرين لاتخاذ مثل هذه الخطوة هي التي تجعل الشباب يحجم عن الأمر وليس لقناعات شخصية، فالكل يريد أن يفوز بالبكر لنفسه ولابنه ويتعفف عن الثيب حتى المعدّدون أو المطلقون يريد أهلهم تزويجهم من أبكار، وفي المسألة كثير من التباهي والتفاضل.
نماذج مشجّعة فهل من مزيد..
وعلى الضفة الأخرى من المجتمع، عثرنا على حالات نادرة وجميلة جدا، لم يكن هدفها المصلحة ولا المادة هي فقط وجدت سعادتها مع إنسانة لم تهمها سوابقها بقدر ما همّها حاضرها ومستقبلها.
وفي هذا السياق نذكرقصة "جمال.ك" الذي ارتبط مع سيّدة مطلقة تكبره بـ 10 سنوات وأمّ لطفل، حيث طلبها للزواج منذ حوالي 4 سنوات رغم معارضة عائلته له ورفض استقبالهم في البداية، إلا أنه أصر على اختياره ورزق معها بطفلين وما كان من العائلة بعد ذلك، إلا أن استسلمت للأمر بعد سنوات من المقاطعة.
حالة جمال تستدعي العديد من التساؤلات لما جمعت من متناقضات لا يقبلها المجتمع، تجعل الجميع يشك بأن في الأمر مصلحة مادية لكنه أقسم بأن زوجته ذات وضع اجتماعي عادي وهما يستأجران بيتا يعيشان فيه ولا وجود لأي مغريات مادية وراء هذه الزيجة.
نموذج آخر لا يقل تشويقا، هو لشاب ارتبط بسيدة مطلقة بعد تجربة فاشلة عرضتها للإصابة بداء السكري، لكنه رأى فيها رفيقة لدربه لخلقها وجمالها ودينها، وليس ذنبها إن كانت مطلقة، كما يقول.
طلبها للزواج وأقنع أسرته بالأمر، وتمت التحضيرات بصفة عادية ورزق الزوجان بطفل جميل عزّز ارتباطهما.
من جهتها "جملية.ر" سيّدة سبق لها الزواج مرتين وفشلت الزيجتين معا، إلى أن التقت في إحدى المناسبات بقريبة لزوجها هي من معارفهما المشتركة سألتها عن وضعها الحالي فقصت عليها حكايتها، وما كان من القريبة إلاّ أن اقترحتها على الزوج لعلمها المسبق أنه يكن لها الإعجاب وسبق له طلب يدها لكنها رفضت بسبب خطبتها مع زوجها الأول.
وانتهى بها المطاف لقبول الزواج، بعد أن تأكدت من حبّه وتمسكه بها، لكن أهل العريس عارضوا بشدّة ولم يحضروا حفل الزفاف وقاطعوها لسنوات طويلة اضطرتها للهجرة إلى فرنسا ولم تعد المياه إلى مجاريها إلا بعد ولادة طفلهما الأول..
حالة أخرى كانت لشابين كانا يحبان بعضهما، قبل أن تخطب البنت لشخص آخر أجبرتها عائلتها على الزواج منه، وبعد أشهر من الزواج حدث الطلاق، وحينها عاود الأمل الشاب الأوّل وأعاد الكرة في طلب الزواج وأمام إصرارهما، لم يكن من العائلة إلا القبول والرضى، وحاليا يعيشان حياة سعيدة برفقة أبنائهم الأربعة.