تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى التاريخ > منتدى التاريخ العام

> هل يحسم فيلم مصطفى ابن بوبلعيد مسالة استشهاده

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
هل يحسم فيلم مصطفى ابن بوبلعيد مسالة استشهاده
23-10-2008, 02:18 PM
عرض فيلم مصطفى بن بولعيد
مطلع الشهر القادم
بعد تدخل الرئيس بوتفليقة شخصيا


بعد المشاكل والتأخيرات التي أحاطت بانتاج الفيلم السينمائي الجزائري ''مصطفى بن بولعيد'' تقرر انطلاق عرضه مطلع الشهر القادم بمناسبة مرور الذكرى الـ54 للثورة الجزائرية الكبرى المصادف لفاتح من نوفمبر، وذلك بعد تدخل الرئيس الجزائري ''عبد العزيز بوتفليقة'' بصورة شخصية، حرصا منه على اتمام العمل. و للإشارة فان فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' يعد عملا سينمائيا ضخما يتنأول سيرة أحد كبار شهداء الكفاح الجزائري، وهو البطل الرمز مصطفى بن بولعيد؛ كما يرصد فترة تاريخية حاسمة في تاريخ الجزائري الحديث وثورتها التحررية الشهيرة (4591-2691) التي توّجت بطرد المحتل الفرنسي من الجزائر بعد سبع سنوات من الكفاح. للتذكير فإن الفيلم من إخراج المخضرم ''أحمد راشدي الذي عمل على تجسيد هذه الملحمة عن سيناريو الكاتب المعروف ''الصادق بخوش'' وقد كان قد بدأ تصوير مشاهد الفيلم أوائل ماي ,2007 في أماكن متعددة من الجزائر وفرنسا وصولا إلى الحدود التونسية الليبية، هذه الأخيرة التي شهدت اعتقال السلطات الفرنسية لمصطفى بن بولعيد وحكمها عليه بالمؤبد، قبل أن تحاكمه ثانية وتصدر في حقه حكما بالإعدام، لكنه نجح في الفرار من السجن وواصل مسيرة المقاومة إلى غاية رحيله الدرامي على اثر انفجار مذياع مفخخ أودى بحياته يوم 22 مارس 1956 وللاشارة فإن فريق العمل جزائري تكوّن من 60 ممثلا وممثلة، يتقدمهم الوجه الجديد ''حسان كشاش'' الذي تقمص شخصية بن بولعيد، كما اشترك في العمل كوكبة من الممثلين المخضرمين والشباب، في حين جرت الاستعانة بخبرات تونسية وإيطالية وفرنسية بغرض إخراج الفيلم في أبهى حلة وبجودة عالية لكي يمثل الجزائر في المحافل الدولية، إذ تمّ جلب أجهزة تقنية من ايطاليا، كما تم تحميض الفيلم في مخابر إيطالية أيضا. وتراهن الجزائر على كبرى المهرجانات الدولية بفيلم مصطفى بن بولعيد، بعد ثلاثة عقود من افتكاكها السعفة الذهبية لمهرجان كان برائعة ''وقائع سنين الجمر'' للمخرج محمد الأخضر حمينة سنة 1975
www.elkawader-dz.com

التعديل الأخير تم بواسطة كوادر صناع الجزائر ; 13-12-2008 الساعة 02:25 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
رد: هل يحسم فيلم مصطفى ابن بوبلعيد مسالة استشهاده
23-10-2008, 02:20 PM

عن قريب
صدور
مذكرات الطاهر الزبيري


في انتظار الفيلم الذي سيتناول المسار النضالي والسياسي والإنساني للشهيد البطل مصطفى بن بولعيد للمخرج الكبير أحمد راشدي والسيناريست الصادق بخوش وتمثيل النجم الجديد حسن قشاش والذي كان من المتوقع عرضه شهر مارس المنصرم وثمة حديث هذه الأيام عن عرضه في الفاتح من نوفمبر الجاري تزامنا والاحتفالات المخلدة للذكرى ال54 لإندلاع الثورة التحريرية ستشكل "مذكرات آخر قادة الأوراس " التي ستتناول مرحلة 1929-1962 للعقيد الطاهر الزبيري الصادرة عن منشورات المؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار باللغة العربية محور المقهى الثقافي يوم 1نوفمبر المقبل في إطار برنامج الصالون الدولي 13 للكتاب بالجزائر حيث من المنتظر أن تثير المذكرات أسئلة كبيرة حول حقيقة اغتيال أسد الأوراس الشهيد مصطفى بن بولعيد .



ومدى تطابقها مع أحداث الفيلم خاصة وأن العقيد الطاهر الزبيري مهندس الانقلاب الفاشل ضد الرئيس هواري بومدين عام 1967 يمتلك الكثير من الحقائق حول هذا الملف الذي يلفه غموض شديد باعتبار أن البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد أحد أعضاء مجموعة الستة الذين فجروا ثورة وفاعل في تاريخ الجزائر الحديث الذي استشهد في 22 مارس 1956 في ظروف غامضة عند انفجار جهاز إشارة (إرسال واستقبال) مفخخ بإحدى الكازمات ومعه سبعة من المجاهدين ولم ينجو منهم إلا اثنين أحدهم يدعى علي بن شايبة، واستغرب الطاهر الزبيري كيف يقتل بن بولعيد بجهاز فرنسي مفخخ رغم أنه حرص في كل مرة على غرار ما أوصاهم به قبل الهروب من السجن بعدم لمس الأشياء المشبوهة حتى ولو كانت قلما، خشية أن تكون مفخخة.
ويطرح اغتيال مصطفى بن بولعيد فرضيات عديدة ترتبط الأولى باتهام المخابرات الفرنسية بتدبير عملية الاغتيال هذه لأنها كانت تسعى للقضاء على قائد الأوراس مهما كلفها، وذلك منذ تمكن الشهيد من الفرار من سجن الكدية، واعتراف ضباط المخابرات الفرنسية في مذكراتهم بأنهم هم من دبروا عملية الاغتيال وهذا الاعتراف هو سيد الأدلة
الفرضية الثانية وترجح وقوع خطأ أدى إلى استشهاد مصطفى بن بولعيد، فعلي الألماني طبقا لشهادتي المرحوم محمد بوضياف والرائد الطاهر سعيداني قام بتفخيخ جهاز الإشارة قصد استعماله ضد عدو، وهذا ما يبرر عدم أخذ مصطفى بن بولعيد حذره المعتاد عند استعماله لهذا الجهاز وهذه الأخطاء كثيرا ما تقع في الحروب والثورات، وليس مستبعدا أن يكون مقتل بن بولعيد جاء عن طريق الخطأ..
الفرضية الثالثة وتحمل مسؤولية اغتيال بن بولعيد لعجول إذا فرضنا صدق رواية الرائد سعيداني، وانطلاقا من خلفيات الصراع بين عجول ومصطفى بن بولعيد الذي وبخه لقتله نائبه شيحاني بشير بطل معركة الجرف، بالإضافة إلى خلافات عجول مع شقيق بن بولعيد حول قيادة الأوراس، والأخطر من ذلك محاولة عجول التشكيك في حقيقة هروب بن بولعيد من السجن ورفضه تجديد الثقة به كقائد للأوراس قبل ستة أشهر طبقا لنظام الثورة. كما ستمنح مذكرات العقيد الطاهر الزبيري الجمهور العام المتابع لتاريخ الثورة الجزائرية إجابات دقيقة حول خبايا محاولة الانقلاب التي خطط لها ضد الرئيس هواري بومدين عام 1967
للتذكير العقيد الطاهر الزبيري من مواليد 14 أفريل 1929 بأم العظايم بولاية سوق أهراس، إشتغل منذ صغره في منجم الحديد بالونزة، انخرط منذ 1950 في صفوف حزب الشعب، وعند اندلاع الثورة التحريرية كان من أوائل المنخرطين فيها بنواحي قالمة، ألقي عليه القبض وحكم عليه بالإعدام من قبل محكمة قسنطينة سنة 1955، تمكن من الفرار من السجن في نوفمبر 1955 رفقة مصطفى بن بولعيد. ترقى في المناصب القيادية، حتى أصبح قائدا للقاعدة الشرقية.

المصدر الاخت:وهيبة .منداس
صوت الأحرار

في 21-10-2008
www.elkawader-dz.com

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
رد: هل يحسم فيلم مصطفى ابن بوبلعيد مسالة استشهاده
13-12-2008, 02:21 PM
بوتفليقة يدعو إلى جعل فيلم بن بولعيد

بداية لسلسة الأفلام التاريخية


l بخوش: ''مصطفى بن بولعيد''·· عمل سنمائي وليس عملا توثيقيا


l بن بولعيد يبعث حيا l فيلم سياسي أم حربي أم من نوع الأكشن؟!


عرض مساء الأربعاء الماضي بقاعة الموفار، الفيلم التاريخي لشهيد الثورة التحريرية، مصطفى بن بولعيد، وهذا بحضور كل من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، رفقة أعضاء من الحكومة وبحضور أبرز الممثلين والسينمائيين الجزائريين···


وأكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يتحدث إلى مخرج الفيلم، أحمد راشدي، على ضرورة مواصلة العمل السينماتوغرافي· مشددا على ضرورة بذل جهود أكبر من خلال جعل فيلم بن بولعيد بداية لسلسة من الأفلام التاريخية، التي ترصد حياة ومشوار من صنعوا الثورة التحريرية· وهو نفس ما أكد عليه وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، الذي شدد على ضرورة إعطاء الأهمية لكتابة تاريخ الجزائر· مبرزا دعم وزارته لكل الأعمال التي تخلد أبطال ثورتنا المجيدة، وكذا الشخصيات التاريخية البارزة· وهو ما نص عليه الدستور المعدل أخيرا، الذي أكد على ضرورة كتابة التاريخ دون أي تزييف أو تحريف···






فيلم ''مصطفى بن بولعيد''·· نحو وجهة نظر جزائرية لذاكرة جماعية؟!


من ذا الذي انبعث حيا وعاد·· مصطفى بن بولعيد أم السينما في الجزائر ؟


احميدة · ع


كان لابد أن يلتقي شخصان، كلاهما ظل يداعب الذاكرة من حين لآخر خلال مسارهما الثقافي ''أو الإيديولوجي السياسي''، إن شئنا، ليقولا حقيقتيهما، حقيقة تنبع من الداخل حول الذاكرة المشتركة، ذاكرة حرب التحرير وما تشعب عنها لحظة ما بعد الاستقلال·· الأول هو المخرج أحمد راشدي صاحب فيلم ''طاحونة السيد فابر''، الذي حاول أن يزيل الستار وبشجاعة عن تلك الفترة القلقة والمؤلمة التي تلت حصول الجزائر على استقلالها، ودخول الإخوة الأعداء في نزاع شرس حول السلطة، انتهى بإزاحة أول رئيس جمهورية من الحكم من طرف وزير دفاعه الكولونيل هواري بومدين، الذي تقلد مقاليد السلطة بعده وحكم الجزائر لعهدتين تقريبا، الثاني هو صحفي وكاتب وضع كتابا عن ''اغتيال ثورة'' مع أحد وجوه المنطقة الرابعة البارزين، لخضر بورفعة، وأعاد بعث ''لالة فاطمة انسومر'' على الركح، وذلك في فترة التسعينيات، فترة تصاعد المد الأصولي المسلح وانتشار ظلال الشك حول جذور ومستقبل الوطنية الجزائرية روح الذاكرة الجماعية·· وكانت نتيجة هذا اللقاء بين وجهين من جيلين مختلفين فيلما عن شخصية تاريخية، إشكالية، وهي شخصية مصطفى بن بولعيد، أحد الوجوه المدشنة لعملية نوفمبر الثورية والتاريخية·· إلى أي مدى تم التواطؤ بين جمالية المخيال والحقيقة التاريخية، وإلى أية درجة تمكن المخرج وكاتب النص والحوار من تخطي حواجز المسكوت عنه، المتعلق بما هو نزاعي داخل سياج ذاكرة حرب التحرير وتجاوز منطقة المحظور في قول حرب التحرير كمشروع حلم، وفعل بطولة إنسانية بوجهيها الإيجابي والسلبي، ومجازفة تحررية على صعيد التعبير المرئي لجيل عايش الثورة، وفاعلين اكتووا بلهيبها، وجيل لا يملك عنها سوى شتات صور، هي أقرب إلى لون الضباب ولون الرماد؟!

مصطفى·· أصل الحكاية

يبدأ الفيلم بعودة مصطفى بن بولعيد المجند في صفوف الجيش الفرنسي من أتون الحرب العالمية الثانية إلى بلد، هو بلده، يكتشف جمال الجزائر، يراوده حلم، لكنه حلم خفي، غامض بينما يبدو جليا في ملامح وجهه ونظراته الهادئة·· وقد نجح بشكل منقطع النظير جمال قشاش في أداء دور شخصية الشاب مصطفى بن بولعيد، تحكمٌ في قسمات الوجه، في الصوت، وفي جرنا إلى الإحساس الحميمي والعفوي والهادئ بروح شخصية مصطفى، الشاب المفعم بالروح الخصب، روح الوطن، والممثل لبطولة من طراز جديد، يتلاقى فيها الطهر بالتواضع، والقوة بالحكمة، والهدوء بالإقدام، والشجاعة بالإيمان والصمود بالإصرار·· البطل مصطفى من مواليد 1917 بالأوراس، حاصل على شهادة نهاية المدرسة الابتدائية، ينحدر من عائلة ميسورة الحال، حقق نجاحا شخصيا على الصعيد الاقتصادي، ووضع ثروته الشخصية في صالح اندلاع حرب التحرير، وهو بهذا البروفيل حاول أن يسلك طريق ابن منطقته بلوديني موقد فتيل ثورة 1916 ـ 1917 بالأوراس، والذي ألقي عليه القبض عام 1917 من طرف القوات العسكرية الفرنسية· تزامنت عودة بن بولعيد إلى مسقط رأسه مع تملص فرنسا من وعودها بإعطائها الاستقلال للجزائريين إذا ما هزمت ألمانيا الهتلرية واقترافها أم الخطايا ـ أحداث 8 ماي 1945 ـ اكتشف مصطفى، الذي كان يكن لزعيم الوطنية الروحي والسياسي مصالي الحاج الوفاء، حدود الحزب الوطني الذي دخل في نفق مظلم بحيث ساد النزاع من أجل الزعامة، وكان ذلك على حساب الهدف الرئيسي، وهو تحقيق الاستقلال عن طريق الكفاح المسلح·· كان مصطفى ضمن النواة الأولى التي منحت لفعلها الثوري معنى تاريخيا ودلالة عضوية··· حاول الفيلم رسم المسار وفق التقيد شبه الصارم بالإيقاع الكرونولوجي، من اندلاع الثورة في منطقة الأوراس، إلى لحظة القبض عليه من طرف السلطات الفرنسية في الحدود التونسية ـ الليبية إلى لحظة الهروب الكبرى من سجن الكدية وعودته إلى رفاقه بالجبل، وانتهاء باستشهاده إثر فخ على خلفية ''خيانة'' داخلية، كانت نتيجة صراع على زعامة المنطقة، نشب منذ لحظة غيابه·· الفيلم يحسب له أنه كسر طابو الصمت عن هذا الجانب، إلا أنه أشار إلى ذلك بشكل شبه إيحائي·


فيلم سياسي أم حربي أم من نوع الأكشن؟!


تنازعت فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' ثلاثة توجهات، أو بالاحرى ثلاثة أساليب على الصعيد الفني، فالجزء الأول منه، وهو الذي تعرض لاستراتيجية حزب الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية (MTLD) وهو الحزب الوطني الذي يتزعمه مصالي الحاج، وصراعه مع الإدارة الكولونيالية وأسلوبه في إدارة الجماهير وعلاقته مع التيارات الوطنية الأخرى، ثم في كيفية تعاطي زعيم الحزب مع خصومه من داخل التنظيم نفسه، ووصوله إلى طريق مسدود وعدم استيعابه اللحظة التاريخية الجديدة، ''لحظة الكفاح المسلح''، التي مثلها جيل جديد من الثوريين ومنهم محمد بوضياف، والعربي بن مهيدي، ورابح بيطاط وكريم بلقاسم، وقد حقق المخرج أحمد راشدي تفوقا في تقديم مثل هذا الموزاييك السياسي عشية اندلاع الثورة·· وذلك من خلال الإدارة الذكية والناجحة للممثلين·· مثل سليمان بن عيسى الذي أدى دور مصالي الحاج بشكل ناجح وقوي، وشوقي بوزيد وسامي علام اللذين تألقا في كل من دور محمد بوضياف وكريم بلقاسم·· وإلى هذه اللحظة وجدنا أنفسنا أمام فيلم سياسي بالمعنى الجمالي للكلمة، خاصة وأنه للمرة الأولى في السينما الجزائرية تم استعادة من لعبوا دورا تاريخيا في الحركة الوطنية وحرب التحرير، من الزمن التاريخي إلى الزمن السينماطوغرافي·· لكن ما أن اندلعت الحرب حتى وجدنا أنفسنا ننتقل إلى لحظة ثانية وأسلوب ثان، وهو الفيلم الحربي، قوة في الصورة، بلاغة في الحركة، وسيادة مشهد الرصاص والانفجارات والقنابل والعساكر والعربات والمدرعات على مشهد نزاع الشوارع والشخصيات داخل الأماكن المغلقة·· إننا أمام الأسلوب الهوليوودي الذي يذكرنا بالحربين العالميتين، الأولى والثانية·· وبالرغم أن هذا الانتقال إلى الأسلوب الثاني لم يؤثر كثيرا على الجزء السياسي الذي ولجنا به عالم الفيلم، إلا أن الانتقال مع مصطفى بن بولعيد إلى سجن الكدية كاد ينسينا ذلك الريتم الأول الذي انطلق به الفيلم، فعملية التحضير للهروب من السجن استغرقت وقتا طويلا وبالتالي قامت نوعا ما بتكسير النسق الأول والثاني، وهذا ما ترك انطباعا أننا نعيش زمنا آخر ومختلفا للفيلم، وكأنه فيلم آخر عن الهروب من السجن، فهل يكشف ذلك أن المخرج حاول أن يوظف كل ما عنده ليقدم فيلما كبيرا عن شخصية عظيمة مثل شخصية مصطفى بن بولعيد؟! يبدو أنها نقطة الضعف التي أفقدت نوعا ما، ألق الإيقاع العام للفيلم·· وبتعبير آخر كان على المخرج أن يحسم الاختيار بين الأكشن المبني على لعبة حرق الأعصاب والانتظار ''بالمشهد الطويل للهروب من السجن''، وبين المشهدين الآخرين السياسي والحربي، اللذين أعطيا للفيلم قوته على صعيد الشكل والمضمون·


نحو وجهة نظر جزائرية وتأويل جديد للذاكرة الجماعية؟!


منذ سنوات، وكان ذلك في الثمانينيات، تم إنتاج فيلم ضخم حول الشيخ بوعمامة، وكان ينتظر أن يليه فيلم حول ''الأمير عبد القادر''، لكن فيما يبدو العملية توقفت في بداية الطريق، وكان للهزات التي عرفتها الجزائر بعد أحداث أكتوبر ,1988 انعكاسات واضحة على ذلك·· فهل يمكننا أن نأمل مع إنتاج فيلم كان ناجحا على أكثر من صعيد، ''الجمالي والرمزي'' حول ''مصطفى بن بولعيد''، أن يعبد الطريق لميلاد متجدد لتيار في السينما بالجزائر، يسعى إلى تقديم وجهة نظر جزائرية حول ذاكرته الجماعية عبر تأويل جديد قائم على الاجتهاد والنقد الخلاق والموهبة والانخراط ضمن لعبة وحدة الاختلاف والتنوع··؟!


أتصور أن فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' خطوة أولى ونوعية، حتى وإن كانت غير كاملة ـ أليس الكمال لله؟! ـ على طريق طويل، طويل جدا، لكن قد يكون أكيدا يتشكل عبر محطاته ما يمكن أن نسميه بالوعي الوطني الجمالي···






بن بولعيد يبعث حيا


فرحان صالح


الكلام للرصاص ولمظاهرات شعبية تدعو للاستقلال، هكذا البداية التي تراها وأنت تتابع مجريات حياة بن بولعيد، في فيلم مدته تزيد عن الساعتين· وبن بولعيد من جيل انفصل عن آباء الثورة الأولى، مصالي الحاج، ليؤسس لإضافة جديدة لجيله·· وللثورة منطقها ونظامها وآليات عملها، وللرصاص، حينما يكون الوطن محتلا دور له، وإن لم يكن هو اللغة الوحيدة، بل أنها إرادة الحياة للشعب الجزائري، إرادة الاستقلال والتحرير من الاستعمار الفرنسي· والخيانة ذاتها وفي كل ثورة جزء منها وليست منفصلة، وما تدوين بولعيد لاسمه وبخطه على سجل دفتر الشهداء قبل وفاته بقليل، سوى المعنى الذي يحمل الهواجس الكثيرة من إمكانية وجود خونة يتربصون به، وبالتالي العمل لهزيمة منطقة الثورة·· وهنا للاستعمار استراتيجيته ضد الثورة ولبقاء هيمنته، وللثورة استراتيجيتها أيضا، هذه التي كانت تبرز في كل لحظة يموت واحد من قادتها من أمثال بن بولعيد، فالثورة تتصلب أكثر، وهذا ما كان يحصل· فالشعب الجزائري وباستثناءات محدودة، شكل الحضن للثورة ولمنطقها، ومنطق مصالي الحاج في مراهناته على أوضاع مختلفة محليا ودوليا، كان قد أصبح الخطوة التي سيصار لتجاوزها، وبن بولعيد فعل ذلك·


بن بولعيد، تماهى مع مشاعر الناس، وهو واحد منهم، وكانت لغته بسيطة بل قد تكون ساذجة وعفوية، والقرارات التي أخذها في كل مراحل حياته النضالية كانت تحمل الثقة الكبيرة بالشعب الجزائري·


أيضا من ضمن تلك العفوية التي يلاحظها المتتبع للفيلم، عدم وجود تدريب على السلاح، إضافة لعدم وجود استطلاع، وأيضا عمل بما يكفي ضمن صفوف قوات المحتلين، أي التجسس على مخططات المستعمرين وبالتالي مواجهتها بمخططات نقيضة·


مصالي الحاج بشخصية الممثل الذي يتقمصه، وكأنه هو تماما· مصالي كما ذكرنا له منطقه، وهو في منزل مريح وضمن عائلة وإمكانيات توفرله كل ما يريد· هو وفي منطقه وفي تعامل بن بولعيد وغيره معه، كان أبا للثورة، ولكن كان للأبناء كجيل جديد منطقهم، إذ رأوا بأن الاستقلال لن يتحقق إلا بالعنف المسلح، وللنضال من أجل الوصول للتحرير والاستقلال وجهان سياسي وعسكري· لذا كانت جبهة التحرير الوطني، الوجه السياسي، وجيش التحرير الوجه العسكري· وكان التكامل بين هذا وذاك كاملا· لقد كان بن بولعيد بعيد النظر حينما طالب بعدم التحزّب خلال فترة التحرير، وبالتالي فهو قد اعترف بأن كل طبقات الشعب لها مصلحة في الاستقلال، والنخب القائدة ومنها بن بولعيد اعتبرت بأن كل الشعب الجزائري هو الجسد الذي تتشكل منه وتسري في عروقه الدورة الدموية التي ستحقق الأهداف المرجوة· وما طرحه مصالي الحاج ''لجنة الأنقاذ العام'' قد شكل المدخل للانتقال إلى الدائرة الأرقى، الكفاح المسلح، وصولا للتحرير والاستقلال··


يهدف كاتب السيناريو الصادق بخوش فيما قدمه لنا بوضوح إلى تقديم لوحة تشكيلية للشخصيات الأولى للثورة، وإن كان قد ميز بين مصالي الحاج الذي كان يربط مصير الجزائر بشخصه، وبين الشخصية العامة للجزائر من خلال إعادة الاعتبار لهذا النسيج المجتمعي بتعدديته· والصادق كما بن بولعيد لم يستثن أحدا من الجزائريين، وكلهم دعاة وعاملون للاستقلال، وإن كان أحدهم قد تم استثناؤه، فهو ذاته هذا الأحد المستثنى، قد قام بذلك· وبن بولعيد كثير الحذر من عملاء الاستعمار، وهو الذي يعرف بأن الخيانة دائما مرافقة لكل عمل خاصة الثوري منه· ولكن ثقة بن بولعيد الكاملة بالشعب الذي ينتمي إليه قد بدت في كل تصرفاته وعفويته أيضا، وعفوية الشعب الجزائري وطيبته ذاتها تبدو حينا على أنها قد ساعدت الاستعمار الفرنسي على تمرير وتبرير تلك المجازر الجماعية وصولا إلى ما يزيد عن المليون شهيد، هو ما دفعته ثورة التحرير الجزائرية· وهذا الأمر إن تبدى ففي ضعف الدور السياسي للقادة الشعبيين الذين لم يلبثوا أن ينكشفوا وبالتالي يتم ملاحقتهم من قبل المستعمر وعملائه، هذا الأمر لم تستطع جبهة التحرير استثمار مشاعر وطيبة وبساطة الجزائريين والارتقاء بها إلى المزيد من الحذر، وبالتالي التقليل من عدد الشهداء· ولا يكفي تصوير ذلك التعاطف الذي لاقاه بن بولعيد بعد خروجه من السجن سواء من عائلة شقيقته، أو من قبل البعض، بل هذا ما كان على المخرج تبيانه بصورة أوسع·


والثورة ذاتها في بداية انطلاقتها رافقها ضعف في التسلح، وإن كان الفيلم ذاته قد لاحظ بأن المصدر الأساسي لسلاح الثورة هو ذاته سلاح المستعمر التي تتم السيطرة عليه بعد كل معركة·


أضف، بأن البساطة ذاتها قد رسمها المخرج والمؤلف من خلال إعادة الاعتبار للثقافة الإسلامية التي كانت ذاتها الثقافة التي نشرتها الثورة وحققت من خلالها الاستقلال· والثقافة الإسلامية كانت القاسم المشترك ببن الجزائريين وعامل توحيدي لهم· مقابل ما كان مضمرا في وصف الثقافة الاستعمارية على أن الدافع الذي تحمله هو دافع صليبي· وبهذا فالنخبة والتي كانت، بل بدت متماهية في الجسم المجتمعي الجزائري، اعتبرت بأنه خلال الثورة وبعدها سيصار لبروز قوى اجتماعية - نخب - تفكر بما سيصار للبناء عليه بعد التحرير ولما ستكون عليه الجزائر· وبهذا فقد رسمت اللوحات المتعددة التي عرضت خلال الفيلم، الروح المحركة للثورة بما هي روح المجتمع الحزائري، وهذا ما أعطى مفهوما معينا للشهادة في نفوس الجزائريين، أي أن الشهيد هو شهيد كل الجزائر، كل الشعب الجزائري·


الملفت في مشاهد الفيلم هو تركيز المخرج على الطبيعة الجغرافية للجزائر، هذه الطبيعة التي احتضنت الجزائري في حياته ومماته، وفي نضاله أيضا، حيث شكلت عاملا تم استثماره إلى أبعد الحدود والطبيعة ذاتها كانت من أكثر أعداء الاستعمار· ويبدو أن التركيز في مشاهد الفيلم على العوامل الطبيعية، وطبيعة الأمكنة التي انطلقت منها الثورة، لهو من الدلالات التي أعطت ثقة للمقاتلين، وهم يشعرون بأن الطبيعة لم تخذلهم، بل هي الحاضن لهم، ولا عجب فهي الأم والوطن الذي يحتضنهم جميعا· والفيلم أيضا ركز على ما تحمله أية رموز قد يشاهدها المشاهد خاصة وهو يبرز نمو الأشجار والربيع الدائم للجزائر - الثمرة - السنبلة - الزهرة - الطيور، هذه كلها أعطت المعنى للجنى المقبل التي سيحصل بفضل الثورة· وجنى التحرير كي يتحقق، بحاجة للدم، كما إن جنى الطبيعة بحاجة لجهد الإنسان ولهذا التلاقح الأزلي بين السماء والأرض· أيضا، فإن الفيلم بيّن بل أبرز هذا التواضع لهذا البطل العظيم بن بوالعيد، حينما كان يجيّر الأصوات التي أعطته ثقتها كي يقود الثورة إلى بوضياف، وإن دل ذلك فإنه يدل على تواضع النخبة الثورية وتنازلاتها عما قد يعتبره البعض امتيازات، وصولا وتحقيقا للهدف التي تسعى الثورة إليه·


- السجن والفرار منه


يتضح من مجريات العرض السينمائي، بأن المخرج ركز على السجن وهروب بن بولعيد منه، وبالتالي فقد أعطى حيزا مميزا من المشاهد لذلك، وفي السجن تبيّنت عبقرية بن بولعيد ودوره القيادي التنظيمي والعسكري، ولكن الفيلم لم يبرز كفاية دور البعد العربي في دعم الثورة، خاصة دعم ثورة مصر وعلاقة الجزائر بها· كما بيّن الفيلم وهذه من المميزات المتعددة له، انتصار إرادة الإنسان على ما أسماه البعض بالمستحيل· كما صوّر إرادة الإنسان في التحرر من سجن المحتل والجلاد بتفوق، وبيّن أن الحرية ذاتها لا تسجن، والسجن كان سجنا للحرية هذه الحرية التي حققها الشعب الجزائري وأرادها·


أخيرا


لقد رسم بخوش ومخرج الفيلم راشدي مشاهد ستبقى في ذاكرة الجزائريين، كما إعادة الاعتبار لنماذج قيادية عرفتها الجزائر خلال قيام الثورة من أمثال بن بولعيد ورفاقه، والفيام سيبقى إلى جانب مراجع أخرى شاهدا لقيادات هي ذاتها ساهمت في تشكل الذاكرة التاريخية للجزائر، ذاكرة الاستقلال، هذه التي يعاد الاعتبار لها· صورة أراد منها بن بولعيد وغيره من القادة أن تتحقق الثورة ضد الاستعمار الفرنسي وتستمر بثورة أخرى هي في دفع المجتمع الجزائري وتهيئته كي يعمل، ومن داخل نسيحه الوطني لتحقيق الثورة في التحرر الاقتصادي الموازي للتحرر من الاستعمار هذه الثورة التي كان من المفترض أن يليها ثورة اجتماعية تربوية تنهي الثقافة الاستعمارية ويعمل حاملوها من أجل عقد اجتماعي، بناته محررو الوطن من الاستعمار ومن الفقر والأمية وأيضا من أجل الوحدة الاقتصادية المغاربية العربية وصولا لعلاقات مادية بين الجزائر وفرنسا· والهدف الانتهاء من المخاض الدموي دخولا في مخاض البناء والتحرر بكافة مستوياته، وصولا للسلم والوئام الوطني هذا الذي يصلّب إرادة الجزائريين، ويحقق ما يريدونه في عهد رعى وساهم في إنجاز هذا الفيلم والمساهمة في تحقيق الوئام الوطني·


*أمين عام حلقة الحوار الثقافي في لبنان ورئيس تحرير مجلة الحداثة·









''مصطفى بن بولعيد''·· عمل سينمائي وليس عملا توثيقيا


يكشف منتج وكاتب سيناريو فيلم ''مصطفى بن بولعيد''، لـ''الجزائر نيوز'' لأول مرة عن تكلفته المالية، والصعوبات التي واجهت إنجازه··


حاوره : عبد اللطيف بلقايم


أولا وقبل التطرق إلى الناحية التاريخية للفيلم، نريد مقارنة بسيطة من الناحية المادية لإنجازه، مع أفلام ذات صلة تم إنجازها من قبل في الجزائر، كـ''بوعمامة'' مثلا أو ''معركة الجزائر''؟


أمر المقارنة صعب جدا، لكثير من الأسباب، من بينها أنه في تلك الفترة كان للجزائر تقنيون ومختصون في الميدان السينمائي التاريخي أكثر من اليوم، وكانت مؤسسات الدولة هي من تضمن التمويل دون أية صعوبات تذكر، أما حاليا فإن الأمر لم يعد كذلك، فـ''مصطفى بن بولعيد'' تطلب مني ست سنوات لإنجازه وعرضه، حيث كنت خلال هذه الفترة منصبا على البحث والتنقيب، حيث تنقلت الى مسقط رأس الشهيد وبحثت عن رفاقه الحقيقيين، وكان لزامنا عليّ أن أجمع المعلومات الرسمية عنه، كمصطفى الإنسان والقائد والثوري، ليتم فيما بعد تشكيل وتركيب الجانب البسيكولوجي، وتصبح لاحقا جاهزة للعمل الفني· هذا من جهة، ومن جهة أخرى، دائما في باب المقارنة، فالسيناريو المكون من 250 صفحة سبق لي وأن عرضته على العديد من مؤسسات الدولة، لكن بعد رحلة مضنية وشاقة بينها، لم أجد في الأخير صاغيا إلا وزارة المجاهدين، ممثلة في محمد شريف عباس، لا كوزير، بل كمناضل ومجاهد، لتبدأ بعدها رحلة أخرى من البحث عن مخرج جدير بهذا العمل، حيث اتصلت بنحو خمسة منهم، لم أتوسم في أي منهم قدرة على إنجازه فنيا، للأسف لأنهم لم يكونوا قادرين على فهم شخصية مصطفى بن بولعيد، ربما لأنهم شباب غير مشبعين بثقافة التاريخ الجزائري وتاريخ الثورة التحريرية، لأجد في نهاية المطاف المخرج أحمد راشدي، وهو من جيل الثورة وله اطلاع، ووجدت لديه حماسة واستعدادا للعمل، لكن اعترضنا فيما بعد مشكل التمويل، حيث لم تكن 7 ملايير التي منحتها وزارة المجاهدين كافية لذلك، فاضطررت لبيع قطعة أرض كنت أملكها في عنابة وسيارتي الشخصية من أجل إنجازه، حت تسنى لنا بدء التصوير، إلا أننا توقفنا عن التصوير لمدة 7 أشهر بعد إصابة بطل الفيلم بكسر، لكن التعطل كان بعد ذلك فرجا لتدخل رئيس الجمهورية الذي أمر بصرف 15 مليار سنتيم لاتمامه، وساهمت وزارة الثقافة بمناسبة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' بمليار سنتيم، و''لا فداك'' بمليار سنتيم أيضا، كما شاركت ''سونلغاز'' أيضا في التمويل، حيث استغرقنا 25 أسبوعا لما تبقى من التصوير و90 كيلومترا من الأشرطة التصويرية، كما شارك في الإنجاز خبراء في السمعي البصري من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، وكندا وتونس ودار التصوير في العديد من مناطق الوطن، وحتى في الخارج، وكان الإسهام الأكبر لوزارة الدفاع الوطني، التي وضعت تحت تصرفنا كل الإمكانيات اللوجيستيكية كالطائرات والدبابات والجنود والأسلحة، وما يجب التشديد عليه، أن فيلما كهذا بالمواصفات الأوربية يكون في حدود 150 مليار سنتيم، لكن نحن أنجزناه بـ30 مليارا فقط·


ما هي مصادر ومراجع الفيلم التاريخية والتوثيقية؟


لدي رسالة ماجستير في الخلفية الفلسفية لثورة التحرير، ولدي كتاب ''شاهد على اغتيال الثورة'' للرائد بورقعة وأنجزت عدة أوبرات منها على العقيدين لطفي وعميروش الثورية، لالة فاطمة انسومر، كما أنني مهتم منذ 1980 بالمقاومة الجزائرية وتاريخ الحركة الوطنية والجزائر المعاصر والقديم معا، كما قرأت المئات من الكتب حول هذه الفترات، وأنجزت الكثير من الأعمال الميدانية، وهنا أريد توضيح أمر بالغ الأهمية حول فيلم بن بولعيد، كونه ليس فيلما توثيقيا أكاديميا تاريخيا، بل هو فيلم حول التاريخ، وهو عمل سينمائي بالدرجة الأولى موجه للفرجة وليس لشيء آخر·


وكأنك تلمح إلى النقاد بأن لا يحاسبوك على الحقائق التاريخية التي جاءت فيه تجنبا للجدل؟


بالعكس تماما، فأنا أدعوهم إلى النقاش المفتوح ووضع الفيلم تحت مجهر النقد بكل حرية، وأدعو كل المختصين في التاريخ السمعي البصري من أجل نقد الصورة والصوت الإضاءة والعمل التقني وحتى السيناريو، لكن أدعو إلى نقد حقيقي وعميق وبناء يخدم الحركة الثقافية والفنية والتاريخية لا أن يكسر ويهدم·


بذكرك الجدل، ما قولك في وجهة نظر ابنة الشهيد، التي ترى أن نهاية والدها ليست كما صورها الفيلم في أحد التفاصيل حول استشهاده؟


لا أحد في الجزائر يملك حقيقة الظروف والكيفية التي استشهد فيها مصطفى بن بولعيد، وكل ما قيل عن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد تأويلات وقراءات، إذ الأرجح أنه مات باستعمال جهاز إرسال واستقبال عن بعد، أما فيما يخص ظروف وفاته، فإننا قبل التصوير استمعنا إلى أبنائه ومنهم ابنته التي تتحدثون عن تصريحها، وفي اعتقادي الشخصي أنه حتى ولو كان مصطفى بن بولعيد قد تعرض لتصفية داخلية، فإن فرنسا الاستعمارية، في الأخير، هي المسؤولة، لأنه هزمها بسيكولوجيا وعسكريا في العديد من المعارك·


دوما عن المصادر، ما مدى اعتمادك على المصادر الفرنسية؟


لقد اعتمدنا عليها وبالقدر الكافي، وكان من أهمها حوار بن بولعيد مع ''فانسون مانتوي''، وهو رجل مخابراتي ومثقف استنطقه في تونس 3 أيام كاملة، ليخلص إلى نتيجة، هي أن بن بولعيد غير قابل للتفاوض وقناعته بالثورة لا تتزحزح أو حبسه، وأنه عليهم إما إعدامه أو سجنه·· وللتذكير، فإن الفيلم كان موضوعيا جدا وخاليا من الأحكام، رغم تصوير العديد من مواقف سياسيي الثورة ككريم بلقاسم وبيطاط وبوضياف وغيرهم، وكانت كلها لقطات من دون شطط، وحتى أكمل عن المراجع الفرنسية، اعتمدنا أيضا على الكثير من المقالات الصحفية الفرنسية عن بن بولعيد·



المصدر: جزائر نيوز
www.elkawader-dz.com

التعديل الأخير تم بواسطة كوادر صناع الجزائر ; 13-12-2008 الساعة 02:23 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
رد: هل يحسم فيلم مصطفى ابن بوبلعيد مسالة استشهاده
13-12-2008, 02:32 PM
بالمناسبة عندما وضعت هده المشاركة
في اكتوبر الماضي
وطرحت السؤال المهم ...
اليوم قرأت في جريدة الخبر
وعلى لسان بنت البطل
انها كانت تفضل ان يبقى مشهد موته مفتوحا...
ويعلم الله
اني راسلت المخرج عبر البريد
الدي نشر بجريدة الخبر مند سنتين تقريبا
اقترحت رغم اني مواطن بسيط
لاافقه الكثير في السينما
قلت اقترحت عليه :"ان يترك مسالة استشاهده مفتوحة"
وهذا بعدما سمعت رواية مغايرة من طرف
والدي رحمه الله
الذي كان مجاهد في الولاية
التي شهدت استشهاده.........
يبقى الفيلم لم ينتهي بعد
www.elkawader-dz.com

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
الحب بن الحب....اسامة بن زيد (رضي الله عنه)
اليك موسوعة العالم مع الفهرس ....ما عليك سوى التحميل
الساعة الآن 07:27 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى