رد: الضاد وبهرجة فصيحها.
14-06-2015, 09:07 AM
ما أجمل الرجوع إلى مضارب ضادنا، وإناخة " عيسنا.
فيطيب المقام.
فقد جبِلتُ أنني لا أعتمد على ما قيل حرفيًّا، بل أن علّمني من علّمني أنني اعتمد على مدى فهمي مما تعلّمته، ثم أخرج بنصٍّ جديد يكون لي.
وعليه
فإن نظر المرء الى البيتِ الأول:
قتلوا ابن عفّانَ الخليفة محرمًا ** ودعا فلم أرَ مثله مخذولاَ.
فالإشارة هنا إلى حادثة قتل الصحابي والخليفة / عثمان بن عفّان رضي الله عنه،
والقتلة لم يحترموا حرمة إسلامه وصحبته للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولم يرتكب رضي الله عنه ما يوجب القتل، ولكنه مات شهيدًا، مع أن بعض أهل المدينة من الصحابة قد هبوا لنصرته، ولكنه أبى.
وكما تقول الروايات، أن " الثوار " قد أحاطوا بداره ومنعوا حتى الماء عنه، فقتلوه وهو يتلو القرآن ممسكًا المصحف.
فظن الكسائي أن المقصود من البيت هنا أن عثمان رضي الله عنه كان محرمًا بالحج، وذلك من الاصطلاح الشرعي لكلمة " محرمًا "
بينما يرى أهل اللغة أن " المحرم " في الدلالة اللغوية هو من له حُرمة وذمة، بينما لكلمة " المحرم " في الاصطلاح الشرعي هو لبس ملابس الإحرام لأداء مناسك العمرة أو الحج.
ومن هنا نظر الكسائي الى كلمة " محرمًا " بمعناها الشرعي، مع أن من المتعارف عليه أن سيدنا عثمان رضي الله عنه لم يكن محرمًا بالحج.
فما كان من الأصمعي أنه أتى ببيت ذُكر فيه إحرام كسرى الذي يقول:
قتلوا كِسرى بليلٍ محرمًا ** فتولّى لم يُمتّع بكفن
وأن من المتعارف عليه، والمتأكد منه أن كسرى كان كافرًا مجوسيًّا لم يعرف حجًّا ولا عمرة، فكيف يكون محرمًا؟
فالإحرام هنا القصد منه ما كان له من حرمة وعهد في رقاب أصحابه ورعيّته.
وهكذا تكون المناظرة.
وكم هي عربيتنا بحر لجيّ فعلى المرء الغوص فيه.
تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 08-07-2016 الساعة 10:18 AM