السياحة في الجزائر بين حلم الاقتصاد و طموح السياح.
10-07-2017, 01:05 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم..
لا يختلف اثنان على ان السياحة في بلادنا هي واقع من حيث الاماكن السياحية و الاثرية و التاريخية و الجمالية ايضا.. و هي الغائب الاول من حيث الاقتصاد و الفرجة و الثقافة .غياب يصنعه نقص الثقافة السياحية من حيث تكوين الاطار السياحي و شح الخدمات و سؤ التسيير يحدث ذلك في ظل ارتفاع الاسعار السياحية . السؤال المطروح .. كيف حدث كل ذلك ..؟
اولا .. التاخر في انعاش القطاع .
لم تكن السياحة في بلادنا و لعقود متتالية مجرد زائدة دودية في نظر السياسة الوطنية المنتهجة لتحسين القطاع و تطويره في ازمنة اعتمد فيها اقتصادنا على 98 فالمائة على عائدات النفط و غفل على باقي الروافد الاخرى التي كان يفترض ان تعرف اهتماما اكثر توازيا مع زمن البحبوحة.. لكن في غياب الرؤية الاقتصادية و التنظير ببعد النظر و الاستشراف لما بعد انخفاض سعر البرميل لم يحدث ذلك الا بعد تدهور سعر النفط و تراجع المؤشر الاقتصادي في بلادنا.. المؤسف هو ان حتى الالتفاتة للقطاع السياحي التي يزعم البعض انها اليوم واقعا تمليه المعطيات الاقتصادية الجديدة... هي التفاتة باهتة و غير واضحة المعالم زيادة على انها تمشي ببطء و تثاقل كبيرين قد لا تاتي اكلها ضعفين.. كيف...؟
ثانيا.. للسياحة روافد ...
اذا اتفقنا على ان السياحة هي اليوم ضرورة حتمية ضمن بدائل النفط علينا ان نتفق كذلك على ان السيحة لم تعد في العالم مبنية علي مفاهيم كلاسيكية لا تاخذ في حسبانها سواء بناء الفنادق الفخمة و المرافق الحديثة و توفير الخدمات باسعار تنافسية وفقط.. السياحة اليوم هي كل متشابك بداية من الخدمات و حسن السلوك و نهاية بارفاقها ببعض الحتميات الاخرى كالعنصر الثقافي و الصناعة التقليدية و استغلال الخصوصيات الوطنية الطبيعبة على وجه الخصوص كالكثبان الرملية و الواحاة و السياحة الجوية و غيرها لانه من الحماقة ان نعتقد ان الامريكي سيزورنا لمجرد اننا نملك رفاهية هلطون او الشيراطون و هو يملك نظائر تلك الفنادق باكثر تطور و باحسن الخدمات .متى نسمع عن فنادقنا تنظم الامسيات الشعرية و الالعاب الترفيهية و ندوات علمية و الفكرية..؟ متى نسمع عن فنادق تمتلك مكتبات و لو مصغرة للمطالعة العمومية .؟.كلها امور تعطي السائح انطبعاعا قويا عن تنوع مشهدنا الثقافي و السياحي بين ما هو اسلامي لا عنفي و ماهو امازيغي و ما هو عربي ..حتى قبل خروجه من الفندق عوض الاكتفاء بالاغنية و الرقص في فنادق لا تعطي اي انطباع عن المواطن الجزائري غير انه شخص يحسن الرقص و هز الوسط مع.. ان المواطن الجزائري هو اكبر من ذلك بكثير.
ثالثا.. السياحة. ثقافة ..قبل كل شيء.
كل ما ذكرناه مما يتعلق بالسياحة بين حلم الاقتصاد و طموح السياح.. لا يمكن ان نجني ثماره في غياب ثقافة سياحية هادفة و مدروسة و ممنهجة لا تخل بالسياسة العامة للوطن و لا تعود على المواطن بالضرر في اخلاقه و في حياته اليومية لان السائح القادم لبلادنا ليس بالضرورة انسانا بريئا فقد يكون جسوسا و قد يكون بائع مخدرات او مروجا لها على اقل و قد يكون ارهابيا بشخصية مستعارة و هو ما يقتضي توعية المواطن البسيط و تثقيفه ثقافة سياحية تشكل حصانة له و لوطنه .. فنحن نتذكر جيدا كيف انتشرت الكتب الاباحية في مطلع السبعينيات و منتصف الثمانينات بسبب السياح القادمين من خارج الوطن .. من ثقافة السياحة ايضا اعادة توجيه الحرفيين التقليديين و تحسيسهم بانتهاج الجودة في صناعتهم و اعدادها لمرحلة سياحية جديدة... اذ لا يعقل ان يقتني السائح مادة فخارية لينة غير محماة بما فيه الكفاية فتكسر لمجرد سقوط بسيط داخل الطائرة قبل ان يدخلها الي بلادها... لان هذا النوع من الغش سيعطي انطباعا سيء عن منتوجاتنا التقليدية التي هي اول ما يشد انتباه السائح و يرغب في اقتنائه كتحفة او هدية .
الكاتب / احمد نيكلو ( العراب النبيل ) .
السلام عليكم..
لا يختلف اثنان على ان السياحة في بلادنا هي واقع من حيث الاماكن السياحية و الاثرية و التاريخية و الجمالية ايضا.. و هي الغائب الاول من حيث الاقتصاد و الفرجة و الثقافة .غياب يصنعه نقص الثقافة السياحية من حيث تكوين الاطار السياحي و شح الخدمات و سؤ التسيير يحدث ذلك في ظل ارتفاع الاسعار السياحية . السؤال المطروح .. كيف حدث كل ذلك ..؟
اولا .. التاخر في انعاش القطاع .
لم تكن السياحة في بلادنا و لعقود متتالية مجرد زائدة دودية في نظر السياسة الوطنية المنتهجة لتحسين القطاع و تطويره في ازمنة اعتمد فيها اقتصادنا على 98 فالمائة على عائدات النفط و غفل على باقي الروافد الاخرى التي كان يفترض ان تعرف اهتماما اكثر توازيا مع زمن البحبوحة.. لكن في غياب الرؤية الاقتصادية و التنظير ببعد النظر و الاستشراف لما بعد انخفاض سعر البرميل لم يحدث ذلك الا بعد تدهور سعر النفط و تراجع المؤشر الاقتصادي في بلادنا.. المؤسف هو ان حتى الالتفاتة للقطاع السياحي التي يزعم البعض انها اليوم واقعا تمليه المعطيات الاقتصادية الجديدة... هي التفاتة باهتة و غير واضحة المعالم زيادة على انها تمشي ببطء و تثاقل كبيرين قد لا تاتي اكلها ضعفين.. كيف...؟
ثانيا.. للسياحة روافد ...
اذا اتفقنا على ان السياحة هي اليوم ضرورة حتمية ضمن بدائل النفط علينا ان نتفق كذلك على ان السيحة لم تعد في العالم مبنية علي مفاهيم كلاسيكية لا تاخذ في حسبانها سواء بناء الفنادق الفخمة و المرافق الحديثة و توفير الخدمات باسعار تنافسية وفقط.. السياحة اليوم هي كل متشابك بداية من الخدمات و حسن السلوك و نهاية بارفاقها ببعض الحتميات الاخرى كالعنصر الثقافي و الصناعة التقليدية و استغلال الخصوصيات الوطنية الطبيعبة على وجه الخصوص كالكثبان الرملية و الواحاة و السياحة الجوية و غيرها لانه من الحماقة ان نعتقد ان الامريكي سيزورنا لمجرد اننا نملك رفاهية هلطون او الشيراطون و هو يملك نظائر تلك الفنادق باكثر تطور و باحسن الخدمات .متى نسمع عن فنادقنا تنظم الامسيات الشعرية و الالعاب الترفيهية و ندوات علمية و الفكرية..؟ متى نسمع عن فنادق تمتلك مكتبات و لو مصغرة للمطالعة العمومية .؟.كلها امور تعطي السائح انطبعاعا قويا عن تنوع مشهدنا الثقافي و السياحي بين ما هو اسلامي لا عنفي و ماهو امازيغي و ما هو عربي ..حتى قبل خروجه من الفندق عوض الاكتفاء بالاغنية و الرقص في فنادق لا تعطي اي انطباع عن المواطن الجزائري غير انه شخص يحسن الرقص و هز الوسط مع.. ان المواطن الجزائري هو اكبر من ذلك بكثير.
ثالثا.. السياحة. ثقافة ..قبل كل شيء.
كل ما ذكرناه مما يتعلق بالسياحة بين حلم الاقتصاد و طموح السياح.. لا يمكن ان نجني ثماره في غياب ثقافة سياحية هادفة و مدروسة و ممنهجة لا تخل بالسياسة العامة للوطن و لا تعود على المواطن بالضرر في اخلاقه و في حياته اليومية لان السائح القادم لبلادنا ليس بالضرورة انسانا بريئا فقد يكون جسوسا و قد يكون بائع مخدرات او مروجا لها على اقل و قد يكون ارهابيا بشخصية مستعارة و هو ما يقتضي توعية المواطن البسيط و تثقيفه ثقافة سياحية تشكل حصانة له و لوطنه .. فنحن نتذكر جيدا كيف انتشرت الكتب الاباحية في مطلع السبعينيات و منتصف الثمانينات بسبب السياح القادمين من خارج الوطن .. من ثقافة السياحة ايضا اعادة توجيه الحرفيين التقليديين و تحسيسهم بانتهاج الجودة في صناعتهم و اعدادها لمرحلة سياحية جديدة... اذ لا يعقل ان يقتني السائح مادة فخارية لينة غير محماة بما فيه الكفاية فتكسر لمجرد سقوط بسيط داخل الطائرة قبل ان يدخلها الي بلادها... لان هذا النوع من الغش سيعطي انطباعا سيء عن منتوجاتنا التقليدية التي هي اول ما يشد انتباه السائح و يرغب في اقتنائه كتحفة او هدية .
الكاتب / احمد نيكلو ( العراب النبيل ) .