عباس: التقيت كيري 42 مرة دون جدوى
09-02-2016, 08:19 PM


اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن انتفاضة الأقصى التي اندلعت الصيف الماضي مردها أن الفلسطينيين فاض بهم الكيل نتيجة انتهاك الحقوق واستباحة الحرمات، في وقت انتقد دور واشنطن، وقال إنه التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري 42 مرة دون جدوى.
وشدد عباس خلال لقاء بصحفيين فلسطينيين من أراضي 48 الليلة الماضية، على أن الجانب الإسرائيلي يخرق كافة الاتفاقات معه منذ اتفاقية أوسلو في 1993. وأشار إلى اقتحامات جيش الاحتلال لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية يوميا وقتله المتظاهرين الفلسطينيين عمدا.
وقال عباس إن مشاركة الأطفال في الانتفاضة تتم دون تعبئتهم أو إرسالهم من التنظيمات الفلسطينية، وإن مشاركتهم تتم لأنهم يشهدون الظلم والاضطهاد ورأوا كيف تم إحراق الطفل أبو خضير وأسرة الدوابشة.
ومع ذلك جدّد الرئيس الفلسطيني دعوته لاستئناف المفاوضات بعد تجميد الاستيطان وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التزاما باتفاق سابق، معتبرا ذلك أمرا عاديا لا شرطا مسبقا.
وقال إنه يقبل بالمؤتمر الدولي المقترح من قبل فرنسا شريطة أن ينتهي بآلية لتسوية الصراع.
وردا على سؤال بشأن مدى ثقته في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال عباس إن الفلسطينيين مؤمنون بالسلام، مضيفا "فليعترف (نتنياهو) أولا بوجود شريك وبالشرعية الدولية".



المناطق السيادية
وتابع "يقتحم الجانب الإسرائيلي المناطق السيادية للسلطة الفلسطينية، ويطلبون منا التنسيق الأمني والعمل كعبيد، ونحن لن نعمل هكذا لديه أو لدى غيره".
في السياق، وجّه عباس انتقادا للولايات المتحدة وللدول الكبرى، وقال إنها لو أرادت لتمكنت من بناء آلية عمل كما فعلت في إيران وليبيا وسوريا وغيرها.
كما قال عباس إن فرنسا قوة محترمة لكنها لا تستطيع أن تفرض موقفا على أميركا، وكشف أنه لا يأمل كثيرا في مؤتمر فرنسا، لكنه "سيتابع ويلاحق". بيد أنه رأى أنه لا مبرر لرفض واشنطن المؤتمر الدولي، ومع ذلك يرجح أن ترفضه دون تبرير.
وكشف عباس أنه التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري 42 مرة ناهيك عن عشرات المكالمات الهاتفية، وقال إنه يشكر له مساعيه رغم أنها ظلت غير مجدية.
وتابع "عدم اتخاذ قرار أممي يجرّم الاستيطان يعني وجود دولة واحدة واحتلال أي نظام فصل عنصري ونحن لن نقبل بدولة أقل من حدود 1967 وتسوية قضية اللاجئين وفق برنامج المبادرة العربية".
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن عدم عودة الفلسطينيين للمربع الأول عام 1948، أوضح أن منظمة التحرير الفلسطينية اتخذت قرارا إستراتيجيا بتسوية الدولتين على حدود 1967 وأن أي تراجع اليوم سيعرضهم لاتهام دولي بالتراجع عن السلام.
وأكد أن الفلسطينيين يرغبون في سلام محترم وفق الشرعية الدولية، وأن فلسطين اليوم دولة تحت الاحتلال تعترف بها 130 دولة، وأنها تحظى أكثر من أي وقت مضى بتضامن عالمي.
ودلل على وجهة نظره بحملات مقاطعة الاستيطان واعتراف عدد كبير من البرلمانات الأوروبية بفلسطين.
المعسكر الصهيوني



وحول موقفه من تنكر المعارضة الإسرائيلية (المعسكر الصهيوني) لتسوية الدولتين، شكك في دوافع رئيسه يتسحاق هرتسوغ للتراجع عن حل الدولتين.

وحمل عباس على المعسكر الصهيوني، واصفا إياه بـ"أبو الاستيطان". ومع ذلك عاد وأكد أن خيار الفلسطينيين بالنسبة له هو المفاوضات. كما سبق أن أوضح خلال لقائه صحفيين إسرائيليين قبل أسبوعين.
وجدد رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، لافتا بسخرية لحقها في الذهاب للأمم المتحدة بغية انتزاع اعتراف بها بصفتها "الإمبراطورية العبرية أو الصهيونية أو اليهودية العظمى".
وكشف عباس عن وجود محاولات إسرائيلية لتبادل الأراضي والسكان خاصة في منطقة المثلث الذي "بلعته إسرائيل في اتفاق الهدنة برودوس في 1949 والآن تريد تهجير أهله".
الرئيس عباس الذي استضاف الوفد الصحفي بهدف التواصل مع "الأهل بالداخل"، كشف أنه طلب من السفير الأميركي في تل أبيب أمس الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح الصحفي محمد القيق.
ومن جهة ثانية، أعرب عباس عن أمله في أن تنجح مساعي المصالحة الفلسطينية الجارية في