العام الخامس للأحتلال هو عام النصر الحاسم للمقاومة العراقية
21-03-2007, 01:54 PM
بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
20/03/2007م

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر العراق

مكتب الثقافة والاعلام القطري
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة




وحدة حرية اشتراكية



شبكة البصرة

العام الخامس للاحتلال هو عام النصر الحاسم للمقاومة العراقية

أيتها الجماهير العراقية الباسلة

لم يخطئ البعث حينما لخص مصير الاحتلال الامريكي، قبل ان يقع، على لسان سيد شهداء العصر القائد صدام حسين بقوله ان مغول العصر سينتحرون عند بوابات بغداد، محذرا امريكا من مغامرة غزو العراق، فهاهم مغول العصر، ممثلين بقوات الاحتلالين الامريكي والايراني للعراق، ينتحرون عند بوابات بغداد، في المحمودية واليوسفية جنوبا، وابو غريب والفلوجة غربا، وديالى شرقا، وبلد والدور وسامراء شمالا، وهي مداخل بغداد ومقترباتها الستراتيجية، وبفضل أجبار العدو المشترك على الانتحار بسلاح المقاومة العراقية الباسلة بقيت بغداد، درة تاج المقاومة وعاصمة صدام الشهيد، محررة باغلب احياءها ومناطقها، باستثاء جزر صغيرة جدا ومنها المنطقة الخضراء. ان بقاء بغداد محررة وتقاوم الاحتلال ببسالة وتحبط كافة الخطط (الامنية) وهجمات الصفويين عملاء ايران، المدعومين بالقوات الامريكية، ما هو الا الرمز الاعظم لبقاء كل العراق يقاوم ويهزم الاحتلال ويحول مشاريعه الكبيرة الى محض اوهام، مسجلا ببندقية مقاومته المسلحة اعظم ملاحم المقاومة في العراق والامة العربية والانسانية قاطبة. في ارض العراق تقوضت احلاام امريكا والصهيونية وايران الصفوية، في أقامة نظام استعماري اقليمي يمهد لقيام نظام استعماري عالمي جديد.

ونحن ندخل العام الخامس للغزو تتأكد طروحات البعث قبل الغزو، والبعث والمقاومة بعد الغزو مباشرة، فما هي اهم هذه الطروحات؟

1 – لقد اكد البعث ان الاحتلال الامريكي، ومهما امتلك من مصادر قوة متفوقة ماديا، فانه سيهزم لا محالة في العراق، لان شعب العراق أعد اعدادا ممتازا من قبل البعث وسلطته الوطنية لحرب العصابات لاكثر من عشر سنوات سبقت الغزو، وهيئت كافة سبل خوض حرب تحرير طويلة وقاسية دون الاعتماد على الخارج. كما الثقافة الوطنية والقومية والاسلامية لشعب العراق، والتي بناها البعث خلال 35 عاما من حكمه، هيأت شعب العراق لاحتضان المقاومة ودعمها والتضحية من اجل انتصارها مهما كان الثمن الذي يدفعه. وهكذا وجدت المقاومة بيئة مؤاتية وصديقة وداعمة لها تتنفس فيها وتوفر لها كل اسباب التقدم والنصر. ان الدفق الذي لا ينضب من المقاتلين المتطوعين والدعم المالي والمعلوماتي والسياسي للمقاومة من كل العراقيين كان ومازال هو سبب انتصار المقاومة على أعتى قوى الاستعمار في التاريخ القديم والحديث والمعاصر.

لقد اكدت الثورة العراقية المسلحة ما طرحه البعث قبل الغزو من ان الغلبة في نهاية الحرب والصراع هي للمعنويات وليس للدبابات والطائرات، لان ارادة الحرية والاستقلال لدى الشعب العراقي كانت وستبقى هي العامل الحاسم وليس قوة الابتزاز بواسطة التفوق العسكري والتكنولوجي والمادي.



2 – لقد اكد البعث، خصوصا على لسان سيد الشهداء القائد الحبيب صدام حسين، بأن تعددية انتماءات شعب العراق، (عرب وكرد وتركمان، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة...الخ) هي مصدر قوة وابداع وليست مصدر ضعف كما توهم الاعداء، ولذلك فان الاستعمار الامريكي وحليفه الاستعمار الايراني، ورغم كل ما فعلوه من تخريب وقتل ضد شعب العراق تحت اغطية واسماء طائفية لخلق فتنة طائفية من خلال استغلال التعددية العراقية، فشلوا على نحو فضائحي، وسيفشلون حتما في المستقبل. ان ما جرى من احداث كارثية في العراق كان يكفي لتمزيق العراق لو كانت بنيته الاجتماعية قابلة للاختراق والتمزيق، فقد تعرض شعب العراق بكافة مكوناته، الى جرائم أبادة على الهوية الطائفية وتهجير منظم لملايين العراقيين، لاجل تمزيق نسيج العراق الاجتماعي لكن هذا النسيج بقي قويا، بل اصبح اقوى مما كان، بعد ان اكتشف البعض وتيقن البعض الاخر من ان محاولات تقسيم العراق باسم الفدرالية المحاصصة وتقاسم الثروات اقليميا، لم تكن سوى مؤامرة امريكية ايرانية هدفها ازالة العراق من الخارطة والغاء وجوده الوطني، فوقف العراقيون جميعهم مع وحدة العراق، وسقطت المؤامرة. اليوم ونحن ندخل العام الخامس للغزو نرى المقاومة العراقية المسلحة تضرب في الجنوب كما تضرب في الوسط والشمال في تأكيد مضاف على ان مقاومة الاحتلال الامريكي – الايراني قاسم مشترك بين كل العراقيين، رغم ان مناضلي الجنوب خصوصا البعثيين يتعرضون لعمليات تصفيات جسدية شرسة تؤدي الى استشهاد المئات منهم اسبوعيا على يد الصفويين الحاقدين على العروبة.



3 – لقد كان مخطط المحافظون الجدد، الصهاينة فكرا وتوجها، هو استعمار العراق وتحويله الى قاعدة انطلاق للسيطرة التامة والمباشرة على اقليم النفط بكافة اقطاره وبلدانه، والتحرك من العراق، وبقوة العراق الرئيسية، لاجل فرض نظام عالمي استعماري جديد من خلال استخدام آلية الابتزاز النفطي لكافة الامم، وهو ابتزاز لا يرد لان مقاومته تؤدي الى تعطيل كافة مظاهر الحياة العصرية وتهديم اقتصادات البلدان، وبذلك يتحقق حلم النخب الانكلوسكسونية الاقدم والاحب الى قلبها وهو جعل القرن الحالي قرنا امريكيا. لكن المقاومة الوطنية العراقية بكافة فصائلها دمرت قاعدة هذا المشروع وهي احتلال العراق بنجاح، فاصبح مستحيلا تحقق الخطوتين الثانية، وهي السيطرة التامة على كافة بلدان اقليم النفط، والثالثة، وهي استعمار العالم.

ان المقاومة العراقية بهذا المعنى حققت انقلابا ستراتيجيا عالميا خطيرا ضد الاستعمار الامريكي، من خلال تثبيت الوجود الاستعماري الامريكي في العراق، أي اجباره على التوقف ومنعه من تحقيق أي تقدم، والتعامل معه قتاليا بعد جعله هدفا يوميا لضربات قاتلة لاجل استنزاف اقتصاد امريكا وبشرها وتدمير سمعتها الابتزازية والتاكيد لكل العالم (ان امريكا نمر من ورق) بكل ما تعنيه هذه المقولة من معنى. لقد فشل خروتشوف، رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي الذي اطلق المقولة السابقة، في تطبيقها بقوة دولته العظمى النووية، وسخر منه ماو تسي تونغ زعيم الصين التاريخي وقتها بقوله (نعم امريكا نمر من ورق لكن له انياب ذرية)! عراق المقاومة والبعث وحده من اكد ان امريكا نمر من ورق عندما نجح في نزع الانياب الذرية لامريكا وجعلها كلب أجرب يبحث عن مكان يختبأ فيه تهربا من ضربات اسود العراق.

ونتيجة لهزيمة امريكا في العراق خرج العالم من حالة الخوف من ابتزاز القوة الامريكية وتحدي امريكا، مثلما حدث في امريكا اللاتينية، التي تسمى (الحديقة الخلفية لامريكا) بتغيير اغلب نظمها لتنظم الى مناهضي الاستعمار الامريكي. كما ان المقاومة المسلحة للاحتلال الامريكي - الاوربي في افغانستان تطورت بسرعة نتيجة تأثرها بالثورة العراقية وتعلمها منها اساليب قتالية متطورة، كانت نتاج الدمج الخلاق والفريد بين اساليب حرب العصابات واساليب جيش نظامي تحول الى حرب العصابات، وهو الجيش العراقي جيش المليون مقاتل مجرب، فشهد العالم لاول مرة في تاريخه حرب عصابات تعتمد اساسا على جيش نظامي كبير ومتطور، وهكذا أدركت امريكا وحلف الاطلسي انهما قد وقعا في مستنقع لن تخرجا منه الا الى قبر الهزيمة الحتمية. لقد قلمت المقاومة العراقية اظافر وحوش الغرب الاستعماري وعلى راسه امريكا، فادرك بان عصر الاستعمار لم ينهض من قبره بعد موت الاتحاد السوفيتي الا لبرهة من الزمن لان القوى الشعبية المقاتلة من اجل الحرية، خصوصا في العراق وفلسطين، تملك ارادة صمود وتضحيات اكثر بكثير مما امتلك الاتحاد السوفيتي، لهذا نجحت في اعادة الاستعمار الى القبر وهو مازال حيا!

اليوم ونحن ندخل العام الخامس للاحتلال اصبح العالم مقتنعا بان المقاومة العراقية المسلحة قد اصبحت القوة العظمى الوحيدة التي حجمت النفوذ الامريكي ومرغت انف امريكا في وحل الهزيمة المرة، فكبحت اندفاعات الثور الامريكي العالمية والاقليمية واجبرته على تاجيل او الغاء مشاريعه التوسعية واعادة النظر بكامل ستراتيجيته الكونية، وابرز مظاهر الهزيمة الستراتيجية الامريكية هو الاعتراف الصريح بان الستراتيجية العسكرية الامريكية المعتمدة منذ عقود من الزمن، والقائمة على خوض حربين بنفس الوقت في بلدين او منطقتين مختلفتين، قد اسقطتها المقاومة العراقية لان امريكا فشلت في حرب واحدة هي حرب العراق!



4 – لقد زرع الصهاينة الأمريكيون فكرة مضللة وهي ان الامة العربية امة هزائم وتخلف وجبن وانانية وتشرذم، لذلك فان قدرها هو التلاشي او العبودية للغرب والصهيونية، واضيفت الان ايران، لكن المقاومة العراقية اسقطت هذه النظرية واثبتت للعالم ان العربي ليس فقط اشجع من جيوش الاستعمار والصهيونية بل هو قبل هذا اذكى واكثر عبقرية واعمق انسانية وابعد نظرا من كل نماذج الغرب والصهيونية. وتلك الحقيقة هزت احيانا واسقطت في احيان اخرى اغلب مظاهر الصورة النمطية عن العربي في العالم، ورسمت صورة جديدة للعربي تتميز بالشجاعة النادرة والحكمة والنزعة الايثارية. وكان اعظم تجسيد لصورة العربي المتفوق والاسطوري البطولة هي صورة صدام حسين مناضلا فجر المقاومة وقادها، واسيرا باسلا ارعب اسريه وجعل العالم يسخر من امريكا، وشهيدا يعتلي منصة الاعدام وهو يبتسم ويردد اسم الله ويلعن امريكا وايران. هذه الصورة اذهلت العالم كله، وهزت وغيرت قناعات ملايين الناس الذين عرفوا صدام الشهيد من خلال اعلام غربي اراد شيطنته بالاكاذيب لكنه حينما جاء الحسم اكتشف ان صدام رفض المساومة مع امريكا وهو تحت تهديد الموت ورفض كل تراجع عن المبادئ ومصالح العراق والامة العربية. لقد اعاد البعث رسم صورة العربي في العالم بما ينسجم مع حقيقة الانسان العربي، وهذا انجاز تاريخي عظيم.

في العام الخامس للاحتلال لم يعد العربي بنظر العالم هو معتمر العقال، بكرشه العظيم المندلق وبأسطول سيارات جواريه، كما رسمه الغرب المتصهين، بل اصبح العربي هو صدام حسين بكل نبله وبسالته ونقاوته وحكمته وايثاريته، يبتسم والجلاد يضع حبل الموت حول عنقه.



5 – في العام الرابع للغزو اضطر بوش لاستبدال ضحكاته الغبية بدموع فجرتها عمليات المقاومة ورآه العالم كله يبكي على جنوده الذين يصلون يوميا بالاكياس الى امريكا جثثا هامدة، فغابت العنجهية وحل محلها الانكسار الذي يقطر من كلمات بوش المتوسلة بانظمة ومنظمات كان يهددها ويحتقرها! لقد أدبت المقاومة العراقية امريكا والغرب الاستعماري وعرفته بحجمه الحقيقي وبالمعدن الحقيقي لامة العرب بشكل خاص، ولقدرة البشرية الحرة على تكرار النموذج العراقي في المقاومة الناجحة بشكل عام. لقد حلت مصطلحات مثل (ستراتجية الخروج من العراق) محل مصطلحات مثل (تحقيق النصر)، بل ان اهم صقور غزو العراق وهو ديك شيني، نائب الرئيس الامريكي الذي كان المحرك الاساسي لعناد بوش، اعترف بصوت مبحوح بان (امريكا تبحث عن خروج مشرف من العراق)! لقد انتهت اللعبة الامريكية في العراق وبهذه النهاية خابت الامال بان يكون القرن الحالي قرن امريكا.









.