العزف على أوتار الأوجاع !!
26-09-2020, 08:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم









العزف على أوتار الأوجاع !!
قـــــال :
لقد سمعتك منذ الوهلة الأولى .. ولا تحسب بأني أصم يفقد السمع .. ولكن حرفك ذلك لم يطرب القلب .. ولم يدغدغ مكامن الحس .. وليس كل مقال يستحق الإصغاء والسمع .. فتلك المسامع تعشق المعزوفة السمحة .. ولا ترضى بمهازل الحرف والكلمة .. والمقولة قد تكون عزيزة لدى قائلها .. ولكنها قد لا ترضي طموح الآخرين بالجملة .. فإذا كنت تدري تلك الحقيقة فلما لا تلزم الصمت لتملك العزة ؟؟ .. والمرء قد يعجبه حديث النفس بالفطرة .. ويظن أن الآخرين يشاركونه تلك النزعة .. وتلك معضلة تجعل القول لا تملك الوزن .. ويقال في الأمثال الشعبية : ( القرد في عين أمه يعادل الغزالة !! ) .. وكذا الكلمة المعيبة قد تعادل الغزالة في عين صاحب الكلمة !.. ولا يدري صاحب الحرف أن الحرف قد لا يجد الترحاب عند الرمية !.. فذلك الحرف قد يعادل العلقم في مذاق الجرعة .. كلمة قد تعكر الأمزجة بقدر ينفر الخلائق بالإفراد والجملة .. وتلك معضلة تجعل المنابر جدلاً لا يروق لأهل العقل والهمة .. واللبيب الفطن هو من يطلق القول بعد التدبر والحكمة .. ولا يسهب في سرد الحروف لمجرد النزعة .. يحسب حسابات المقال بدقة ويجعل للعبارات وزناً وقيمة .. فتلك أسواق الكلام صارمة ولا تقبل تلك الحروف التي تعادل الرمة .. والصمت جدل يجلب الوقار لأنفس تمارس الكبرياء والحكمة .. وسكوتي لا يعد نقصاً في المقام ولكنه صمت عاقل لا يقبل الذلة !. ولقد أمسكت عن الرد بالرد لأن الندية تعني الهزيمة والسقطة !.. ويقال أن الأسود لا تبادل القرود سجالاً لأنها تملك تلك القوة والهمة !.. وبالمثل فإن غابات الصمت لأهلها الكبار في القمة .. وغابات الصغار للصراصير والنملة ., وأنا كالراهب المبجل أقدس الصمت في حال التأمل والشدة .

الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد