القاعدة المقلوبة
27-10-2014, 05:23 PM
القاعدة المقلوبة
الخدمة إذا نظرنا إليها بطريقة هندسية إن صح القول، تسير أفقيا وعموديا، بمعنى أن الناس يخدمون بعضهم بعضا، كالتاجر يجلب البضائع ويقربها من الزبون، والموظف البلدي يخدم المواطن بتسجيل المواليد والوفيات..، وإذا كان الخادم هيأة من هيئات الدولة، كانت الخدمة عمودية، بمعنى الرئيس والحكومة وغيرهم ممن في الحكم، يخدمون الشعب، كل جهة فيما تختص به، بما يسطرونه من برامج.
اليوم، تذكرت أحد الأصدقاء، من الذين أفنوا نصف عمرهم في ميدان التربية والتعليم، قال لي ذات مرة ونحن نتكلم في موضوع التعليم الذي آل إلى ما آل إليه من تدهور وانحطاط، وتكلمنا عن بعض الأسباب التي أدت إلى إفلاس هذا القطاع، أي إفراغه من محتواه النبيل، التربية والتعليم وما أدراك! قال كلمة أريد عرضها اليوم، والحديث عن هذا القطاع أخذ أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة، بما يكال من تهم لهذا وذاك من الأطراف الفاعلة في الميدان، قال: إن أحد أسباب تدهور هذا القطاع يعود إلى الخدمة المقلوبة! استوضحته، لأني لم أفهم مقصوده، فقال: الأصل في عملية التعليم، أن يخدم الكبير الصغير، الوزير يخدم المدير والمدير يخدم المعلم والمعلم يخدم التلميذ، أي أننا كلنا في خدمة النشء، تلك هي سنة الحياة، غير أن الواقع يكشف عن العكس، فالتلميذ وهو يقوم بواجباته المنزلية، إنما يقوم بها خوفا من عقاب المعلم، والمعلم الذي يحضر مذكرات دروسه، إنما يفعل ذلك إرضاء للمدير والمفتش، والمدير إذ يرفع تقاريره إلى الوزارة إنما ليرضي الوزير... وهكذا نرى بأن عملية التعليم قد تميعت، ولا شيء يتم من طرف صاحبه بما يمليه الواجب، بمعنى آخر، انهار مستوى التعليم لأن القاعدة مقلوبة!
الخدمة إذا نظرنا إليها بطريقة هندسية إن صح القول، تسير أفقيا وعموديا، بمعنى أن الناس يخدمون بعضهم بعضا، كالتاجر يجلب البضائع ويقربها من الزبون، والموظف البلدي يخدم المواطن بتسجيل المواليد والوفيات..، وإذا كان الخادم هيأة من هيئات الدولة، كانت الخدمة عمودية، بمعنى الرئيس والحكومة وغيرهم ممن في الحكم، يخدمون الشعب، كل جهة فيما تختص به، بما يسطرونه من برامج.
اليوم، تذكرت أحد الأصدقاء، من الذين أفنوا نصف عمرهم في ميدان التربية والتعليم، قال لي ذات مرة ونحن نتكلم في موضوع التعليم الذي آل إلى ما آل إليه من تدهور وانحطاط، وتكلمنا عن بعض الأسباب التي أدت إلى إفلاس هذا القطاع، أي إفراغه من محتواه النبيل، التربية والتعليم وما أدراك! قال كلمة أريد عرضها اليوم، والحديث عن هذا القطاع أخذ أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة، بما يكال من تهم لهذا وذاك من الأطراف الفاعلة في الميدان، قال: إن أحد أسباب تدهور هذا القطاع يعود إلى الخدمة المقلوبة! استوضحته، لأني لم أفهم مقصوده، فقال: الأصل في عملية التعليم، أن يخدم الكبير الصغير، الوزير يخدم المدير والمدير يخدم المعلم والمعلم يخدم التلميذ، أي أننا كلنا في خدمة النشء، تلك هي سنة الحياة، غير أن الواقع يكشف عن العكس، فالتلميذ وهو يقوم بواجباته المنزلية، إنما يقوم بها خوفا من عقاب المعلم، والمعلم الذي يحضر مذكرات دروسه، إنما يفعل ذلك إرضاء للمدير والمفتش، والمدير إذ يرفع تقاريره إلى الوزارة إنما ليرضي الوزير... وهكذا نرى بأن عملية التعليم قد تميعت، ولا شيء يتم من طرف صاحبه بما يمليه الواجب، بمعنى آخر، انهار مستوى التعليم لأن القاعدة مقلوبة!