جواز سفر الحج بـ 75 مليونا في السوق السوداء..!
01-08-2015, 09:27 PM

زهيرة مجراب
لا يشغل بال بعض المواطنين هذه الأيام سوى تأمين جوازات سفر للتوجه إلى البقاع المقدسة بأي ثمن، حيث انتشرت على مواقع التسوق وبالأخص "واد كنيس" إعلانات للراغبين في أداء فريضة الحج من العاصمة وولايات أخرى، غير أن القرعة خيّبت ظنهم لذا يسعون لتأمينه قبل بدأ الرحلات المزمع إجراءها قبل نهاية شهر أوت الجاري.
اعتاد الراغبون في التوجه للبقاع المقدسة لأداء الركن الخامس من الإسلام اقتناء جوازات السفر للحج بالنسبة لمن لم يسعفهم الحظ في الظفر بالرحلة رفقة الديوان الوطني للحج والعمرة شراءها من السوق السوداء، حيث يعرض الجواز للبيع بأسعار تتراوح مابين 50 إلى75 مليون سنتيم، غير أن بعض المواطنين ونظرا لكثرة الإقبال على السوق السوداء وصعوبة العثور على طلبهم، فضلوا اللجوء إلى الموقع التجاري "واد كنيس" لعرض طلباتهم مرفقة بأرقامهم الهاتفية ويعلنون استعدادهم لاقتناء جواز الحج مهما كان المبلغ المطلوب مقابله، ومن بين عشرات الإعلانات التي تهاطلت على الموقع عقب إنتهاء شهر رمضان المعظم، صادفنا إعلانا لشاب يدعى رفيق من واد السمار بالعاصمة، يبحث عن جواز سفر للحج، وآخر من ولاية الأغواط وبالضبط من مدينة أفلو، ومن بين الطلبات التي شدت انتباهنا إعلان لمواطن من ولاية البليدة يبحث عن جواز سفر لجدته البالغة من العمر 83 سنة لم يسبق لها الذهاب للحج يرغب في أن يشتري لها جواز سفر في فندق بنجمة واحدة، وذهب بعض المواطنين لتحديد الثمن الذي يقتنون به الجواز مثلما نشره أحد الباحثين وهو من عين البنيان والذي أبدى استعداده لاقتناء جواز السفر بـ 50 مليون سنتيم، فيما ركز أحد الباحثين على الإقامة فمنهم من اشترط فندق بنجمة واحدة وآخرين بـ 4 نجوم بل وبعض المواطنين كانوا متفائلين جدا ببحثهم عن جوازين وليس جواز واحد مثلما نشره أحدهم يقيم بمنطقة درارية.

وفي هذا الإطار، أوضح إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية علي عية، أن بيع وشراء جوازات السفر للحج حرام وغير جائز ولا يجوز دفع الرشوة للذهاب إلى بيت الله الحرام، فالحج لمن استطاع إليه سبيلا، كما أنه لا يجوز دفع الرشوة على حد قول الشيخ عية لأداء الركن الخامس من الإسلام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لعن الله الراشي والمرتشي" فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وشدد الشيخ أنه لا يجوز الشراء أو الرشوة أو إعطاء مبلغ مالي للحصول على الفيزا، ففي هذا الفعل تشجيع على الفساد، وتساءل إمام المسجد الكبير عن كيفية وصول هذه الجوازات للسوق السوداء.