جينة مقاومة للجفاف تنبئ بثورة تكنولوجية
10-05-2012, 05:35 PM
في مختبر بسيط في قلب المنطقة الزراعية في الأرجنتين، تمكنت الباحثة راكيل تشان من عزل جينة في زهرة دوار الشمس تقاوم الجفاف ووضعتها في حبوب الصويا، في خطوة قد تحدث ثورة تكنولوجية.
وتعد الأرجنتين ثاني مصدر عالمي للذرة وأكبر مزود دولي لزيت الصويا وطحينه، وثالث مصدر لحبوب الصويا. وتزرع هذه المحاصيل في أغلب الأحيان في مناطق تجتاحها موجات من الجفاف.
وترأست راكيل تشان (52 عاما) التي تدير معهد البيوتكنولوجيا الزراعية التابع لجامعة ليتورال الوطنية فريقاً من الباحثين نجح في رصد الجينة "إتش أيه إتش بي - 4" التي تحوّر زهرة دوار الشمس لمقاومة الجفاف.
وعندما تضاف هذه الجينة إلى الصويا أو القمح أو الذرة، تسمح "بزيادة الإنتاجية بصورة كبيرة"، على ما تشرح هذه الباحثة التي يصعب عليها إخفاء شغفها بالأبحاث.
وتضيف بكل فخر "يعتبر المزارعون زيادة الإنتاجية بنسبة 10 في المائة أمراً رائعاً، وهذا الاكتشاف يسمح بالتوصل إلى نتائج أكبر قد تضاعف النسبة في بعض الأحيان".
وتابعت الباحثة والبسمة تعلو وجهها "كلما ازدادت صلابة البيئة، ازدادت فائدة النبتة المعدلة جينياً"، لكن هذا لا يعني أنها تتحمّل الجفاف، فهي "بحاجة إلى القليل من المياه"، مشيرة إلى أن 500 ميلمتر في السنة تفي بالمطلوب.
وقد أطلقت راكيل تشان هذا المشروع المتمحور على "الجينات والبيئة الطبيعية" في عام 1993، عند عودتها من مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه. وهذا الاكتشاف الذي يُفترض أن يسوق ابتداءً من عام 2015 هو ثمرة 20 عاماً من الجهود.
وتقر الباحثة "لو قصدنا العثور على الجينة المقاومة للجفاف، لما كنا عثرنا عليها يوماً.. فنحن توصلنا إلى هذا الاكتشاف مصادفة".
مكتب هذه الباحثة صغير جدا ويعج برفوف عليها مجلات علمية، ويمكن عبر الزجاج رؤية باحثين شباب يعملون قبالة واجهة زجاجية كبيرة تطل على بحيرة سيتوبال بالقرب من مدينة سانتافي التي تضم 450 ألف نسمة، على بعد 475 كيلو مترا من شمال بوينس آيرس.
وقام فريقها طوال سنوات بإدخال هذه الجينة في عشبة أرابيدوبسيس التي ازدادت مقاومتها للجفاف بصورة ملحوظة.


<table height="46" width="16"><tbody><tr><td>
</td><td align="center">
</td></tr></tbody></table>
أنت الزائر رقم