جامعات العراق تمنع تداول اسمي "بن تيمية" و"الجوزية" في البحوث العلمية
06-10-2017, 08:05 PM
سلطان بركاني
وجّه عميد كلية العلوم الإسلاميّة، بجامعة بغداد، الدكتور محمد جواد محمد سعيد الطريحي، تعليمة إلى الأقسام ووحدات الدراسات العلمية العليا والأساتذة ولجنة السلامة الفكرية، تقضي بتعميم منع الاستشهاد بكلام كلّ من ابن تيمية (ت 728هـ) وتلميذه ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) في الرّسائل والأطروحات وفي التدريس والمناهج والكتب المدرسيّة، متجاوزة بذلك الأعراف الجامعية التي تقتضي الاستشهاد بالآراء المختلفة في المواضيع التي يجري حولها البحث.
واللافت في هذه التّعليمة التي وثّقت وقنّنت ما كان يعدّ توجّهات لبعض الأطراف في كلية تعدّ أعرق الكليات في بغداد، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1067م، أنّها (أي التّعليمة) لم تكتف بحظر الاستشهاد بكلام ابن تيميّة الذي يعدّ واحدا من ألدّ خصوم الشّيعة ومؤلّف كتاب "منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية" الذي صنّف كأهمّ مرجع في الردّ على شبهات الشيعة ودعاواهم، بل تعدّته إلى تراث "ابن قيم الجوزية" المعروف عنه تخصّصه في السّلوك والرقائق والروحانيات، والذي تعدّ كتبه مرجعا مهما للباحثين في هذا المجال وللدّعاة وأئمّة المساجد على اختلاف مدارسهم وتوجّهاتهم. وهو ما يشي بأنّ هذه المراسلة تأتي في سياق التوجّه العام لحكومة المنطقة الخضراء في بغداد الموالية لطهران، والتي عملت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، على نشر وفرض التراث الشّيعيّ بتطرّفه وأدبياته الموغلة في الغلوّ والخرافة، في مقابل محاصرة وتحجيم التراث السنيّ، مستغلّة في ذلك التوجّه العالمي نحو تجفيف منابع الإرهاب "السنيّ" دون "الشيعيّ"، مع أنّ المصادر الأساسية للمذهب الشيعيّ تنضح بالروايات التي تدعو إلى قتال الآخر وإلى سفك الدّماء وإثارة الهرج تمهيدا لظهور الغائب المنتظر الذي سيكمل المهمّة ويجهز على ما تبقّى من المخالفين، حسب ما تزعم الروايات الشيعيّة!.
لقد ركبت حكومة المنطقة الخضراء موجة الحرب على الإرهاب، ليس في جانبها العسكريّ فقط، حيث أطلقت يد المليشيات الطائفيّة وأعطتها صبغة قانونية ودينية، لتعبث بأرواح أهل السنّة ودمائهم وأعراضهم، وتعمل على تغيير التركيبة السكانية للمناطق السنية وتحويلها إلى مناطق شيعيّة بالتدريج.. وإنّما أيضا في جانبها الثقافيّ، حيث يجري مشروع التّشييع القسريّ للمناهج على قدم وساق، بدءًا من المراحل الابتدائية، ووصولا إلى المراحل الجامعية، حيث يتمّ التّركيز على إبراز وجهة النّظر الشيعية في تأويل النصوص الدينيّة، وفي قراءة بعض أحداث التاريخ، في مقابل تعمّد واضح لتغييب وجهة النّظر السنيّة.
وقد أسندت رئاسة كثير من الجامعات التي يفترض أنّها جامعات سنية إلى عمداء من الطائفة الشيعيّة، يتولّون مهمّة التشييع الممنهج للمناهج ولهيئات التدريس.