هؤلاء هم الأشاعرة .. الحلقات الأولى
22-05-2009, 04:24 PM
قال الإمام الشافعي الثاني أبو العباس بنسريج (ت306 هـ) :
((لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل)) .
هؤلاء هم الأشاعرة
تعليق على مقال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
((لم أدخر عملا لربي صالحا ****لكن بإسخاطي لكم أرضاني))
الإمام القحطاني رحمه الله
((إذا علم الله من رجل أنّه مبغضٌ لصاحب بدعة، رجوتُ أن يغفرَ له، وإن قلّ عملُهُ))
الفضيل بن عياض رحمه الله
((لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل)) .
هؤلاء هم الأشاعرة
تعليق على مقال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
((لم أدخر عملا لربي صالحا ****لكن بإسخاطي لكم أرضاني))
الإمام القحطاني رحمه الله
((إذا علم الله من رجل أنّه مبغضٌ لصاحب بدعة، رجوتُ أن يغفرَ له، وإن قلّ عملُهُ))
الفضيل بن عياض رحمه الله
قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين:
((جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل السنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله لا يردون من ذلك شيئا وأن الله تعالى اله واحد فرد صمد لم يتخذ صاحبه ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتيةلا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله تعالى على عرشه كما قال ((الرحمن على العرش استوى)) وأن له يدين بلا كيف كما قال ((خلقت بيدي)) وكما قال ((بل يداه مبسوطتان)) وأن له عينين بلا كيف كماقال ((تجري بأعيننا)) وأن له وجها كما قال ((ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) وأن أسماء الله تعالى لا يقال إنها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج.
واقروا أن لله علما كما قال ((أنزله بعلمه)) وكما قال ((وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه)) وأثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما تعتقد المعتزلة وأثبتوا لله القوة كما قال ((أولم يروا الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)) .... فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب وما توفيقنا إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير))
المقدّمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين ومن اقتفى أثرهم وسلك سبيلهم واستنّ بسنّتهم إلى يوم الدّين وبعدُ:
فإنّ الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المُشركون، وإنّ الله تعالى أنزل على رسوله كتاباً عظيما وصفه بأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه وأنّه نورٌ وهدى وأنّه شفاء للنّاس وشفاء لما في الصدور.
وإنّ هذا الكتاب الذي أنزله الله على رسوله مُحكمٌ غيرُ قابل للنّسخ فهو المُهيمن على كلّ الكتب السماوية السابقة لا تصل إليه أيدي المُحرّفين ولا تطاله، فقد تكفّل الله العظيم بحفظه وصيانته فقال: ((إنّا نحنُ نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)).
والقرآن مُجملٌ يحتاجُ إلى تبيين وعامٌّ يحتاجُ إلى تخصيص ومُطلقٌ يحتاجُ إلى تقييد، ولذلك كان من تمام الحكمة الإلهية أن أوحى إلى عبده ورسوله الحكمة –أي السنّة- وضمن حفظها هي الأخرى، إذ لا يُعقلُ أن يحفظ الله المُجملَ ولا يحفظ ما يبيّنه !
يقول صلى الله عليه وسلّم ((ألا إنّي أوتيتُ الكتاب ومثله معه)) الحديث.
وقد كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم يربّي أصحابه على العضّ على الكتاب والسنّة بالنّواجد وردّ كلّ ما خالفهما وإن لم يكن في عصرهم مخالفة لهما.
وكان الرعيلُ الأوّل على هذه الطريقة المرضية وكذا تابعوهم وتابعو تابعيهم، ثمّ إنّ الله تعالى شاء –قدراً- أن يكون الخلاف ليتميّز الخبيث من الطيّب وليمحّص أوليائه من أعدائه.
قال الله تعالى: ((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب)) وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ هذه الأمّة سيصيبُها داء الأمم التي قبلها من التفرُّق والشقاق فقال عليه الصلاة والسلام بعد أن أخبر عن افتراق اليهود والنّصارى : ((وستفترقُ هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة)) وقد ذكر بعضُ أهل العلم أنّ الفرق الإسلامية –أي المنتسبة إلى الإسلام- أضعاف أضعاف الثلاثة والسبعين ! بناءاً على قولهم بنفي مفهوم العدد وهذا الذي أعتقده..
وقد حاول بعضُ المُتأخّرين ممّن يُحسبون من الدُّعاة ومن علماء الصّحوة تضعيف هذه الأحاديث الدّالة على تفرُّق هذه الأمّة وقد جاءوا في سبيل ذلك بالأعاجيب والغرائب !! فإنّ هذا الحديث المُستفيض يُعدُّ العقبة الكؤود في وجوههم !
كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ جميع تلك الفرق مصيرها إلى النّار إلا واحدة.
وهذا لا يعني بالضرورة تكفير كل تلك الفرق ! فقد أخبر النّبي صلى الله عليه وسلّم أنّ الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النّار ولم يقل أحد من أهل العلم بكفر الكذّابين !!
وكما أنّه لا يعني من الحكم على الفرقة بأنّها في النّار الحكم على أعيانها أنّهم في النّار .. وهذا واضحٌ لكلّ من نوّر الله قلبه بنور العلم الصحيح.
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ الفرقة النّاجية والطائفة المنصورة بإذن الله هي: ((الجماعة)).
وفي رواية: ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
وإنّي أعجب والله من أناس ينتسبون إلى أشخاص غير معصومين جاءوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمئات السنين يزعمون أنّهم الفرقة النّاجية والطائفة المنصورة وأنّهم أهل السنّة والجماعة !!
يقول الإمام الحافظ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب في ردّه على عبد الله أفندي الراوي البغدادي((التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق، ص61-64 دار طيبة، الرياض، المملكة العربية السعودية، الأولى، 1404هـ/ 1984م))
((وقولكم (الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: ((هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي))وهم الأشاعرة) وهذا غلط ظاهر لوجوه:
منها: أن هؤلاء المنتسبين إلى عقيدة الأشعري لم يرجعوا عنها كما رجع عنها وتاب وأقلع منها فإنه اسمه علي بن إسماعيل بن اسحق الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، كنيته أبو الحسن ولد بالبصرة سنة سبعين وقيل ستين ومائتين وتوفي ببغداد ودفن بها سنة أربع وعشرين وثلاثمائة كما قال ابن الصلاح، وكان من تلامذة المعتزلة كأبي علي الجبائي، ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصولالحديث بالبصرة، ثم انه رجع إلى بغداد فتاب من عقيدته وانتسب إلى الإمام أحمد وغيره من السلف وانتصر لطريقة أحمد كما ذكر ذلك الأشعري في كتبه التي صنفها ومنها كتابه الذي سماه ((الإبانة في أصول الديانة))، وكتابه الذي صنفه في ((اختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين))، وكما قاله أبو اسحق الشيرازي إنما حل الأشعري في قلوب الناس لانتسابه إلى الحنابلة، وكان أئمة الحنبلية المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبي الحسين التميمي ونحوهما يذكرون كلام الأشعري ورجوعه وتوبته في كتبهم وتفقه على أبي اسحق المروزي الحنبلي وأخذ عن حنبيلة بغداد أموراً من العقائد وسائر العلوم الشرعية، وكان ذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم.
ومن أجلّ أصحابه القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلافي المتكلم فهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس في مثله لا قبله ولا بعده وقد تاب عن عقيدته وما يقول أهل الكلام ورجع إلى سلف الأمة وخيارها، ذكره ابن الصلاح والشيخ تقي الدين وغيرهما.
فالمنتسبون إليه لم يرجعوا كما رجع، بل خاضوا في علم الكلام حتى زعموا أن النصوص عارضها من معقولاتهم ما يجب تقديمه وهم حيارى في أصول مسائل التوحيد.
ولهذا كثير منهم لما لم يتبين له الهدى نكص على عقبيه فاشتغل باتباع شهوات الغي في بطنه وفرجه أو رياسته وماله ونحو ذلك لعدم العلم واليقين بما كان عليه السلف الصالح، وفي الحديث المأثور: ((إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومعضلات الغث في قلوبكم)) وهؤلاء المعرضون عن الطريقة النبوية يجتمع فيهم هذا وهذا.
فهم بخلاف الفرقة المستثناة.
(ومنها) أن غالب ما يعتمدونه يؤول إلى دعوى لا حقيقة لها، أو شبهة مركبة من قياس فاسد، أو قضية كلية لا تصح إلا جزئية أو دعوى اجماع لا حقيقة له والتمسك في المذهب والدليل بالألفاظ المشتركة (وإذا كان فحول النظر) وشياطين الفلسفة الذين بلغوا في الذكاء والنظر إلى الغاية وهم ليلهم ونهارهم يكدحون في معرفة هذه العقليات ثم لم يصلوا فيها إلا إلى حيرة وارتياب، وإما إلى الاختلاف بين الأحزاب، فكيف غيرهم المقلدون لهم ممن لم يبلغ مبلغهم في الذهن والذكاء ومعرفة ما سلكوه، أم كيف يكون هؤلاء المقلدون للمتكلمين الذين قد كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم، وأخبر الواقف على نهاية أقدامهم بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها****وسيرت طرقي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر****على ذقن أو قارعاً سن نادم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر****على ذقن أو قارعاً سن نادم
وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم وهو الفخر الرازي:
نهاية اقدام العقول عقال****وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا*****وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا*****سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا*****وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا*****سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
من الذين أثنى الله عليهم في كتابه وممن استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم في جملة اتباعه وأحبابه لأن هؤلاء داخلون في عموم قوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) فهم ورثة الأنبياء والخلفاء الراشدين وأعلام الهدى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، قد وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر اتباع الأنبياء، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق ما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة، بعكس من نبذ الكتاب رراءه واستدل بقول الأخطل، فإن من تأمل عقيدة المتكلم والمقلد له تأملاً يميز به بين الضدين ويفرق فيه بين الجنسين. علم يقيناً أن من أعرض عن الكتاب لم يعارضه إلا بما هو جهل بسيط أو مركب. فالأول ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ))
والثاني ((أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)) فأهل البسيط أهل الحيرة. وأهل المركب أرباب الاعتقادات الباطلة التي يزعمونها عقليات.
(ومنها) أن الإمام الشافعي رضي الله عنه تكلم على أهل الكلام ومن قلدهم فقال رحمه الله: (حكمي فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام والعقل)فإنهم أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوماً أعطوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون.
ومن كان عليماً بذلك ظفر له مَن الفرقة المستثناة كيف كان حذقهم وفضلهم وعلمهم وان من لم يقتصر على ما جاء عن الله ورسوله لم يزدد من الله إلا بعداً فنسأل الله العظيم أن يهدينا صراطه المستقيم)). انتهى كلامه عليه رحمة الله.