المرأة الصابرة الوفية
24-06-2009, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته</span></span>
</span>
المرأة الصابرة الوفية</span>

</span>من أعظم مواقف التضحية والعطاء: صبر المرأة على مرض زوجها وفقره، بعد</span> </span></span></span>الصحة والغنى، فتقف بجواره وتلازمه في محنته، وتشدُّ من أزره وتؤانسه،</span> </span></span></span>وتملأ قلبه أملا ورجاء في الفرج القريب والشفاء المرتقب، والفجر الباسم،</span> </span></span></span>والمجد القادم</span> </span></span>.

</span>ومن هذا الطراز الفريد من النساء نجد امرأة أيوب عليه السلام، التي واجهت</span> </span></span></span>مع زوجها عليه السلام أعاصير المحن ورياح الفتن بصبر وثبات، ولقد سجلت</span> </span></span></span>السنةُ النبويةُ المشرَّفةُ تلك الصفحاتِ المشرقةَ في خضمِ المحنةِ التي</span> </span></span></span>أَلـمَّت بها وبزوجها</span> </span></span>:

</span>فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن</span> </span></span></span>أيوبَ نبيَّ اللهِ عليه السلام لَبِثَ في بلائه ثمانيَ عشرةَ سنةً،</span> </span></span></span>فَرَفَضَهُ القريبُ والبعيدُ، إلا رجلينِ مِنْ إخوانِهِ كانا من أخصِّ</span> </span></span></span>إخوانِهِ، كانا يغدوانِ إليه ويروحانِ، فقال أحدُهما لصاحِِبِهِ: تعلمُ،</span> </span></span></span>واللهِ لقد أذنبَ أيوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمينَ ! قال له صاحبه</span> </span></span>: </span>وما ذاك؟ قال : منذ ثمانِ عشرة سنة لم يرحمْه الله فيكشفْ ما به ؟ فلما</span> </span></span></span>راح إليه لم يصبرِ الرجلُ حتى ذَكَرَ ذلك له، فقال أيوبُ: لا أدري ما</span> </span></span></span>تقولُ، غير أن اللهَ يعلمُ أني كنت أمُرُّ على الرجلينِ يتنازعانِ،</span> </span></span></span>فيذكرانِ الله، فأرجعُ إلى بيتي فَأُكَفِّرُ عنهما ؛ كراهيةَ أن يُذْكَرَ</span> </span></span></span>اللهُ إلا في حقٍ. قال : وكان يخرجُ إلى حاجتِهِ، فإذا قضى حاجتَهُ، أمسكت</span> </span></span></span>امرأتُهُ بيدِهِ، فلما كان ذاتَ يوم، أبطأ عليها فأوحى اللهُ إلى أيوبَ</span> </span></span></span>عليه السلام في مكانه: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ</span> </span></span></span>وَشَرَابٌ} (سورة ص : 42) فاستبطأتْهُ فبلغَتْهُ، فأقبَلَ عليها، قد أذهب</span> </span></span></span>اللهُ ما به من البلاء فهو أحسنُ ما كان، فلما رأته قالت: أيْ بارك الله</span> </span></span></span>فيكَ، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المبتلى، والله ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ</span> </span></span></span>بهِ منكَ إذْ كان صحيحًا ! قال : فإني أنا هو، وكان له أندَرَان : أَنْدَر</span> </span></span></span>للقمح، وأندَر للشعير، فَبَعَثَ اللهُ سحابتينِ، فلما كانت إحداهما على</span> </span></span></span>أندَرِ القمحِ، أفرغت فيه الذهبَ حتى فاضتْ، وأفرغتْ الأخرى على أندَر</span> </span></span></span>الشعيرِ الوَرِقِ حتى فاضتْ }</span>

</span>قال تعالى {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي</span> </span></span></span>مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا</span> </span></span></span>مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم</span> </span></span></span>مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ</span> </span></span></span>بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ</span> </span></span></span>صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (سورة ص</span> </span></span>.(

</span>لقد كان ضرب عليه السلام أروع الأمثلة في الصبر واليقين وكذلك كانت زوجتُه</span> </span></span></span>رضي الله عنها رمزًا للوفاءِ ونهرا يتدفقُ بالعطاء وينبوعًا ينسابُ</span> </span></span></span>بالحنانِ، ولقدْ قدَّر الله عز وجل لها وفاءها وصبرها، فرخص لزوجها أيوب</span> </span></span></span>عليه السلام وكان قد حلف إن شفاه الله أن يضربها؛ قيل: لأنها تعجلت شفاءه</span> </span></span></span>فطلبت منه الدعاء، وإنما فعلت ذلك إشفاقا عليه، وكان عليه السلام يستحيي</span> </span></span></span>أن يتعجَّلَ العافيةَ إلى أن لبث في بلائه ثماني عشرة سنة، فغضب عليه</span> </span></span></span>السلام منها وأقسم أن يضربها، لكنه ندم على ذلك، وتمنى لو جعل الله له</span> </span></span></span>مخرجا من هذا اليمينِ حين يمنُّ عليه بالشفاء، فرخَّص اللهُ له أن يضربها</span> </span></span></span>ضربةً واحدةً غير مؤلمة بحزمة من العيدان برًّا بقسمِهِ مع الوفاء بتلك</span> </span></span></span>الزوجة التقية الوفية، التي شاركته محنتَه، وقاسمته السراءَ والضراءَ حين</span> </span></span></span>تخلى عنه المقربون وملَّه الأصدقاء، لكنها الشدائدُ التي تكشف عن معادنِ</span> </span></span></span>النفوسِ، وتَبِينُ عما في الصدورِ، وصدق من قال</span> </span></span>:

</span>جزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ</span> </span></span></span>عرفتُ بها العدوَّ منَ الصديقِ</span>

</span>وزوجةُ المرءِ خِلٌّ يُستعانُ بِهِ</span> </span></span></span>على الليالي ونورٌ في دياجِِيها</span>

</span>مَسْلاةُ فِكْرَتِهِ إِنْ باتَ في كَدَرٍ</span> </span></span></span>مدَّتْ إليه تُواسِـيهِ أيادِيها</span>

</span>وتأمل في هذه اللفتة التي تدلُّ على بلاغة المرأة وأدبها وتوقيرها لزوجها</span> </span></span></span>وهي تسأل عنه حين تأخر عنها فسالت عنه سؤال اللبيبةِ الأديبةِ</span> </span></span>: "</span> فاستبطأتْهُ فبلغَتْهُ، فأقبَلَ عليها، قد أذهب اللهُ ما به من البلاء</span> </span></span></span>فهو أحسنُ ما كان، فلما رأته قالت: أيْ بارك الله فيكَ، هل رأيتَ نبيَّ</span> </span></span></span>اللهِ هذا المبتلى، والله ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ بهِ منكَ إذْ كان</span> </span></span></span>صحيحًا! قال: فإني أنا هو</span> </span></span>".

</span>يا لها من لحظةٍ من أسعدِ اللحظاتِ: حين يعودُ إليها زوجُها سليما معافى،</span> </span></span></span>فيأخذُ بيدِها، ويبشرُها برضا الله عنها ورحمتِه ولطفِهِ بها، ويعود</span> </span></span></span>السعدُ والأنسُ من جديد ويصدحُ طيرُ الحبِّ بالتغريدِ</span> </span></span>...

</span>
كلما اتذكر ان الطائرات التي تقصف السوريين سورية وقادتها سوريون بؤوامر سورية كرهت عروبتي واكاد انسلخ عن كل ما هو عربي