دراسة تبعث الأمل في الوصول لعلاج لأمراض الميتوكوندريا
17-07-2015, 07:44 PM
جيمس غالاغر
محرر لشؤون الصحة



الميتوكوندريا هي هياكل صغيرة تحول الطعام إلى طاقة قابلة للاستعمال للجسم

قال علماء أمريكيون إنهم اتخذوا الخطوة الأولى نحو علاج المرضى الذين ولدوا وهم يعانون من امراض وراثية تتعلق بخلل في الميتوكوندريا (وهي الاجزاء المسؤولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا).
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر"، أنه يمكن إنتاج خلايا سليمة في المختبر من الأشخاص الذين يعانون من المرض.
وأشار الفريق البحثي إلى أن العلاجات المستقبلية يمكن أن تستخدم الأنسجة السليمة لعلاج القلب والأعضاء المتضررة الأخرى.
وقال خبراء إن الدراسة مثيرة و"أعدت بشكل رائع"، لكنهم حذروا من أنه لا يزال هناك مزيد من العمل ينبغي القيام به في المستقبل.
ويعاني طفل من بين كل 6500 طفل من اعراض شديدة لامراض الميتوكوندريا، الذي يؤدي إلى فقدان الطاقة وضعف العضلات والعمى وقصور في القلب، وحتى الموت.
وتنتقل أمراض الميتوكوندريا فقط عن طريق الأم لجنينها. وخلال العام الجاري اتخذت المملكة المتحدة قرارا تاريخيا يسمح بتخليق "أطفال من ثلاثة أشخاص" بهدف الوقاية من أمراض الميتوكوندريا القاتلة.
ومع ذلك، لن يساعد هذا الإجراء أي شخص يعاني من هذا المرض حاليا.
نعجة مستنسخة
استخدم فريق البحث، وهو من جامعة أوريغون للصحة والعلوم، اثنين من التقنيات لإنتاج عينات أنسجة سليمة من المصابين بالمرض.
تعتمد التقنية الأولى على حقيقة أنه من بين مئات الميتوكوندريا في كل خلية، هناك خليط من الخلايا السليمة والمعيبة.
وتمكن العلماء، عن طريق أخذ وتنمية عينات متعددة من خلايا الجلد، من إيجاد مجموعة من الخلايا بها ما يترواح بين صفر بالمئة ومئة بالمئة من الميتوكوندريا السليمة.
أما الطريقة الثانية فتشمل نفس التقنية المستخدمة لإنتاج أول حيوان مستنسخ - النعجة دوللي.
ويتم وضع المعلومات الجينية الأساسية – النواة – داخل بويضة امرأة سليمة، ثم تستخدم الكهرباء لحث البويضة على التطور إلى جنين سليم.
ونجحت الطريقتان في إنتاج خلايا جذعية - نوع من الخلايا التي يمكن أن تتحول إلى أي نوع آخر – وهو ما يعد تقدما رائعا في مجال الطب.
"علاج في الأفق"
وقال شوكرات ميتاليبوف، أحد الباحثين في الدراسة، لبي بي سي: "هناك طريق طويل يجب أن نقطعه – الأمر يشبه ما يحدث في الطب التجديدي."
وأضاف: "هناك أبحاث كثيرة في تحويل الخلايا الجذعية إلى نوع النسيج المطلوب. وبعد ذلك تكون الخطوة التالية هي حصد هذه الخلايا ونقلها إلى المريض، للتأكد من أنها قد زرعت ودمجت مع الجسم وتؤدي وظيفتها بشكل جيد."
هذا هو التحدي الكبير، لكن ميتاليبوف يقول: "اليوم يمكننا القول إن هناك علاج في الأفق".
وقال روبين لوفيل بادج، من معهد فرانسيس كريك، إن البحث "مثير للاهتمام ومهم"، لكنه حذر من أن هناك تحديات في تسخير هذا النهج كعلاج. وأضاف: "تكمن المشكلة هنا في ابتكار أساليب قادرة على أن تحل محل الخلايا داخل المريض."
وأردف: "قد يكون هذا ممكنا للعضلات، حيث توجد خلايا جذعية مسؤولة عن تجدد الخلية داخل الأنسجة، لكن سيكون الأمر صعبا للغاية بالنسبة لخلايا القلب والمخ، إذ يكون تجديد الخلية بطيء للغاية أو غير موجود أساسا."
وقال دارين غريفين، من جامعة كينت: "من الواضح أن هذا الدراسة مثيرة للغاية وقد تمهد الطريق للوصول لعلاج ممكن لاضطرابات الميتوكوندريا."
وأضاف: "ومع ذلك، سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يمكن تطبيق ذلك سريريا".