لنستثمر منجزات الإضراب ، قبل انقسام الصفوف
29-11-2009, 06:53 PM
لاشك أن أقوى إضراب عرفه قطاع التربية ، هو هذا الإضراب التاريخي الذي دخل فيه كل معلمي وأساتذة المراحل التعليمية الثلاث : الإبتدائي ـ المتوسط ـ الثانوي ، بكل عزم على تحقيق كل المطالب المشروعة ، والذي شل النشاط التربوي والتعلمي في معظم المؤسسات التربوية عبر كامل التراب الوطني ، وهذا ـ بدون شك ـ يعود إلى تلك الهبة الجماعية الموحدة ، وإلى تلك الوقفة القوية والصامدة التي وقفها أهل التعليم في (الأقسام) بالرغم من كل طرق التهديد ووسائل تكسير الإضراب ، التي لجأت إليها بعض الإدارات على مستوى بعض المؤسسات التربوية هنا وهناك .
وبفضل هذه الوحدة الصامدة ، نستطيع القول بأن الإضراب قد حقق أهدافه المعلنة والمعروفة للجميع ، والمتمثلة وفي المطالب الثلاثة الأساسية : ملف التعوضات بأثر رجعي ـ ملف الخدمات الإجتماعية ـ ملف طب العمل .
والكل يعلم أيضا أن الجهة الوصية ، قد التزمت وتعهدت ، بل وأمضى وزير التربية نفسه على محضر الإتفاق المبرم مع النقابات المستقلة الممثـلة للقواعد المضربة .
إن إلزام المسؤول الأول عن القطاع بالنزول إلى طاولة المفاوضات ، وتراجع الوزير الأول عن تعليمته المشؤومة ، وتعهدهما معا بتحقيق كل المطالب المرفوعة المشروعة ، وفي آجال محددة أقصاها 31/ 12/ 2009 ، يعد إنجازا كبيرا للمضربين ، ولذلك نرى بأنه لابد من إستثمار نتائج هذا الإضراب على الميدان ، وأهمها ـ في نظرنا ـ على الإطلاق : وحدة الصف بين الأطوار الثلاث ، مادام في الإتحاد قوة .
ولكن هذا الإتحاد إذا كان فعلا قد بقي صامدا ومتماسكا طيلة الثلاثة أسابيع الماضية ، فأنه قد بدأ يتزعزع ويتفكك إبتداء من اليوم الأول من الأسبوع الرابع ، بعد أن أعلنت بعض النقابات المستقلة المضربة توقيف الإضراب والعودة إلى العمل، اليوم الأحد 29/11/2009 وبقيت بعض النقابات الأخرى مواصلة للأضراب ؟
إن ما لاحظته اليوم على مستوى الولاية التي أنتمي إليها والمدينة التي أقيم بها ، هو رجوع الكثير من المضربين إلى العمل ، وخاصة على مستوى الطورين : الإبتدائي والمتوسط ، وهذا يعني أن أهم إنجاز حققه هذا الإضراب التاريخي(توحيد الصفوف) قد بدأ يتلاشى ، وهذا ما لانتمناه ، لأن التجارب علمتنا أن في الوحدة قوة وفي التشتت ضعف ، وأن ديننا الحنيف قد حذرنا من الفرقة والتنازع في قول الحق تبارك وتعالى :’’ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ‘‘...
وباللـه التوفيق .