موت مشماشة
06-04-2017, 07:52 PM
مشماشة قطة لطيفة بين الأصفر والأبيض لها عين زرقاء و أخرى خضراء، دخلت بيتنا لاجئة تبحث ملجا فتبناها الأطفال وأطلقوا عليها الإسم بسبب لون شعرها الذي يميل الى لون ثمار المشمش،تحب الاستئناس بالعائلة وبها ميزة البشر فهي لا تبيت بالبيت ولا تلمس طعام البيت الا اذا أعطيناها ، كبرت مع الأولاد فاحبوها وأحببناها لأجلهم في الأول ثم أحببناها للأوصاف التي ذكرناها سابقا، لكن قضاء الله قدر ان تموت مشماشة وهي تضع صغارها ، وجدناها ذات صباح في دمائها وشعرها الجميل ملطخ بالدم والتراب بعينين ذابلتين تصارع من اجل البقاء ، دعوت الأولاد ليحضروا فأصابهم الذهول وبقوا يحاولون إطعامها و إعطاءها الماء في جو كئيب و حزين زاده حزن الأولاد كأنها واحد منهم كذلك كان إحساسي أنا لقد احببتها بصدق وليس من أجل الأولاد ، بقيت على هذا الحال تصارع وتتألم الى ان بسطت رجليها ثم عم السكون ، قلت لهم معزيا مشماشة لم تعد بيننا لقد ماتت فانهمر الأولاد بالبكاء ثم لفوها في قطعة قماش نظيفة على أمل أنها لم تمت بل فقدت الوعي كما يشاهدون في الأفلام ، لم أشأ ان أنهرهم فهم في حزن شديد، فقلت لهم ضعوها لدفء الشمس لمدة ساعة فإن لم تتحرك فإنها ماتت .
رجع لهم بعض الأمل ، ابتعدت عنهم لبعض الأشغال واستطلع أمرهم بين اللحظة واللحظة ، جاءني ابني البكر العين دامعة والوجه حزين تهزه الرجفة، ابي انها لم تتحرك وهو ينتظر كلمتي الأخيرة فقلت له انتهت لن تتحرك ابدا.
سمع أبناء الجيران من اصدقاء أولادي بالخبر فجاءوا معزين متضامنين، وضعوا مشماشة في صندوق كرتون لائق ملفوفة في قماش وساروا بها في موكب جنائزي مهيب ، حامل مشماشة متصدرا الصف والآخرون وراءه في صمت وهدوء ليواروا مشماشة مثواها الأخير على طريقة البشر ، توجهوا بها الى أقصى الحديقة وحفروا لها قبرا لائقا دفنوها و وضعوا جهة راسها شاهدا ، ثم عاد ابني الى أمه وسألها ببراءة الأطفال: أمي هل نقرأ عليها الفاتحة؟ فقالت له يا ولدي انها حيوان ادفنها فقط. ،فعاد بالفتوى الى أصدقائه المشيعين فأضافوا عليها سياجا حتى لا يحفر عليها الكلاب وتفرقوا مكلومين وكان موت مشماشة حديثهم لأيام ، وبصدق لم نصادف قطة مثلها لقد كبرت مع الأولاد وأحببناها نحن الكبار،
لقد كان موتها حزينا كئيبا ومأساويا ، لكن طريقة تشييعها ودفنها كانت مميزة وفريدة تفرد مشماشة في جمالها ونظافة شعرها وسلوكها ، مشماشة أنت محظوظة لما أحبتك البراءة ودفنتك البراءة في موكب لم يحظ به بعض البشر.
رجع لهم بعض الأمل ، ابتعدت عنهم لبعض الأشغال واستطلع أمرهم بين اللحظة واللحظة ، جاءني ابني البكر العين دامعة والوجه حزين تهزه الرجفة، ابي انها لم تتحرك وهو ينتظر كلمتي الأخيرة فقلت له انتهت لن تتحرك ابدا.
سمع أبناء الجيران من اصدقاء أولادي بالخبر فجاءوا معزين متضامنين، وضعوا مشماشة في صندوق كرتون لائق ملفوفة في قماش وساروا بها في موكب جنائزي مهيب ، حامل مشماشة متصدرا الصف والآخرون وراءه في صمت وهدوء ليواروا مشماشة مثواها الأخير على طريقة البشر ، توجهوا بها الى أقصى الحديقة وحفروا لها قبرا لائقا دفنوها و وضعوا جهة راسها شاهدا ، ثم عاد ابني الى أمه وسألها ببراءة الأطفال: أمي هل نقرأ عليها الفاتحة؟ فقالت له يا ولدي انها حيوان ادفنها فقط. ،فعاد بالفتوى الى أصدقائه المشيعين فأضافوا عليها سياجا حتى لا يحفر عليها الكلاب وتفرقوا مكلومين وكان موت مشماشة حديثهم لأيام ، وبصدق لم نصادف قطة مثلها لقد كبرت مع الأولاد وأحببناها نحن الكبار،
لقد كان موتها حزينا كئيبا ومأساويا ، لكن طريقة تشييعها ودفنها كانت مميزة وفريدة تفرد مشماشة في جمالها ونظافة شعرها وسلوكها ، مشماشة أنت محظوظة لما أحبتك البراءة ودفنتك البراءة في موكب لم يحظ به بعض البشر.
