لساني يداعب براعم الحروف والكلمات !!
26-08-2019, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم















لساني يداعب براعم الحروف والكلمات !!
قال : كيف أكرر القول للمرة الثانية وأقول ( أنا أحبك ) ؟؟ .. فأي حب ذلك الحب الذي ينساب بذخاُ وبخساُ ورخصاُ ؟!.. وليس ذلك الحب الذي يتعاظم ندرة كالألماس ثم يجتاز الدروب عزاُ ومقاماُ .. وأية تغريدة يرددها بلبل متواضع كالسكارى في مواسم الحيرة والحيارى ؟! .. تهبط القيم والمقامات إذا توسعت إسرافا وابتذالاُ .. والأمطار في غير موسمها قد تحدث العلل ولا تحدث البلل .. وحينها قد تنزلق الحقائق عن جادة الصواب لتكون مظهراُ من مظاهر التملق والنفاق !.. فلما لا نكتفي بثبات يرسخ الأحاسيس والمشاعر ؟؟ . حتى لا يحتمل الأمر قدراُ من التشكك والتردد في المقاصد والنوايا ؟؟ .. وذاك ثبات يماثل ثبات القمر الذي ينفي تواجد الند بالجوار .. والأقمار لا ترتقي إلى العلا بكثرة الترديد والمدح والثناء .. إنما تكتفي بسمات ونعوت تعني أصالة الأقمار .. ونحن قد تطابقت فينا تلك القلوب حباُ وصدقاُ وتوافقت بدقة متناهية تماثل دقة ميزان الذهب في العيار .. فأي عقل يضع الشك في قياسات مقدسة لا تقبل المساس بفرية الإعادة والتكرار ؟؟ .. وأي عاقل ينزع قلباُ من أحضان قلب بحجة البث والانتشار ؟؟. ولا تكون المودة صادقة إذا تعمدت النفوس أن توجد علامات بالأثر والانحصار !.. فذاك محب قاتل يقتل الحب ويحدث جرحاُ في القلب لا يندمل لمرارة الانكسار .. وقد لا تقام عروة الود بين القلوب بعد ذلك مهما يصطاد صائد في بحار الأسرار .. والبعض يرى أن الإكثار من توابل الألفاظ قد يحسن البين وتجمل الصورة داخل الإطار .. فرية قد لا تلتقي إلا بأمزجة هؤلاء الصانعين لأقنعة الدثار .. وفي المحصلة فإن جسور البين قد انهارت ولا تفيدها الدموع حتى ولو تدفقت بمقدار الشلال والأنهار .. وقــد توقف العبقري عن العزف حين تمزق خيط من خيوط الأوتار .. وتلك علة أوقفت عذوبة الألحان عند الفجر والأسحار .. وبعدها رحل الصادح آسفاُ وهو يفتقد علامة الصبر والانتظار .. ولم يقل ( وداعاُ ) عند الرحيل بل قالت العيون بحذر وهي تخشى مغبة الانشطار .. فقد لا يكون لقاء بعد ذلك وتلك اللحظة قد تمثل نهاية المشوار .

ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد