"الشروق" تكشف فضيحة تاريخية توثيقية /صورة منسوبة إلى ثلاثة ثوريين بمنطقة الأوراس تثير الجدل
30-11-2015, 12:26 AM

صالح سعودي
تسببت صورة، منسوبة إلى عدة وجوه ثورية، الكثير من الجدل في باتنة. حدث ذلك بعدما تم استخدامها على نطاق رسمي وشبه رسمي، وتم نسبها إلى 3 أبطال (شهيدان ومجاهد) أبلوا البلاء الحسن خلال الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى. وهو ما جعل الكثير يتساءل عن الطرف الذي له الأحقية في هذه الصورة "اللغز".
وفي سياق البحث عن حقيقة الأمر، أشارت بعض المصادر لـ "الشروق"، أن الصورة للشهيد البطل حسين برحايل، الذي يعد من جماعة الخارجين عن القانون الفرنسي منذ منتصف الأربعينيات، كما يعد من الرعيل الأول الذي واكب ثورة الفاتح نوفمبر.

ومن الجوانب التي ترجح هذه الفرضية، حسب بعض المصادر، هو تداولها على نطاق واسع في الكتب التاريخية الصادرة عن وزارة المجاهدين، ومديرية المجاهدين لولايتي باتنة وبسكرة، إضافة إلى الكتاب الذي ألفه المجاهد بلقاسم برحايل حول سيرة ومسيرة فاتح الصحراء وأحد ركائز متمردي الشرف قبل الثورة (استشهد يوم 28 جويلية 1955)، إلا أن هذه الفرضية سرعان ما خلفت الكثير من التحفظات، حيث تلقت "الشروق" اتصالا من عدة أطراف تشكك في صحة انتسابها إلى الشهيد حسين برحايل .

وأكد لنا أحد أبناء المجاهد الراحل موسى رداح (من مواليد الفاتح نوفمبر 1928، وتوفي يوم 7 ديسمبر 1985)، أن الصورة لوالده، مشيرا إلى امتلاكه نسخة أصلية منها.

وقال إنها التقطت مع رفيقه في الجهاد الشهيد الصادق شبشوب، ولم يستبعد أن يعود تاريخها إلى شهر أكتوبر 1961 بنواحي نقاوس خلال اجتماع قادة المنطقة، وهي المناسبة التي استشهد فيها شبشوب (الملقب بـ "قوزير").

في المقابل، نفى المجاهد بلقاسم برحايل (صاحب كتاب الشهيد حسين برحايل) هذا الكلام، وأكد أن الصورة التقطت لحسين برحايل بمعية الصادق شبشوب في الحدود الجزائرية التونسية، مشيرا إلى العلاقة القوية التي تربط الشهيدين، سواء في فترة ما قبل الثورة في إطار جماعة الخارجين عن القانون الفرنسي، أم خلال فترة الثورة بمنطقتي الأوراس والصحراء.

وإذا كان الجدل بين عائلة موسى رداح والمقربين من الشهيد حسين برحايل قد تسبب في انتقادات متبادلة لم تخرج إلى العلن، إلا أن الصورة "اللغز" سرعان ما أخذت مسارا آخر.

وهو ما وقفت عليه "الشروق" يوم الأربعاء المنصرم، خلال إحياء ذكرى اجتماع لقرين ببلدية أولاد فاضل بباتنة الذي مهد لاندلاع الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس تحت قيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، حيث اكتشفنا نفس الصورة، لكن نسبت هذه المرة إلى الشهيد حجازي محمد زراري.

وهو الأمر الذي خلف الكثير من التساؤلات عن صاحبها الحقيقي، خاصة أنها نسبت إلى 3 أبطال معروفين بتضحياتهم الكبيرة خلال الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس.. اثنان منهما سقطا في ميدان الشرف (برحايل وحجازي) وآخر توفي منتصف الثمانينيات (موسى رداح). وهو ما جعل البعض يدعو إلى تحرك الجهات المعنية، لوضع حد لهذا اللبس الذي يسيء إلى الجانب التوثيقي لتاريخ الثورة بعاصمة الأوراس.