البخيلة في خصال الهيام والغرام !!
12-08-2021, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم








البخيلة في خصال الهيام والغرام !!
قال الشاعر العاشق : ( ما الحكمة في كونك بخيلة وأهلك ارابيك الندى والكرم ؟؟؟ ،، هل ذاك بخل لتجافي الوصال أم ذلك بخل من أجل التفاخر والدلال ؟؟ ) ،، ويبدو أن تلك الجميلة كانت تبخل ببسمات ثغرها الوضاح ،، وكانت تبخل بضحكاتها تلك التي تراقص الأشباح ،، وكانت تبخل باشراقات وجهها تلك التي تماثل أنوار الصباح ،، وكانت تبخل بطلعة قامتها تلك التي تكتسي بألوان الوشاح ،، وكانت تبخل بنظرات عينها تلك التي تكسي النفوس بالانشراح ،، ثم مضت السنوات تلو السنوات والسؤال قد ظل هائماَ في مهب الرياح ،، وقد أمسكت تلك العشيقة ولم تبح يوماَ بالإيضاح ،، وقد ظل ذلك السؤال قائماَ يواكب الأجيال تلو الأجيال ،، لغزاَ محيراَ يطرق أبواب النساء والرجال ،، وتلك اللوحة المبهمة قد واكبت أعمار الجميع حتى رحلوا عن ساحة الحياة ،، ذلك العاشق الشاعر قد رحل عن الحياة وهو مازال ينتظر الإجابة لسنوات وسنوات ،، وتلك العشيقة الجميلة قد رحلت عن الحياة وهي مازالت تحتفظ بأسرارها مدى العمر حتى الممات ،، وأهلها أرابيب الندى قد رحلوا عن الحياة ومازالوا يمارسون مناسك الجود في الساحات ،، وذلك السؤال دون الإجابات قد أصبح جدلاَ محيراَ يؤرق مضاجع العقلاء والجهلاء .

يا ذلك السائل الحائر لا تسأل عن الأسباب إذا كنت سائحاَ ودخيلاَ على أسواق العشاق لمجرد التجوال ،، فتلك الأسواق هي لأهلها المجانين الذين لا يفرقون بين الاستفهام والسؤال ،، وقد تعودوا طوال المدى والسنوات أن يبذلوا تلك الأسئلة دون أن يتوقعوا الأجوبة في الحال !! ، وسنة الإفراط بالأسئلة هي سنة شائعة في عوالم أهل الهيام والغرام ،، وأهل الحكمة والحكماء يقولون أن تلك السنة معهودة في عوالم العشاق والشعراء ،، حيث سنة الأسئلة دون تلك الأجوبة التي تشفي الغليل بترياق الغطاء ،، ويقولون كم وكم من تلك الأسئلة الحائرة التي تدور في الآفاق دون أجوبة تخرس الألسن عن التساؤلات ،، وهؤلاء العشاق لا ينتظرون الأجوبة حين يبادرون بالأسئلة من قبيل التعجب والاستنكار ،، وفي أعماقهم يدركون جيداَ بأن السماء لن تمطر في ديارهم مهما يبالغون في متاهات الأسئلة والحوار .

الكاتب والأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد