الحرارة "تقتل" رضيعا.. تحرق المحاصيل وتشلّ الحركة
14-06-2016, 11:59 PM

مراسلو "الشروق"

شهدت مختلف مناطق الوطن أمس موجة حر شديد، حيث تجاوز مؤشر الزئبق بولايات جنوبية 53 درجة مئوية، ما تسبب في نقل العشرات إلى المستشفيات نتيجة ضربات الشمسن وغيرها من تأثيرات التعرض للشمس والحر. كما شهدت ولاية تيارت فاجعة تمثلت في وفاة رضيع بضربة شمس.
توفي، أمس، رضيع في شهره الثامن عشر جراء تعرضه لضربة شمس، في قرية بريف بلدية عين الحديد بولاية تيارت.
ADVERTISEMENT
وقال مصدر مطلع إن أعراضا مرضية بدت على الرضيع فتم عرضه على الطبيب فتم تشخيصها بأنها علامات الإصابة بضربة شمس، لتبقى ظروف تعرض الضحية لذلك غامضة لدى المصدر.
كما لم تنزل درجة الحرارة، زوال أمس، في كامل ولايات الشرق الجزائري عن الأربعين، وهو ما شلّ الحركة بشكل شبه نهائي في غالبية شوارع المدن الكبرى، كما ارتفعت فاتورة خسائر الحرائق، التي زادت من رفع بارومتر الحرارة، حيث أحصت ولاية برج بوعريريج، إتلاف 7 هكتارات من القمح والشعير في كل من بلديات بليمور وبئر قاصد علي وسيدي مبارك، وارتفعت أمس حصيلة حرائق القمح الصلب في منطقة شلغوم العيد إلى قرابة 22 هكتارا، كما ساد الضجر نهار أمس في بلدية عين قشرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي أضر بسلعة التجار من لحوم وحليب ومشتقاته، وأدخل السكان في غضب لم يتحول إلى احتجاج بعد تدخل مصالح سونلغاز، وفي المقابل اشتكى المواطنون من نقص الخدمات بعد توقف الكثير من سيارات الأجرة عن العمل في قسنطينة بحجة الحرارة التي وصلت أربعين مئوية، كما عانى مواطنو تبسة وقالمة جراء حرارة بلغت في المدينتين أكثر من 42 درجة مئوية.

انقطاعات الكهرباء ضاعفت متاعب المواطنين
وفي الجنوب، تجتاح ولاية الوادي ومنذ يوم الأحد الماضي موجة حر، يرتقب أن تبلغ ذروتها اليوم الأربعاء، أين تتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن تصل درجة الحرارة إلى 48 درجة في الظل، وتشهد عاصمة الولاية بالإضافة إلى المدن والقرى التابعة لها حالة من حظر التجوال غير المعلن، بداية من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود السابعة مساء أي قبيل أذان المغرب بـ40 دقيقة، إذ تخلو الشوارع من المارة ومن المركبات إلا ما ندر منها. موجة الحر التي تتزامن مع الشهر الفضيل أثرت سلبا على التجار بسبب ضعف شدة التيار الكهربائي. وهو ما انعكس على عديد المواد الغذائية التي باتت غير صالحة للاستهلاك، كما تشهد مساجد الولاية إقبالا ضعيفا من المصلين على صلاة الظهر بشكل خاص. هذا وكشفت مصادر صحية عن تسجيل عشرات حالات الضربات بالشمس، بين الباعة في سوقي العصر والشط كونهم يعرضون سلعهم في العراء وتحت أشعة الشمس الحارقة.

53 درجة تحت الشمس!
وعلى غرار الوادي، سجلت أغلب ولايات الجنوب أمس، وكما كان متوقعا من طرف مصالح الرصد الجوي، التي أعلنت عن نشرية خاصة، درجات حرارة استثنائية، ببلوغها 46 إلى 49 درجة بأغلب ولايات الجنوب والجنوب الكبير. وكشف مواطنون وأصحاب مركبات عن تسجيل درجة حرارة تحت الشمس في حدود 53 درجة مئوية، ما جعل الحركة تتراجع إلى أدنى مستوياتها حتى في الساعات الأولى للنهار، بينما شهدت أغلب شوارع مدن إيليزي، ورقلة، أدرار، عين صالح، ما يشبه حظر التجوال بسبب قوة الأشعة والارتفاع الكبير للحرارة منذ الساعة الحادية عشرة، فبمدينة عين صالح، التي تعد المنطقة الأكثر حرارة في الجزائر، توقفت الحركة بصورة شبه كلية منذ الحادية عشرة، وزادت مخاوف المواطنين من ضربات الشمس، والإصابة بالجفاف الشديد، في حالة البقاء لفترة وجيزة تحت هذه الأجواء الحارة خصوصا مع شهر الصيام، وتشدّد العائلات في مثل هذه الأجواء، على مراقبة الأطفال وكبار السن، خوفا من التعرض لضربات الشمس، أو حالات الجفاف التي تكون عواقبها وخيمة، بينما تكون العائلات الفقيرة، التي لا تمتلك مكيفات هواء أكبر ضحايا هذه الأجواء الصعبة، وتأتي موجة الحر هذه، بعد تلك التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، التي تسببت في وفاة عامل بإحدى المؤسسات الناشطة في قطاع البترول بمنطقة ورقلة، وإسعاف آخر أصيب بغيبوبة بسبب تعرضهما لموجة الحر القاتلة.

المكيفات الهوائية والعباءة البيضاء لمواجهة الحر
تشهد عاصمة الساورة بشار ارتفاعا جدّ محسوس في درجة الحرارة ما فرض حظر التجوال على ساكني الولاية، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت حد 47 درجة مئوية.
وفي هذا قال الدكتور برباوي طبيب رئيسي بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إن درجة الحرارة تزامنت هذه السنة وشهر رمضان الكريم، أين تنقص كمية الماء من جسم الصائم وعليه يجب على المواطن تفادي التجوال كثيرا لأن ذلك سيسبب اضطرابات خاصة عند مرضى داء السكري مع الإكثار من شرب الماء بعد الإفطار حتى لا يجف جسم الصائم.
وتتحول مدينة بشار مع حلول الظهيرة إلى مدينة أشباح أين تغيب الحركة عبر شوارعها وأزقتها التي تكسر صمتها أصوات المكيفات الهوائية فالكل يهجر المدينة نحو البيوت خاصة أن الفترة الحالية وفي الأسبوع الأول من الشهر الفضيل عرفت ارتفاعا جد محسوس في درجة الحرارة ما جعل مديرية الشؤون الدينية وبالتشاور مع المجلس العلمي تقر جمع صلاتي الظهر والعصر معا أو ما يعرف بالإبراد بسبب عدم قدرة الصائمين على التنقل إلى المساجد مع الظهيرة.
ويشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بمنطقة الساورة يفرض وككل سنة على الرجال وحتى الشباب ارتداء العباءة البيضاء لتفادي الحر خاصة أن اللون الأبيض يقي جسم الإنسان من لفح درجة الحرارة ما جعل العباءة والشاش الأبيض سلاحهم لمواجهة حرارة الشمس في حالة خروجهم لقضاء الحوائج الضرورية.