تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > منتدى الأخبار العالمية > منتدى الاخبار العربية

> الطبقة الحاكمة في أمريكا: تأثير الأثرياء والنافذين في دولة ديمقراطية (4)

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
الطبقة الحاكمة في أمريكا: تأثير الأثرياء والنافذين في دولة ديمقراطية (4)
01-10-2020, 12:35 PM
الطبقة الحاكمة في أمريكا (4)
الفصل الأول: مأزق النُخب الحاكمة في أمريكا الثورية ص 35
غاري جاي. كورنبليث وجون إم. مورين
الصفحات من 35ـ 48 من الكتاب

أصبحت الثورة الأمريكية ساحة قتال بين قوتين كبيرتين ناشئتين: الحصرية (أي التي تنشد حصر السلطة داخل مجموعات بعينها) والمتنامية لدى النُخب الأمريكية؛ والمساواتية (أي: التي تطالب بالمساواة بين البشر) وتلك القوة انبثقت من (الطبقة الوسطى) بصفة خاصة.

في العام 1760، لم يكن هناك أي (أمريكا) أو (جنوب) أو (شمال). ونادراً ما كان مزارعو الرز في (كارولينا الجنوبية وجورجيا) يتفاعلون مع مزارعي التبغ في (فرجينيا وميريلاند). وفي كارولينا الشمالية، وهي المستعمرة الوحيدة التي تواجدت فيها كل هذه الثقافات، كانت النتيجة نزاعاً مريراً بين هذه الثقافات وليس هوية مشتركة بين المزارعين الذين يقتنون الرقيق.
وفي عام 1760، وبعد استيلاء الإمبراطورية البريطانية على مستعمرات فرنسا، تطلع المستعمرون بأمل الى مستقبل من السلام والازدهار، وابتهج العديد من المستوطنين بارتقاء ملكٍ جديد شاب العرش، هو (جورج الثالث)، وكان لآرائه في ما يتعلق بالفضيلة والتقوى صدى إيجابياً حاراً. وفي غضون خمسين عاماً وبشكل غير متوقع، دخل هؤلاء في نزاع يائس مع الجيش والأسطول البريطاني البحري نفسه الذي قادهم الى تحقيق الانتصار على فرنسا.

إضفاء الطابع الإنجليزي

منذ ثورة إنجلترا عامي (1688ـ 1689)، حققت الدولة البريطانية قدرة عسكرية لا مثيل لها في تاريخ شعوب جزرها. وكان الأسطول البحري الملكي الأقوى في العالم. وبالرغم من كون الجيش الإنجليزي أقل عدداً بكثير من جيش فرنسا، أو الإمبراطورية الهابسبورغية (النمسا والمجر اللتان كانتا متحدتان)، أو روسيا، أو حتى بروسيا (تأسست عام 1157 وانتهت عام 1918 من ألمانيا وبولندا سابقاً)، تمكن الأسطول الإنجليزي من القيام بالمهام الموكلة إليه في النزاعات الدائرة في أمريكا الشمالية والتي بدأت عام 1754 وامتدت الى الهند.

هذا الوضع وفر للمملكة المتحدة نظاماً مالياً كان الأقوى في العالم، وفرض الاحترام من الجميع.

خلال تلك الفترة ارتفع سكان المستعمرات الأمريكية الشمالية من 210 آلاف نسمة الى 1.6 مليون نسمة سنة 1690. وفي نفس السنة تم إهمال الموظفين الحكوميين وعدم اعتبارهم ذوي شأن معين، وحتى على صعيد حياتهم اليومية فلم يقم أحدهم إلا في منزلٍ متواضع، وكان العديد منهم يقوم بأعمالهم بأيديهم لضآلة رواتبهم وشأنهم. ولم يكن للمستعمرات موازنات، من هنا فإن المستعمرات الإنجليزية تخلفت عن غيرها من المستعمرات (الفرنسية والإسبانية مثلاً).
وبالمقارنة بين مستعمرات إنجلترا وإنجلترا نفسها، فقد كان في بريطانيا 1% ممن يحتلون المراتب الأولى في الثراء يتحكمون بحوالي 45% من ثروة المملكة المتحدة، و10% منهم يتحكمون ب 82% من الثروة. في حين كان 1% من أثرياء المستعمرات يتحكمون ب 13% من ثرواتها، و10% منهم يتحكمون ب 51% من الثروة.

عَمَّ التشابه في الحياة داخل المستعمرات الإنجليزية في أمريكا، مع الحياة في بريطانيا، فاستعار سكان المستعمرات أنماط الاستهلاك والسلوك الاجتماعي، وحتى السياسي، فانبثقت كُتل معارضة، تحذر من عدم القدرة على السيطرة على الفساد، ودخلت مصطلحات جديدة لحياة السكان السياسية هناك، فظهر ما يسمى بالنظام الجمهوري بين عامي 1700 و 1740. ثم ظهرت هواجس من كبت الحريات، كما ظهر تصميم للتراتب الطبقي والاجتماعي الخ.

الثورة

اعتقدت عائلات النُخب في أمريكا الشمالية أنها كانت تخدم الشعب، مستمدةً الكثير من شرعيتها من السلطة الملكية (البريطانية طبعاً). وفي المستعمرات الملكية، منحت المناصب العامّة ألقاباً للأشخاص الذين تولّوها. ف (سعادته) و (محترم) مستمدة من الملك، المصدر الأول والأخير للامتيازات والمقامات العامة في أنحاء الإمبراطورية كافة.
إن أي اعتراض على السياسة البريطانية قد يكلّف قائداً استعمارياً أي فرصة أخرى للتمتع بالرعاية الملكية. ومن جهة ثانية، قد يؤدي القبول الكامل للمطالب الملكية الى إثارة غضب الجماهير. وبين عامي 1763 و 1776، كان كل مسئول عام مجبر على الاختيار في ما بين هذه البدائل الكريهة. وغالباً ما كان أولئك الذين باتوا مخلصين للملك مجبرين على التخلي عن مناصبهم ومعرّضين للنفي. أما الذين باتوا وطنيين فقد كان عليهم الاحتكام للشعب في ما يتعلق بنوعية الشرعية الصادرة عن الملك، آملين في أن تسمح لهم ثروتهم الخاصة وموقعهم الاجتماعي بالاستمرار باحترام الناس.
لقد أدى توسع المستعمرات البريطانية في أمريكا بعد هزيمة فرنسا في (لويزيانا) وغيرها من المستعمرات الفرنسية، وضمها الى الممتلكات البريطانية، الى دعم الجيش التابع الى الحكومة البريطانية والذي كان مكوناً من 10 آلاف فرد، بالإضافة الى تدني رواتب الموظفين الحكوميين، لقد أدى كل ذلك لابتكار قانون (الختم) الذي يُعتبر المُحرك المباشر للثورة الأمريكية.

وقانون الختم هذا، سنه البرلمان الإنجليزي ووافق عليه مجلس اللوردات، بفرض ضرائب على الأمريكيين، من كل أصنافهم، مزارعين، صناعيين، تجار، محامين، أطباء، الخ. وكان ذلك في عام 1764، على أن يُطبق في 1/11/1765، وقد بوشر في إنشاء دائرة لتوزيع الأختام، ودوائر فرعية في الولايات، وتسمية الأشخاص الموالين للتاج البريطاني لتوزيع الأختام عليهم.
لقد استفز هذا القانون الشعب بطبقاته الوسطى والأدنى، وقام الناس بحركات احتجاج واسعة، تظهر رفضهم القطعي لهذا القانون، ففي 14/8/1765 بمظاهرة قادها (إبنيزر ماكينتوش) وهو صانع أحذية، وتوجهوا الى مبنى جديد، أشيع أنه سيكون (مبنى) الختم، وقاموا بهدمه. وهاجموا بيوت موزعي الأختام في المقاطعات، وقبل موعد تطبيق القانون بأيام، لم يكن هناك أي شخص مستعد للقبول بتلك المهمة، في 12 ولاية (وكانت الولايات 13) إلا جورجيا التي ما لبثت أن انضمت لباقي الولايات.

كان بإمكان العنف تحقيق نتائج مثيرة، ولكن كان بإمكانه أيضاً الخروج عن نطاق السيطرة. ففي 26/8/1765، قامت جماهير (ماكينتوش) بهدم قصر نائب الحاكم ورئيس المحكمة العليا في (بوسطن) (توماس هانشينسن)، اعتقاداً منهم أنه أحد واضعي قانون (الختم).

وقد لوحظ في المظاهرات المدمرة التي انتقلت عدواها من بلدة الى أخرى، أن البيض الذين كانوا يرفعون شعار (الحرية) في مظاهراتهم، يلتقوا في الشوارع مع مظاهرات للعبيد منادين بالحرية!

تم إلغاء القانون قبل موعد تطبيقه، ولكن المظاهرات وأعمال الشغب لم تتوقف، فتشكلت نواة للجيش الأمريكي، وانهارت السلطات الملكية البريطانية عملياً، وكان الثوار ينفذون حكم الإعدام بمن يتيقنوا أنه يسرب معلومات تجمع الجنود الثوار، فاستقال كل حكام الولايات التابعة للتاج البريطاني.

تشكلت مجموعات إدارية شعبية في كل بلدة ومدينة ومقاطعة مكونة من الطبقة الوسطى لإدارة الثورة، وتمهد للإستقلال، إلا في خمس مستعمرات (نيويورك الى ميريلاند) التي كانت تمانع في الانفصال عن الإمبراطورية البريطانية.
كانت الخصومات الطبقية خافتة، باستثناء ما كان يتعلق بالموالين الأثرياء للتاج البريطاني. وخلق المؤتمر الأول للمستعمرات التي تشكلت منها الولايات المتحدة في ما بعد، والذي عقد في (فيلاديلفيا) خريف عام 1774 (الاتحاد) وهي لجان انتخابية على المستوى المحلي كُلفت مهام فرض عقوبات وتأديب لمن يرفض الثورة.
كل تلك الأجواء صنعت مبررات لحرب ثورية ووضع الدستور فيما بعد.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: الطبقة الحاكمة في أمريكا: تأثير الأثرياء والنافذين في دولة ديمقراطية (4)
08-10-2020, 01:06 PM
الدستور: من الثورة المُضَّادة الى الثورة

الصفحات من 48ـ 64 من الكتاب

قبل أن نبدأ بتلخيص ما جاء في هذا الباب، سيكون من الجدير التذكير بأنه كان هناك مجموعتان مؤثرتان في تشكيل مستقبل أمريكا: المجموعة الأولى وهي (الكوزموبوليتانية) وهي مجموعة جذبتها أطماعها وأحلامها لتقيم في أمريكا، أو أنها كانت من أجيال الموظفين الذين كانوا يتولوا إدارة المستعمرات البريطانية ومنها أمريكا. والثانية: هي السكان الأصليين، ولا نعني السكان ذوي الأصول الهندية، بل من وُلدوا هم وآباؤهم وربما أجدادهم في الولايات المتحدة.

اكتشفت المجموعتان أن الشجار فيما بينها سيقوض وحدة المجتمع ويبدد أحلامه في الاستقرار والنهوض، فكان لا بُد من التفكير في دستورٍ يُنظم شكل الحياة السياسية المستقبلية في تلك البلاد.

اجتمع خمسٌ وخمسون في فيلادلفيا( بين شهري أيار/مايو و أيلول سبتمبر 1787) كان ثلثاهم من الأثرياء، وثلاثة أخماسهم تحدروا من عائلات أرستقراطية، وكان مُعظم هؤلاء من أعضاء الكونجرس، وكان ثلاثة منهم جنرالات في الجيش الذي نشأ إبان حرب الاستقلال ومنهم (جورج واشنطن).

أهم النقاط التي أثيرت في وضع الدستور

1ـ كانت الولايات التي دخلت في مناقشات الدستور 13 ولاية، هي: بنسلفانيا؛ وجورجيا؛ و كونيتيكت؛ وديلاوير (ثاني أصغر ولاية مساحة)؛ وماساتشوسيتس؛ وميريلاند؛ وفرجينيا؛ و نيوهامشاير؛ ونورث كارولينا؛ وساوث كارولينا؛ ونيويورك؛ و رودآيلاند (أصغر ولاية مساحة)؛ ونيوجيرسي.

2ـ كان لتلك الولايات مجالس تشريعية، مكونة من مجلسين (نواب وشيوخ) عدا بنسلفانيا وجورجيا حيث كان لها مجلس واحد. وكانت أعداد أعضاء المجالس في الولايات مختلفة فمنها ما يصل الى مائتين (بنسلفانيا) ومنها أقل من مائة.

3ـ تم الاتفاق على أن يكون هناك مجلس تشريعي أولي، واحد مكون من 65 عضواً.

4ـ أعطى المجتمعون بعد إحصاء السكان، لكل 13 ألف ناخب عضواً واحداً. في حين أعطي الرقيق ثلاثة أخماس الصوت للواحد! يعني إذا كان عدد الرقيق في ولاية خمسون ألفاً، فإنهم يحسبون وكأنهم ثلاثين ألف.

5ـ ظهرت أصوات تحذر من الإفراط في الديمقراطية، لأن ذلك يخلق مجتمعاً يسوده الأشرار، فدهماء الشعب من السهل تضليلها أو شراء ذممها.

6ـ اتفق الجميع على أنه إذا وافقت تسعة ولايات من أصل ثلاث عشرة، فإن الاتحاد سيكون ملزماً، حتى للولايات الأربع التي لم توافق عليه.

وافقت إحدى عشر ولاية عدا اثنتان منهما نيويورك. لم يكن الذين وقعوا تلك الوثيقة والذين أعلنوا الاتحاد واثقين من عدم انفراطه مبكراً، وأصبح يُطلق عليهم بعد ذلك التاريخ (الفيدراليون).

الرؤية الفدرالية وانقسام النخبة

نشد الفيدراليون والجمهوريون خلق ولايات متحدة قوية وثرية قادرة على التنافس بنجاح على الصعيد العالمي في مواجهة قوى جبارة أخرى. لكنهما مع ذلك كانا ينظران الى مسودة القانون الاتحادي باعتبارها خاطئة في المسائل السياسية وبذرة تخريب للمؤسسة الجمهورية بأكملها.

وقد ظهرت رافعتان فلسفيتان تتبنى أولاهما النموذج الإنجليزي، والثانية تريد الابتعاد عنه. كان يقود التبشير بالنموذج الإنجليزي (الكسندر هاملتون1755ـ 1804) والذي يُطلق عليه فيلسوف تأسيس الولايات المتحدة، وهو شاب محامي ولد من أمٍ غير شرعية. أصبح المستشار الخاص لجورج واشنطن، ثم أصبح في عهده وزيراً للخزانة.

والتيار الآخر، قاده (جيفرسون1743ـ1826) و (ماديسون1751ـ 1836) وكلاهما أصبح رئيساً للولايات المتحدة. وهما من أسسا الحزب الديمقراطي ـ الجمهوري عام 1792، قبل أن يصبح الحزب الديمقراطي، بعد انشقاق مجموعة من أعضائه ليؤسسوا الحزب الجمهوري عام 1854، والذي أوصل أول رئيس له للبيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة (إبراهام لينكولن) عام 1860، وكان الانشقاق على هامش قضية الرق والعبودية، كما سنرى.

كان برنامج هاملتون يعتمد على الضمانة المركزية لديون الولايات (منفردة) تحت ضمانة مركزية، تعزز من ثقة الدائنين، وتجمع الرأسماليين في كل الولايات المتحدة تحت مركزية واحدة، تسهم فيها الأموال المركزية في دفع عجلة التعليم والزراعة والصناعة، وبنفس الوقت يكون جريان الأموال تحت الإدارة المركزية.

اعترض كلٌ من جيفرسون و ماديسون على البرنامج، باعتبار أن بيع سندات حكومية لآخرين محليين وبأسعار مغرية وفوائد عظيمة، سيخلق طبقة من المضاربين الذين سيثرون ثراءً فاحشاً على حساب أموال الدولة.

وفي عام 1791، أوصى هاملتون بدعم الصناعيين، لتطوير الصناعة، لأن اقتصاداً متنوعاً من شأنه التوسع بسرعة وثبات أكثر من اقتصاد يعتمد على الصادرات الزراعية، والتي اعتبرها بأنها لن تدوم.

أما ماديسون وجيفرسون، اعتبرا تلك الدعوة ابتعاداً عن قيم الجمهورية ومحاكاة للملكية البريطانية، فبالإضافة لتوصيات هاملتون بموضوع (الدَين) فإن ذلك سيكون مبعثاً للفساد. وصرح ماديسون تصريحه المشهور (إن المواطنين الذين يؤمنون غذاءهم وملابسهم... هم الأساس الأفضل للحرية العامة والحصن المنيع للسلامة العامة).

فاز هاملتون في معظم معاركه، حتى عام 1792 عندما انقسم الكونجرس الى كتلتين كتلة مع هاملتون وكتلة مع (جيفرسون وماديسون) وهي التي أصبحت من يومها (الحزب الديمقراطي).

شعر الجميع بأن التفتت والانفصال أصبح قاب قوسين، فانتبه جيفرسون وماديسون الى كبح جماح هاملتون وسيره في تَسيد الطبقة الأرستقراطية الموالية لإنجلترا، وبنفس الوقت الى منع حدوث الانفصال والتفتت فاقترحا إستراتيجية من ثلاثة محاور:

المحور الأول: البنية الصارمة للدستور الفدرالي، وقد استطاعا من خلال هذا المحور كسب ثقة جورج واشنطن وعدم تحمسه المطلق لهاملتون.

المحور الثاني: اللجوء الى انتخابات تهتم بالمناطق للابتعاد عن أغلبية مصطنعة، وسيكون الاحتكام لتلك الانتخابات النزيهة وممثلي الولايات هو البديل عن خداع الأعضاء ببلاغة الخطباء. وبالمقابل، فإن ماديسون استطاع أن يكسب عبر الصحف ووسائل الإعلام جمهوراً واسعاً من الطبقة الوسطى عندما قال (إن أعداءنا اعتقدوا أنه يمكن إدارة الحكومة من خلال أبهة الطبقات الاجتماعية فقط، وتأثير المال والرواتب، وما تخلقه القوات المسلحة من ذعر.... إن البشر قادرون على حكم أنفسهم ويكرهون السلطة الموروثة بصفتها إهانة للمنطق وإساءة لحقوق الإنسان).

استطاع هذا التيار بهذا المحور أن ينجح، فقد تم انتخاب (جيفرسون) عام 1796، رئيساً للولايات المتحدة، بعد ثلاث جولات انتخابية مضنية.

المحور الثالث: بعد أن اعترى اليأس كل من جيفرسون وماديسون صاغ محورهما الثالث المتمثل بإعطاء الولايات (منفصلةً) حقوقها في التشريع والإدارة، ما لم ينص الدستور (الصارم) على غير ذلك. فقد أعلن جيفرسون أنه (كلما تولت الحكومة المركزية سلطات غير مفوضة بها كانت أعمالها غير موثوقة، عقيمة، ودون أي جدوى).

انتصر تيار جيفرسون وماديسون، واعتزل هاملتون السياسة وذهب لممارسة المحاماة حتى وفاته عام 1804.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: الطبقة الحاكمة في أمريكا: تأثير الأثرياء والنافذين في دولة ديمقراطية (4)
18-10-2020, 12:34 PM
سلطة الرقيق في الولايات المتحدة (1783ـ1865)

آدم روثمن
(1)


(كيف يمكن لأقلية من المواطنين نيل ما يريدونه مرةً بعد مرة في ظل نظام حكم يزعم اعتماد الديمقراطية؟) فقد أصبحت هذه المسألة أساسية لاكتشاف (سلطة رقيق) في الولايات المتحدة منذ أواسط الثلاثينات من القرن التاسع عشر.

هكذا بدأ الكاتب تساؤله، ولم يكن يقصد أن الرقيق هم من يحكمون، بل أن مالكي الرقيق وبفعل الثروات التي يجنونها من وراء امتلاكهم للرقيق. وقد كتب (جون غورهام بالفري) عام 1846، بأن غالبية كبيرة من مناصب الدولة العليا، بما فيها ثلاثة أرباع المناصب في الجيش والأسطول البحري، كان يشغلها مالكو الرقيق... وأن الاسترقاق هو الديكتاتور الأكبر، فبالرغم من أن عدد المقترعين (1846) كانوا ثلاثة ملايين، من بينهم مئة ألف فقط ممن يملك الرقيق، فإن السلطة الفعلية في الولايات المتحدة لهؤلاء.

توسعت سلطات مالكي الرقيق كثيراً، وزادت أملاكهم، وتطاولوا على الأراضي المجاورة لهم وقلصوا مساحات السكان الأصليين لدرجة العدم، ولم يعيروا اهتماما للانتقادات التي كانت تظهر بالكتابات والخطابات التي تغمز في جانبهم. حتى لو كلفهم ذلك ابتعادهم عن الشأن السياسي والمواقع السلطوية، فالاقتصاد بيدهم والرقيق في المزارع والمناجم والمصانع والصادرات التي تعزز رأسمال البلاد هي بفعلهم، وبقي وضعهم المتعجرف هكذا حتى انتخاب (ابراهام لنكولن) عام 1860.

بعد انتخاب لنكولن انسحبت 11 ولاية جنوبية من الولايات المتحدة وشكلت اتحاداً جديداً، قاد الى الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات، منذ 1860ـ 1865، انتهت بهزيمة الولايات الجنوبية ومقتل لنكولن، وهزيمة أنصار الاسترقاق.

(2)

تشكلت الطبقة المالكة للرقيق في الولايات المتحدة انطلاقاً من علاقاتها التطورية مع أشخاص آخرين في المجتمع الأمريكي والعالم الأطلسي الأوسع. وهي لم تكن مجمدة في التاريخ بل كانت ناشطة ومتغيرة باستمرار. وكان في عام 1790 حوالي 8 آلاف أسرة تملك رقيقاً، رغم هروب الكثير من الرقيق في حرب الاستقلال (الثورة) فقد بقي حوالي 700 ألف من الرقيق وهو عدد يساوي 18% من سكان الولايات المتحدة آنذاك.

كان الاسترقاق متفشياً في كل مناحي المجتمع الأمريكي، وكان له فلاسفته المدافعين عنه. وكان سبعة من الرؤساء الأحد عشر الأولين، يملكون رقيقاً ومن بينهم (جورج واشنطن) نفسه. وكان واشنطن أحد كبار مزارعي التبغ في فرجينيا، وكان متأرجحاً في مسألة امتلاك كائنات بشرية، وقد عبر عن ذلك بقوله إنه يرغب بإعتاق ما يملك من رقيق.

كانت صادرات القطن واحدة من أسباب موجبات الاسترقاق، فقد زاد انتاج القطن الأمريكي من 23 ألف طن عام 1800، الى حوالي 750 ألف طن عام 1860، وهو يشكل ثلثي إنتاج العالم من القطن، وكان يشكل نصف صادرات الولايات المتحدة الإجمالية. ويذهب ثلثا هذا المحصول الى بريطانيا، التي كانت تجيد تصنيعه وتسويقه لكل أنحاء العالم.

وقد أعلن عضو مجلس الشيوخ (جيمس هنري هاموند) عام 1858، مستشعراً الهجمات التي كانت توجه لمالكي الرقيق، ورابطاً إياها بإنتاج القطن وصادرات الولايات المتحدة منه (لا، إنكم لا تجرؤون على شن الحرب على القطن... القطن هو ملك)*1

وإذا كان القطن ملكاً، فإن قطاعات التبغ والسكر والرز تشكل الحاشية لهذا الملك.

لقد زاد عدد الرقيق خمس مرات، فأصبح عددهم 4 ملايين، من أصل 30 مليون عدد سكان الولايات المتحدة عام 1860.

كان حوالي 70% من مالكي الرقيق، يملكون أقل من عشرة من الرقيق، و3% فقط يملكون خمسة عشر رقيقاً فأكثر. وكان أكثر مالك للرقيق في عام 1850 (ناتانييل هيوارد) إذ كان يملك (1834) رقيقاً.

(3)

في الوقت الذي كان أعداء الاسترقاق يهاجمون أنصاره، ويصفونهم بالجشع وحب جمع المال على حساب الأخلاق. كان أنصار الاسترقاق يعددون مزاياه، فيذكرون الإنتاج المتزايد وأثره على اقتصاد البلاد، ويذكرون المزايا التي يتمتع بها مالكو الرقيق من حيث حياتهم الأرستقراطية، وتشجيعهم للفن والأدب وغيره، كما أن الرقيق أنفسهم كانوا يعيشون في أجواء إنسانية ترعاهم وتصون حقوقهم!

كما أن أنصار الاسترقاق اكتشفوا الفائدة التي يجنيها أبناء الولايات الشمالية الذين يتظاهروا بأنهم ضد الاسترقاق، فقد كانت معظم الصادرات الآتية من الجنوب (المناصر للاسترقاق)، تمر عبر وسطاء ومصدرين من الولايات الشمالية، وهم يستفيدون من هوامش إنتاج الرقيق!، كما أن بريطانيا أو غيرها من الدول الأوروبية تستفيد هي الأخرى من تلك المنتجات التي يصدرها مالكو الرقيق. وقد دعوا السكوت عن تلك المسألة بالعبارة (خيط القطن يُبقي على الاتحاد متماسكا).

كان الأدباء يبينون وجهات نظر مالكي الرقيق، والكيفية التي يتعاملون بها معهم، ويكفي قراءة رواية (كوخ العم توم) لمؤلفها (هارييت بيشر ستوو) للتدليل على ذلك.

(4)

هل كان للرقيق وجهات نظر أو نشاطات مُضادة؟

لم يصل الى صفحات الكتب الوثائقية شيءٌ يُذكر عن ثورة العبيد التي قامت في سنة 1811 إلا تاريخها. وهذا سهل الفهم لمن أراد البحث عن أسباب حجب مثل تلك المعلومات، فقد يكون هناك من حاول أن يؤرخ لها، ولكن لم يُسمح بنشره، وهذا جليٌ أيضاً في تراث المجتمع الأمريكي في ما يخص حروب البيض مع الهنود الحمر، السكان الأصليين للبلاد، فلم تعرف البشرية عن تلك الحروب سوى الصور التي كانت تُقدم بأفلام (الكاوبوي) لتبين مهارات الأبيض بالقتل!

كان مالك الرقيق يمر على أكواخ الرقيق مرتين في اليوم، في الصباح وقبل النوم. وكان يمر مرة بشكل مفاجئ أسبوعياً. وكانت العقوبات تتدرج من حرمان من الطعام والاستراحة الى الجلد أو البيع. وقد كتب أحد الرقيق (إن لم تكن في مكانك الخاص عندما يصل قاشرو الأرز (البيض) فهم سيجلدونك حتى تصبح أسود وأزرق)*2

لكن المطالبة بإنهاء الاسترقاق، توحي بأنه كان هناك نشاطات واسعة يقوم بها الرقيق ومن يناصرهم من غير الرقيق. وقد عبر الشاعر (هنري تيمرود) من تشارلستون عام 1861، (أي إبان الحرب الأهلية التي خاضها لينكولن لتحرير العبيد) في قصيدة ((نشوء العِرْق)):

... في النهاية، نحن
أمةٌ بين الأمم؛ والعالم
سيرى قريباً مرفأً بعيداً
وعلما آخر.. مرفرفاً*3





هوامش من تهميش المؤلف
*1ـ Congressional Globe, Senate, 35th Cong., appendix (1858), 70.
*2ـ Sally Hadden, Slave Patrols: Low and Violence in Virginia and the Carolinas (Cambridge, Mass,: Harvard University Press, 2001) 71
*3ـ The Poems of Henry Timrod (New York: E. J. Hale& Sons, 1872), 10
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: الطبقة الحاكمة في أمريكا: تأثير الأثرياء والنافذين في دولة ديمقراطية (4)
20-10-2020, 11:29 AM
الفصل الثالث: تُجَّار وصناعيو الشمال قبل الحرب

زفن بيكر*

ص 103


خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، انحلّت بشكلٍ دراماتيكي العُرى الوثيقة للمجتمع القوي الذي كان قد تشكل من نُخب الاقتصاد الشمالي في أمريكا. وظهرت انقسامات جديدة في صفوفه جعلت العمل السياسي أمراً صعباً أكثر فأكثر. وبرز هناك من يتحدى سلطة المجتمع القديمة، وقويت تلك التحديات بعد الثورة الصناعية وبالذات بعد عام 1830. وسنمر باختصار على تلك القوى:

المزارعون الجنوبيون:

بعد الهجرات المتتالية من أوروبا الى شمال الولايات المتحدة، وانخراط هؤلاء بتجارة أو صناعة على هامش الزراعة وبالذات القطن والسكر، فقد قويت العلاقة فيما بينهم وبين مزارعي الجنوب، فاستحسن هؤلاء الاسترقاق طالما أنها تصب في مصلحة زراعة الجنوب وبالتالي مصلحتهم (في التصدير وصناعة النسيج). من هنا اكتشف المزارعون بالجنوب أن لهم أنصاراً إستراتيجيون. فأخذ التمرد على نُخب الشمال المسيطر تاريخياً يأخذ شكلاً علنياً.

التجّار

كان التجار، الى حدٍ بعيد، الشريحة الأكثر أهمية في النُخب الاقتصادية الشمالية قبل الحرب الأهلية. وفي السنوات التي تلت الثورة، كان التجار الذين جمعوا ثرواتهم من خلال استفادتهم من تمويل بنوك أوروبا أولاً كونهم أتوا أصلاً في مهمات تجارية ممولة من رأسماليين أوروبيين لنقل محاصيل أمريكا الغنية لأوروبا والاتجار بها، ففضلوا البقاء في أمريكا وبالذات في شمال الولايات المتحدة. كما استفادوا من الحروب التي كانت تدور في أوروبا وفيما بعد في أمريكا، ليتفننوا في جمع المال والتحكم بأسعار السلع.

كان 69% من سكان (بوسطن) الأكثر غنى تجاراً ويدفعون 37% من ضرائب بوسطن عام 1848، كما كان 1% من سكان فيلادلفيا يملكون 50% من موجودات المدينة تجاراً. وحوالي 9 آلاف من سكان نيويورك (1.4%) تجاراً يملكون 71% من موجودات المدينة*1، ومن المفارق أن 84% من سكان نيويورك لا يملكون أي ثروة حقيقية هامة.

لم يكتفِ تجار الولايات المتحدة بنوعٍ واحد من المهن (التجارة)، بل كان سبعة من ثمانية من كل التجار لهم علاقة بالتصنيع (مساهمات مالية)، رغم احتقارهم لمهنة الصناعة. وكانت لهم أساطيل من السفن فمثلاً كان تاجر اسمه (جوزيف بيبودي) من سكان مرفأ (سالم) يملك أسطولاً من ثلاثٍ وثمانين سفينة. كانت سفن التجار تجوب العالم من سومطرة الى بيونس آيرس.

تزاوج أبناء كبار التجار فيما بينهم، لزيادة رأس المال للأسرة، وسكنوا في أحياء منفصلة، وكانوا يتباهون بأثاث بيوتهم وسجادها والتحف التي يحصلون عليها من سفرهم. وكان للنساء دورٌ كبير في تنظيم شبكات النسب والتفاخر به. ففي بوسطن كانت علاقات النسب بين أغنى العائلات تشكل 76% من جميع الزيجات، وكان الأنسباء يديرون مصالح الأثرياء، وتترك لهم حرية اتخاذ القرار، ففي رسالة لأحد تجار بوسطن (باتريك ترايسي) لوكيله (نسيبه) الذي كان يمثله في الهند يقول فيها (اتكل على حكمك ولا تنتظر توجيهات مني)*2.

لم يقتصر نشاط النساء على تأمين شبكات النسب، بل زاد اهتمامهن بأقمشة ملابسهن وإبداء تذوقهن للموسيقى والفنون المختلفة، لإضفاء طابع أرستقراطي خاص بتلك الطبقة من الناس.

الصناعيون والحرفيون والعمال

بدأت الثورة الصناعية في أمريكا متأخرة بعض الشيء عن مثيلاتها في أوروبا، ولكنها بدأت قوية وسريعة، حيث ازدهرت صناعات النسيج على هامش زراعة القطن الواسعة، وظهرت صناعة الأصباغ، والغراء، وامتد النشاط ليصل الى سكك الحديد وما يتطلب هذا النوع من النشاط ازدهار نشاط التنقيب عن الحديد وصهره، والتنقيب عن الفحم الحجري ومصادر الوقود، وكان نصيب النسيج والحياكة وما يتعلق بها الأكبر في بداية الثورة.

قام (اسحق سينجر) باختراع وصناعة ماكنة الخياطة التي لا تزال تحمل اسمه وتنتشر في كل أنحاء العالم، كما قام (روبرت إدوين دييتز) باختبارات على حرق مواد عضوية لتحويلها الى وقود صالح للإضاءة. وقام (بيبر كوبر) بصناعة الغراء، حتى أصبح هؤلاء الثلاثة من أكثر سكان أمريكا ثراءً.

لم يمنع اشتراك التجار الأثرياء ومساهماتهم المالية في الصناعة، من أنهم يستهزئون من الصناعيين وتحقيرهم بحجة أنهم لا تُعرف لهم أصول، ولم تشفع لهم ثرواتهم الطائلة لكي يقبلوا في علية القوم. ويذكر المؤلف مثالاً لتلك السخرية، ما روي عن المليونير (كوبر: صانع الغراء)، حيث كان يميل الى الملابس البسيطة ويسكن في الأحياء الشعبية، فعندما زار أمير ويلز نيويورك دُعي (كوبر) ليكون من ضمن المستقبلين له، وتم إقناعه بلبس (بدلة) تليق بمثل تلك المناسبة، ففعل وبالغ في الأناقة حتى بدا مثاراً لاشمئزاز أمير ويلز وضحك الآخرين عليه.

كان احتقار الأثرياء (التجار) للصناعيين لا يتوقف عندما يطلقون عليهم (ميكانيكيين) لتصغير شأنهم، بل زاد عن ذلك بكثير، حيث أحس التجار أن التفاف المهاجرين والهاربين من الرق حول الصناعيين، سيهدد مستقبل هؤلاء الأثرياء في إدارة شؤون أمريكا.

لم يستسلم الصناعيون لسخرية الأثرياء، بل قابلوهم بحملات مضادة، واصفين الصناعة في أمريكا بأنها (شجرة تطرح البَق) يأكل إنتاجهم التجار الذين لا يعملون شيئاً سوى استغلال جهود الآخرين. فقاموا بتنظيم النقابات والاتحادات ومعاهد التدريب، والاهتمام بالفن والفلسفة والسياسة، والاصطفاف مع مناهضي الاسترقاق، كونه هو من يحمي هؤلاء المستغلين.

وهكذا انقسم المجتمع في الولايات المتحدة حول الرق ك (ساتر) يتمترس خلفه المتصارعون من الصناعيين والتجار.









هوامش من تهميش المؤلف
*زفن بيكر: (أستاذ تاريخ في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب الولاية الثرية: مدينة نيويورك وتماسك البرجوازية الأمريكية، وصاحب كتاب (التاريخ العالمي للقطن).
*1ـ Seven Becket, The Moneyed Metropolis: New York City and the Consolidation of the American Bourgeoisie (New York: Cambridge University Press, 2001), 19
*2ـ Quoted in Jaher, Urban Establishment, 23
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 04:10 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى