دور الأخلاق في مواجهة الفساد
16-12-2008, 07:38 PM
ان الفساد الأخلاقي والسلوكات السلبية المدمرة التي تفشت في مجتمعنا هي نتيجة طبيعية لانقلاب خطير في سلم القيم والأخلاق فعقلية الكسب السريع مهما كان مصدره عوض العمل والجهد , والرشوة كمقابل لتأدية الخدمات والكذب والنصب لسلب مال الغير أصبحت قيم اجتماعية وثقافية تبنتها شريحة من المجتمع وانتهجت هذا الطريق بغض النظر عن آثاره السلبية وبغض النظر عن المتضررين منه ولو كانوا أقرب الناس اليها؛ هذا كسبب أول وكذلك نتيجة لفقدان الثقة وفقدان الثقة يؤدي اما للخنوع والاستسلام أو الى الانتقام وكلا الأمرين حدث في مجتمعنا وخصوصاعند الشباب ففئة لجأت للمخدرات فأصبحت جسدا بلا روح فاقدة للوعي وغائبة تماما عن حركية المجتمع وفئة أخرى انتهجت طريق العنف بجميع أشكاله وأنواعه من قتل وخطف وسلب وترويع للآمنين. أمام هذا الوضع الخطيرالذي وصل اليه مجتمعنا و الذي يؤدي به حتما نحو الانهيار والتفكك ماهي الطريقة الأنجع والأكثر فعالية لمعالجة ذلك؟ هل يتم ذلك عن طريق الردع وتشديد العقوبات والزيادة من بناء السجون أم هناك طرق أخرى أكثر فعالية ؟
ان المدارس والمساجد ودور الثقافة والجمعيات هي التي تنتج لنا الانسان الصالح من خلال نشر القيم الأخلاقية والمبادئ عن طريق الاقناع والقدوة الحسنة وليست السجون والاجراءات العقابية وان كانت ضرورية في أي مجتمع من المجتمعات لأن التدابير العقابية غير كافية لوحدها للقضاء على عوامل الانحراف بل بالعكس تكون في بعض الاحيان دافعا للاستمرار في الجريمة بدل قمعها اذالم نميز بين العقوبة كضرورة وبين ظروف الأفراد ودوافع ارتكاب الجريمة وملابساتها. لذلك يمكن أن نقول أن العقاب ليس هو الوسيلة المثلى التي تحمي مجتمعنا من الانهيار والتفكك بل يجب علينا أن نبحث عن القيم الايجابية في مجتمعنا ونطورها ونجعلها كهدف مشترك يسعى أفراد المجتمع في تضامن الى تحقيقه.