التشريعيات بين فكرة القوة و قوة الفكرة.
25-04-2017, 12:55 PM
وجوه في قوائم التشريعيات بين فكرة القوة و قوة الفكرة.
من عيوب قوائم تشريعيات الرابع ماي 2017. عملية اخفاء وجوه بعض المرشحات للانتخاب بحجة الاعراف و بحجة التقاليد ومنطق ( الحشومة ) . المنطق الذي وضع باقي المرشحات اللواتي وضعن صورهم، ضمن قائمة اللواتي لا اعراف لهن و لا ( حشومة ).يحدث ذلك بقصد او بغير قصد .. مع اننا نحن الجزائريين نعرف بعضنا جيدا.. اذ نعرف من البنات من هن بغير حجاب و قد وضعن صورهن في القوائم وهن محترمات و لا احد يجرؤ حتى على معاكستهن و لهن ثقافة ممتازة و بنات عائلات محترمة ايضا .. في المقابل نعرف بعض اللواتي رفضن وضع صورهن في قوائم الانتخاب بحجة التقاليد و الاعراف.. على كل حال لن نذكرهن بسؤ. لكن ... هل اقتحام قبة البرلمان هو ضمن التقاليد و الاعراف..؟ و هل اخذ اجرة البرلماني هي ضمن التقاليد و الاعراف ؟ وهل فتح مداومة للنساء والرجال هي ضمن التقاليد والاعراف..؟. اترك الاجابة لمن يعنيهن السؤال.
قبيل الاعلان عن القوائم ترددت على اسماعنا ، جملة من الدعوات من لدن بعض الاحزاب ..بين داع الي تشبيب حزيه و داع الي رفض مبدا الشكارة .. كما سمعنا عمن يتبنى مشروع الرئيس كبرنامج له و بين من نظر و برمج و ادعى انه يملك اللمسة الشافي للاقتصاد و البلاد و العباد .. عشية الانتحاب بقليل عشنا التناقض يمشي برجليه . من نفس الاحزاب تقريبا اذا ظهر لنا من بحوزته ملفا ثوريا يثبت الحكم عليه بالاعدام ابان الثورة و هو اختفاء وراء الشرعية الثورية من جديد، لتبرير بقاءه و بقاء حزبه لخمسين سنة قادمة و هي نفس المبررات التي سيختفيء وراءها كل عجوز في هذا الحزب ليلقي بتشبيب الحزب الى مزبلة هي بعيدة عنا خمسين سنة قادمة.
عشية الانتخاب ايضا بدى جليا ان الشكارة اخذت حصة الاسد و حصة اللبؤة ايضا .. و الحديث عن البرامج و الاهداف شغل مكانه ضرب الدف و الطبل والرقص والتهريج على طريقة ثورة الجياع في ادغال افريقيا. ليبقى السؤال هل نحن لا زلنا سذج ، نعتقد ان الايقاع و ضرب الطبول همزة وصل للعبور الي انشاء دولة قوامها الاقتصاد و العصرنة و الحداثة ..؟ و غيرنا يمتحن مرشحيه بداية من رصيدهم الثقافي و السياسي و طهر ماضيهم ايضا و يقيم لذلك مناظرات و مداخلات مع المجتمع المدني و عامة الناس يحاورهم ويناقشهم لتطفو على السطع صفوة العقلاء و نخبة النزهاء... لماذا نستورد من عندهم لحم العجل و الياؤرث و المايزينة و لا نستورد الحنكة و التفوق و الخبرة و التجربة..؟ اللهم ان كان ذلك لا يعنينا .
ان الدولة في نظرنا هي اشبه ما تكون بمكتبة ضخمة ، تتباين فيها احجام الكتب و عناوينها و دور نشرها ، الا ان الرفوف تسع الجميع لكن هل من المنطق ان يكون القائم على هاته المكتب و مسيروها من الجهلة و ممن لا علم لهم بالمطالعة و القراءة و الكتابة ..؟ نعم لا يمكن ذلك . هكذا هي الدولة .. فلنعيد النظر في مرشحينا و احزابنا و برامجنا بذلك المنطق ..الذي لو طبقناه لوجدنا مشكل عويص فيمن يتصدرون القوائم و لوضعنا حدا للشكارة كفكرة للقوة و منطق العلم و المستوى و الرصيد كمنطق لقوة الفكرة.
العراب النبيل