الجلســـــــة فــي قاعـــة الدمــــوع !!
01-02-2019, 08:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




الجلســـــــة فــي قاعـــة الدمــــوع !!
قــــــال :
عودتنا الأحلام أن لا نحتضنها عميقاُ لأنها تجهل معنى الإخاء .. هالة من سراب تتلاعب كالأشباح في الفضاء .. والدنيا كعادتها بخيلة وشحيحة قليلة العطاء .. وقد جبلت على القسوة والجفاء مثل الصخرة الصماء .. تارةُ تغازلنا بمباهج الإغراء والأهواء .. وتارة أخرى تعصر أضلاعنا حتى تخرج عصارة الأمعاء .. تغري بالوعود والإثارة ثم تهرب وكأنها تعشق موبقات الإفتراء .. ومهما ترى الدموع في عيوننا لا تلبي دعوة الرجاء .. وتلك السعادة وهم من الأوهام نسمعها من الأقرباء .. لا تصيبنا يوماُ في السراء أو في الضراء .. وقد أصبحت حلماُ يلاحق الأعمار من المهد وحتى لحظة الفناء .. عزيزة بعيدة المنال فخورة بدلها وبقلة الوفاء .. يقال عنها في المعاجم وليس لها وجود في الوجود كالغول والعنقاء .. مجهولة المكان والعنوان مجرد اسم تردده الألسن في الأرجاء .. نمتطي الصمت فرساُ وقد كل الصمت من صمتنا وبدأ يلاحقنا بالنداء .. ورغم ذلك ينصحنا الناصحون بالصبر وبقلة الشكوي والبكاء .. فكيف نصبرعلى حمم تحرق الأكباد بالآهات والرغاء .. فتلك الدموع تغسل الأوجاع رحمةُ وتمثل ترياق الشفاء .. ولو لا حالة البكاء لإنفجر المكبوت في الصدور كاللغم تحت الغطاء .. فكم من كاتم للوعة والآهات يكابد ألوان الشقاء .. ثم يرحل عن هذه الدنيا وهو يحمل الأثقال بقسوة الرمضاء .. وقد لا ينال الإهتمام من مشفق ولا ينال الرحمة من الرحماء .. بل قد لا يجازى بكفن يستر السوءة عن أعين الرقباء .. وقد يشهرعنه بعد الموت ويكتب في شاهد قبره أنه من البؤساء .. حياته لا تدخله في زمرة السعداء ومماته لا يدخله في زمرة الشهداء .. يولد ميتاُ ويعيش ميتاً ثم يقال أنه من الأحياء !. كم من أسير يمر فوق جسر الحياة وهو يكابد المصير في ظلمة عمياء .. يتخبط فوق أمواج الشقاء ثم تلوح له السواحل بالإغراء .. فإذا بها سواحل من سراب لا تنتهي أبداُ باللقاء .. تتباعد كلما يدنوالمرء وتهرب كلما يرجو السلامة من ظلمة هوجاء .. وسنة الحظوظ تقول حياة النعمة لأهلها الأثرياء وحياة البؤس لأهلها الفقراء .. عملة البعض هناء ورخاء وسعادة ترفرف في الفضاء .. وعملة البعض دموع وشقاء وعناء فوق العناء .. ولا تفيد لعنة الحظوظ أبداِ فهي إبتلاء قد يؤكد قلة الحمد والثناء .. والمؤمن الحق هو من يحمد الله في السراء والضراء .. ورب صبر على الإبتلاء يكون ثقلاُ في ميزان يوم الهم والرثاء .

ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد