ليس أمامي خيارٌ ... إلا أن أسبقك!
29-11-2020, 11:34 AM
ليس أمامي خيارٌ.. إلا أن أسبقك!
اجتمعت حُمُر الوحش، بعد أن علمت أن الأسد قرر أن يأكل كل يوم واحد منها، فبعد أن تداولت في هذا الخبر، مبدية فزعها، برز أحدها وأبدى برأيه: بأنه في اجتماعنا هذا لن نستطيع أن نجعل الأسد يلغي قراره، ولا نستطيع أن نحوله الى حيوان عشبي، وكل ما في استطاعة أي منا أن لا يكون هو أول من يؤكل، وكلما أسرع ترك وراءه من سيأكله الأسد، لذا فليس أمام أحدنا أي خيار، إلا أن يسبق الآخرين.
هذه القصة ليست من كتاب (كليلة ودمنة).. إنها قصة أوردها أحد رجال الأعمال البرازيليين أثناء حديثه في أحد جولاته بالمنطقة العربية، محرضا رجال الأعمال العرب أن يتكاتفوا مع أمثالهم من أبناء الدول التي تعاني من سطوة الإدارة الأمريكية.
لو تأملنا في النظرة التي يحملها البرازيلي هذا، وهي نظرة قد يشاركه فيها كل أبناء العالم الثالث و (الثاني والنصف) وربما حتى أبناء العالم الأول، فإننا سنكون أمام وصف نلخصه بما يلي:
1ـ الاعتراف بالسيادة المطلقة للولايات المتحدة، ونمط نظامها، كما تعترف حُمُر الوحش بسيادة الأسد وطبعه المفترس.
2ـ الاعتراف بالعجز الكلي لدول العالم، في الوقوف بوجه الطاغوت الأمريكي، وهذا العجز (بيولوجي) يتعلق بتركيب تلك الدول وعدم امتلاكها للأنياب التي تضاهي أنياب أمريكا.
3ـ إن الوسيلة الوحيدة لتجنب افتراس الأسد الأمريكي للدول، هو هروب تلك الدولة من المرتبة الأخيرة في طابور الدول.
ورغم وجاهة هذا القول لحد ما، فإنه يحمل عدم وجاهته أيضا، للأسباب التالية:
1ـ ليس هناك دولة في العالم تتفوق في عرقها وعلمها على العالم، بحيث تصبح (أسدا) وغيرها حيوانات وديعة عاشبة، فكل الجنس البشري ينعم بنفس القدرة العقلية التي وهبها الله عز وجل. وإن عمومية العلم ومشاعيته جعلت أبناء البشرية يتصرفون بنتاج الهنود والصينيين والعرب والأوروبيين وكل نتاج علمي على مر العصور، دون أن تحتكر دولة أو شعب هذه العلوم.
2ـ إنه، لو أخذت كل شعوب الأرض بهذه الخطة أي التسابق للهروب من المركز الأخير، لو تم بنفس الدرجة سيجعل كل شعوب الأرض بصف واحد، وقد يجعلهم هذا الوضع وجها لوجه مع الولايات المتحدة (وهو إنجاز بحد ذاته) أو يجعلهم بمصافها، أو حتى يتخطونها.
3ـ إن كان للأسد أنياب، فلكل الكائنات الحية وسائلها للدفاع عن نفسها، فمنها التمويه كما تفعل الحرباء، ومنها من يفرز (غازا) كريه الرائحة ك(الغريري) ومنها ما له أشواك ك (الدعلج أو النيص).
فليبحث كل شعب عن سلاحه الذي زوده به الخالق، ويدافع به عن نفسه، هذا إذا سلم أنه لا يمكن أن يتحول الى أسد!
اجتمعت حُمُر الوحش، بعد أن علمت أن الأسد قرر أن يأكل كل يوم واحد منها، فبعد أن تداولت في هذا الخبر، مبدية فزعها، برز أحدها وأبدى برأيه: بأنه في اجتماعنا هذا لن نستطيع أن نجعل الأسد يلغي قراره، ولا نستطيع أن نحوله الى حيوان عشبي، وكل ما في استطاعة أي منا أن لا يكون هو أول من يؤكل، وكلما أسرع ترك وراءه من سيأكله الأسد، لذا فليس أمام أحدنا أي خيار، إلا أن يسبق الآخرين.
هذه القصة ليست من كتاب (كليلة ودمنة).. إنها قصة أوردها أحد رجال الأعمال البرازيليين أثناء حديثه في أحد جولاته بالمنطقة العربية، محرضا رجال الأعمال العرب أن يتكاتفوا مع أمثالهم من أبناء الدول التي تعاني من سطوة الإدارة الأمريكية.
لو تأملنا في النظرة التي يحملها البرازيلي هذا، وهي نظرة قد يشاركه فيها كل أبناء العالم الثالث و (الثاني والنصف) وربما حتى أبناء العالم الأول، فإننا سنكون أمام وصف نلخصه بما يلي:
1ـ الاعتراف بالسيادة المطلقة للولايات المتحدة، ونمط نظامها، كما تعترف حُمُر الوحش بسيادة الأسد وطبعه المفترس.
2ـ الاعتراف بالعجز الكلي لدول العالم، في الوقوف بوجه الطاغوت الأمريكي، وهذا العجز (بيولوجي) يتعلق بتركيب تلك الدول وعدم امتلاكها للأنياب التي تضاهي أنياب أمريكا.
3ـ إن الوسيلة الوحيدة لتجنب افتراس الأسد الأمريكي للدول، هو هروب تلك الدولة من المرتبة الأخيرة في طابور الدول.
ورغم وجاهة هذا القول لحد ما، فإنه يحمل عدم وجاهته أيضا، للأسباب التالية:
1ـ ليس هناك دولة في العالم تتفوق في عرقها وعلمها على العالم، بحيث تصبح (أسدا) وغيرها حيوانات وديعة عاشبة، فكل الجنس البشري ينعم بنفس القدرة العقلية التي وهبها الله عز وجل. وإن عمومية العلم ومشاعيته جعلت أبناء البشرية يتصرفون بنتاج الهنود والصينيين والعرب والأوروبيين وكل نتاج علمي على مر العصور، دون أن تحتكر دولة أو شعب هذه العلوم.
2ـ إنه، لو أخذت كل شعوب الأرض بهذه الخطة أي التسابق للهروب من المركز الأخير، لو تم بنفس الدرجة سيجعل كل شعوب الأرض بصف واحد، وقد يجعلهم هذا الوضع وجها لوجه مع الولايات المتحدة (وهو إنجاز بحد ذاته) أو يجعلهم بمصافها، أو حتى يتخطونها.
3ـ إن كان للأسد أنياب، فلكل الكائنات الحية وسائلها للدفاع عن نفسها، فمنها التمويه كما تفعل الحرباء، ومنها من يفرز (غازا) كريه الرائحة ك(الغريري) ومنها ما له أشواك ك (الدعلج أو النيص).
فليبحث كل شعب عن سلاحه الذي زوده به الخالق، ويدافع به عن نفسه، هذا إذا سلم أنه لا يمكن أن يتحول الى أسد!