وهران تفشل في تحضير أكبر طبق "بايلا" عالمي ولا تدخل كتاب "غينيس"
17-06-2015, 09:52 PM
- شباب هجموا على المقلاة العملاقة لجمع اللحوم المحروقة وسط بركة أرز
- المنظمون "السلطات خذلتنا وقلة عناصر الشرطة وراء التدافع"
صالح فلاق شبرة
صحافي، ومراسل الشروق من ولاية وهران
آلت، زوال أوّل أمس، الأطنان من لحوم الأسماك والدجاج والأرز، إلى حاويات القمامة بعدما احترق أكبر طبق "بايلا" بوهران، وتحوّل إلى دخان كثيف بعد ساعات من الطهي، لتفشل عاصمة الغرب في دخول كتاب "غينيس" وتحطيم الرقم القياسي في تحضير أكبر "بايلا" عالمية الذي تحتفظ به إسبانيا.
فشل مجموعة من الشباب الذين بادروا إلى تنظيم أكبر حدث سياحي من نوعه بوهران، في تحضير طبق "بايلا" عملاق على مستوى الحديقة العمومية سيدي امحمد بواجهة البحر، أين انتشر الدخان من كلّ صوب، بعد ساعات من الطهي أمام مرأى المئات من المدعويين، حيث تمّ تجنيد مجموعة من الشباب المتطوّعين والطبّاخين لإنجاح هذا المشروع، وإنطلقت عملية الطهي على مستوى مقلاة ضخمة وباستعمال أزيد من 7 أطنان من لحوم الأسماك المختلفة و10أطنان من لحوم الدجاج و8 أطنان من الأرز وأكثر من ألف لتر من الزيت، إضافة إلى مستلزمات أخرى، بقيمة إجمالية تفوق 4 ملايير سنتيم حسب التقديرات الأوّلية التي أفادت بها مصادر "الشروق"، وكانت التظاهرة بمساهمة عدّة مؤسسات صناعية وخدماتية وجمعيات، بينما تمّ توجيه دعوة عامة لسكّان الولاية، إلى هذا الحدث الذي كان المنظّمون يعتزمون الدخول به إلى كتاب "غينيس" لتحطيم الأرقام القياسية العالمية.
وبعد ساعات من الطهي وإلى غاية غروب الشمس وفي ظلّ ظروف تنظيمية صعبة وبعض العراقيل، بدأ الدخان ينبعث من الطبق العملاق، وتعسّر على الطهاة التحكّم فيه، إذ ورغم كلّ الوسائل المستعملة من أجل تحريك محتويات الطبق، منها أعمدة خشبية وشاحنات موصولة برافعات للوصول إلى وسطه، إلاّ أنّ النهاية كانت باحتراق الطبق واشتداد ألسنة النيران من تحته، ممّا استدعى التدخّل العاجل لمصالح الحماية المدنية التي حضرت على الفور من أجل إخماد النيران، وأدّى إلى غرق الأطنان من الأرز واللحوم المحروقة وسط بركة كبيرة من المياه، ومباشرة بعد ذلك، قام مجموعة من الشباب بالدخول إلى وسط الطبق وجمع ما يصلح للأكل أو إعادة الطبخ من لحوم في أكياس، والتنقيب عنها وسط أكوام الأرز، بينما قام بعضهم بالقفز الاستعراضي وسط المياه لتنتشر حالة فوضى عارمة، استدعت تدخّل مصالح الأمن من أجل طرد المتواجدين بعين المكان، فيما شرعت مصالح البلدية في عملية تنظيف واسعة استغرقت عدّة ساعات، وأصيب المنظّمون بخيبة أمل عميقة وانسحبوا في صمت بعدما كانوا يرفعون التحدّي لإنجاح هذا المشروع، بينما رفضت جميع الجهات الرسمية بالولاية تحمّل المسؤولية، وأكّدت أنّ دورها كان منح الترخيص فقط لاستغلال المكان، مشيرة إلى أنّ تحضير الطبق تقع مسؤوليته على المنظمين، وعلمت "الشروق" أنّ مديرية الصحّة تدخّلت بعد ساعات من إنطلاق عملية الطهي، لتوقيفها نظرا لعدم احترام شروط النظافة والصحّة العمومية، كون أنّ المقلاة العملاقة كانت غير ملائمة، إضافة إلى الموقع الذي كان عبارة عن أرضية غير مهيّأة، ودخول الطبّاخين إلى داخل المقلاة بأحذيتهم لتفريغ صناديق الأسماك واللحوم وأكياس الأرز.
المنظمون "السلطات خذلتنا وقلة عناصر الشرطة وراء التدافع"
قال أحد المنظّمين وهو متطوّع يدعى "منير"، في تصريح لـ "الشروق"، أنّ المشروع كان طموحا لإدخال وهران والجزائر العالمية وكتاب "غينيس"، بتحضير أكبر طبق "بايلا"، لكنّ أشار إلى أنّ عراقيل معتبرة واجهتهم حتى قبلاإنطلاق التظاهرة، منها أنّ أحد المساهمين الذي وعدهم بالتبرّع بكميّات معتبرة من الأرز، تراجع قبل ساعة من بداية الطهي، وألغى مساهمته، ممّا أربك المنظمّين الذين واصلوا التحدّي وقاموا بتأمين الأرز بطرق مختلفة، ومن دون أيّ مساهمة أو مساعدة من قبل السلطات المحليّة، وفي هذا الصدد استغرب محدّث "الشروق"، عدم مشاركة السلطات بمختلف هيئاتها، على الرغم من أنّ حدثا مثل هذا في إسبانيا يشارك فيه حتى الملك ومختلف الجهات الرسمية، إضافة إلى الأندية الرياضية ورجال الأعمال، فيما رفضت السلطات بوهران المشاركة بأيّ طريقة، بدليل أنّه "حتّى رئيس بلدية وهران لم يحضر... ولم تساهم البلدية حتى براية واحدة"، زيادة على المكان الذي رخّص بالطهي فيه والذي كان عبارة عن ورشة، وأضاف ذات المصدر، أنّ المنظّمين تقدّموا بطلب لمصالح الأمن الولائي من أجل تأمين موقع الطهي، ومنع العائلات والآلاف من المدعويين من الاقتراب منه، إلاّ أنّهم تفاجؤوا بتجنيد بضعة عناصر شرطة، ممّا اضطّر إلى الاستعانة بفرق حراسة خاصّة، والتي لم يكن لها مفعول في منع المدعووين من الاقتراب من المقلاة بنفس فاعلية تدخّل رجال الشرطة، كما أكّد أنّ الطهاة تعرّضوا لضغط شديد أثناء عملية الطهي من خلال تهجّم المدعويين وتقرّبهم لالتقاط الصور وأحيانا لتحريك محتويات المقلاة، وكان في ذلك خطورة كبيرة على صحّتهم، مشيرا إلى أنّ مصالح الحماية المدنية بذلت مجهودات معتبرة من أجل حماية المدعويين ومنعهم من الاقتراب، إلاّ أنّ الأمور انفلتت، كما أشار منير إلى أنّ سبب احتراق الطبق هو اشتداد ألسنة النيران نظرا لاستعمال الحطب وعدم التحكّم فيها، ممّا أدّى إلى تدخّل مصالح الحماية المدنية، مؤكّدا أنّ مصالح النظافة ومديرية الصحّة منعت استكمال الطهي بعد تسجيل هذه الملاحظات، وعن دخول الطبّاخين إلى قلب المقلاة بأحذيتهم قال منير، أنّ ذلك كان بعد أن تقرّر توقيف الطهي، وتمّ توجيه كميّات من "البايلا" حسب ذات المصدر للأكل بتوزيعها على العائلات ودار الأيتام.