مسكين جمهور الكرة في الجزائر!
16-08-2015, 10:47 AM
حفيظ دراجي
تابعت باهتمام كبير مثل غيري من هواة الكرة، ومن كل الجوانب الفنية والتنظيمية والإعلامية والجماهيرية انطلاقة الموسم الكروي الجديد لدوري المحترفين في الجزائر، وخاصة ما أثير من اهتمام بالمباراة الافتتاحية للموسم بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، والتي زادتني يقينا بأن الجمهور الجزائري العاشق للكرة سيبقى يتألم ويعاني ويدفع ثمن البريكولاج، وثمن فشلنا في توفير المتعة والفرجة والظروف الحسنة لأبنائنا في ملاعب الكرة ومدرجاتها.
عشاق المولودية والشباب من الذين حضروا المباراة في ملعب بولوغين عانوا الويلات من ضيق الملعب، وشدة الحرارة، وغياب أدنى الضروريات والشروط التي تسمح لهم بالاستمتاع، مما أدى إلى أعمال شغب واحتكاك الجماهير فيما بينها في نهاية المباراة وإصابة عدد من المناصرين!
جماهير المولودية والشباب واتحاد الحراش ونصر حسين داي واتحاد العاصمة التي كانت تأمل في متابعة مباريات الداربي في ملعب 5 جويلية كما كان مقررا اكتشفت بأن صرف المال العام من أجل إعادة ترميم الملعب وإعادة فتحه، مجرد كذبة أخرى تم إطلاقها من زمان عندما قيل لنا إنه سيكون جاهزًا لاحتضان نهائي كأس الجمهورية الفارط، وتبين لنا بأن راحة جماهير الكرة ومتعتها، وأمنها وسلامتها هي آخر اهتمامات السلطات العمومية!
معاناة عشاق المولودية والشباب اكتملت بذلك المستوى المتواضع للفريقين رغم الأموال الطائلة التي صرفت على الاستقدامات والتحضيرات، واستمرت مع اللقاءات الأخرى التي كان مستواها محدودًا، وكانت فيها معاناة الجماهير كبيرة في ملاعب صغيرة، لا تتوفر فيها أدنى شروط الراحة والأمن للاعبين والرسميين والمناصرين، وحتى للإعلاميين الذين استمرت معاناتهم مع غياب أدنى شروط ممارسة مهامهم، لتستمر أيضًا كذبة توفر الجزائر على المرافق الرياضة الضرورية لأبنائنا، ولاحتضان الأحداث الرياضية الكروية!
ملاعب وهران وسطيف وتيزي وزو وبراقي التي أعطيت إشارة إنجازها منذ أكثر من عشر سنوات لاتزال في طور الإنجاز على غرار الكثير من المرافق الرياضية والثقافية والاجتماعية التي تستهلك الملايير دون أن تنتهي فيها الأشغال، ليبقى أبناؤنا من الرياضيين والمناصرين عرضة للإهمال والبهدلة التي ليس لها أول ولا آخر!
حتى الجمهور المتابع لمباريات الدوري على الشاشة الصغيرة لم يسلم من المعاناة من خلال متابعة صور رديئة ينقلها التلفزيون العمومي بسبب مشاكل تقنية في البث والإرسال تجعل من مشاهدة المباريات على الشاشة الصغيرة عذابًا آخر يتعرض له عشاق الكرة الذين لم يعد بإمكانهم متابعة تسعين دقيقة من دون ملل.
بالإضافة إلى رداءة الصور والمستوى الفني المتواضع والمتعة الغائبة، وكذا رداءة المرافق وغياب أدنى شروط الراحة والأمن، فإن جمهور الكرة في الجزائر سيبقى محكومًا عليه بالشقاء، ويعاني من قلة الاحترام لمشاعره وإنسانيته امتدادًا للإهمال الذي يتعرض له في حياته اليومية رغم كل الإمكانات المادية والبشرية والطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر، ورغم استحقاقه لحياة أفضل ولأحسن الشروط والظروف كغيره من أبناء الشعوب الأخرى.