زيد بن علي بن الحسين .. حليف القرآن
19-08-2019, 01:01 PM


زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من أئمة أهل البيت وسادتهم، فقيه وخطيب ومفسر، وفد من الكوفة الى الشام، ثم عاد الى العراق، ثم الى المدينة فلحق به بعض أهل الكوفة وبايعوه على الدعوة الى الكتاب والسنة وحرَّضوه على قتال الأمويين، ونشبت بين الطرفين معركةٌ انتهت بمقتله في الكوفة.

نسب زيد بن علي ومولده

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي العلوي، يُكنَّى أبا الحسين، ويقال له: زيد الشهيد، وهو أخو الإمام محمد الباقر، وعم الإمام جعفر الصادق، وأمه أم ولد، أهداها المختار بن أبي عبيدة لعلي بن الحسين فولدت له زيدًا، وعمر، وعليًّا، وخديجة.

قيل: كان مولده سنة 78هـ، وقيل: سنة (79هـ= 698م)، وقيل: سنة 80هـ.

ومن مشايخه: أبوه زين العابدين، وأخوه محمد الباقر.

زيد بن علي وروايته للحديث

كان زيد بن علي أحد العلماء الصلحاء، روى عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، وأخيه محمد الباقر، وأبان بن عثمان بن عفان، وعروة بن الزبير، وروى عنه ابن أخيه جعفر بن محمد الصادق، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وبسام الصيرفي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهم.

مكانة زيد بن علي وعبادته

كان زيد بن علي ذا علم وجلالة وصلاح، ومن أفاضل أهل البيت وعبَّادهم، وقد عَدَّه الجاحظ من خطباء بني هاشم، وقال أبو حنيفة: "ما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أسرع جوابًا ولا أبين قولًا"، وعن أبي الجارود، قال: "قدمت المدينة وكلَّما سألت عن زيد بن علي قيل لي: ذاك حليف القرآن".

زيد بن علي وفرقة الزيدية

تنسب الزيدية إلى زيد بن علي نسبًا ومذهبًا؛ فقد سئل عيسى بن يونس عن الرافضة والزيدية فقال: "أمَّا الرافضة فأوَّل ما ترفَّضت جاءوا إلى زيد بن علي وقالوا له: تبرَّأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، قال: بل أتولَّاهما، قالوا: إذن نرفضك، فسُمِّيت الرافضة، وأمَّا الزيدية قالوا: نتولَّاهما ونتبرَّأ ممَّن تبرَّأ منهما. وخرجوا مع زيد فسُمِّيت الزيدية".



وقد قال زيد بن علي: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، وقد سأله بعض أصحابه عن قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10، 11] قال: أبو بكر وعمر، ثم قال: لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما.

زيد بن علي وهشام بن عبد الملك

ظهر زيد بن علي في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ودعا إلى نفسه، فبعث إليه هشام بن عبد الملك وقال له: قد بلغني عنك كذا وكذا؟ قال: ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين، قال: بلى قد صح عندي ذلك، قال: أحلف لك، فقال: وإن حلفت فأنت غير مُصدَّق، فقال زيد: إنَّ الله لم يرفع من قدر أحدٍ أن يُحْلَف له بالله فلا يُصدِّق، ولا وضع من قدر أحدٍ أن يحلف بالله فلا يُصدَّق، فقال له هشام: أخرج عني، قال إذًا لا تراني إلَّا حيث تكره، فكان ذلك سبب خروجه وطلبه الخلافة.

قتل زيد بن علي

لما خرج زيد بن علي من بين يدي هشام بن عبد الملك عاد الى العراق، ثم الى المدينة فلحق به بعض أهل الكوفة يحرضونه على قتال الأمويين ورجعوا به الى الكوفة فبايعه أربعون ألفًا على الدعوة الى الكتاب والسنة، ونشبت معركة بين الطرفين، فقتل زيد بن علي في المعركة ثم صلب أربع سنين، وقد حمل رأسه إلى الشام فنصب على باب دمشق، ثم أرسل إلى المدينة فنصب عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم حمل إلى مصر فنصب بالجامع فسرقه أهل مصر ودفنوه، وهو صاحب المشهد الذي بين مصر وبركة قارون، بالقرب من جامع ابن طولون، ويقال: إن رأسه مدفون به، والله أعلم بالصواب.
وكان مصرع زيد بن علي رحمه الله سنة 122هـ، وقيل: 120هـ، وكان له يوم قُتل 42 سنة، وقد ورد عند ابن حجر رحمه الله في كتاب تهذيب التهذيب عن جرير بن حازم: أنَّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام متساندًا إلى جذع زيد بن علي، وزيد مصلوب وهو يقول للناس: "هكذا تفعلون بولدي".

قصة الإسلام