مستشفيات بغداد
15-05-2012, 07:18 PM
إهمال في المستشفيات

فالحداثة لا تبدو عليها من الداخل، كل شيء أشبه بحطام، المباني مصدعة، لا تصل إلى هذه المستشفيات إلا المياه الملوثة، لا تشم للأدوات المتهالكة رائحة التعقيم، ولا يوجد أَسِرة حديدية جيدة.. على كل مريض أن يحضر ومعه سريره الخاص به إن أمكن أو يشارك الآخرين في مرتبة واحدة.. المصاعد والمكيفات معطلة، الأسقف والشبابيك تتدلى منها القاذورات، معظم المواد الطبية ثنائية الغرض ممنوعة بمقضتى العقوبات، فأجهزة القلب والرئة والأشعة، وحضانات الأطفال الخدج، وعربات الإسعاف، حتى لا تستخدم كعربات عسكرية، كل هذا ممنوع استيراده.. أما الأدوية مثل المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية التخدير والعلاج الكيميائي وكثير من التطعيمات بل ومواد معامل التحاليل (التي قلت كفاءتها بنسبة 68.6% كما ذكر رمزي كلارك من "المركز الدولي للتأثير" في تقريره لسكرتير الأمم المتحدة في نوفمبر 99*) محظورة بأمر من مجلس الأمن حتى لا تتحول إلى أسلحة بيولوجية أو كيميائية، حتى الأدوية العادية المنقذة للحياة، من محاليل الجفاف إلى الأنسولين عادة غير متواجدة.. السرنجات والقفازات تغسل ويعاد استخدامها.
باختصار، فإن هناك نقصا في كل ما تتخيله من مواد طبية أو غير طبية.. ولا شك أن قطْع الكهرباء المتواصل، وندرة المولدات أثرت بشكل كبير على الرعاية الصحية في البلاد خاصة العمليات الجراحية التي انخفض عددها بنسبة 70% * تبعاً لنفس المصدر السابق، وهذه العمليات التي تجرى يُضطر الأطباء في بعض الأحيان إلى إجرائها بدون بنج، فكثيراً ما تسمع أروقة هذه المستشفيات صرخات الألم الموجعة