أين أمتنا من النحل الياباني!
05-11-2018, 01:36 PM
اين امتنا من النحل الياباني!

بقلم بن اسماعين زليخة خربوش

من معجزات الله في خلقه! قرأت مقالا علميا في مجلة اجنبية يقول: لاحظ علماء اليابان ان النحل الياباني عدواني وإنتاجه من العسل قليل فقرروا ان يستوردوا النحل الاوربي - لأنه مسالم وغزير الانتاج - لتلقيح نحلهم . النحل الياباني رفض وجود النحل الاوربي وهاجمه وقضي عليه ... فقرروا ان يعرفوا السبب... فلاحظوا ان النحل الاوربي يعيش منفردا منقسما على نفسه، وكل نحلة لا تهتم إلا بالدفاع عن نفسها، مثل بعض شعوبنا، ... اما النحل اليباني يعيش حياة جماعية، فإذا دخلت حشرة اجنبية يستقبلها جماعيا فلا يقتلها ولا يصطادها ، خوفا علي تحطيم خليته، فيدور حول النحل الاجنبي ويحاصره ويحتك به دون توقف! الى ان ترتفع حرارته الي 37 درجة ثم ينفض عنها فتموت... اما النحل اليباني لا يموت في تلك الدرجة 37! ولماذا يتوقفون في الدرجة 37 ؟ لان النحل اليباني يموت اذا ارتفعت الحرارة الى 38 درجة! سبحان الله ...من الذي عرف النحل ان النحل الاوربي يموت في تلك الدرجة، والنحل اليباني يموت في تلك ؟
هذا عن النحل الذكي... فأين اتحاد وتكتل امتنا ضد التخطيط والتلاعب الاجنبي؟ بقيت خاشعة محتارة مشتتة الذهن متسائلة : كيف ان امتنا التي زودهم الله بالعقل والوعي والقيم الرفيعة وعقيدة التوحيد, لا تعرف خطر التفرد وقيمة الوحدة ؟ امامها الدول توحدت ووحدت عملتها وسوقها المشترك ومع ذلك يعلن افرادها ولاءهم للدول التي شيدت وحدتها وأقامت مؤسساتها المشتركة... ولمَ لا يغر افراد امتنا لا من مجموعة العشرين ولا من مجموعة الثمانية 8 ولا حتى من وحدة النحل اليباني؟ لماذا يفضلون نظام الدويلات المنقسمة على نفسها؟ لماذا لا تدرك الامة خطر الحشرات الاجنبية وتأنس للاجنبي بسهولة ؟ بل يشد افرادها حنين غريب للاجنبي... وألفة متطرفة من طرف واحد... لماذا يفضل افراد امتنا ان يعيشوا منفردين كالنحل الاوربي لتلتهمهم الحشرات الضارة بسهولة؟ هل بُرمجت عقولنا ام نحن مبرمجين تلقائيا ؟ نحن لا نجتمع إلا لنفترق او على كلمة ( ارحل ) ارحل التي اصبحت موضة فقط في دولنا بتمييز او بلا تميز... تقولها الشعوب لحكامها بقضية او بدون قضية...
كم اخشى ان نقع في ازمة حكام وكل واحد يرفض منصب الحاكم - وكلمة ارحل انتقلت الى البيوت لتقولها النفوس المغلولة اليائسة لكل من يعاكس... ان النفوس التي تصاب بالإحباط والتدمير وكره النفس، تريد تحطيم مؤسساتها وشعوبها - كالهرة تأكل اولادها- وكل منجزات بلادها، وقد تستنجد بالحشرة الاجنبية والوطاويط لتمتص دماء ابناء وطنها...
وارحل قد يقولها الزوج لزوجته في حالة غضبه... او تقولها الاخت لأخيها اذا عصبها ويقولها المهلوس الذي خرج من قبضة انسانيته ليقع في قبضة وحشيته...و يقولها كل من سولت له نفسه انه من رواد الحرية...( والحرية كلمة فلسفية وُضعت من اجل تحرير الانسان من المظالم... وقلبتها الإمبريالية الي عبودية ) وارحل يقولها كل من خلط الثورة ، بالاحتجاج والانقلاب والفتنة... .الثورة الحقيقية هي ثورة النبي الكريم التي قلبت حيات الظلام رأسا على عقب... وكالثورة الفرنسية التي نثرتجذور الملوك المستبدين وسيطرة الكنيسة... وكثورة نوفمبر الخالدة التي وقفت في وجه استعمار غاشم ووراءه حلف اطلسي جبار... اما ان نقتل افراد شعوبنا ونسميها ثورة ، فهذا من ابشع الاخلاق... لان الاحتجاج يمكن ان نعد له جيدا ونستعين به لإراحة شعوبنا من ظلم الظالمين المستبدين... دون ان نعرض كل الشعب الى الخطر من اجل فرد حاكم نصبناه بأيدينا وعجزنا عن تقويمه.
النحلة اليابانية حافظت علي بنية خليتها فلم تقم حربا في بيتها ...بل عزلت العدو وأحاطت به وتخلصت منه في صمت... هل النحلة اذكي من البشر؟ ان ابناء ليبيا يتعرضون للإبادة ومؤسساتها تحطمت...ومطاراتها وسياراتها وبوارجها كلها تعرضت للإتلاف...بدبابة الاجنبي... هذا يعني ان تنميتها و ثروتها السابقة ذهبت... ويجب ان تستأنف من السفر! يعني ، لا تواصل ولا تراكم لحضارة ولا تاريخ ... وذاك شان العرب في كل مرة يُلغَى تاريخهم ليعود ويبتدئ من السفر... واللاحق يلغي السابق في حين عند غيرنا يأخذ الجيد من ماضيه وينقح ويصحح ويضيف ويبنى ويزيد عليه.
هل تسألنا من المستفيد من كل ما يجري علي ساحة بلداننا؟ طبعا المستفيد هم الاذكياء اصحاب الازمات الاقتصادية الذين عرفوا كيف يحولون اخطار ازماتهم الي غيرهم... من الذين يشبهون النحل الاوربي.
وما زال لم نعرف من هو الثور المرشح للمذبحة القادمة! الحشرة هي التي تجس النبض وتقرر في جماعة الثمانية... او العشرين... او في جماعاتهم السرية... لا يهم جماعاتهم متعددة ،متفاهمة متآزرة، ومتحدة علي ان تكفننا بملابسنا ، وتخطف الدولارات من جيوبنا ، وثروتنا ثم تعد للهجوم علي خليتنا؟
متى ننتبه الي سموم الحشرة الاجنبية وقفازها الحريري؟ يقول الحديث الشريف: " الناس نيام فاذا ماتوا استيقظوا" ونحن متنا ولم نستيقظ! متى نرفع حرارة جسمها؟ كي نتخلص ممن سلبنا ونهبنا؟ هل نفكر في طرق رفع حرارة جسمنا؟ هاهي افغان تعترف ان الهجمات المنفردة لم تجدها نفعا! متى نستيقظ ( والحديث الشريف يقول : " الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا" ونحن متى نتفطن ان مصيرنا بيد غيرنا الذى يدمي حياتنا ويقضي علي كياننا ووجودنا... ويدبر علينا بتبني قوالب صنعت من اجل مجتمعاته... هو الذي يفرض العولمة و ( والديمقراطية الدكتاتورية) لأنه يريد مسخنا وتشويه ثقافتنا وليس تطورنا كما تزعم... هذه الحشرة التي وجدت خليتها في فردانيتنا لن تسمح لنا لا بتنمية ولا بتطورفلنحذرها.
ان التنين الصيني رفض مقترحات الحشرة في لتغيير الحزب وتمسك بالحزب الواحد... وقال لهم : لو اردتم ان احضر للانتخابات هاتوني مليار وثماني مائة ورقة؟ يعني كل خريطة العالم لا تكفينى للتحضير...قاطع البرابول ، كما رفض ثقافتهم السطحية الاعلام التي قد تبرمج العوام، وتبث في ادمغتهم الرسائل الخفية.. وتضر بالمصلحة الوطنية... وهو يعتمد مبدأ ( دعه يعمل دعه يمر) بشرط ألا يدوس جثة المصلحة الوطنية... والعامل يأكل ومن حقه ان يعيش اما الكسول يموت ... ويموت يعني يموت... والإنسانية عندهم تبتدئ من باب العمل... لا مكان للنحلة الاوربية والحشرة الغريبة. فردانية تفكيرهم... وهو اليوم يتحداهم بتنميته وازدهاره.
من برمجنا علي رفض التكتل؟ اية دعوة شر لحقتنا؟.... لماذا نميل الي التملق والتسول والهربة الي بلدانهم؟ لماذا نذوب ونتحلل امام الحشرة الاجنبية ونسمح لها بالتهام افرادنا؟ أي غباء وأية بلاهة تسمح لحشرة تتحكم في عقولنا، وتفرض علينا قواعد المستقبل؟ هل لنا حذاء في ادمغتنا؟....

Zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا