تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
28-10-2012, 03:50 PM


.../ ...

عاد حسين من عملهِ بعد يومٍ مضنٍ قضاه في عملٍ شاقٍّ في البناء.
ولكنه وجد المنزلَ خاليًّا يكتنفه بعض السكون الرهيب، وليس لفاطمة من أثرٍ.. فانتابه القلق، ولكنه قال في قرارة نفسه:
ــ ربما هي لا تزال في المركز.. يظهر أنّ موعد اختبارات التخرّج، وإنهاء التدريب قد قارب على نهايته.. أكثر من ثلاث سنوات من التربص.. ثم أين تذهب؟! وهي لا تعرف من الدنيا شيئًا !..
وكأنّه يلهي نفسه ببعض الاطمئنان.. وبعد هنيهة زاد قلقه وأخذته هواجس السؤالِ، وعلامات استفهام تنبئ بسوء الحالِ.
وشردتِ الأفكار، فكان جلّ منواله التطلع إلى الخارج لمراقبة الأجواء لعلّه يراها من بعيدٍ وهي آتية.. وسوف يحاسبها حسابًا عسيرًا، أو لِتأتيَه ببرهانٍ مبينٍ يشفع لها على تأخرها ..
ولكنه لم يلمح شيئًا.. ما عدا بعض الناس كل واحد يهرع إلى بيته. بعد أن أوشكتِ الشمس إذانًا بالغروب. والغروبُ رسول الدجى .. ومع ذلك الترقب والقلق دخل المنزل.. وما إن هو منهمكٌ في إشعال الموقد فإذا بالباب يُطرق طرقًا عنيفًا. فخرج ليستطلعَ منِ الطارق.. فإذا به أمام رجلين من شرطة المدينة.. فأوجس منهما خيفةً.
فتقدما منه لإلقاء عليه بعض الأسئلة:
ــ مساء الخير.. هل تسكن هنا في هذا المنزل المهجور؟
ــ مساء الخير.. نعم..
ــ هل تسكن وحدك ؟
ــ لا.. تسكن معي أختي.. بل إبنة عمي.
ـــ هل لنا أن نعرفَ أين هي الآن؟
فتلعثم لسانه .. وقال :
ـــ هي بمركز تعلُّم الخياطة والطرز والنسيج .
ــ أ متأكّدٌ أنت فيما تقول؟
ــ نعم، نعم.. اِنتظرا.. لا، لا.. لست ادري.
ــ إذًا هيا معنا إلى المخفر لنأخذَ أقوالك.
ــ ماذا حصل، أرجوكما؟!.
ــ هناك سوف تعرف كل شيءٍ.
فكاد الخوف يقتل حسين.. لأنه لم يتعود مقابلة رجال الأمن، وكذلك قلقه وخوفه على فاطمة.. لأن الاستفسار والإشارة لها جاء على لسان الشرطيين.
وفي المخفر أعادوا ــ بعد أن اِطّلعوا على بطاقة تعريفه ــ عليه نفس الأسئلة مستفسرين منه عن مكان وجود فاطمة الآن.
ولكنه لا يدري.
وأخذت الأسئلة منحى آخر.. إذ سأله مفتش الشرطة:
ــ كيف كان عيشك مع البنت؟
ــ نحيا معًا حياة عادية.
ــ هل هي أختك؟
ــ لا ..هي بنت عمي .
ــ هل كانت لطيفة معك؟
ــ بعض الشيء ..
ــ ليتك تحدّد ما تعنيه
ــ هي دائمًا متبرمة ومتجهمة.
ــ لماذا ذلك؟
ــ لست أدري.. هو ذلك طبعها وديدنها.
ــ عندما تتحدث معك ماذا كانت تقول لك؟
ــ هي لم تتحدث معي.
ــ هي لا تقدر أن تتحدثَ معي .
ــ كيف، ولماذا لا تقدر؟ هل تخاف منك؟ هل كنت تضربها؟..
ــ قلتُ لك يا سيدي هي لا تقدر على الحديث معي.
...
وقدح حسين زناد أفكاره لعلّه يجد مفردة " خرساء " بلغة هؤلاء القوم.. ولكنه عبثًا كان يحاول.
فلم يعثر على ما يقابل تلك الكلمة.. فاسودّت الدنيا بوجهه.. وتذكر قوله تعالى:
" ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ".
هنا أقسم حسين في قرارة نفسه.. أنه سوف يتعلّم لغة القوم قراءة وكتابة ويتقنها مثلهم في المستقبل.
عندها واجهه مفتش الشرطة بهذا الكلام:
ــ السيد حسين أنت متّهمٌ بالضغط ومعاملة إبنة عمك بقسوة.. نتج من خلال ذلك أنها انتحرت، ووضعت حدًّا لحياتها.. لأجل ذلك سوف نقوم بحبسك على ذمّة التحقيق .
يا للمصيبة! وهول ما سمع!
اِنتحرت .. اِنتحرت.
ثم تمتم..
"ربّ " أَنِّي مغلوبٌ فانتصِر.
...
وما هي إلاّ لحظات ودخل شرطيّ وأسرّ في أذن المفتش ..
ــ سيدي قد عملوا لها غسيل معدة، وأنها لا تزال على قيد الحياة .
فتهلّل وجه حسين بِشرًا.
اِنتظروني.

... يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 25-10-2019 الساعة 05:07 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
31-10-2012, 10:28 AM


.../ ...

وبعد انتشارِ خبر إقدام فاطمة على محاولة وضع حدًّا لحياتها في أرجاء المدينة.
علمت مديرة المركز بالخبر فهرعت إلى المستشفى لجلاء الأمر.. وصادف أن الشرطة قابلتها وتكلمت معها عن سيرة فاطمة.
فاثنت عليها، ومدحت سيرتها.. ومما جاء في حديثها.
ــ رغم عاهتها عدم نطقها، إلاّ أن فاطمة لهي نعم الفتاة، فهي مجتهدة فى تربّصها في مركزنا، وتعلّمها بسرعةٍ لِما يُلقى عليها من دروس الخياطة نظريًّا، أما في الأمور الأمور التطبيقية فهي تفوق أمهر الخياطين المحترفين.. بل أنني على يقين وجازمة بذلك، أنّ مستقبلَها سيكون زاهرًا.
عندها عرف مفتش الشرطة سبب عدم كلامها مع حسين.
فعاد إلى المخفر وأطلق سراحه.
...
طار حسين إلى المستشفى بعد أن أخذ عليه مفتش الشرطة تعهدًا ألا يعاقب فاطمة ولا يتعرض لها بأذى.
وعند وصوله أمام الغرفة التي ترقد بها.. سمحوا له رؤيتها لبعض دقائق
وعندما لمحها وهي ملقاة على السرير.. همت كعادتها لتقبيل يده، ولكن قواها لم تساعدها. وهي تذرف السخين من الدموع.
فما كان من حسين إلا أن قبّل رأسها وأشار عليها أن ترتاح ..قائلاً:
ــ لا عليكِ يا أختاه.
يا لها من لحظة مؤثرة حين يقلب الإنسان صفحات من الماضي ذهبت بها رياح الذكريات ولم يبق منها إلاّ إطلال بالية، وعبرات باكية.. وهي ما تبقى رصيد الحب والوفاء.
...
وبعد أيام قضتها فاطمة في المستشفى، امتثلت للشفاء بسرعةٍ.. وفارقت المستشفى لتجدَ نفسها على موعدٍ لاختبارات إنهاء التربص..
فتجتاز الامتحان النظري والتطبيقي لمدة أسبوعٍ.. وكان الصراع على أشده بين المتربصات.
وبقيت ثلاثة أيام وهي تترقب نتيجة الامتحان و القلق قد اخذ منها مأخذه.
وقبل إعلان نتائج الامتحان بيومٍ.. طلبت منها المديرة أن تأتي بابن عمها معها غدًا.. كما أشارت عليها أن تأتيَ في زينتها.
وفي اليوم الموعود.. رأى الناسُ لأول مرة فاطمة تسير في الطريق يرافقها شابّاً يكبرها بعض سنوات.. وهم الذين اِعتادوا رؤيتها تسلك طريقها وحيدة.
وهي في طريقها يتوالى إلى مخيلتها سيل الذكريات، وتتقافز إلى خاطرها الآمال تطرب الفؤاد طالما كوته نيران البعد، وألهبته تباريح الوجد على مَن رحلوا.
وعند وصولها وابن عمها المركز استقبلتهما المديرة، وبعد التحية طلبت منهما الجلوس في الصفوف الأمامية من القاعة وكم كانتِ القاعة مكتظة بالحاضرين في أبهى زينتهم إلاّ فاطمة وحسين.
وما هي إلاّ لحظات و صعدت المديرة المنصة لإلقاء كلمة ترحيبٍ بالمدعوّين من وجهاء البلدة و عليّة القوم شارحة الرسالة التي يقوم بها المركز بتعليم الفتيات لكسبهن مهنة تكون لهن مساعدة لنشلهن من براثن الفقر الذي قد يؤدي بهن إلى الانحراف.
ثم أحالت الكلمة إلى عمدة البلدة بعد أن شكرته على الدعم الذي مافتئ يقدمه للمركز.
ومما أتى في كلمة عمدة البلدة.
..إن المتخرجات سوف يكون لهن عملاً على الفور
وجاء الإعلان عن النتائج
فما كان من المديرة أن قالت:
هنا بيننا فتاة كدّت واجتهدت طوال السنوات التي قضتها في المركز ، فكانت القدوة والمثال و التفاني في العمل سواء كان نظريًّا أم تطبيقيًّا.. فإنني و كل أساتذة و مدربات المركز نفتخر بفتاة مثل هذه.. على حصولها المرتبة الأولى.. والفتاة هي بنتنا فاطمة الإ......
فضجت القاعة بالتصفيق و الهتاف.. ولكن فاطمة لم تفقه أن الأمر يعنيها هي.
فتفطنت المديرة وأشارت عليها صعود المنصة.. فما كانت من فاطمة عندما فهمت.. أن انفجرت باكية.. فبكت و أبكت كل من كان بالقاعة.. وخانتها عاهتها أن تقول شيئًا.
..
وواصلت المديرة الإعلان عن بقية الفائزات..
وعند اختتام الحفل.. طلبت المديرة من فاطمة.. أن إدارة المركز وفريق التدريس موافقون على توظيفها كمدربة للأمور التطبيقية في الخياطة.. وعليها أن تستخرج الوثائق اللازمة لتوظيفها.
وعاد كلٌّ من حسين وفاطمة المنزل والفرح يغمر حسين وقد اظهر ذلك لها.. مشيرًا لها أن الفخرَ بها يعتليه.

انتظروني

... يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 11-11-2019 الساعة 02:58 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 43,268

  • زسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    61

  • دائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the rough
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
31-10-2012, 05:22 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دائمة الذكر مشاهدة المشاركة
اعتذر على المقاطعة

تابع استاذ كلماتك راقية و جميلة

انا متابعة..........

المشرفة المحترمة
دائمة الذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختنا في الله
أولا دعيني أرحب بكِ في صفحتي، ما دام هذا أول تقاطع مداخلاتنا.
يا ذات الطهر والوقار.
وما رقي الكلام إلاّ في مروركِ، ولا يتأتّى جمال اللغة العربية إلاّ في حضوركِ.
وما أسعدني حين تتابع ما أكتب فاضلة تدعى / دائمة الذكر.
رفع الله في الدنيا والاخرة ذكركِ، وأعلى قدركِ، وشرح بالعلم صدركِ، ويسّر لكِ في كل حاجاتكِ أمركِ.
زادكِ الله فضلا ونعيما.
تحياتي.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
01-11-2012, 11:39 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند أم عمر مشاهدة المشاركة
حجز مقعد للمتابعة
كأنّي بنجمةٍ تأَلَّقَت فِي وسط سماءِ الأبداعِ، فأَرخت جدائلَ مقدمها علَى بياضِ صفحاتي
فارتبكَ حرفي، عندما جنّ البوحُ في سماء منتدى الشروق.
هند أم عمر
يا ألق البيان ونبراسه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكل أوقاتك سعادة ومسرات.
أناقة ودماثة أخلاقِ، وشَمَهما حرفٌ غارقٌ في الطيبِ والفضل.
يا فاضلة
كم سرتني متابعتكِ لقصتي.
لكِ الامتنان ملفوف بباقة وردٍ.
تحياتي.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
01-11-2012, 11:54 AM

.../ ...

أهو الفجر آتٍ يبتسم رغم الغمام؟
ألاَ نلتفتُ إلى الوراء إذًا؟.
فثمّت قد لا نجد سوى الذكريات الحزينة، والعبرات الغزيرة الفاضحة تغالب أعيننا الدامعة، لا نقلّب صفحات الماضي الآفل، فليس لنا إلا رجع الصدى الأليم .
أ تُرى أنّ مسافات البعد والبعاد، تشغلنا عن الذين رحلوا؟
أ نُوهِم ذاتنا أنهم باقون معنا، وهم لِوِصالنا قد يعودون؟
ومع ذلك نشعر أنّ مَن نضمر لهم ولأرواحهم الحبّ أنهم هاهنا، يحيون بيننا.
وهل تَستحقّ كُل القُلوب البَوح بما يختلج بها؟.
ألاَ يكون الآخر يعوّض مكان الذين رحلوا؟
ومع ذلك فالفَجرُ لايزال في شروقٍ، والزهر سوف يتفتّح لقطرات الندى..
فهل الآخر يفكّر في ذلك؟
ولِمَ نشعر أنَّنا حِين نعانق طيفًا يحمّلنا أحلامًا، ويلفّنا، بل يسقط علينا
خَيالاً؟!
ولولا خميلة الخيال لكنَّا فتات رمادٍ أو هشيمًا تذروهُ الرياح.
ولولا دجى الليل ما بزغ وتلألأ نور الصباح.
لِمَ الخوف من البوحِ؟ أ لِكوننا نهاب الواقع الذي يبدد تقاسيم اللقاء؟ ويستوطن جحود أنفاس العطاء؟ في أحضان وطنٍ قومه لا يعرفون سوى الأهواء؟.
غربةٌ من بعد غربةٍ .. وظلام الخوف يغشاه ظلام العيش في ذكرى الماضي.
فهل ينهكنا سديم عتمة النجوم؟.
وظلمة الغسق انكسارًا بات مدفونًا بِالفقد ليلتمس حلم الوصال.
تُرَى هل لنا أن نلتمسَ التخلص من بعض أحزان الماضي ولو لِلَحظات؟
واهًا من حياة ما أقساها!
وآهٍ ! لو نستسيغ شربةً من معينِ الحاضر؟ لَربما اغتسلنا بنقائها ونحيا الحياة من جديد.
بهذه التساؤلات فكّر وشعر بها حسين وفاطمة في تأملاتهما في ذلك الحضور الغيبي
ولكنهما عادا للواقع، إذ أشار حسين إلى فاطمة:
ــ أن متى تستخرجين الوثائق اللازمة حتى تقدمها مثلما طلت مديرة المركز؟
لكنّ فاطمة فاجأتهُ بإشارةٍ.
ــ أنها لا تريد أن تكونَ مدرّبة تطبيقية في المركز، بل هي تفكر وتريد أن تكونَ شيئًا آخر.
فامتعض حسين من ردها هذا، ولكنه تذكّر أنه تعهّد ألاّ يغضبها.
وتساءل في أعماقه .. ما هو الشيء الآخر الذي تريد عمله فاطمة؟
و لكنه تمتم هامساً::
ــ سوف نرى.. سوف نرى.

... يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 22-06-2013 الساعة 11:31 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
04-11-2012, 11:38 PM

.../ ...

ومع أتربة الانكسار.
فهل تستطيع فاطمة أن تطويَ صفحة ماضي الحزن المريب ؟
لتستفيقَ على واقعٍ قد تطير وتحوم فيه فراشات الأمل..
ومهما اعتلى غيمُ الضبابِ غامِراً فضاء الإحساس انكسارًا وخذلاناً !
فربما هناك غدٌ ومستقبلٌ تحت إشراقة فجرهِ الوليد يحملُ في ثغرهِ ابتسامة قد .تكون فريدةً
وعلى هذا التأمل خرجت فاطمة على غير عادتها تنتظر حسين.
فهذا موعد وصوله من عمله.
وعلى بعدٍ من ذلك المنزل المهجور
فإذا بها تلمحه يتحدث مع فتاة قد اعترضت طريقه.
ورغم أن الحديث لم يدم طويلاً.
إلاّ أنّ فاطمة أحست بشعورٍ غريبٍ سرى في أعماق نفسها، لم تألفه من قبل..
ودخلت المنزل.
أهو برد المساءِ الذي أعجلها على ولوج المنزل ولم تنتظر حسين؟
أم هناك شيء آخر؟
وصل حسين المنزل.
فلمح محياها فيه بعض الحنق يشوبه بعض الغيظ لم يألفه من قبل.. واضطرابٌ
فأشار عليها.. أن ما بها؟
فردت عليه بإيحاء.. لا شيء.
ثم تشجعت بعد لحظاتٍ.. مشيرة:
ــ من تلك التي كانت تحادثك بالخارج؟
فلم يردّ عليها.. وتظاهر أنه لم يفهم السؤال.
فزاد غضبها في دواخلها.
وحسين يراقبها.. وهو يقارن ويمايز، ولو على سبيل الحدس والتخمين.
وبعد العشاء.
أشار لها..
أن لا داعي من أن تستيقظي باكرًا.. فلا عمل لي غدًا نتيجة تهاطل الثلوج، فملاحظ ومراقب العمال أمرنا بذلك.
ثم أحسّ بما يخالج نفسه.. ليقولَ بصوت هو أقرب إلى الهمس:
أمازال الحزن يمخر بسفنه فوق هذا البحر منَ الدموع دون مجدافٍ وبوصلةٍ ترشدنا ِلبرّ الأمان؟..
لـمَ لا نهيم دُونَ وعيٍّ منَّا، ونجد أَنَّ إرتحالنا من كلِّ ملامحِ الحزنِ لَهُو خلاصٌ لنا ؟
فهل هذا قدرُنا؟ وأنه كُتب علينا نحيا البؤس والضياع؟
لماذا لا نبحثُ عن
كسرةِ انتماء نسدُّ بها رمق ضياعنا
فما أقساكِ يا دنيا.
و فجأة كرجلٍ شرقيٍّ.. أشار إليها إيحاءً..
ــ قد آن الآوان أن تتزوجي .. وهناك من يريد الزواج بكِ.
فعادت فاطمة بفكرها إلى ما رأته قبل قليلٍ.. ففكّرت في اعماق نفسها أن حسين يريد التخلّص والخلاص منها ..
فأشارت إليه:
ــ أن لا حاجة لها بالزواج.
وانفجرت باكية.
فأعاد حسين الكرّةَ،
مشيرًا لها :
ــ إنه شابّ لطيفٌ يقدركِ ويحبكِ
فأشارت إليه::
ـــ هي لا تحبّ أحدًا، ولا تريد أن يقدّرها أو يحبها أي أحدٍ.. ولكن من هو يا تُرى؟.. ثمّ كيف تعرفتَ عليه، وليس في المنطقة من العرب إلاّ أنت وأنا؟
فأشار لها:
ــ ألا تراجعيني، ولا أريد نقاشًا ، يكفي أنه يريد أن يكتبَ كتابكما غدًا في البلدية.. فعليكِ بتحضيري نفسكِ
توسلت إليه.. ألاّ يفعل.. ثم أشارت له:
ــ من هو ذلك الشاب لأتعرفَ عليه، وأقول له إنني لا أريد الزواج، لا به، ولا مع غيره؟.
فما كان من حسين إلاّ أن نظر إليها مليًّا، بنظرة، كانت هذه المرة توحي بشيء سرى في جوارحه لم يعهده من قبل، ثم أشار لها :
ــ حقيقة أنّ الشاب يكبركِ بسنواتٍ.. وإذا تريدين أن تعرفيهِ.. فذلك الشاب هو أنا.
صمتٌ عمّ المكان، وكأنه أختزل الزمان.
فما كان من فاطمة إلاّ أنها قامت وجعلت ستارًا يحجب فراشها عن أعين حسين. ودخلت "مخدعها "
لكن ولأول مرّة لم تقبّل يد حسين كما كانت تفعل من قبل.

وما زال السرد، وسوف يطول.


... يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 22-06-2013 الساعة 11:42 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: العاشقة الخرساء.
10-06-2013, 08:48 PM






.../ ...

وتناجتِ الأرواح
أيا زهرة الهمسِ المطلة خلف عصارة الجوى وأشواق الحنين.
ها أنتِ ملتفّةً بسياج الصد، يقاسمني منكِ صبٌّ ألا تعلمين؟
تراني جئتكِ أُخبِّئُ مقلتي وقد ذاب جفنها مع زمهرير البِعاد
وكلّما أراكِ يزدادُ بكِ الأُفقُ اتساعًا لتزهو الروح بأحلامِ السنين.
أخبريني..
لِمَ لا نصنع زورقاً يخترق المدى؟
فنبحر به في حلمنا، ثم نرسو..
فأمامنا من العمر ما يسعدنا ألاَ تدركين؟
قد لا نملك القدرة احتمال الافتراق، إذًا لنسلك الطريقِ المُؤدّي إلى لقائنا ألا تصدقين؟
كم ناجيتكِ بعد أَن أَقفلتِ كلَّ باب..فهل كنتِ لبوحي وندائي تسمعين ؟
أتساءل.. هل ستحبُينِني؟!
أَم أَنَّ شغب بوحي يبقى مرددًا.. ثم يرجعه إليّ الصدى، ولا يجدُ منكِ جوابًا.
ـــــــــــ
هيهٍ!..
يا بدراً بزغ ألقًا في ليالي آلامي، ثم سكن أمام منزل الأمن والأماني
لِمَ لا تكون لي خفق شوقي في احتراقي، وأملٌ يراقص النبض في أَعماقي ؟.
تعالى واخلق لي لغةً خاليةً من الكلام.. تكون همسًا بالأعين.. ثم يسكت الكلام في أعزّ الكلام
كل ذلك من أَجلي.
طوق بذراعيك جيدي، وبيديك ألا تداعب معصمي؟
واجعل بوحكَ يراود جنون هذياني .!
يَا فارسًا بجواده سلك درب غربتي واغترابي
أنت من كنت المعين حين حلت اللعنة بأوطاني.
أنت أَيها القادم من زمن المحال، فإنني أتوق وكم اعشق الوصال
ألا أخبرتني عن تباريح الشوق التي بأنفاسكَ، ولِمَ ذاك العتاب؟
فأنفاسي تهوى اللقاء، حتى وإن تظاهرتُ بالغياب
من أجلكَ أصبحت أحب العيش
قسمًا أن الشوق لك قد ملأ أَركان وجداني.
ــــــــــــ
ولاحت تباشير الصباح، وشعشع النور وعمّ الأودية والتلال والبطاح ..
ومع ذلك فلا فاطمة استيقظت كعادتها، ولا حسين أعجله النهوض من فراشه.
ترى لِمَ ذلك؟
ألا من واحدٍ من
نومه يقوم؟
وأخيرًا قامت فاطمة والخجل قد اخذ منها مأخذه
ثم ذهبت نحو حسين وأشارت عليه أن يخرجَ ليتناولَ قهوته خارجًا في إحدى المقاهي .. لأنّ السكر لم يعد موجودًا، ونسيت أن تخبره.
فأشار لها أنه سوف يخرج ليأتي بالسكر ..
ويشربا قهوة الصباح معًا.. ثم أنه يريد محادثتها في أمورٍ.
وخرج.
فما كان من فاطمة إلاّ أن بدأت بتحضير فطور الصباح ..
ولو كان لها ما تبوح به لقالت :
أيا قلباً شهق حبّاً.
وكأنها تناجي بلسان الحال، وفي أعماقها كان المقال:
ربّاه! أحمدك على عطائك.. فقد كنتُ لا أرجو منك إلاّ
الارتواء حبَاً مِن رجلٍ يقبل بي رغم عاهتي .. وها أنت أعطيتني أكثر.
وما هي لحظات وعاد حسين .. فوجد فاطمة تنتظره، ولكن الخجل يجتاحها.
وأثناء تناول فطور الصباح، أشار حسين على فاطمة أنه سوف يزور السيدة كلودين مديرة المركز ويفاتحها في أمر زواجهما لتكونَ من الشهود على كتابهما.
فاعترى فاطمة الحجل والاضطراب
وعند قيامه قالت له بإيحاءٍ:
قبل أن تفعل ذلك.. ألا تعلم أن لي وليّا.. ألا كلمته؟ ربما هو لا يرضى بك.
وأن ولي أمري هو ابن عمي ..
مازحته هكذا.. دون أن تبتسم ..
فأشار لها :
أنني قد قد فاتحته، وهو الذي شجعني على ذلك.
ثم خرج يعلوه الفرح.

... يتبع














  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: العاشقة الخرساء.
11-06-2013, 10:12 AM
يا الله يبدو انني وجدت ضالتي نعم وجدت باذن الله ضالتي ظننت ان سنوات الدراسة الجامعية التي امضيتها مع لدات لا يعرفون من عالم الروح سوى التطفل على " عالم الحب الطاهر النقي " وظننت ان قلبي تصلد بسبب ما عايشته من فراغ روحي في تلك الفترة بين عناء الدراسة وعناء محاولة السباحة ضد التيار لكن هذه الرواية وانا اقراها تذكرت ايام المراهقة التي امضيتها عكس الكثيرات بين ضفتي روايات المنفلوطي شكرا اخي شكرا يا ابن الجزائر شكرا استاذنا شكرا في انتظار بقية القصة بوابل من الشوق ولا انسى ان اثني على اسلوبك الراقي في حبك عنصر التشويق للقراء
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 10:39 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى