الآخلاق...
13-12-2013, 07:07 PM
ستظل الآخلاق هي الرصيد التاريخي الآول الذي تستمد منه الآجيال المتلاحقة من حسن خلق النبي,وحملة مشاعل التربية الخلقية التي هي أهم للاٍنسان من ثوبه وخبزه والمرءُ بالآخلاقِ يسمو ويعلو ذكره,فعلينا أن نتحلى بها ونبحث عن عناصر بقائها,وأصول اٍمتدادها.
ومن درس واٍطلع على سيرة النبي محمد -عليه الصًلاة والسًلام- واٍعطائها حقها من النظًر والفكر و التحقيق رآى خلقاً راقياً عجيباً, اٍستعلى به رسول الله والفئة المؤمنة معه واٍرتقوا بالآخلاق النبيلة اٍلى درجات لم تشهدها الأمة على اٍمتداد عصورها وأزمانها.
وهذه شهادة من الله تعالى في قوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) 1
فقد قالت عائشة-رضي الله عنها-لما سئلت عن خلق النبي قالت(كان خلقه القرآن)2
فهذه كلمة حقِِ أدلت بها أمنا عائشة وهي ترشدنا عن نبل أخلاقه وجميل خلاله المتمثلة في اٍتباع القرآن الكريم, والاٍستقامة على مافيه من أوامر و نواهي والتخلق بآخلاقه والاٍبتعاد عن كل خلقِِ سيئ مذموم.
ولو تآملت في أخلاق الرسول لوجدتها تقول اٍني أصنع أمة لها تاريخ الآرض من بعد.
هكذا يكون النظر في الآخلاق فعلم الآخلاق من العلوم ذات البعد العلميً,والتي تهدف اٍلى بناء شخصية المسلم المثالية, التي هي مبدأ في الحياة يٌتخذ منها حقائق سامية تٌبعد الاٍنسان عما يشد به اٍلى الآرضيات.
فالآخلاق يعتبرها ديننا الحنيف من آساسيات حياة الاٍنسان المسلم وهي المحور الفاصل التي تدور حوله هذه الحياة, فالآخلاق الفاضلة والحميدة ترقى بصاحبها اٍلى أسمى الدرجات وقد قال رسول الله «إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا»3
المسلم مطالب بل واجباً عليه أن يخالق الناس بخلق حسن فاضل الذي يجسد القيم ومبادئ وأسس ونظم شريعتنا الغراء ومعانيها.
ونرى قيمة الآخلاق في تعامل الناس مع بعضهم في حياتهم الفردية والاٍجتماعية و الأسرية,فالاٍسلام يؤكد قيمة الآخلاق.
فالخلال الحميدة والصفات الجميلة عبارة عن أسس المرتبة لسلوكنا والتي حددتها لنا الشريعة لتنظيم حياتنا الدنيوية بغية تحقيق الغاية من وجودنا في هذا العالم على الوجهِ الأكمل والآتم.
فعلينا أن نعمل من أجل حياة خيرية ونحسن التعامل مع الله والنفس والمجتمع,فالآخلاق هي جوهر الاٍسلام بل ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه,عليكم أن تقتدوا به وتعلموا الناس جميل ما آتى به.


--------------------------------------------------------
1-القلم الآية 4
2- صحيح مسلم.
3- رواه مسلم.

كَاتِب المَقَالة: حَسَاني أسَامة......_الأفق الجميل_