ليستر سيتي.. ما بين تكرار "روايته الخيالية" والوصول للنقطة 40
09-08-2016, 10:24 AM



لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين، إحراز ليستر سيتي، لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، حيث كانت مكاتب المراهنات، تشير إلى أن حظوظ الفريق في التفوق على البقية مع نهاية الموسم، تبلغ 1 إلى 5000، لكن ومع بداية المنافسات، بدأ النقاد يراجعون أنفسهم، لا سيما وأن الفريق الأزرق، اتبع أساليب فنية كلاسيكية، كانت في طي النسيان، وأعادها المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، إلى الواجهة مرة أخرى.

وانتهج ليستر سيتي، الموسم الماضي، طريقة اللعب (4ـ4ـ2)، التي لم تكن محبوبة لدى الفرق الراغبة في المنافسة، وحافظ على تشكيلته الأساسية في أغلب مباريات الدوري، كونه لا ينافس في المسابقات الأوروبية، فجاءت النتائج مذهلة، وأصبح بين ليلة وضحاها منافسًا شرسًا على اللقب، ونجح في تحقيق حلم جماهير النادي بإحراز لقب الدوري للمرة الأولى، في تاريخه، متفوقًا على العمالقة أمثال أرسنال، ومانشستر يونايتد، وتوتنهام هوتسبير، ومانشستر سيتي، ومستغلا الحالة المتردية لفرق أخرى مثل ليفربول وتشيلسي.

ومن المستبعد تمامًا أن يتغير الحال، الموسم الجديد، خصوصًا وأن النادي نجح حتى الآن، في المحافظة على نجومه باستثناء الفرنسي نجولو كانتي، الذي رحل إلى تشيلسي، كما تم تعزيز الصفوف بمجموعة من اللاعبين الجدد الذين ينوون المنافسة على مكان في التشكيل الأساسية، رغم إدراكهم صعوبة المهمة.

وبعد خسارة مباراة درع المجتمع، يوم الأحد أمام مانشستر يونايتد، قال رانييري، إن هدف ليستر سيتي، الموسم المقبل، هو الوصول للنقطة 40، التي تنجيه من الهبوط للدرجة الاولى، وهو نفس تصريحه الموسم الماضي، مذكرًا بأن ليستر ورغم إنجازه الضخم، يبقى منافسًا متواضع الإمكانيات لا يقوى على الاستمرارية.



وتحتوي صفوف الفريق، على أسماء برزت بشدة الموسم الماضي، لعل أهمهما الجناح الجزائري رياض محرز، وهداف الفريق جايمي فاردي، إضافة إلى الحارس الدولي الدنماركي كاسبر شمايكل، وقلب الدفاع الألماني روبرت هوت، ولاعب الوسط الإنجليزي الدولي داني درينكووتر.

لكن ليستر، يبقى متخوفًا من الفراغ الذي أحدثه الجندي المجهول في مشوار الفريق نحو لقب الموسم الماضي، لاعب الوسط المتأخر نجولو كانتي، رغم قيام النادي باستقدام مواطنه نامباليس مندي من نيس.

المدرب

تمكن رانييري من الظفر، بلقب يزين به سيرته الذاتية الخالية من الإنجازات، ويدخل مدرب تشيلسي السابق غمار منافسات الموسم المقبل، دون وجود ضغوطات على كاهله، لأن أحدًا لا يتوقع منه تكرار المفاجأة.

ويبقى رانييري، في نظر المدربين الآخرين، ذلك المدرب التقليدي الذي يعتمد في المقام الأول على علاقته الودية مع لاعبيه، فقد اعتاد مع كل انتصار في الموسم الماضي على دعوة اللاعبين لتناول البيتزا لتعزيز الأجواء الأسرية، كما أنه نادرًا ما ينتقد أداء الفريق العام، ويطالب نجومه دائما بالتحرر من الضغوط والاستمتاع بوجودهم على أرض الملعب.

ووجه رانييري صفعة على خد كل من شكك بقدراته ليقود فريق متواضع إلى قمة الهرم الإنجليزي، ويثبت أيضا أن الاجتهاد والصبر يمنحان النتائج المطلوبة، علمًا بأنه استلم تدريب ليستر سيتي بعد مشوار مخيب مع المنتخب اليوناني، شهد خسارته أمام جزر الفارو.

درب رانييري "65 عامًا" أندية مرموقة في كرة القدم الأوروبية، مثل نابولي، وفيورنتينا، وفالنسيا، وأتلتيكو مدريد، وتشيلسي، وإنتر ميلان، وموناكو، دون أن يتمكن من إحراز اللقب المحلي لأي من هذه الفرق، لهذا السبب يعتبر إنجازه مع ليستر، رواية خيالية ملهمة لكل من يسير على درب الاجتهاد والعمل الجاد بعيدا عن الإحباط واليأس.

وسيحاول رانييري هذا الموسم التخلص من عقبة صغيرة تتمثل في استقالة مساعده وكبير كشافي الفريق ستيف والش إلى إيفرتون، ما يعني أن النادي لن يتمكن من إجراء صفقات كتلك التي حصل من خلالها على لاعبين مغمورين تحولوا فيما بعد إلى نجوم لامعة أمثل فاردي ومحرز وكانتي.



النجم

يحوم الشك في بقاء الجزائري رياض محرز مع ليستر، في ظل سعي مدرب أرسنال أرسين فينجر للحصول على خدماته، ولهذا السبب تتحول الأنظار إلى هداف الفريق جايمي فاردي لقيادة الفريق نحو الانتصارات في المرحلة المقبلة.

ويمثل هذا الموسم، اختبارًا جديًا لقدرة فاردي على الاحتفاظ بزخم الأهداف الذي رافقه الموسم الماضي، خصوصا وأن أحدًا لم يتوقع منافسته على لقب هداف الدوري الممتاز حتى اللحظات الأخيرة (24 هدفا قابل 25 لمهاجم توتنهام هاري كاين).

وشارك فاردي مع المنتخب الإنجليزي في كأس أوروبا 2016 في فرنسا، وسجل هدفًا في مرمى المنتخب الويلزي بالدور الأول، وأصبح علامة بارزة في الكرة الإنجليزية؛ لأن من تابع مسيرته يعلم أنه خاض رحلة شاقة للوصول إلى ما وصل إليه حاليا.

لم يلعب فاردي "29 عامًا" كرة القدم على مستوى المحترفين حتى العام 2012، لكن ذلك لم يمنعه من التأقلم سريعًا على أضواء المناسبات الكبيرة، واستطاع الموسم الماضي أن يحطم الرقم القياسي لعدد المباريات المتتالية التي هز فيها الشباك بالدوري والذي كان مسجلا باسم مهاجم مانشستر يونايتد السابق رود فان نيستلروي.



الصفقة الأبرز

يرى رانييري أنه ورغم العمل الجاد الذي قدمه الياباني شينجي أوكازاكي، كرفيق لفاردي في خط الهجوم، يحتاج الفريق لسلاح أكثر فاعلية في هذه النقطة تحديدًا، ولهذا السبب لم يتأخر ملاك النادي التايلانديين في كسر الرقم القياسي الخاص بالصفقات عند التعاقد مع النيجيري أحمد موسى، القادم من سسكا موسكو الروسي.

وكلف موسى، خزينة ليستر حوالي 16.6 مليون جنيه إسترليني، وهو يتميز بسرعة خارقة في الاختراقات من الأطراف، وتألق في مباراة ليستر الأخيرة في كأس الأبطال الدولية، عندما سجل هدفين في مرمى برشلونة الإسباني (2-4).

ومن شأن وجود موسى في الملعب، أن يمنح فاردي السريع أيضًا حرية أكبر في الحركة والتحرر من المراقبين، ما يعزز قوة الفريق الهجومية المعتمدة على المرتدات السريعة.

وبرز موسى مع مننتخب بلاده في كأس العالم تحت 20 سنة العام 2011 ، عندما سجل 3 أهداف في 5 مباريات، وكانت أفضل مبارياته على صعيد المنتخب الأول في كأس العالم 2014 عندما هز شباك الأرجنتين مرتين (2-3)، علما بأنه ساهم في إحراز نيجيريا لكأس أمم افريقيا العام 2014.



نقاط القوة

الأجواء الأسرية المحيطة بلاعبي ليستر سيتي، تجعلهم وحدة واحدة متماسكة يصعب زعزعتها. كل لاعب الفريق يبذل قصارى حهده من أجل زملائه، وهذه واحدة من التطورات التي أحدثها رانييري في صفوف الفريق، منذ استلام منصبه الصيف الماضي.

الاعتماد على الهجمات الخاطقة، سلاح ليستر لتسجيل الأهداف خصوصًا بوجود فاردي، وموسى، ومحرز، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز الموسم الماضي بفضل 17 هدفًا و11 تمريرة مساعدة، ولا يمكن أيضا إهمال الدور الذي يستطيع الشاب ديميراي جراي المميز بخليط ممتع من المهارة والسرعة.

نقاط الضعف

ليستر سيتي، بات مطالبًا بتغيير أسلوبه الفني بعض الشيء، بعدما صار محفوظًا عن ظهر قلب، خصوصًا وأن تشكيلته الأساسية لم تتغير كثيرًا عن الموسم الماضي، ويحتاج رانييري أيضًا لاتباع سياسة المداورة في المسابقات المحلية، نظرًا لمشاركة الفريق في مسابقة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وهي المهمة التي يتطلع إليها أنصار الفريق بفارغ الصبر.

بطاقة ليستر سيتي

الكنية: "ذا فوكسز" (الذئاب)
سنة التأسيس: 1884
الملعب: كينغ باور ستاديوم (32 ألف متفرج)
رئيس النادي: فيتشاي سريفادانابراباه
المدرب: كلاوديو رانييري
ألوان الفريق الأساسية: الأزرق الكامل

الألقاب:
الدوري الإنجليزي: لقب واحد
كأس الرابطة الإنجليزية: 3 ألقاب
درع المجتمع: لقب واحد