"المقاومة وجذور الثورة الاسلامية" لــ: الستير كروك
30-05-2009, 06:55 PM
المقاومة وجذور الثورة الاسلامية

لــ: الستير كروك
عرض: احمد مختار المالك






يبحث الستير كروك في كنابه الجديد(المقاومة و جذورالثورة الاسلامية) جذور الحركات والأحزاب الإسلامية المسلحة في بلدان كمصر والعراق ولبنان وإيران الى يومنا الحاضر. ويرسم الصراع بين العالم الغربي والإسلامي الذي امتد لعقود كصراع بين منظمتين مختلفتين من الأفكار. تقابل فيها القيم الغربية في الليبرالية والحرية الشخصية إزاء الدين قيم العالم الإسلامي التي تعتبر الدين نظاما متساميا فوق القيم الدنيوية للسياسة والربح الفردي.
ويرجع كروك تاريخ هذا الصراع الى حقبة زمنية تمتد لأكثر من خمس مئة سنة, لكنه برز الى الواجهة مرة أخرى اثر هاجس التحولات الاجتماعية والتطهير العرقي والعزل السياسي والمذابح التي جاءت كنتيجة مباشرة لتصدير التجربة الغربية ووجهة نظرها في الاقتصاد والسوق الحرة والحياة دون التزام سياسي واجتماعي الى المجتمعات الإسلامية.إضافة الى التداعيات السلبية التي عكسها فرض المنظومة العلمانية والغربية على تركيا وقسوة بنائها.
فالمقاومة الإسلامية هي تجسيد للرفض العارم الذي يتدفق بعمق داخل المجتمعات الإسلامية لاسيما بعد تعرضها لضغوط القوى الغربية التي تتنافس لإحداث تغيرات جذرية على قيم العالم الإسلامي التقليدية.والمقاومة أيضا هي محاولات إعادة رسم الخارطة السياسية والثقافية. حيث تعمل الحركات(الإسلامية) كأدوات للتعبئة السياسية التي تدعو اليها المجتمعات الإسلامية والتي تقف بالضد من خيارات الحياة الفردية التي تميز المقاربة الغربية.
وينوه الكاتب الى أن القراءة الخاطئة للغرب لهذه الأحداث تغذي من الغضب العميق الجذور لدى المسلمين.حيث يلخص الغرب ما يجري في العالم الإسلامي غلى انه "صراع من اجل السلطة والغلبة". ويوضح كروك أن المشهد مختلف لأنه يرى للإسلام "وجهة نظر متميزة حول لسلوك البشري إضافة الى عرضها منهج بديل لتفكير الإنسان ومكانته في النظام الكوني وكذلك سلوكه تجاه الآخرين ومكانته في المجتمع ومراتب الحاجات المادية وإدارة السياسة".
ويعتقد المؤلف أن الغرب يفاقم من سوء الفهم بمحاولة تشكيل جواب موحد عن حركات إسلامية مختلفة. لان الغرب لا يميز بين حركات , كحركة حماس وحزب الله , تعمل في إطار قطري من تلك التي تتبنى فلسفة أممية كمجاميع تنظيم القاعدة. ويرى كروك أن فشل الغرب في التمييز بين هذه الحركات شدد من أزر المجموعات المتطرفة على حساب المعتدلة منها.
والمقاومة المسلحة في نظر كروك هي نتيجة نهائية للتباعد بين الإسلام والغرب.حيث المواجهة هي رد فعل متأصل للمجتمعات التي تتعرض للاعتداء من قوى معادية تحاول فرض إرادتها وثقافتها. وهو مشهد يتكرر و بأوضاع مشابهة عبر تاريخ الشعوب ومجتمعاتها.
ويصف الكاتب الحركات الإسلامية بأنها ما زالت في مراحلها الأولى من عمرها وستمر بمراحل من التوسع والانكماش ومن ثم التغيير.ويعتمد نجاح هذه الحركات وفشلها على "مقوم قدرتها لمنح بديل اجتماعي ورؤية اقتصادية واضحين للمحرومين والفقراء من مجتمعاتها عن تلك في النموذج الغربي ".
يجسد الكتاب وهو احد الكتب المفيدة والمهمة في الموضوع رغبة غربية قوية لفهم المقاومة الإسلامية المسلحة. كما يمنح تقييم واقعي لأكثر الظواهر العالمية جدلا منذ ابتدأ العالم بالبحث عن أسباب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة وما تلاها من العمليات. حيث استدعت التداعيات فهم جديد لمعضلة الشرق الأوسط.
الكتاب الذي جاء في حوالي 280 صفحة يختصر تاريخ المواجهات بين الشرق والغرب ويوجه الانتباه إلى الفجوة المتعاظمة بين العالمين.كما انه يرسم مشهدا للثورة الإسلامية وحركاتها المختلفة . ويسلط الضوء على النظام الفكري لمنظمات كحماس وحزب الله.
وكروك هو مفكر قدير وعميل سابق للمخابرات البريطانية الخارجية وظف خدمته السابقة في تفسير الحركات المسلحة في الشرق الأوسط للغرب.كما عمل في فلسطين ومستشار للمفوض الأوربي خافير سولانا. ويدير "منتدى النزاع" الذي مقره بيروت من اجل التشارك والاستماع إلى الإسلاميين لمجادلة الغربيين.