مفهوم الحوار عند فيلسوف الصوفية محي الدين ابن عربي
05-10-2012, 09:23 AM
ولقد شهد تاريخ أمتنا إبان الاجتياح الصليبي ( 489 – 690 ه.1096 – 1291 م) لوطننا دعوة تشبهها هذه الدعوة التي يدعو إليها جارودي ذلك عندما دعا فيلسوف الصوفية ( محي الدين بن عربي ) ( 560 – 638 ه.1165 – 1240 م) إلى تمييع الحدود وإزالة الفروق وفتح القلوب لكل المعتقدات بل والى الدين الواحد المؤسس على الاعتقاد الواحد - الجامع لمختلف المعتقدات – وصاغ – ابن عربي - تلك الدعوة شعر قال فيه
عقد الخلائق في الالاه عقائدا *** وأنا أعتقدت جميع ما عقدوه
وقال أيضا
قد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي *** إذا لم يكن ديني إلى ديني داني
وقد صار قلبي قابلا كل صورة *** فمر تعني لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبت طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدسن الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ومع أننا لا نتهم ابن عربي بالتساهل مع الاجتياح الصليبي للأمة لأنه قد طلب من السلاجقة الجهاد ضد الصليبين ولا ندعو إلى الوقوف مع كتابات ابن عربي عند ظواهر دلالات الألفاظ فما قاصد الرجل في أغلب الأحيان تتجاوز المعارف عليه من المصطلحات والكلمات لكننا نقول إن جماهير الأمة لو أخذت بالمفهوم المتعارف عليه من مذهب ابن عربي هذا لضعفت مناعتها وانفتحت في حصون مقاومتها العقدية والفكرية والحضارية الثغرات والثغرات ولذلك كان ابن تيمية ( 661 – 728 ه- 1263 – 1328 م) – وليس ابن عربي – هو رجل المرحلة الذي حمل سيفه مجاهدا بالسنان وبين قوى وجحافل الاجتياح الصليبي والتتاري حتى لقد جعل من ذلك عنوانا لأحد كتبه فسماه : " اقتضاء الصراط المستقيم : مخالفة أهل الجحيم " ؟
فالتعددية المؤسسة على الخصوصيات هي الأصل والقاعدة والقانون وفي حقب الاستضعاف وفي مواجهة جحافل الاجتياح يجب الاهتمام بالفروق أكثر من الأشباه والنظائر في العلاقة بين القاهرين والمقهورين المستضعفين أما فتح العقول والقلوب والحمى الفكري لمذاهب الغزاة وخصوصيات الآخرين بدعوى وحدة العقائد وانتفاء تفوقنا العقدي فانه المقدمة للهزيمة النفسية المكرسة للهزائم الأخرى...فالاعتقاد في التفوق العقدي – فضلا عن انه هو الحق الذي نؤمن به هو أفعل حوافز الأمة إلى الجهاد.
عن مجلة العربي / الدكتور محمد عماره