خـــروف للــــــــــعــــيـــد
27-12-2006, 07:15 AM
خــروف للـعـيـد
coup de soleil



تفصلنا أيام قليلة جذا عن عيد الأضحى المبارك وموح لما يشتري خروف العيد .
عيون أولاده مسمرة على خروف عمهم الذي يتقاسم معهم البيت، وأبناء بركة لا يتركون أبناء عمهم يداعبون أو يقتربون من خروفهم المربوط في سطح الدار ويقولون لهم أنظروا إليه من بعيد ولا تلمسوه.

لأول مرة يفعلها بركة ويشتري خروف العيد وحده. في السنوات الماضية كانا يذهبان إلى السوق مصطحبين الولدين الكبيرين، يشتريان الخروفين من زريبة واحدة ، نفس الثمن ، نفس المواصفات ويتقاسمان ثمن عربة النقل، لكن هذه السنة لم يعرف موح ماذا جرى ؟؟ ابتلع الغصة وقال في نفسه أكيد هذا من كيد النساء!!
لما رأى موح الخروف هز رأسه وقال لأخيه لا تتركه في الشمس .لم يشأ أن يهنئه وأرجأ ذلك إلى المساء حيث يلتقيان كل يوم على سطح البيت ، يفتحان قنينة ويحتسيان كؤوس نبيد رخيص، يتبادلان أخبار الحارة والمدينة وفي وسط السهرة اعتذر موح عن مواصلة الشرب بحجة مزاجه المعكر ولما أحس أن الخمر سرت في رأس بركة قال:
ـ مبروك عليك خروف العيد بكم اشتريته؟
ـ الأعياد غالية هذه السنة ، مليون .
ـ ذلك القط بمليون، تعجلت يا أخي !!
ـ لولا شقيقة زوجتي ذلك القط محال ألحقه.
ـ ولماذا تركته مربوطا في الشمس طول النهار ؟؟
ـ وأنت متى تشتري؟
ـ آه .. ربما غدا!!
…………….
وتستمر السهرة في مناقشة حول دوري كرة القدم وأشياء أخرى إلى أن تعتع السكر بركة فانصرفا إلى النوم .
استيقظ موح باكرا أو قل أنه لم ينم قط . أخذ خروف بركة إلى السوق. باعه لأول قادم. اشترى جديا أسودا بنصف المبلغ واحتفظ بالباقي في جيبه. عاد على جناح السرعة إلى البيت . ربط الجدي في نفس مكان الخروف وذهب إلى غرفته لينام.
استيقظ بركة على صياح الجدي وقال في نفسه حمدا لله موح اشترى العيد..
وقبل أن يكمل الحمد فاجئه صوت أولاده:
ـ بركة ، بركة خروفنا أصبح جديا ؟
ركض الأطفال في الدرج المفضي إلى السطح لاحقا بهم بركة متخطيا الدرجات مثنى وثلاث ليجد نفسه وجها لوجه مع جدي أسود ممصوص، وقال لقد فعلها موح!!
اطلق العنان لصوته بالنداء والصراخ: موح .. يا موح .. موح!!
استيقظ موح متثاقلا جارا رجليه في نعل مهترئ :
ـ ماذا عندك ؟ ماذا تريد ؟ ألا تتركنا ننام أم أنك بت مع المؤذن؟؟
ويصرخ بركة في وجهه ملوحا بيديه:
ـ ماذا فعلت بالخروف ؟ اصعد إلى هنا ؟
صعد موح درجات السلم متثائبا فاركا عيونه من النعاس، وعندما رأى الجدي شهق شهقة كمن لدغته حية وقال :
ـ آه مسكين ! احترق . ظل طول النهار في الشمس. لقد حذرتك من الشمس . الخروف أخذ ضربة شمس : c’est un coup de soleil هذا ، هذا شيء ظاهر !!
ـ آه .. .. coup de soleil هذه ضربة شمس أم ضربة عين .هذه ضربة موح !!
مواضيع العضو مشاركات العضو
من مواضيعي 0 هل قتل العلوج صدام حسين أم ..؟؟
0 يـــومــيــات حــــلاب
0 خـــروف للــــــــــعــــيـــد